أنا يا رب أريد أن أصل إليك، إنني أنشد هذه الترنيمة من ترانيم المصاعد التي يقولها الناس وهم صاعدون إلى أورشليم...
أنت الذي تقدر أن ترشدني وتوصلني... معونتي من عند الرب الذي صنع السماء والأرض
أنا لا أتكل على ذراع بشرى في أي شيء.
لأن (الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء) (مز 117) حقًا ملعون من يتكل على ذراع بشر ففي كل ضيقة تصيبني في العالم أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني، لا إلى الناس. ان ربنا نفسه، من أجل صالح الناس نظر إلى الناس. فلم ينظروا إليه!! لذلك قال: (طول النهار بسطت يدي إلى شعب مقاوم ومعاند) (إش 65: 2).
إن كان الله ينظر إلى الناس فلا يستجيبون له فماذا يفعلون معنا؟
إن كانوا قد فعلوه بالعود الرطب، فماذا يفعلون بنا؟
![]() |
معونتي من عند الرب... حتى لو تقدم الناس وعاونوني، يكون الله هو الذي سخر هؤلاء الناس من أجلي.
هو الذي تكلم في قلوبهم من جهتي إنه هو الذي صنع السماء والأرض، وما تزال في يده السماء والأرض إن كان يرسل ملاكا لمساعدتي فهو الذي صنع السماء. وإن كان يرسل بشرا لمساعدتي فهو الذي صنع الأرض
وعندما تقول الذي صنع السماء والأرض، تتذكر قوة الله.
وإن كان عمل السموات والأرض أفلا يستطيع أن يعمل معك عملا ينقذ حياتك؟! إن معونته غير محدودة. معونته أكثر مما نحتاج، وأكثر مما نطلب، وأكثر مما نتوقع ومما ننتظر. الذى يتكل على الإنسان قد يخيب إتكاله. أما الذي يتكل على الرب فلن يخسر. يقول المرتل:
(اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع) (أم 13: 10) بعدما ألقوا دانيال في جُب الأسود أتى الملك (داريوس) إلى الجب باكرا جدًا ليرى هل اتكال دانيال على الله استطاع أن ينجيه وقال له بصوت أسيف:
(يا دانيال عبد الله الحي، هل إلهك الذي تعبده دائمًا قدر أن ينجيك من الأسود) (دا 6: 20) فأجاب دانيال وقال: (إلهي ملاكه وسد أفواه الأسود) حقا، إن معونتي من عند الرب.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأنت يا أخي في كل مشاكلك -روحية كانت أم مادية- قل هكذا أيضًا:
(معونتي من عند الرب)
إن تعرضت لحرب من الشياطين، أو حرب من الناس الأشرار، قُل: معونتي من عند الرب. إن كنت متعبًا من خطية، أو من مشاكل مادية، قل معونتي من عند الرب. إن كنت متعبًا من أفكار وشهوات، أو أحلام، قل معونتي من عند الرب الذي صنع السموات والأرض.
إن المرتل عندما قال هذا، أتته إجابة سريعة (لا يسلم رجلك للزلل فما ينعس حافظك. هوذا لا ينعس ولا ينام حارس إسرائيل).
أطمئن، إن الله لا يسلم رجلك للزلل، أي لا يسمح أن تسقط. ما دمت تقول معونتي من عند الرب فلن يسلمك الرب لأيدي الأعداء. كثيرون يحاولون أن يجلبوا اليأس إلى نفسك ويقولون ليس له خلاص بإلهه. ولكن هذا المزمور يعطي رجاءًا ويعطي سلامًا، ويعطي اطمئنانًا. لا تخف إذن، إن حافظك لا ينعس ولا ينام
إن اتكلت على إنسان، فسيأتي وقت على هذا الإنسان ينعس فيه وينام، وفي أثناء نومه لا يكون حافظا لك. أما الرب إلهك الذي يحفظك فهو لا ينعس ولا ينام.
إن كنت في ضيقة، أوعى تفكر إن ربنا نايم ومش واخد باله. بل تأكد تمامًا أن الله يرى كل شيء يحدث، ويكتب أمامه سفر تذكرة.
في إحدى المرات كان تلاميذ المسيح مضطربين في السفينة وعندما هاج البحر عليهم، وظنوا أن الرب نائم في مؤخرة السفينة! فأيقظوه وقالوا له: (أما يهمك أن نهلك) (مر4: 35 -40) ولم يكن نائما بل في ذلك الوقت الذي رأوه فيه نائما بالجسد، كان بلاهوته يحفظ البَر والبحر، ويسيطر على السماء والأرض. ولكي يثبت لهم هذا قام وانتهر الريح وقال للبحر:
(اسكت وابكم، فصار هدوء عظيم).
إن الرسول يقول: إن عدونا مثل أسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه. فكيف ينام الله وعدونا ساهر على هلاكنا؟!
بل إن كان العدو ساهرًا على هلاكنا، فيقينا يكون الله ساهرًا على خلاصنا.
نكون نحن نيامًا، والرب إلى جوارنا ساهر علينا، يحرسنا ويحفظنا. إن طبيعته لا تنام، وطبيعته لا تتعب. وسهره علينا كناية عن عنايته ورعايته، وعدم تركه لنا، وعدم تخليه عنا إنما يريدنا الرب أن نسهر معه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-vespers/to-the-hills.html
تقصير الرابط:
tak.la/s25t383