س: هل الله مركَّب من ثلاثة عناصر أو أقانيم، فيقول البعض: "ولكن قد يقول بعض أصحاب الثالوث أننا لا نقول بوجود ثلاثة آلهة، وإنما نقول بوجود إله واحد مركَّب أو مكوَّن من ثلاثة عناصر أو أقانيم"(49)؟
ج: الله روح بسيط لا ينقسم ولا يتجزأ... روح بسيط لا تركيب فيه، فيقول "البابا أثناسيوس الرسولي": "التركيب مبتدأ المضادة، وهذا مبتدأ الاختلاف، وهذا مبتدأ الانتقاص، والانتقاص ليس من ذات الله"(50) وقال "أوريجانوس": "يجب أن لا نظن أن الله مركَّبًا لأنه لا يكون عندئذ بسيطًا، والبسيط لا تركيب فيه" (51).
وقال "القديس يوحنا الدمشقي": "الأقانيم متحدون دون اختلاط ولا امتزاج ويتميزون دون افتراق أو انقسام لأنهم هم الله الواحد" (52).
وقول البعض بأن الله مركَّب من ثلاثة أقانيم، وأن الله جماعة أو عائلة أو أسرة مؤلفة من أقانيم ثلاثة تسودها المحبة، أو أن الله الآب لكيما يكون سعيدًا كان عليه أن يهب ذاته شخصًا آخرًا يجد فيه سعادته، ولهذا وُلد الابن منذ الأزل، وثمرة المحبة المتبادلة بين الرب والابن كان الروح القدس مثل طفل منبثق من الأب والأم (راجع منطق الثالوث القدوس، والقس بولس إلياس في كتابه يسوع المسيح) مثل هذه الأقوال لا تتوافق مع عقيدة الثالوث، وفوق هذا فإنها تفتح أمام البعض باب التهكم كقول أحدهم " ولم يقل القس كيف ولد الآب الابن... هل ولده من ذاته أم ولده من زوجة له؟ ثم هذه الثمرة التي تولدت من العلاقة بين أقنومي الآب والابن وهيَ الروح القدس. من هو والدها ومن هيَ والدتها؟.. ومن يدري فقد تعقب هذه الثمرة ثمرات أُخرى يتزايد بها عدد أفراد الأسرة الإلهية وتتم بها سعادتها، فقد يشتاق الآب إلى ابنة أيضًا يبثها محبته وحنانه وتكون أختًا حانية للابن... ويمكن مع الابن تصور إضافة أعضاء جدد للأسرة الإلهية يتم بها نموها ويكثر عددها ويساعد بعضها بعضًا، فمع الابن يصبح الآب جدًا، ويصبح الابن أبًا، وتصبح الابنة أُمًا، وينجبون ثمرات وأحفادًا تشيع بهم البهجة والهناء... هذا هو تصوُّر دعاة الثالوث" (53).
وإننا نقول لمثل هذا المؤلف الذي كان يومًا مسيحيًا يُدين بعقيدة الثالوث، ولكن هذه هيَ نتيجة فهمك الجسدي للأمور الإلهية التي تفوق الإدراك، وهذه هيَ نتيجة تَصَيُّدَك لبعض العبارات الغير صحيحة، والأمر العجيب أن هناك مئات الكتب تحدثنا عن عقيدة الثالوث القدوس... ألم يعجبك في كل هذا غير هذه الشذرات الخاطئة، فرُحت تتصوُّر أن هذه هيَ عقيدة المسيحية فكانت النتيجة خروجك من حظيرة المسيح وصرت غريبًا عنه، ولا أدري كيف يكون لقائك به في اليوم الأخير عندما يأتي في مجده ومجد أبيه ويجازي كل واحد بحسب أعماله وأقواله وأفكاره.
_____
(51) المرجع السابق ص 105.
(52) المرجع السابق ص 89.
(53) الله واحد أم ثالوث ص 17 - 19.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/three.html
تقصير الرابط:
tak.la/46msypn