محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ميخا:
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
|
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الآيات (1-7): "قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى مِيخَا الْمُورَشْتِيِّ فِي أَيَّامِ يُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا، الَّذِي رَآهُ عَلَى السَّامِرَةِ وَأُورُشَلِيمَ: اِسْمَعُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ جَمِيعُكُمْ. أَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. وَلْيَكُنِ السَّيِّدُ الرَّبُّ شَاهِدًا عَلَيْكُمُ، السَّيِّدُ مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ. فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ، فَتَذُوبُ الْجِبَالُ تَحْتَهُ، وَتَنْشَقُّ الْوِدْيَانُ كَالشَّمْعِ قُدَّامَ النَّارِ. كَالْمَاءِ الْمُنْصَبِّ فِي مُنْحَدَرٍ. كُلُّ هذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ، وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. مَا هُوَ ذَنْبُ يَعْقُوبَ؟ أَلَيْسَ هُوَ السَّامِرَةَ؟ وَمَا هِيَ مُرْتَفَعَاتُ يَهُوذَا؟ أَلَيْسَتْ هِيَ أُورُشَلِيمَ؟ «فَأَجْعَلُ السَّامِرَةَ خَرِبَةً فِي الْبَرِّيَّةِ، مَغَارِسَ لِلْكُرُومِ، وَأُلْقِي حِجَارَتَهَا إِلَى الْوَادِي، وَأَكْشِفُ أُسُسَهَا. وَجَمِيعُ تَمَاثِيلِهَا الْمَنْحُوتَةِ تُحَطَّمُ، وَكُلُّ أَعْقَارِهَا تُحْرَقُ بِالنَّارِ، وَجَمِيعُ أَصْنَامِهَا أَجْعَلُهَا خَرَابًا، لأَنَّهَا مِنْ عُقْرِ الزَّانِيَةِ جَمَعَتْهَا وَإِلَى عُقْرِ الزَّانِيَةِ تَعُودُ»."
المورشتي = تظهر أنه ولد أو عاش في مورشة جت أو مريشة وكلاهما في يهوذا (غرب أورشليم). فهو نبي من يهوذا. وفي (2) اسمعوا = إذا تكلم الله علينا أن نسمع وننفذ. وعمومًا علينا أن نسمع أكثر مما نتكلم. فحينما نسمع نستفيد، أما كثرة الكلام فلا تخلو من المعصية (يع19:1). إصغي أيتها الأرض وملؤها = أي جميع من فيها. وَالرَّبُّ شَاهِدًا عَلَيْكُمُ = قبل أن يخرب الرب الأرض ها هو يشهد على ذلك نفسه، وكل الشعوب وكل الأرض. وربما تسمع الأرض بسرعة أكثر من هذا الشعب الذي تبلد إحساسه. والله سيشهد بأنه أرسل أنبياءه ليحذرهم، وأنهم نقلوا لهم الإنذار مبكرًا. وبأمانة ولكنهم رفضوا التحذير = [لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكِمت] (مز 51: 4). وسيكون تمام النبوات شاهدًا على احتقارهم إياها، وسيظهر أن كلمة الله لا تسقط أبدًا. من هيكل قدسه = والله يشهد عليهم من سمائه هيكل قدسه، ومن هيكله في أورشليم الذي خرجت منه أقوال الله الحية وشريعته. والآيات (3-6) نبوة بخراب آتٍ على إسرائيل ويهوذا، وقد جاء هذا الخراب سريعًا على إسرائيل، وأتى على يهوذا بعد مدة من الزمان. وفي (3) الرب يخرج = أي يظهر نفسه في تأديباته العظيمة. فمكان الله هو الرحمة والحب، وحين يعاقب ويؤدب فهو يخرج من مكانه. [راجع هو15:5] فالله خرج لكي يؤدب ثم رجع لمكانه منتظرًا أن يطلبوه ليظهر لهم محبته ورحمته من مكانه. وينزل = يشق السموات وينزل لا في رحمته العجيبة بل في أحكام قوية ليؤدب ويمشي على شوامخ الأرض = أي يطأ على كل المرتفعات، أي كل المتكبرين والطغاة وقد تعني المرتفعات أماكن العبادة الوثنية. وفي (4) تذوب الجبال.. قدام النار = إلهنا نار آكلة فمن يستطيع أن يصمد أمامه، حتى لو كان جبلًا سيذوب كالشمع. وعجيب أن تذوب الجبال ولا يذوب قلب هذا الشعب القاسي. وإذا كانت الجبال تذوب أمام الله. فمن الذي يستطيع حماية الشعب من غضبه. تنشق الوديان = تحترق ثمار هذه الوديان، أي تنعدم خيراتهم. وتكون هذه النار الكاسحة لكل شيء أمامها = كالماء المنصب في منحدر. وفي (5) الخطية سبب كل هذه النكبات. وهنا سؤال ما هو ذنب يعقوب؟ أليس هو السامرة = علينا أن نسأل ما سبب الآلام التي تأتي علينا، ما هي الخطية التي وراءها. إذًا لماذا يتألم شعب يعقوب. واضح أنه بسبب ما يصنع في السامرة من خطايا. وبالذات عبادة الأوثان التي هي الزنا الروحي. والسامرة بما أعطاها الله من جمال وغِنَى صارت بارزة وصارت قدوة فأفسدت من حولها إذ أخطأت. الله أعطاها كل خيراتها فنست الله وعبدت الأوثان بل صارت مصدرًا للشرور. ونفس الكلام عن يهوذا = وما هي مرتفعات يهوذا، أليست هي أورشليم = المرتفعات هي أماكن العبادة الوثنية. فهم يفضلون إقامة مذابحهم على المرتفعات. والنبي هنا كابن قرية، رأى فظائع آثام العاصمتين، فقال أنهما منبع كل شر وبؤرة للمعاصي. فأورشليم أيضًا عاصمة جعلها الله فخمة وثرية. ولكنها عَلَّمَتْ من حولها عبادة المرتفعات الوثنية وصارت قدوة سيئة. وفي (6) السامرة نتيجة خطيتها تخرب = خربة في البرية أي كومة خربة وسط حقل، أو كومة حجارة جمعت معًا لكي يطوح بها. مغارس للكروم = كأرض محروثة أعدت لزراعة الكروم فيها وأكشف أسسها = ستهدم المدينة حتى تنكشف أساساتها. وفي (7) التماثيل الوثنية يحرقها الأشوريين ويحطمونها. وكل أعقارها = أي أجرها. والمقصود كل الهدايا التي قدموها لتزيين هياكل أوثانهم (ذهب، فضة، قمح....) فكل ما هو ثمين نهبه الجيش المنتصر والباقي تم حرقه. لأنها من عقر الزانية جمعتها وإلى عقر الزانية تعود = تم تشبيه السامرة بزانية وكان الزنى من فرائض العبادة الوثنية. وكان هناك من ينذرن أنفسهن في هذه الهياكل للزنى. وكن يتقاضين أجرًا مقابل ذلك يعطونه للهيكل فاغتنت الهياكل الوثنية في السامرة من عقر (أجر) الزواني. وأتى جيش أشور المشبه بزانية أخرى، فهو له نفس طقوس عبادة الزنى واستولى على كل ما في هذه الهياكل فكأن أجرة الزانية ذهبت لزانية أخرى. هكذا كل من ينغمس في شهواته وخطاياه فتتبدد كل طاقاته. هنا نرى أن التماثيل الوثنية التي يصرف عليها من عائدات الفجور تحطم وغناها يذهب لأشور.
الآيات (8-16): "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِيًا وَعُرْيَانًا. أَصْنَعُ نَحِيبًا كَبَنَاتِ آوَى، وَنَوْحًا كَرِعَالِ النَّعَامِ. لأَنَّ جِرَاحَاتِهَا عَدِيمَةُ الشِّفَاءِ، لأَنَّهَا قَدْ أَتَتْ إِلَى يَهُوذَا، وَصَلَتْ إِلَى بَابِ شَعْبِي إِلَى أُورُشَلِيمَ. لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ، لاَ تَبْكُوا فِي عَكَّاءَ. تَمَرَّغِي فِي التُّرَابِ فِي بَيْتِ عَفْرَةَ. اُعْبُرِي يَا سَاكِنَةَ شَافِيرَ عُرْيَانَةً وَخَجِلَةً. السَّاكِنَةُ فِي صَانَانَ لاَ تَخْرُجُ. نَوْحُ بَيْتِ هَأَيْصِلَ يَأْخُذُ عِنْدَكُمْ مَقَامَهُ، لأَنَّ السَّاكِنَةَ فِي مَارُوثَ اغْتَمَّتْ لأَجْلِ خَيْرَاتِهَا، لأَنَّ شَرًّا قَدْ نَزَلَ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَى بَابِ أُورُشَلِيمَ. شُدِّي الْمَرْكَبَةَ بِالْجَوَادِ يَا سَاكِنَةَ لاَخِيشَ، هِيَ أَوَّلُ خَطِيَّةٍ لابْنَةِ صِهْيَوْنَ، لأَنَّهُ فِيكِ وُجِدَتْ ذُنُوبُ إِسْرَائِيلَ. لِذلِكَ تُعْطِينَ إِطْلاَقًا لِمُورَشَةِ جَتَّ. تَصِيرُ بُيُوتُ أَكْزِيبَ كَاذِبَةً لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. آتِي إِلَيْكِ أَيْضًا بِالْوَارِثِ يَا سَاكِنَةَ مَرِيشَةَ. يَأْتِي إِلَى عَدُلاَّمَ مَجْدُ إِسْرَائِيلَ. كُونِي قَرْعَاءَ وَجُزِّي مِنْ أَجْلِ بَنِي تَنَعُّمِكِ. وَسِّعِي قَرْعَتَكِ كَالنَّسْرِ، لأَنَّهُمْ قَدِ انْتَفَوْا عَنْكِ."
في (8): من أجل ذلك أنوح وأولول = هنا رأى النبي بروح النبوة جيش أشور بعد أن دمر السامرة أتى ودمر يهوذا. فعمل مناحة على شعبه وقد أحرق سنحاريب ودمر 46 مدينة من يهوذا (سجل سنحاريب ملك أشور هذا في النقوشات الأثرية). إلا أن الله ضربه ضربة رهيبة وهو على أسوار أورشليم (يوم الـ185,000). وهذه الضربة (للـ46 مدينة) كانت بسبب خطايا يهوذا. إذًا لنبكي مع النبي على كل مَنْ لا يزال منغمسًا في خطاياه. وبكاء النبي هنا يظهر مصداقيته ومحبته لشعبه. فبعد أن أراه الله ما سيحدث في رؤيا بكى وسار حَافِيًا وَعُرْيَانًا = علامة للحزن. بل إن صوت بكائه كان مرًا كَبَنَاتِ آوَى، وَ.. رِعَالِ النَّعَامِ = أي بنات النعام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والله كان مضطرًا لهذا التأديب المرعب لأن جراحات يهوذا صارت عديمة الشفاء = كمريض فقدنا الأمل في علاجه بالأقراص، ولزم التدخل الجراحي لبتر المرض. وَصَلَتْ إِلَى بَابِ.. أُورُشَلِيمَ = فسنحاريب حاصر أورشليم ذاتها والوصف الآتي لخراب مدن يهوذا يقدمه ميخا كساكن خارج أورشليم، فهو يقدم وصفًا لما حدث خارجها من دمار لمدن يهوذا. أما إشعياء (إش 28:10-34). فلأنه من سكان أورشليم يقدم وصفًا كمن هو موجود داخل أورشليم ويسمع أن جيش أشور يقترب، متقدمًا من مدينة إلى أخرى، متجهًا صوب أورشليم فيرتعب سكان أورشليم من اقترابهم.
وفي (10) لا تخبروا في جت = جت من بلاد الفلسطينيين. فعليهم أن يكتموا خبر خرابهم عنهم حتى لا يشمت فيهم أعدائهم الفلسطينيين. لا تبكوا في عكاء = حتى لا يشمت فيكم أعداءكم. ومن (10-15) يذكر النبي بعض المدن التي تعرضت لخراب جيش أشور. ويقول لكل مدينة شيء يناسب اسمها كعلامة للحزن.
بيت عفرة = بيت التراب. يقول لها تمرغي في التراب كعلامة حزن. ونحن لنتضع لنصل حتى إلى التراب، لئلا يأتي علينا غضب الله.
شافير = جميل. يقول لها أنها ستهرب عارية وخجلة (عُرْيَانَةً وَخَجِلَةً). فجمالها كان لسكنى الله فيها. ونحن لننسى جمالنا ولنتكل على بر الله. والخطية تفضح.
صانان = الخروج ويقول لها أنها لن تستطيع الخروج للرعي والزراعة (لاَ تَخْرُجُ) فهم محاصرون.
بيت هأيصل = مدينة منيعة لها مقام. ويقول لها أن العدو سيكون مقامه عندها (يَأْخُذُ عِنْدَكُمْ مَقَامَهُ) أي احتلال. فلتتب وتنوح لعل الله يرحمها.
ماروث = مرارة. ويقول لها اغتمت وحزنت لما فعله بها جيش أشور.
لاخيش = سريعة. ويقول لها شدي المركبة بالجواد (جواد = راكيش بالعبري) أي استعدي للهرب سريعًا من وجه العدو. هي أول خطية لإبنة صهيون.هذه تفهم بطريقتين [1] كانت لاخيش مجاورة لمملكة إسرائيل. وهم أول من نقل ليهوذا العبادة الوثنية = لأنه فيك وجدت ذنوب إسرائيل = هي نقلت ذنوب إسرائيل أولًا. [2] اشتهرت لاخيش بتجارة المركبات الحربية. والخطأ أن شعب الله يتصور أن قوته في آلات الحرب [والله لا يؤْثِر قوة الفَرَس] (مز10:147) فالله يحمي شعبه، وإذا رفع عنهم حمايته بسبب خطاياهم لن تنفعهم قوتهم العسكرية ولا أموالهم ولا أي إنسان. والنبي هنا يستنكر اهتمام يهوذا بالمركبات العسكرية.
مورشة جت = مِلْك جت. ويقول لها تعطين إطلاقًا = هدايا. حتى يقبلونك كهاربة من وجه أشور. فهم سيحملون هدايا لملك فلسطين ليقبلهم. ويبدو أن مورشة جت كانت على الحدود بين يهوذا وفلسطين. وكانت تتبع فلسطين أولًا وأخذتها يهوذا فاستمر عليها اسمها الأول "مِلْك جت".
أَكْزِيبَ = كاذب ومخادع. ويقول لها أنها تصير كاذبة لملوك إسرائيل. فكل ما اعتمدوا عليه كان باطل لأن الله غاضب عليهم، فلن تحميهم مدنهم.
مريشة = ميراث. ويقول لها أن أشور سترثها أي ترث الأرض.
عدلام
= ملجأ. ويقول لها يأتي إلى عدلام مجد إسرائيل. ومجد إسرائيل هو الرب (زك5:2) والمعنى أن الرب هو ملجأ لهم. هو يضع أمامهم هنا بابًا للرجاء فأمام كل هذه الضيقات لا ملجأ لشعب الله سوى الله، والله مستعد أن يقبلهم لو عادوا إليه تائبين فيعود لهم مجدهم.وفي (16) كوني قرعاء = علامة الحزن والحداد. أَنَّهُمْ قَدِ انْتَفَوْا عَنْكِ = لأن شعبها ذهب للسبي ولا ينتظر أن يعود. وكل هذه المدن قد أحرقت وتم تدميرها.
← تفاسير أصحاحات ميخا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ميخا 2 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
مقدمة سفر ميخا |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9y96jb8