اهتمامه بالحيوان:
أما شفقة الله على الحيوان، فلها أمثلة عديدة جدًا:
لعل من أقدم أمثلتها أنه أدخل جميع الحيوانات إلى الفلك، اثنين من كل، ذكرًا واثني، لاستبقائها، سواء من الحيوانات الطاهرة أو غير الطاهرة (تك6: 19-21) وأخذ نوح معه طعامها في الفلك. ولكي لا تنقرض الحيوانات الطاهرة التي ستقدم منها الذبائح والمحرقات، أخذ منها سبعة، ذكرًا وأنثى (تك7: 2، 3).
ومن اهتمام الله بالحيوان شفقته على حمار بلعام (عد22).
ومن شفقة الله على الحيوان إراحته في اليوم السابع.
وفي ذلك قال الرب في الوصايا العشر (وأما اليوم السابع، فسبت للرب إلهك. لا تعمل فيه عملًا ما، أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك، وثورك وحمارك وكل بهائمك) (تث5: 14). كما أن الإنسان يتعب ويحتاج إلى يوم راحة في الأسبوع، كذلك عبده، وبهائمه...
بل بلغ الأمر في رحمة الله بخليقته أن يمنح الراحة للأرض أيضًا.
وهكذا قال (ست سنين تزرع أرضك وتجمع غلتها. أما في السنة السابعة فتريحها، وتتركها ليأكل فقراء شعبك، وفضلتهم تأكلها وحوش البرية. كذلك تفعل بكرمك وزيتونك) (ستة أيام تعمل عملك. وأما اليوم السابع، ففيه تستريح، لكي يستريح ثورك وحمارك، ويتنفس ابن أمتك والغريب) (خر23: 10-12).
وهنا نرى أن الرب في محبته وحنانه، قد منح الراحة للإنسان والحيوان والأرض. وبالنسبة إلى الإنسان منحها لأهل البيت وللغريب وللعبيد.
ما أكثر الأمثلة التي تظهر حنو الله على الحيوان، نذكر منها قوله: (لا تحرث على ثور وحمار معًا) (تث22: 10).
الثور بلا شك أقوَى من الحمار، وأشد. وأسرع منه حركة، فإن حرث معه، سيرهقه تمامًا، لأن الحمار لا يستطيع أن يجاريه. والله لا يريد للحمار هذا الإرهاق، إشفاقًا عليه وحنوًا.
ولذلك عندما دخل أورشليم يوم أحد الشعانين، قيل عنها (هوذا ملك يأتيك وديعًا، راكبًا على أتان وجحش بن أتان) (مت21: 5). ذلك لكي يريح أحدهما الآخر. ربما يركب الأتان في الطريق الصعبة، والجحش في الطريق السهلة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وما أكثر تواضع الرب في قوله عن هذين الحيوانين (قولا أن الرب محتاج إليهما) (مت21: 3).
ومن حنان الرب على الحيوان قوله (لا تكم ثورًا دارسًا) (تث25: 4).
الثور في وقت دراسة الفول أو القمح أو الشعير، يجهد فيجوع، فيمد فمه إلى الحبوب ويأكل منها، ليأخذ طاقة تساعده على إكمال عمله. وهنا يأمر الله أن لا تُوضَع كمامة على فم الثور تمنعه من الأكل أثناء العمل وبذل الجهد...! ما هذه المحبة والحنان!
ومن حنان الله، لإنقاذ الحيوان إن وقع.
وفي ذلك يقول (لا تنظر حمار أخيك أو ثوره واقعًا في الطريق وتتغاضى عنه بل تقيمه معه لا محالة) (تث22: 4). بل يقول أكثر من هذا: (إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله وعدلت عن حله، فلا بد أن تحل معه) (خر23: 5). وهنا يأمر بمحبة الحيوان، وأيضًا بمحبة العدو.
بل من أجل إنقاذ الحيوان، يوجب العمل في يزم السبت. فيقول (أي إنسان منكم يكون له خروف واحد. فإن سقط هذا في حفرة في يوم السبت، أفما يمسكه ويقيمه؟! (مت12: 11).
ويقول كذلك (لا تنظر ثور أخيك أو شاته شاردًا وتتغاضى عنه، بل ترده إلى أخيك لا محالة... وهكذا تفعل بحماره) (تث22: 1، 3).
وقد امتدح الله بعض هذه الحيوانات، فيما تفعله أفضل من الإنسان.
فقال موبخًا إسرائيل (الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبة. أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم!!) (أش1: 3). وقال عن النملة (اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيمًا... تعد في الصيف طعامها، وتجمع الحصاد أكلها...) (أم6: 6).
لا ننسى أيضًا المواهب العجيبة التي منحها الله للنحل...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/animal.html
تقصير الرابط:
tak.la/48fktqp