مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب محاضرات في العهد القديم (الجزء الأول) - أ. نجوى غزالي

108- الخروج من مصر | الارتحال في البرية تحت قيادة الله

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

الخروج من مصر الارتحال من رعمسيس إلى سكوت تقديس كل بِكْر بدء التحرك والارتحال القيادة الإلهية لهم

الخروج من مصر:

§ خرج شعب إسرائيل من مصر ومن عبودية مصر لكن للأسف أهلكتهم شهواتهم في البرية، فقد خرجوا من العبودية ولكنهم لم يخرجوا من عبودية الخطية الساكنة أحشائهم عبروا البحر الأحمر وجربوا نعمة الله وهلكوا في سيناء.

§ فقد كانوا شعب كثير الشك والشكوى والتمرد قساة القلب وعدم الإيمان والتذمر، وكثير الحيدان عن عبادة الله الحي.

§ لذلك كل الذين خرجوا من مصر لم يدخلوا كنعان، أولادهم فقط هم الذين دخلوا ما عدا يشوع بن نون وكالب بن يفنة.

§ خطيتهم جعلت أهم اثنين في الكتاب المقدس وهما موسي النبي وهرون لا يدخلوا إلي كنعان في (عد 20: 24) "«يُضَمُّ هَارُونُ إِلى قَوْمِهِ لأَنَّهُ لا يَدْخُلُ الأَرْضَ التِي أَعْطَيْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيل لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ." لأنهم عصوا قول الله عندما قال له كلم الصخرة فضرب الصخرة وعصوا قوله فحرم من دخول أرض الموعد.

§ موسى النبي شرح حرمانه من دخول أرض الموعد في (تث 3: 23) في خطابه الوداعي في نهاية تجوال البرية وكانوا علي وشك دخول أرض كنعان، قال «وَتَضَرَّعْتُ إِلى الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ قَائِلًا:. يَا سَيِّدُ الرَّبُّ أَنْتَ قَدِ ابْتَدَأْتَ تُرِي عَبْدَكَ عَظَمَتَكَ وَيَدَكَ الشَّدِيدَةَ. فَإِنَّهُ أَيُّ إِلهٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلى الأَرْضِ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ وَكَجَبَرُوتِكَ؟ دَعْنِي أَعْبُرْ وَأَرَى الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ هَذَا الجَبَل الجَيِّدَ وَلُبْنَانَ. لكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَليَّ بِسَبَبِكُمْ وَلمْ يَسْمَعْ لِي بَل قَال لِي الرَّبُّ: كَفَاكَ! لا تَعُدْ تُكَلِّمُنِي أَيْضًا فِي هَذَا الأَمْرِ. "

v لذلك كثيرون خرجوا من مصر ولم يدخلوا أرض كنعان أولادهم فقط هم الذين دخلوا من اجل تذمراتهم الكثيرة.

St-Takla.org Image: Map: The people lost in the wilderness, leaving Egypt. صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة: التيهان في البرية: الخروج من أرض مصر.

v لذلك في اللعنات والبركات كما جاء في (تث 28: 60 - 62) نظرا لتذمراتهم وشكواهم وعدم إيمانهم....إلخ. قال لهم في اللعنات " وَيَرُدُّ عَليْكَ جَمِيعَ أَدْوَاءِ مِصْرَ التِي فَزِعْتَ مِنْهَا فَتَلتَصِقُ بِكَ. أَيْضًا كُلُّ مَرَضٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ لمْ تُكْتَبْ فِي سِفْرِ النَّامُوسِ هَذَا يُسَلِّطُهُ الرَّبُّ عَليْكَ حَتَّى تَهْلكَ. فَتَبْقُونَ نَفَرًا قَلِيلًا عِوَضَ مَا كُنْتُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الكَثْرَةِ لأَنَّكَ لمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ."

أي أنه إذا سلكتم كما سلك المصرين وراء العبادات الوثنية ستلقون نفس المصير.

v الحياة الروحية ليست مجرد الخروج من مصر وإنما هي دخول إلي أرض كنعان فلا يصح أن نكتفي بالسلبيات إنما بالجانب الإيجابي الدخول إلي كنعان.

الارتحال من رعمسيس إلى سكوت

ª خرجوا من مصر يقول في (خر 12:37 – 38) " فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ. وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضًا مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدًّا."

ª وكانت المدة التي أقاموها في مصر 430 سنة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. قال ذلك في (خر 12: 40، 41) " وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." كان الله قد أنبأ إبراهيم أب الآباء وقال له بعد 400 سنة يخرج شعبي من عبوديته بأملاك جزيلة قال له في (تك 15: 15، 16) "وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلًا»."

ª ويقول بولس الرسول في (غلا 3: 17) "وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ.".

ª وقال عنها القديس استفانوس أنها 400 سنة كما جاء في (أع 7: 6) [يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّبًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ].

ª هذه المدة يقول البعض أنها تشمل مدة تغربهم في كنعان وفي مصر الـ430 سنة وهي المدة من أول ما أنبأ الله إبراهيم وأنه في الترجمة السبعينية ذكرت كلمة توضيحية في الهامش في مصر وكنعان.

ª عندما تقال 400 بدلًا من 430 هذا من باب التقريب.

تقديس كل بِكْر

v أول وصية " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل إنه لي "، أبكار شعب مصر ماتوا في ضربة الأبكار، وأبقى حياة أبكار شعب إسرائيل والحياة التي أبقاها الله تكون له فأصبح كل بكرفي شعب إسرائيل للرب، وتكريس البكر تذكارًا حيًا في كل بيت لأنه مرتبط بيوم الخلاص.

v طلب الله البكر من الإنسان ومن البهائم لكن فيما بعد سيطلب البكور من كل شيء من الحصاد، المسطار، والزيت، والكروم والحنطة، كما جاء في سفر اللاويين (لا 23: 10 - 14)، (عد 15: 19 -21)، (عد 18: 13 – 20).

v حتى لما رتب الأعياد أصبح فيه عيد اسمه عيد الباكورة.

v ولتظل الوصية ماثلة أمام عيونهم قال لهم "تخبر أبنك في ذلك اليوم قائلًا من أجل ما صنع إلى الرب حين أخرجني من مصر يكون لك علامة على يدك وتذكارًا بين عينيك لكي تكون شريعة الرب في فمك لأنه بيد قوية أخرجك الرب من مصر فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى أخرى" طلب علامة على اليد وبين العينين.

§ فكانوا يضعون بعض آيات من سفر الخروج يبدأ بأول حرف الشين العبرية وهي أول شمار التي تعني اسِمع واحفظ يا إسرائيل، وأول حرف في اسم يهوه، وتوضع في صندوق صغير وكانت توضع بشريط وتربط بين عينيه، فتبقى أمام عينيه، لكي تبقى وصايا الله أمام أعينهم وأيضًا في معصم اليد.

§ وقال لهم في (خر 13: 14) "«وَيَكُونُ مَتَى سَأَلَكَ ابْنُكَ غَدًا: مَا هَذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ."

§ السيد المسيح رأى يهود كثيرين يضعون هذه العصائب بين العينين والمربوطة على أيديهم، لكن أخذوها بشكل مظهري، بدون قلب، فوبخهم مرارًا، وقال [يعرضون عصائبهم أمام عيونهم ويغطون أهداب ثيابهم ويحبون المتكآت الأولي].

بدء التحرك والارتحال

v ارتحلوا إلي سكوت، الله لم يهدهم إلي الطريق الساحلي الذي يوصلهم إلي كنعان في 11 يوم كما جاء في (تث 1: 2) " أَحَدَ عَشَرَ يَوْما مِنْ حُورِيبَ عَلى طَرِيقِ جَبَلِ سَعِيرَ إِلى قَادِشَ بَرْنِيعَ."

v وإنما أدارهم الله نحو بحر سوف فجالوا في البرية 40 سنة لكي يتدربوا من جديد في مدرسة البرية حتى يصلوا إلي كنعان. وإذا الله لم يقودنا إلي اٌقصر الطرق إلي تحقيق الهدف فلا نشك ولا نقاوم فهو الأفضل.

v في (خر 13: 17، 18) "وَكَانَ لَمَّا أَطْلَقَ فِرْعَوْنُ الشَّعْبَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَهْدِهِمْ فِي طَرِيقِ أَرْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ مَعَ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ لأَنَّ اللهَ قَالَ: « لِئَلاَّ يَنْدَمَ الشَّعْبُ إِذَا رَأُوا حَرْبًا وَيَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ». فَأَدَارَ اللهُ الشَّعْبَ فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ بَحْرِ سُوفٍ. وَصَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُتَجَهِّزِينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ".

القيادة الإلهية لهم

v ارتحلوا من سكوت ونزلوا في إيثام.

v وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود السحاب وليلًا في عمود نار.

في (خر 13: 20، 21) " وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ." وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلًا فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ - لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلًا."

السحاب دائمًا يُشير إلى المجد والخير والبهاء وإلى التنقية، والنار تُشير إلى الرهبة وإلى التطهير.

§ عمود السحاب الذي هو نفسه عمود النار: يشير إلي تجسد السيد المسيح السحاب يشير إلي ناسوته والنار تشير إلي لاهوته وهما من الناحية اللاهوتية واحد.

§ عمود السحاب بعد أن خرجوا من مصر وخرج وراءهم فرعون انتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف خلفهم، ليكون حائلًا بينهم وبين المصريين، الله يعمل لأجلنا وأثناء سيرهم في القفر وفي البرية كان عمود السحاب يسير أمامهم الله معنا.

§ وعندما دخلوا في سيناء وأقاموا الخيمة للعبادة حلت السحابة (الله) في وسطهم (خر 20: 34 – 37)، ربنا يعمل من أجلنا ومعنا ويعمل فينا هذا ما يشير إليه عمود السحاب.

§ وعمود السحاب يشير إلي الروح القدس ولذلك بولس الرسول يقول في (1كو 10: 2) "وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ". إذا كان البحر الأحمر يشير إلي المعمودية فعمود السحاب يشير إلي الروح القدس.

X إذا السحابة ارتحلت يرتحلون، إذا توقفت يتوقفون، ويقول إذا توقفت يوم يقفوا يوم وإذا توقفت شهر يقفوا شهر، إذا توقفت سنة يقفوا سنة، كانت لهدايتهم في الطريق (عد 9:15-30).

X وصلوا إلي فم الحيروث "وَقَالَ الرَّبُ لِمُوسَى: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْجِعُوا وَيَنْزِلُوا أَمَامَ فَمِ الْحِيرُوثِ بَيْنَ مَجْدَلَ وَالْبَحْرِ أَمَامَ بَعْلَ صَفُونَ. مُقَابِلَهُ تَنْزِلُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ" (خر 14: 1، 2) فتعقبهم فرعون بمركباته.

v بعد أن طردهم فرعون ندم، يقول تغير قلب فرعون وعبيده علي الشعب في (خر 14: 5-7) "فَلَمَّا أُخْبِرَ مَلِكُ مِصْرَ أَنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ تَغَيَّرَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ وَعَبِيدِهِ عَلَى الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «مَاذَا فَعَلْنَا حَتَّى أَطْلَقْنَا إِسْرَائِيلَ مِنْ خِدْمَتِنَا؟». فَشَدَّ مَرْكَبَتَهُ وَأَخَذَ قَوْمَهُ مَعَهُ. وَأَخَذَ سِتَّ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مُنْتَخَبَةٍ وَسَائِرَ مَرْكَبَاتِ مِصْرَ وَجُنُودًا مَرْكَبِيَّةً عَلَى جَمِيعِهَا."

v فلما رأوا فرعون يتتبعهم تذمروا... ولم يدرك الشعب أنهم متى وصلوا إلي أصعب التجارب فهم في أنسب الظروف التي يعلن فيها الله كمال صفاته وأعماله.

تذمرات الشعب اليهودي في البرية: أول 4 تذمرات

محاضرات في العهد القديم (1) كتب أ. نجوى غزالي

خروف الفصح وشروطه

---