لقد تدرج السيد الرب في إعلان تجلى طبيعته، حتى لتلاميذه القديسين...
* هذا التجلي على جبل طابور، كان أبسط صور تجليه، على الرغم من عظمته ومجده، في نوره وفي شهادة الآب من السحابة.
![]() |
* نوع آخر من تجلي الرب كان في قيامته وفي صعوده.
تلك القيامة الممجدة، التي فيها قام بجسد ممجد استطاع أن يخرج من القبر وهو مغلق، واستطاع أن يدخل على تلاميذه والأبواب مغلقة (يو 20: 19) بطريقة هادئة لا ترعبهم. وكذلك تجليه في صعوده إلى السماء بجسد مرتفع فوق مستوى الجاذبية الأرضية "ارتفع والتلاميذ ينظرون، وأخذته سحابة عن أعينهم" (أع 1: 9). ويقول في هذا معلمنا مرقس الرسول "ثم أن الرب بعدما كلمهم، ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله" (مر 16: 19).
* هذا التجلي في القيامة والصعود، كان بطريقة أبهرتهم وأشعرتهم بلاهوته، ولكنها لم ترعبهم...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* ولكننا نرى منظرًا رهيبًا ظهر به الرب في الرؤيا التي رآها القديس يوحنا الرسول. إذ قيل عنه إنه كانت "عيناه كلهيب نار... ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها. وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه، وصوته كصوت مياه كثيرة" (رؤ 1: 14-16). لدرجة أن القديس يوحنا -وهو واحد من الثلاثة الذين رأوا التجلي على جبل طابور- لم يحتمل منظر هذا التجلي الذي ظهر به الرب في رؤياه. لذلك قال "فوقعت عند قدميه كميت" (رؤ 1: 17). مما استدعى أن يقول له الرب "لا تخف"...هذا الذي كان يتكئ في حضنه (يو 13: 25).
* التجلي الأكبر سيكون في مجيئه الثاني:
حين يأتي الرب في ربوات قديسيه (يه14) "ليأتي في مجده ومجد الأب" (لو9: 26) يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (مت 16: 27) "ليأتي في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه. وحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء..." (مت 25: 31-32).
حقًا إن عبارتي "مجده"، و"مجد أبيه" هما فوق احتمال فهمنا وتصورنا!!
ألعلهما يعنيان مجد لاهوته؟! كلا، بلا شك. لأنه ما كانت تلك الشعوب تستطيع أن تقف أمامه... وأيضًا لأنه قال "متى جاء ابن الإنسان في مجده." (مت 5: 31)، وكذلك فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته" (مت 16: 27) وأيضًا قال "من استحي بي وبكلامي، فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجدها ومجد الأب..." (لو 9: 26).
إذن فهو في كلام عبارات المجد هذه، يتحدث هن ابن الإنسان، أي عن مجده في تجسده، أي تجلى طبيعة الكلمة المتجسد" في مجد...
حينما يأتي على سحاب السماء، في مجيئه الثاني، ليدين الأحياء والأموات. وكأنه كان يقول لتلاميذه: "إن اتضاعي في تجسدي، لا يشكككم في لاهوتي."
إنه على الرغم من أنه "أخلى ذاته، وأخذ صورة العبد، صائر في شبه الناس، ووجد في الهيئة كإنسان (في 2: 7-8). إلا أنه في بعض الأوقات يمكن أن تتغير هيئته أمامهم" (مر9: 2) ويتجلي معبرًا عن لاهوته...
هذا من جهة السيد المسيح. فماذا عنا نحن؟
لقد كان تجليه، باكورة لتجلي طبيعتنا البشرية.
هذا الذي نقول له في صلاة القداس الغريغوري بارکت طبيعتي فيك"... نعم باركها بما منحها من مجد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-1-transfiguration/progression.html
تقصير الرابط:
tak.la/n2yzma4