مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب محاضرات في العهد القديم (الجزء الأول) - أ. نجوى غزالي

109- تذمرات الشعب اليهودي في البرية: أول 4 تذمرات

 

التذمرات

* التذمر الأول: بعد زيادة السخرة

 كان لما دخل موسى وهرون لفرعون فأزاد عليهم السخرة فتذمروا وقالوا أنتنتما رائحتنا في عيني فرعون وعبيده، حتى أن موسى يقول لماذا أسأت لماذا أرسلتني (خر 5: 19–22)، كان رد الرب (خر 6: 1) [الآنَ تَنْظُرُ مَا أَنَا أَفْعَلُ بِفِرْعَوْنَ. فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ وَبِيَدٍ قَوِيَّةٍ يَطْرُدُهُمْ مِنْ أَرْضِهِ»].

* التذمر الثاني: قبل شق البحر الأحمر

v طاردهم فرعون ولما اقترب من إسرائيل فزعوا جدًا وقالوا لموسى [«هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا حَتَّى أَخْرَجْتَنَا مِنْ مِصْرَ؟ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ نَخْدِمَ الْمِصْرِيِّينَ مِنْ أَنْ نَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ] (خر 14:11-14).

لذلك يقول لنا بولس الرسول في (1كو 10: 10) "وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ."

v فقال لهم موسى النبي "«لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. فَإِنَّهُ كَمَا رَأَيْتُمُ الْمِصْرِيِّينَ الْيَوْمَ لاَ تَعُودُونَ تَرُونَهُمْ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ. الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ»" (خر 14: 13، 14).

v وكان موسي النبي واثقًا من هذا الخلاص وان كان لا يعرف كيف سيكون هذا الخلاص ولم يدرك الشعب أنهم متى وصلوا إلى أصعب التجارب فهي انسب الظروف لكي يتدخل الله ويستطيع أن يجد فيها حلًا وتظهر فيها كمال صفاته لكن عدم إيمانهم صور لهم أنهم سيهلكون بيد فرعون دائمًا يضيعون ذكرياتهم الجميلة.

St-Takla.org Image: The waters split: crossing the Red Sea, (Exodus 14) - by jeffjacobs1990. صورة في موقع الأنبا تكلا: شق مياه البحر - عبور البحر الأمر (الخروج 14)، لجيفجيكوبز1990.

v فقال الرب لموسى مالك تصرخ إليَّ، قل بني إسرائيل أن يرحلوا وأرفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة" (خر 14: 15، 16).

v وعندها ضرب موسى النبي بالعصا البحر انشق البحر وأصبح الماء سور لهم عن يمينهم وعن شمالهم ومشوا علي اليابسة وسط البحر بأقدام راسخة الأمر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا (خر 14: 24).

v ويقول الكتاب وخاف الشعب وآمنوا بالرب وبعبده موسى في (خر 14: 30، 31) لكن إلى حين لأنهم لم يثقوا في كلام الرب تمامًا، وكان هذا الانتصار على فرعون رمز للشيطان وعلى مصر رمز لمحبة العالم وعبور البحر الأحمر رمز للموت وهو نهاية مملكة الشيطان.

وكانت معجزة شق البحر حديث كل الأنبياء.

v في (مز 74: 13، 14) " أَنْتَ شَقَقْتَ الْبَحْرَ بِقُوَّتِكَ. كَسَرْتَ رُؤُوسَ التَّنَانِينِ عَلَى الْمِيَاهِ."

v في (مز 78: 13) " شَقَّ الْبَحْرَ فَعَبَّرَهُمْ وَنَصَبَ الْمِيَاهَ كَنَدٍّ. "

v في (نح 9: 11) " وَفَلَقْتَ الْيَمَّ أَمَامَهُمْ وَعَبَرُوا فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ وَطَرَحْتَ مُطَارِدِيهِمْ فِي الأَعْمَاقِ كَحَجَرٍ فِي مِيَاهٍ قَوِيَّةٍ."

v ويقول القديس استفانوس في (أع 7: 36) "هَذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعًا عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ وَفِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً."

v ويقول بولس الرسول في (1 كو 10: 1-2) "فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ."

v في (عب 11: 29) "بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا."

v وأول مرة وربما من الأمور النادرة جدًا بعد ما رأوا غرق المصريين في البحر " رنم موسى والشعب معه الترنيمة كلها تمجيد لله الذي صنع هذه العجائب يقول في (خر 15: 1) " حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ هَذِهِ التَّسْبِيحَةَ لِلرَّبِّ: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ فَإِنَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ." وهي التسبحة التي نقولها في الهوس الأول في التسبحة وتكلم عن رجاء ثابت في (خر 15: 12، 17) [تهديه بقوتك إلي مسكن قدسك] وأول مرة نرى مريم النبية أخت موسى النبي لها خدمة ويذكرها ميخا النبي (مي 6:4).

* التذمر الثالث: العطش في مارة

§ خرجوا من البحر بيد قوية ووصلوا إلى مارة بعد 3 أيام، وفيها المياه كانت مرة فتذمروا، فأمر الرب موسي وأراه شجرة وطرحها في المياه فصارت المياه عذبة (خر 15: 22 –26) ولا يمكن تحويل الماء المر إلي عذب ما لم يلقي المسيح (شجرة الحياة) بنفسه في مياه الموت فيحولها إلي ماء للحياة.

§ هل ظنوا أن الله أخرجهم لكي يميتهم في البرية من العطش. رغم انه عمل هذه الآيات معهم، لكنهم شعب صلب الرقبة فنرى الرب يقول [هناك وضع له فريضة وحكمًا وهناك أمتحنه فقال أن كنت تسمع لصوت الرب إلهك.. مرضًا مما وضعه علي المصريين لا أضع عليك أنا الرب شافيك].

§ ثم وصلوا إلى إيليم، وكانت فيها 12 عين و70 نخلة، وكأن كل سبط له عين والبرية إذا كان فيها مارة ففيها أيضًا إيليم وكانت هدفًا لتهدئتهم واستعادة قوتهم.

* التذمر الرابع: التذمر علي الجوع:

o في (خر 16: 3) ارتحلوا من إيليم إلى برية سين فحدث تذمر عندما جاعوا "وَقَالَ لَهُمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ: «لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مِصْرَ إِذْ كُنَّا جَالِسِينَ عِنْدَ قُدُورِ اللَّحْمِ نَأْكُلُ خُبْزًا لِلشَّبَعِ! فَإِنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هَذَا الْقَفْرِ لِتُمِيتَا كُلَّ هَذَا الْجُمْهُورِ بِالْجُوعِ»."

o هل ظن شعب إسرائيل أن الله أخرجهم لكي يميتهم في البرية، نسوا مذلتهم في الطين وفي التبن، دائمًا يطلبون بتذمر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقد ظهر استبداد البطن كما يقول أحد الآباء وكما يقول القديس استفانوس عنهم في (أع 7: 39) "رجعوا بقلوبهم إلى مصر".

 

• المن: طعام البرية للشعب اليهودي في ارتحالهم

• المن كرمز للسيد المسيح

المن: طعام البرية للشعب اليهودي في ارتحالهم

محاضرات في العهد القديم (1) كتب أ. نجوى غزالي

الخروج من مصر

---