مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب التجلي وتأملات في عيد التجلي - البابا شنوده الثالث

3- مجد المسيح ولاهوته

 

St-Takla.org Image: Transfiguration of Jesus on the mountain. - Now after six days Jesus took Peter, James, and John his brother, led them up on a high mountain by themselves and He was transfigured before them. His face shone like the sun, and His clothes became as white as the light. And behold, Moses and Elijah appeared to them, talking with Him. (Mathew 17:1-3) - Bible Clip Arts from NHP. صورة في موقع الأنبا تكلا: التجلي على الجبل - "أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين. وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه" (إنجيل متى 17: 1-3) - صور الإنجيل من إن إتش بي.

تكررت عبارة (مجد) أكثر من مرة في إنجيل لوقا. أما عن لاهوته، فيبدو في كيف أنه في لحظة قد تغير إلى هذا المنظر البهي المنير، العظيم في بهائه...

الذي قيل فيه "صارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثلج، لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك. والذي من روعته قيل عن الرسل إنهم كانوا مرتعبين (مر9: 6).

ويظهر لاهوته أيضًا في كيف أنه استطاع إحضار إيليا وموسي معه...

كيف أنه أتى بهما معه...! وتكلما معه... ثم اختفيا فجأة...!

بظهور مفاجئ، واختفاء مفاجئ! كيف أتيا في لحظة؟! وكيف اختفيا في لحظة؟! من أين جاءا؟ وإلى أين ذهبَا؟

نعم، كيف استطاع السيد المسيح أن يأتي بإيليا -روحًا وجسدًا- من حيث لا ندري نحن أين يوجد، وقد ارتفع عن الأرض - حيًّا- في مركبة نارية إلى السماء (3مل 2: 11)، ولا ندري إلى أي مكان في السماء! إن استدعاءه لإيليا ليقف معه على جبل التجلي، ثم صرفه إياه في لحظة، لا شك أن هذا يرجع إلى سلطان لاهوته...

ثم كيف استطاع أن يأتي بروح موسي، ذاك الذي مات ودفن، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تث 34: 6). والمعروف أن أنبياء العهد القديم وأبراره كانوا قبل الفداء - راقدين على الرجاء في مكان انتظارهم في الجحيم في اقسام الأرض السفلى" (اف 2: 9).

لا شك أن استدعاء موسى أيضًا، كان بسلطان لاهوته.

أراد السيد أن يظهر لتلاميذه أن هذا الجسد البشري الذي لبسه، كان مجرد تواضع منه، وإخلاء للذات.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

أما طبيعته اللاهوتية فما كانوا يدركونها وقتذاك.

هذا التجلي الممجد كان من المفروض أن يقيم توازنًا في نفسية التلاميذ حين يرون السيد في وقت صلبه في منظر وصفه أشعياء النبي بقوله "لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ" (إش 53: 2).

هذا كله بالإضافة إلى شهادة الآب له، بصوت سمعوه من السحابة التي ظللتهم يقول "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا" (مر 9: 7؛ لو 9: 35).

شهادة الأب هذه سُمعت في اتضاع السيد في معمودية التوبة (مت 3: 17؛ لو3: 22). كما سمعت هذه الشهادة أيضًا في مجد التجلي...

إنه الابن الحبيب سواء في اتضاعه أي في مجده...

تدرج في التجلي

التجلي وتأملات في عيد التجلي كتب البابا شنوده الثالث

قصة التجلي

---