St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   spirits-and-religion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأرواح بين الدين وعلماء الروح - البابا شنوده الثالث

9- عودة التجسد 1: يعقوب وعيسو، إرميا، بولس، أيوب، الميلاد الجديد، السيد المسيح، المولود أعمى

 

الأرواح:

الدين وعلماء الأرواح [7]

 

عودة التجسد 1:

في اعتقاد المشتغلين بعلم الأرواح: عودة التجسد Reincarnation هي عقيدة ترتبط تماما مع (سبق الوجود) Pre-existence. فالأحياء حاليًا كان لهم وجود مسبق في حياة أو عدة حيوات سابقة. وعن طريق عودة التجسد، ستكون لهم حياة أو عدة حيوات لاحقة في أجساد أخرى!!

وان كانت حرية الفكر المكفولة للجميع، تسمح لهم أن يفكروا حسبما يشاءون في مجال عِلمهم، إلا أنه ليس لهم أن يخرجوا من دائرة اختصاصهم العِلمي، لكي يفسروا الدين حسب هواهم... بحيث يُخَيَّل لهم أن يثبتوا من الكتاب المقدس صحة عقيدتهم في عودة التجسد!!

فقد تعرَّضوا إلى نصوص من الإنجيل والعهد القديم، بغير فِهم، لإثبات ذلك... مما سنناقشه الآن:-

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يعقوب وعيسو:

يقول د. رؤوف عبيد في كتابه " في عودة التجسد" (ص 53):

"ومن هذه النصوص الدينية ما وَرَدَ بسفر التكوين (أصحاح 25، عدد 23): "فقال لها الرب (عن رفقة) في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى على شعب، وكبير يُسْتَعَبد لصغير". وهذه كانت نبوءة الروح عن ميلاد ولديها... ويمكن أن يُقال في تفسيرها أن الروح استطاع معرفة مستقبل ولديها، مِن معرفة ماضيهما فيما سبق لهما من تجسدات"!!

ويعود د. رؤوف عبيد (في ص 54) فَيُعَلِّق على ما وَرَدَ في (رو 9: 8 - 15) ".. لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيرا ولا شرا، لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار، ليس من الأعمال بل من الذي يدعو، قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب، وأبغضت عيسو... فماذا نقول ألعل عند الله ظلما".

"وهنا أيضًا يُقال أن الله أحب يعقوب وابغض عيسو، قبل أن يولدا على الأرض من جديد، لأنه يعلم ماضي يعقوب وماضي عيسو... وإلا فما معنى: ألعلَّ عند الله ظلمًا".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نلاحظ هنا أن المؤلف يبنى قرار الله على عِلم الله بالماضي فقط، بماضي يعقوب وماضي عيسو، في تجسدات سابقة..!!

ولكنه نسى أن الله يعرف المستقبل... وقد فضَّل يعقوب على عيسو بما يعرفه عن حياة يعقوب وعيسو في المستقبل...

وبهذا لا يكون هناك ظُلم... لأنه قيل في الكتاب "لئلا يكون احد زانيا أو مستبيحا كعيسو، الذي لآجل أكلة واحدة باع بكوريته".. (عب 12: 16).. وقيل عنه أيضًا أنه تزوج بزوجتين من الحيثيات يهوديت وبسمة " فكانتا مرارة نفس لإسحق ورفقة" (تك 26: 34، 35). هذا كله الذي حدث لما كبر عيسو، وصار ابن أربعين سنة، كان يعرفه الله عن عيسو قبل ولادته... كما كان يعرف ما سوف يحدث ليعقوب رجل النذر وبيت إيل (تك 28: 19، 20).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ارميا النبي:

قال د. رؤوف عبيد في (ص 54) من نفس الكتاب: وَرَدَ في سفر ارميا (أصحاح 1 عدد 5):

St-Takla.org Image: Prophet Jeremiah By Duccio Di Buoninsegna - 1308-1311, using Tempera On Wood - located now at Museo Dell'Opera Del Duomo صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة إرميا النبي، دوتشيو دي بونينسينا، 1308-11، زخرفة على خشب، محفوظة الآن في متحف ديلأوبيرا ديل دومو

St-Takla.org Image: Prophet Jeremiah By Duccio Di Buoninsegna - 1308-1311, using Tempera On Wood - located now at Museo Dell'Opera Del Duomo

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة إرميا النبي، دوتشيو دي بونينسينا، 1308-11، زخرفة على خشب، محفوظة الآن في متحف ديلأوبيرا ديل دومو

"قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك... جعلتك نبيًا للشعوب".. هنا أيضًا يمكن أن يُقال أن معرفة الوحي لإرميا، قبل أن يُصَوَّر في البطن, ويخرج إلى عالم المادة، كانت هي العامل الأول في اختياره نبيًا للشعوب، أي بسبب ماضيه النقي الناصِع في تجسداته السابقة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والمعروف أن اختيار الرب لإرميا نابع من معرفة الله بالدور الذي يمكن أن يقوم به ارميا في المستقبل بتأييد ومعرفة الله... ولا علاقة لهذا بمعرفة تختص بالماضي لا ذِكر لها في الكتاب.

أما عن نجاح ارميا في مهمته فلا تعتمد على خبرة سابقة في تجسُّد سابق!! إنما تعتمد على قول الرب له "هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعوب الأرض... فيحاربونك ولا يقدرون عليك. لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك (ار 1: 18، 19). ويقول ارميا أيضًا "ومد الرب يده ولمس فمي... وقال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك (ار 1: 9). إذن الآمر لا يتوقف على خبرة في تجسد سابق، وإنما على عمل الرب فيه...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بولس الرسول:

وإلى جوار مِثال ارميا يذكر Mr. Normal L: Geisler في كتابه The Reincarnation Sensation (ص 135، 136):

إنَّ المُنادين بعودة التجسد يضيفون مثالًا آخر هو بولس الرسول في قوله: "ولكن لما سُرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمر ودعاني بنعمته، أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم، للوقت لم أسْتَشِر لحمًا ولا دمًا (غل1: 15، 16). ويقولون أنها تشير إلى حالة وجود، بينما لا تدل على ذلك.

وقال أن مثال ارميا لا يدل على سبق وجود له، إنما يدل على قصد الله من جهة اختياره نبيا، وكذلك نفس ما وَرَدَ في الرسالة إلى غلاطية من جهة الرسول هو مجرد اختياره رسولا كما قال عن نفسه في (رو 1: 1) "المدعو رسولا المفرز لإنجيل الله".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أيوب:

كل المشتغلين بعودة التجسد يحاولون أن يثبتوا عقيدتهم من قول أيوب الصديق "عريانًا خرجت من بطن أمي، عريانًا أعود إلى هناك" (أي 1: 21). وطبعًا ليس المقصود بطن أمه بالمعنى الحرفي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إنما يُقْصَد بها الأرض كما أشار إلى ذلك Normal L. Geisler وقال: أن هذا يُفْهَم من (مز 139: 13، 15). وليس في هذا ما يدل على عودة التجسد، إنما هو ما يُفهم من قول الرب لأبينا ادم "لأنك تراب وإلى التراب تعود" (تك 3: 19).. الأرض هي بطن أمه التي أُخِذَ منها حين خلقه الله. واليها يعود.

 

الميلاد الجديد:

غالبية المُنادين بعودة التجسد، يحاولون أن يثبتوا عقيدتهم من قول السيد المسيح لنيقوديموس عن الميلاد من الماء والروح في المعمودية. ويقولون أن "المولود من الروح، روح هو" يؤيد عقيدة عودة التجسد عندهم، ويسمونه rebirth.

وواضح أن هذا الأمر لا علاقة له بالجسد، إنما هو ميلاد روحي من الروح، لا يعود به الشخص إلى التجسد، وإنما هو يُولَد من الروح ميلادًا روحانيًا يصبح به ابنا لله... ولهذا قيل أنه يُولَد من فوق، أي من الله.

 

السيد المسيح نفسه:

عجيب أن (علماء) الروح وصلت بهم الجرأة إلى أنهم اعتبروا أن السيد المسيح نفسه، اجتاز في اختبار عودة التجسد، وأنه له وجود سابق حسب عقيدتهم. ويفهمون ذلك من قوله لليهود:

"قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58).

وأيضًا قوله لهم: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرمى يومي، فرأى وفرح" (يو 8: 56). وطبعًا السيد المسيح كان يتحدث عن لاهوته وعن أزليته، لأنه كان قبل إبراهيم باللاهوت وليس بالجسد، حتى تكون له عودة تجسد!! هذا الذي قال للآب "مجدني أنت أيها الأب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5) (انظر: رؤوف عبيد ص. 59، 60).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

على أن هناك نقطتين أخريين عند المعتقدين بعودة التجسد، في تفسيراتهم للكتاب المقدس، وهاتان النقطتان هما:

1- إيليا النبي، ويوحنا المعمدان.

2- قول التلاميذ للسيد المسيح عن المولود أعمى: "هل أخطأ هذا الإنسان أم أبواه حتى وُلِدَ أعمى؟" (يو 9: 3). والمقصود هل اخطأ في حياة سابقة؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قلنا أن المشتغلين بعلم الأرواح، المنادين بعودة التجسد، يريدون أن يقنعوا المسيحيين بهذا الفكر بمقتبسات من الكتاب المقدس نفسه... ومن أشهر ما يرونه من براهينهم هو ما قيل عن المولود أعمى (يو 9).

 

المولود أعمى:

وَرَدَ في إنجيل يوحنا إنَّ الرب يسوع "فيما هو مجتاز، رأى إنسانًا أعمى منذ ولادته. فسأله تلاميذه: يا مُعلِّم، مَن أخطأ: هذا أم أبواه، حتى وُلِدَ أعمى. أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه" (يو 9: 1-3).

عبارة "هل اخطأ أبواه حتى وُلِدَ أعمى"، ربما هنا يقصدون قول الرب في الوصايا العشر "أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع" (خر 20: 5). مع أن الرب عفا عن ذلك في سفر حزقيال (حز 18: 20).

لكن ما يركز عليه (علماء) الروح هو قول التلاميذ: "هل اخطأ هذا حتى وُلِدَ أعمى"؟ ويفهمون منها: هل اخطأ في حياة سابقة لمولده، وعُوقِبَ بميلاد أعمى، في عودته للتجسد؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وكأنهم بهذا يقولون أن التلاميذ يؤمنون بالوجود السبقي Pre-existence، كما يؤمنون أيضًا بعودة التجسد Reincarnation.

طبعًا هم كانوا كانوا يؤمنون بذلك، إنما كانوا يسألون من جهة أمور كانت منتشرة في المجتمع اليهودي في ذلك الزمن.

كانت هذه الأفكار قد وصلت إلى اليهود في ذلك الزمن.

إنها كانت أفكار آمن بها الهنود في مذهبهم الكارما Karma أي (الجزاء). وفيه أن خطية الإنسان يُعاقَب عنها في تجسد لاحق، بحيث تحل روحه السابقة بعد موته في جسد آخر ينال فيه عقوبته على خطاياه في حياته السابقة، كلون من التطهير لروحه!!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذه الأفكار انتقلت إلى اليهود عن طريق التجارة والرحلات.

وظهرت في أمثلة مُعَيَّنة سجَّلها الإنجيل المقدس.

* منها أن كهنة اليهود واللاويين سألوا يوحنا المعمدان قائلين: "مَنْ أنت..؟ إيليا أنت؟" (يو 1: 19-20). وكأنهم ظنُّوا أن إيليا قد عاد إلى الوجود، متجسدًا في شخص يوحنا!! وهذه النقطة بالذات سنطرقها في موضوع خاص لأهميتها...

* السيد المسيح نفسه: لما سأل التلاميذ قائلًا: "مَن يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ فقالوا: قوم (يقولون) يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا، أو واحد من الأنبياء" (مت 16: 13، 14). إذن كأنهم يظنون أن يوحنا المعمدان قد عاد للتجسد في شخص يسوع الناصري. أو أن إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء قد عاد إلى التجسد في شخص يسوع الناصري.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الفكر إذن موجود، أتى إليهم من الشرق، واعتنقه كثيرون حتى الملك نفسه.

حتى أن هيرودس الملك لمَّا سمع بخبر المسيح "قال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات، ولذلك تعمل به القوات" (مت 14: 1). ومعنى هذا في رأيه أن يوحنا المعمدان لم يقم من الموت في شخصه أو في نفس جسده، إنما في جسد آخر هو جسد يسوع الناصري. أو كأن روح يسوع الناصري هي روح يوحنا المعمدان في جسد يسوع!!

وطبعًا هذا ضد تعليم الكتاب. فلعازر أخو مريم ومرثا لما قام من الموت قام بنفس جسده (يو 11). وكذلك ابنة يايرس (مر 5: 22-43). وابن أرملة نايين (لو 7: 11-17). وأيضًا طابيثا (أع 9: 36-42). كل من هؤلاء قام في نفس جسده، ولم يعد إلى الحياة في جسد شخص آخر كما ظن هيرودس.

من هنا يبدو أن أفكارًا غريبة كانت منتشرة في المجتمع اليهودي وقتذاك.

ووصلت بعض هذه الأفكار إلى آذان التلاميذ. فكان الوضع الطبيعي أن يسألوا السيد الرب عنها، فيرشدهم إلى التعليم الصحيح...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

على أن سؤال التلاميذ لا يشكل عقيدة لثلاثة أسباب:

1- لأنهم كانوا وقتذاك لا يزالون في دور التلمذة. وكانوا يسألون عن أمور عديدة. وكثيرًا ما كانوا يخطئون فيوبخهم، مثلما وبخ بطرس على قوله "حاشاك يا رب" حينما تحدث الرب عن صلبه (مت 16: 21-22). ومثلما وبَّخه أيضًا حينما ضرب بسيفه أذن عبد رئيس الكهنة، في ساعة القبض عليه (يو 18: 10، 11). وكذلك وبخ اثنين من تلاميذه حينما سألوه أن تنزل نار من السماء وتحرق إحدى مدن السامرة لأنها رفضته. وقال لهما: "لستما تعلمان من أي روح أنتما" (لو 9: 55).

2- لم يكن الروح القدس قد حل على التلاميذ، ليرشدهم إلى كل الحق (يو 16: 13). ولكن بعد حلول الروح القدس عليهم، كان تعليمهم يمثل عقيدة. وحتى في قصة المولود أعمى، ما كانوا يتكلَّمون بكلام تعليم، وإنما كانوا يسألون سؤالًا، لأنهم كانوا في حضرة المعلِّم الأعظم.

3- نلاحظ أن السيد المسيح قد نفى الأمر بقوله: "لا اخطأ هذا ولا أبواه".

إذن لا يمكن للمشتغلين بعلم الأرواح، أن يستنتجوا عقيدة مسيحية من أمر نفاه السيد المسيح.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يعلق بعض المشتغلين بالأرواح بقولهم: ولكن السيد المسيح لم يوبخ التلاميذ على هذا الفكر. ولم يشرح لهم أنه خطأ. ونجيب بقولنا:

هذا هو أسلوب السيد المسيح: "يركز على الايجابيات، وكثيرًا ما يهمل بعض السلبيات ويتجاهلها، لحكمة معينة.

وسكوته عن ذلك لا يعنى موافقة... وسنضرب مثلًا لذلك:

* حينما سألهم ماذا يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ وأجابوه: قوم يقولون يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء" (مت 16: 13، 14).. لم يناقش معهم كل هذا، ولم يرد عليه، ولم يقل هذه أفكار خاطئة، ولم يشرح سبب الخطأ... وإنما ترك كل هذا جانبًا، وسألهم: "وأنتم مَن تقولون إني أنا؟ " ولمَّا أجاب بطرس: "أنت هو المسيح ابن الله الحيّ" طوَّبه على ذلك، وانتهى الأمر (مت 16: 15-20).

هذا هو أسلوب السيد في إيجابياته:

* وحينما قال له اللص على الصليب: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك". قال له في إيجابية: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43). ولم يشرح له أن الملكوت ليس هذا موعده، لا يصل إليه اللِّص إلا بعد القيامة. وإنما الصحيح هو الفردوس. واكتفى بالإجابة الإيجابية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الذي يدهشني في هذا الأمر كله، أن بعض رجال الكنيسة ينادون بنفس كلام (علماء) الأرواح في قصة المولود أعمى!!

* ومعنى هذا أنهم يؤمنون بوجود سابق Pre-existence أي بحياة سابقة لإنسان قبل حياته الحالية. كما يؤمنون بعودة الإنسان إلى التجسد بعد موته، في حياة غير حياته الأولى. وبهذا لا يمنع الأمر من تعدد الحيوات للشخص الواحد ناسين قول الكتاب في الرسالة إلى العبرانيين:

"وُضِعَ للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة" (عب9: 27).

فكيف إذن لهذا الأعمى منذ ولادته، أن كانت له حياة سابقة قد أخطأ فيها. ولمَّا مات، عاد مرّة أخرى للتجسد بهذا العمى كعقاب على خطيته أو خطاياه في حياته السابقة..؟! وطبعًا مات مرة ثانية بعد منحه البصر.

* وطبعًا في إيمانهم هذا يؤمنون أيضًا بالكارما Karma التي يؤمن بها الهنود. وذلك بأن يعاقب الشخص على خطاياه في حياته بعقوبة تؤلمه في تجسد لاحِق، أو في عودته للتجسد.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والمسيحية لا تنادي مطلقًا بأن تكون العقوبة في عودة للتجسد.

الكتاب ينادى بأن أجرة الخطية هي موت (رو 6: 23). ويعنى بالموت الموت الأبدي... والخلاص منه كان بكفارة المسيح لا غير: "كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحدٍ إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (اش 53: 6). وهكذا كان كفارة عن خطايانا وخلصنا بدمه.

ولكن ليست عقوبة الخطية، هي عمى في عودة التجسد، أو تعب تعلمه الكارما الهندية في تجسد لاحق!!

كل هذه عقائد ضد الفداء، وضد تعليم الكتاب عن الخطية وعقوبتها، وعن طريق تطهير الإنسان من خطاياه حيث يقول الكتاب عن مغفرة الله لنا: "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1 يو 1: 7). نعم، دم المسيح. وليس عقوبة في تجسد لاحق.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spirits-and-religion/reincarnation-1.html

تقصير الرابط:
tak.la/x5k759b