محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ناحوم: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15
آية (1): "وَحْيٌ عَلَى نِينَوَى. سِفْرُ رُؤْيَا نَاحُومَ الأَلْقُوشِيِّ."
وحي على نينوى = كلمة وحي تعني حمل. فهذه نبوة ثقيلة. وحملًا ثقيلًا متعبًا لنينوى. لما تابوا قديمًا بمناداة يونان عفا الله عنهم، ولكنهم سرعان ما ارتدوا فأرسل الله لهم هذه النبوة الثقيلة.
الآيات (2-7): "اَلرَّبُّ إِلهٌ غَيُورٌ وَمُنْتَقِمٌ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ وَذُو سَخَطٍ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ مِن مُبْغِضِيهِ وَحَافِظٌ غَضَبَهُ علَى أَعْدَائِهِ. الرَّبُّ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَعَظِيمُ الْقُدْرَةِ، وَلكِنَّهُ لاَ يُبَرِّئُ الْبَتَّةَ. الرَّبُّ فِي الزَّوْبَعَةِ، وَفِي الْعَاصِفِ طَرِيقُهُ، وَالسَّحَابُ غُبَارُ رِجْلَيْهِ. يَنْتَهِرُ الْبَحْرَ فَيُنَشِّفُهُ وَيُجَفِّفُ جَمِيعَ الأَنْهَارِ. يَذْبُلُ بَاشَانُ وَالْكَرْمَلُ، وَزَهْرُ لُبْنَانَ يَذْبُلُ. اَلْجِبَالُ تَرْجُفُ مِنْهُ، وَالتِّلاَلُ تَذُوبُ، وَالأَرْضُ تُرْفَعُ مِنْ وَجْهِهِ، وَالْعَالَمُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهِ. مَنْ يَقِفُ أَمَامَ سَخَطِهِ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي حُمُوِّ غَضَبِهِ؟ غَيْظُهُ يَنْسَكِبُ كَالنَّارِ، وَالصُّخُورُ تَنْهَدِمُ مِنْهُ. صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ."
نينوى لم تعرف الله الذي يرسل لها هذه النبوة. ولذلك قيل لها هنا من هو الله، وما هي قدراته التي تبعث الفزع في الأشرار، والطمأنينة للأبرار. فالله سور من نار يحيط بشعبه ليحميهم وينير لهم. وهو نار تحرق أعدائهم. هو إله غيور ومنتقم = غيور على كرامته وعلى شعبه. ومنتقم من أعدائه كنينوى لأنها أصبحت مدينة شريرة. وهو ذُو سَخَطٍ = فهو قدوس لا يحتمل الشر. وَمُنْتَقِمٌ مِن مُبْغِضِيهِ = أي أنه يعتزم أن يحاسب من يسيئون إليه ولكنه في (3) بطئ الغضب = هو ليس كالإنسان، فالإنسان لا يستطيع كبح غيظه، إنما الله يطيل أناته لعل طول أناته تقتادنا للتوبة. ولكنه لا يبرئ البتة = أي لا يبرئ الأشرار الذين يصرون على خطاياهم، وهذه فيها رد على من يتصور أن بطء غضب الله معناه أنه يتسامح في الخطأ، فيتمادَى فيه. أما الشرير لو رجع عن شره سيجد الله رحيمًا به. وهو عظيم القدرة. وهنا يعطي تصوير من واقع الطبيعة التي يعرفونها ليتصوروا قدرات الله فهو فِي الزَّوْبَعَةِ وَالْعَاصِفِ = أي هو الذي يتحكم فيها، فهل تقف أمامه قوة أشور. والسحاب غبار رجليه = هو يطأه ويسير عليه. إذًا هو أعلى منه. فهل يطوله ملك أشور. وفي (4) ينتهر البحر فينشفه = فهكذا فعل أمام موسى في البحر الأحمر وأمام يشوع في نهر الأردن. ويجفف جميع الأنهار = الأنهار هي مصدر خيرات الشعوب فلو جفت لهلكت الشعوب. فماذا يصنع ملك أشور لو جفت أنهاره. يذبل باشان والكرمل وزهر لبنان يذبل = فإن ظن ملك أشور أن عاصمته جميلة كزهور لبنان وأن خيراته كثيرة كمراعي باشان الخضراء فالله قادر أن يجعل الكل يذبل ويذهب عنه جماله. وفي (5) الجبال القوية الثابتة ترجف أمامه (تَرْجُفُ مِنْهُ). وَالتِّلاَلُ تَذُوبُ = هذا ما يرونه في الزلازل والبراكين فهل يثبت ملك أشور. والأرض ترفع من وجهه = هذا ما سيحدث في نهاية الأيام حين تزول السماء والأرض. ولكن في الوقت الحالي فالمعنى حسب الترجمات الأخرى فإن الأرض تحترق وتخرب كما حدث في سدوم وعمورة. وفي (6) من يقف أمام سخطه = فإلهنا نار آكلة تحرق الخطاة. وفي (7) أما بالنسبة للمتوكلين عليه كأحباء وأبناء فهو يعرفهم (يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ) ويحرص على سلامتهم وراحتهم. وبنفس قدراته على أن يرعب الأشرار فهو قادر أن يكون حصنًا للأبرار في يوم ضيقهم (حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ) "اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" (أم 18: 10).
آية (8): "وَلكِنْ بِطُوفَانٍ عَابِرٍ يَصْنَعُ هَلاَكًا تَامًّا لِمَوْضِعِهَا، وَأَعْدَاؤُهُ يَتْبَعُهُمْ ظَلاَمٌ."
بطوفان عابر يصنع هلاكًا تامًا لموضعها = قد يكون المعنى أن جيش بابل في هجومه على نينوى سيكون كالطوفان يكتسح أمامه كل شيء. لكن هذه تعتبر نبوة عجيبة وواضحة عما حدث في خلال غزو بابل لنينوى، مما يظهر قدرات الله السابق شرحها وأنه هو المتحكم في الطبيعة وحده. فأثناء حصار بابل لنينوى حدث طوفان عظيم لنهر دجلة، واستولى البابليون على سدود الأنهار وحطموها فاندفعت المياه كالطوفان وأسقطت أسوار نينوى المنيعة (أسوار نينوى = راجع سفر يونان) مما سهل دخول البابليين للمدينة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وأعداؤه يتبعهم ظلام = أعداء الله يتبعهم ظلام، فهم بعداوتهم له فقدوا النور، لأن الله نور، لذلك هم يتخبطون.
الآيات (9-15): "مَاذَا تَفْتَكِرُونَ عَلَى الرَّبِّ؟ هُوَ صَانِعٌ هَلاَكًا تَامًّا. لاَ يَقُومُ الضِّيقُ مَرَّتَيْنِ. فَإِنَّهُمْ وَهُمْ مُشْتَبِكُونَ مِثْلَ الشَّوْكِ، وَسَكْرَانُونَ كَمِنْ خَمْرِهِمْ، يُؤْكَلُونَ كَالْقَشِّ الْيَابِسِ بِالْكَمَالِ. مِنْكِ خَرَجَ الْمُفْتَكِرُ عَلَى الرَّبِّ شَرًّا، الْمُشِيرُ بِالْهَلاَكِ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «إِنْ كَانُوا سَالِمِينَ وَكَثِيرِينَ هكَذَا، فَهكَذَا يُجَزُّونَ فَيَعْبُرُ. أَذْلَلْتُكِ. لاَ أُذِلُّكِ ثَانِيَةً. وَالآنَ أَكْسِرُ نِيرَهُ عَنْكِ وَأَقْطَعُ رُبُطَكِ». وَلكِنْ قَدْ أَوْصَى عَنْكَ الرَّبُّ: «لاَ يُزْرَعُ مِنِ اسْمِكَ فِي مَا بَعْدُ. إِنِّي أَقْطَعُ مِنْ بَيْتِ إِلهِكَ التَّمَاثِيلَ الْمَنْحُوتَةَ وَالْمَسْبُوكَةَ. أَجْعَلُهُ قَبْرَكَ، لأَنَّكَ صِرْتَ حَقِيرًا». هُوَذَا عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَا مُبَشِّرٍ مُنَادٍ بِالسَّلاَمِ! عَيِّدِي يَا يَهُوذَا أَعْيَادَكِ. أَوْفِي نُذُورَكِ، فَإِنَّهُ لاَ يَعُودُ يَعْبُرُ فِيكِ أَيْضًا الْمُهْلِكُ. قَدِ انْقَرَضَ كُلُّهُ."
هذه الآيات تشير لهلاك جيش أشور تحت قيادة سنحاريب. وهنا يعتبرها النبي درسًا ورمزًا لخرابها النهائي (راجع القصة في أش36،37).
ماذا تفتكرون على الرب
= أنها حماقة شديدة منكم أن تتآمروا على الله كأنكم قادرين على أن تتفوقوا
على الحكمة الإلهية (مز1:2، 2) هو صانع هلاكًا تامًا = ولأن الهلاك
تام فلا داعي لأن يقوم الضيق مرتين. فبعد الضيق الذي ينتهي بالهلاك
التام لا معنى لضيق آخر. وهذا ما حدث في ليلة هلاك الـ185,000 من جيش أشور.
وفي (10) هم مشتبكون مثل الشوك = الشوك مُفْسِد للزروع الصالحة،
وهم اجتمعوا حول أورشليم (بقيادة سنحاريب) ليدمروا ويفسدوا زرع الله أي
شعبه (1كو6:3-9) ويدمروا أورشليم حقل الله. هم تشابكوا واتحدوا ليخربوا شعب
الله، لكن الله سمح لهم بهذا التشابك والتجمع، ليحرقهم ويهلكهم كحزمة شوك
جمعوها ليحرقوها. وهذا سيكرره الله ثانية ولكن في داخل مدينتهم نينوى فالله
سيجمعهم داخلها، أيضًا كحزمة شوك ليحرقها البابليون. وأثناء حصارهم
لأورشليم كانوا سكرانون كمن خمرهم = كانوا كسكارى من نشوة
انتصارهم على بقية الأمم، وظنوا إله أورشليم مثل بقية الآلهة يمكنهم
هزيمته، فتفوهوا بكلمات صعبة ضد الله كسكران يهذي. وهكذا الشياطين هم كشوك
يحاربون شعب الله ليسقطوهم في الخطايا،
ويدبرون
لهم مؤامرات فظيعة تجعلهم
يقعون في تجارب مؤلمة. والله يتركهم يجتمعون كحزمة شوك ليحرقهم دفعة واحدة
في البحيرة المتقدة بالنار. وفي (11) منك خرج المفتكر على الرب شرًا
= في أثناء حصارهم لأورشليم طالما تفوه ملكهم سنحاريب وقائد جيشه ربشاقى
بكلام شرير على الله. وبعد هذا حينما رفضوا التوبة وسخروا من إنذارات الله
كانوا مفتكرين على الرب شرًا. وكل من يفتكر على الرب شرًا أو على شعبه مثل
سنحاريب ويكون مشيرًا بالهلاك لشعب الله (الْمُشِيرُ بِالْهَلاَكِ)، ففي الواقع يكون مشيرًا
بهلاك نفسه (ما نقوله عن أشور ينطبق تمامًا على إبليس وقوات الظلمة) وفي
(12) مهما كان جيش أشور (أو الشياطين) كَثِيرِينَ أو سَالِمِينَ بمعنى أنهم
شاعرين بالاطمئنان وعدم الخوف من إنذارات الله. ولكن هكذا قال الرب
يجزون = كما تجز الحشائش، عندما يعبر الملاك المهلك صاحب
المنجل الحاد (رؤ17:14). ثم يوجه
وفي (15)
بعد أن أعلن عن إنهيار نينوى وجعل معابدها الوثنية قبورًا. ها هو يفتح باب الرجاء لأورشليم الجديدة أي الكنيسة خلال الكرازة بالإنجيل. فلقد أخضع الله الشيطان للكنيسة وجعل لها سلطانًا أن تدوسه بقدميها = هُوَذَا عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَا مُبَشِّرٍ.. بِالسَّلاَمِ = هؤلاء هم التلاميذ الذين جالوا مبشرين بعدما جاء المسيح وقال "سلامي أعطيكم سلامي أترك لكم" وَعَيِّدِي يَا يَهُوذَا أَعْيَادَكِ = الأعياد تعني أفراح، وهذا عمل الروح القدس. فإنه لا يعود يعبر فيك أيضًا المهلك = فالمسيح رآه "ساقطًا مثل البرق" وهذا جزئيًا تحقق بهلاك أشور على أسوار أورشليم ونجاة شعب الله منه. والشيطان صار مقيدًا بلا سلطان علينا.
← تفاسير أصحاحات ناحوم: مقدمة | 1 | 2 | 3
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ناحوم 2 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
مقدمة سفر ناحوم |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4vq87pj