محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بطرس الرسول الأولى: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
آية 1:- أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ.
الشُّيُوخِ
= هي أصلا بريسفيتيروس وتعني الأساقفة والكهنة وهكذا ترجمت في (أع 17:20) بالقسوس وفي (أع 28:20) بالأساقفة والكنيسة الأولى كانت كثيرا ما تطلق لفظ مشترك على الأساقفة والكهنة (راجع تفسير يع5: 14). الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ = ولم يقل الرئيس عليهم كما يقول البعض، ولاحظ أنه يوجه كلامه لأساقفة الكنائس وليس لبقية الإثني عشر.والشاهد لآلام المسيح = أولًا بعينيه ثم الآن بقبوله الآلام في خدمته وشريك المجد العتيد = فمن يتألم مع يسوع يتمجد أيضًا معه (رو 17:8).
آية 2:- ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ.
لأن الرعية هي رعية الله فهي رعية ثمينة، من يهلكها يهين الله نفسه ومن يهتم بها يكون قد قدم الخدمة لصاحب الرعية نفسه.
نظارا = أي ابيسكوبوس `epickopoc (أساقفة) وهي الدرجة الرسولية للقديس بطرس ولكل الرسل وخلفائهم من الأساقفة. ولكن المعنى اللغوي لكلمة "نُظَّارًا" يعني يرقب المشهد من فوق أي على الأساقفة أن تكون لهم الأعين المفتوحة بحذر وحكمة لتوجيه الرعية لا عن اضطرار بل بالاختيار = مقتنعين بخدمتهم يخدمون بفرح، لا ينظرون للخدمة على أنها حمل ثقيل ملزمين به، بل بفرح يخدمون أبيهم السماوي. ولا ربح قبيح = بل بقناعة. ويضاف للربح القبيح محبة المديح والشهرة والذات.
آية 3:- وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ.
لا كمن يسود على الأنصبة = لا يتطلع الراعي إلى الرعية كنصيب له فيستولي عليها ويسيطر عليها بل يحبها ويخدمها. بل صائرون أمثلة للرعية في حياتكم وسلوككم وتصرفاتكم، كونوا عظة حيَّة حتى لا تضل الرعية.
آية 4:- وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى.
من كان امينا في خدمة رئيس الرعاة ينال مجدًا أبديًا.
آية 5:- كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».
يطالب الرسول الأحداث بالخضوع للشيوخ = الرعاة، فالرسول يعرف حمية الشباب لذلك يدعوهم للمحبة والتعاون والخضوع.
تَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ
= فالاتضاع هو الثوب الذي تحتشم به النفس البشرية فلا يظهر خزيها وعارها. ويظهر الاتضاع خلال الطاعة والخضوع بعضنا البعض، فكم بالأكثر يليق بنا أن نخضع لمن اختارهم الرب لرعايتنا روحيا (عب 17:13). والخضوع بعضنا لبعض هو طريق الامتلاء من الروح القدس (أف5: 18 – 21).اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ
= (يع6:4).
آية 6:- فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ.
تقبل تأديب الرب وما يجري في حياتك دون تذمر، ومن يعتبر أنه كان يستحق أفضل في حياته فهذا كبرياء. ومن يتواضع شاعرًا أنه لا يستحق شيء يرفعه الله (كما قال بطرس نفسه لرب المجد أخرج يا رب من سفينتي فأنا رجل خاطئ - أي لا أستحق وجودك في سفينتي).
آية 7:- مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.
ملقين كل همكم عليه = في ضيقكم وتجربتكم وحاجتكم، الله دائمًا يشترك معنا في كل شيء، واستسلامنا للهموم في كل ضيقة يحزن الله ويهينه، فلماذا نشك في إخلاصه ومحبته، وكيف يحكم أهل العالم على الله إن رأوا أولاده وقد أحنى الهم ظهورهم. نحن إما أن نكون مؤمنين حقيقيين نجذب الآخرين للمسيح أو ننفرهم منه. من يلقي همه على الله سيعيش في سلام مهما كانت ضيقاته واثقًا في محبة إلهه.
آيات 9،8:- اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ.
إبليس = أي المفتري على الله ظلمًا أمام الناس، وعلى الناس أمام الله.
خصمكم = فهو المقاوم والعدو في ساحة القضاء، هو المشتكي على الإخوة.
إخوتكم الذين في العالم = المشتتين في العالم ويجاهدون معكم في نفس الطريق.
كَأَسَدٍ زَائِرٍ
= فهو خصم عنيف.. كأسد زائر (من صوت الزئير) . هو يعادي الله وبالتالي يعادي أولاده، يحسدنا لأننا أخذنا مكانه في السماء ومع هذا كله فليس له سلطان علينا ما لم نستسلم نحن له بإرادتنا.. هو يخدع لكنه لا يُلزم ولا يجبر أحد، فهو لا سلطان له علينا لذلك يكتفي بالزئير، وجاء في الترجمة الانجليزية للآية ( إر 46: 17 ) إن فرعون وهو رمز للشيطان لا قوة له سوى أنه صوت مزعج he is but a noise . ولا يستطيع أن يبلع إلا من يذهب إليه برجليه. المسيح قيده في سلاسل (رؤ 3:20)، فلا يستطيع أن يقترب منا، إن لم نذهب نحن إليه، ونقبل من يده ما يقدمه من خطايا ولذات وإرضاء شهوات، أو من يَرْهَب صوت زئيره، وتخويفه، وكذبه وإفتراءاته على الله ، وبأنه قادر أن يضرنا، ولكي نصدق فإنه يثير أمامنا بعض المشاكل. فمن يرهبه ويصدقه فيرتد عن طريق التوبة طريق الله، عندئذ يستعبد من يقبل ويذهب له.... ولنذكر:-1- الشياطين لم تستطع الدخول في الخنازير إلا بإذن من المسيح (مت 28:8-34).
2. لم تستطع الشياطين أن تحارب أيوب إلا بإذن من الله وبقدر ما سمح به الله. إذن هو لا سلطان له علينا، بل هو لا يستطيع إلا أن يعرض عليك أفكارا ويصور لك كاذبا أنه قوي وأنك ضعيف، لذلك فسلاحنا الأول ضده هو الإيمان = فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ = لا تستسلموا لإغراءاته ولا تهديده بل آمنوا وأصرخوا لله واثقين أن المسيح قادر أن يبيده بنفخة فمه. وهذا يختبره أولاد الله إذ يصرخون بإيمان حين تهاجمهم الأفكار الخاطئة، يصرخون باسم المسيح فتتبدد الأفكار الخاطئة المزعجة. وبعلامة الصليب يفر الشياطين مذعورين. إن الشيطان ما فقده من قوة بالصليب يعوضه بالزئير، فلا تصدقه، فهو عدو مهزوم (يو 11:16) والشيطان يحاربنا بإثارة شهوات الجسد، لذلك علينا أن نهرب من كل ما يثير فينا شهوات الجسد. ولا ننسى أن الروح القدس الذي فينا يعمل على إسكات الشهوة، بل هو يحول الشهوة التي فينا إلى شهوة مقدسة فيها نشتاق لله ونحبه، ويكون لنا هذا فرحا حقيقيا. ولنذكر أن لنا سلاح أساسي هو الإيمان (أف 16:6) + (1يو 5،4:5) ولنذكر أن تهاوننا في جهادنا هو الذي يجعلنا نتصور أن الشيطان أقوى منا. فجهادنا في الصلاة والتسبيح والبعد عن الخطايا يملأنا من الروح القدس "روح القوة".
عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ
= من حروب الشيطان المعروفة ضدنا أنه متى وقع أحدنا في تجربة، يوسوس له الشيطان أن هذه قسوة من الله وأن الله يكرهه... والرسول هنا يقول أما ترون أن ما يحدث لكم يحدث لكل الناس، فهل الله كاره لكل الناس!! وصوت إبليس في التشكيك يكون كصوت زئير وإذا صدقناه وتخاصمنا مع الله الذي سمح بالتجربة يبتلعنا إبليس.فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ
= الإيمان بأن الله صانع خيرات وأن الآلام التي سمح بها، سمح بها كأب يؤدب أولاده (عب12: 6) .
آيات 11، 10:- وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
الله الذي دعانا لمجده الأبدي= لا يمكن أن يقدم الدعوة بغير إمكانية البلوغ، إنما ترافقها إمكانية إلهية عملية = يكملكم ويثبتكم ويقويكم.
يسيرا = هذه مثل خفة ضيقتنا الوقتية (2 كو 17:4) وهي يسيرة وخفيفة بالنسبة للمجد المُعَد لنا، وهي يسيرة وخفيفة لأننا نستحق أكثر كثيرًا جدًا بسبب خطايانا. بالإضافة لمدتها، فمدة الضيقة محدودة أما المجد فأبدي أضف لذلك معونة الله وتعزياته مما يجعل الآلام خفيفة.
آية 12:- بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ، كَمَا أَظُنُّ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ وَاعِظًا وَشَاهِدًا، أَنَّ هذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي فِيهَا تَقُومُونَ.
أظن = في أصلها اليوناني لا تحمل الشك بل اليقين.
فيها تقومون = إذًا هذه الرسالة لا ليفهموها نظريا بل فيها يقومون أي يعيشون ويحيون بواسطة نعمة الله الحقيقية.
آية 13:- تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي.
بابل = راجع المقدمة.
التي في بابل = الكنيسة التي في بابل المختارة معكم.
مرقس ابني = هذا فيض حب من بطرس نحو مرقس ويقول ابني نظرا لفارق السن، وكانت زوجة بطرس الرسول هي بنت عم والد مرقس الرسول. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان القديس بطرس يتردد كثيرًا على بيت مارمرقس.
آية 14:- سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ. سَلاَمٌ لَكُمْ جَمِيعِكُمُ الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. آمِينَ.
سلام لكم = في (1 بط 2:1) بدأ بالسلام، وها هو ينهى رسالته به، وما بينهما كتب عن الآلام والتجارب التي يعانى منها المؤمنين، وهذا نفهم منه أنه يمكننا أن نحيا في سلام وسط الضيقات والتجارب.
بقبلة المحبة = كما يقول الشماس في صلاة الصلح قبلوا بعضكم، وكانت هذه عادة الكنيسة الأولى (رو 16:16) + (1 كو 20:16) + (2 كو 12:13).
← تفاسير أصحاحات بطرس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير بطرس الأولى 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vv8d24f