في مساء الأحد 25/2/96 توجهت إلى الكنيسة المعمدانية فوجدت القس (و.م.) جالسًا بمكتبه منهمكًا في الكتابة، ويمثل المكتب جزء من الكنيسة المغلفة بالخشب... يبلغ من العمر حوالي السبعين عاما ويبدو من مظهره انه ليس بالرجل السهل... أقرأته السلام وعرفته بنفسي فرحب بي ودعاني للجلوس.
سألته: هل أجد كتابًا يتحدث عن الكنيسة المعمدانية..؟ أحضر لي كتاب "تاريخ الكنيسة المعمدانية بقلم د. ج. م. كارول" ترجمة هارفي لبيب ميخائيل، قلت له: هل هذه الكنيسة سميت بالمعمدانية نسبة للمعمودية كمدخل للمسيحية، قال: أعوذ بالله... من قال هذا؟ الإيمان أولًا ثم المعمودية "من آمن واعتمد خلص.." المعمودية ما هي إلا علامة، أما معمودية الأطفال فهي ضلالة... ماذا يفهم الطفل؟ وأين إيمانه؟ ولا يمكن أن الاشبين ينوب عنه في الإيمان لأن الإيمان بالمسيح لا يأتي بالإنابة... لا إنابة في المسيحية... الطوائف التي تعمد الأطفال تسير في ضلالة، وأنا أعتبر أن موضوع الطوائف قضيتي الشخصية أكتب فيها بكل جرأة وأهاجم أي شخص مهما كانت مكاناته ولا سيما الأقباط... اسمع إنني اكتب مقالا ضد الكهانة في المسيحية باسم "الحصار الطقسي"، وستظهر هذه الكلمة في مجلتنا "كلمة الحق" العدد القادم.
"الواقع أننا ينبغي أن نقول لماذا هذا الاحتكار وإلى متى؟
بل نزيد على ذلك بالقول: لماذا هذه العبودية؟.. فنحن نرى أسلحة العبودية والاحتكار مشهرة على أيدي السادة الكبار فهناك سلاح الحرم!! وهناك سلطة الكهنوت التي لم ينزل لها الله من سلطان!! وهناك ذلك الهرم الذي يتربع على قمته السيد الأعلى. ويتدرج بأتباعه إلى أن يصل إلى شعب مسكين في السفح..!!
هذا السلطان الكهنوتي الذي ابتدعته الكنيسة المرتدة عن الحق الكتابي منذ العصور الأولى للمسيحية، واستمر على مر الزمن حتى ترسخ في ذهن البعض أن ما يفعلونه من تسيد على خلق الله البسطاء هو من حقهم وحدهم..!!! وإننا لا نعجب لهذا القفص الذي أغلقوه على أتباعهم فحرموهم من حرية الحركة بل من حرية التفكير الأمر الذي يميز الإنسان عن الحيوان"(89)
اشتريت بعض الكتب التي ألّفها قس الكنيسة وحضرت الاجتماع وانصرفت... واظبت على الاجتماعات وعلى مدار عدة لقاءات توددت إليه بالأسئلة الاستفسارية البريئة فبدأ يتباسط معي تارة ويرد على أسئلتي أملًا في استمالتي إلى كنيسته وسألني هل لك في خدمة الكلمة؟.. وتارة أخرى كان يظهر من الشدة والصد قدرًا ليس بقليل... ويمكن اختصار هذه اللقاءات في الأسئلة التالية:
القس: أنا أصلًا أرثوذكسي وشماس... كنت في المدرسة المرقسية بالإسكندرية وبالتالي كنت شماس في الكنيسة المرقسية، ووالدي كان رئيس شمامسة في المنصورة.
القس: ذوكصابتري كى ايه... أجيوس أجيوس.
القس: لغة قبطية إيه؟ لا لزوم لها ولا داعي للبكاء على الماضي وآلامه... دعنا نعيش في الحاضر...
القس: الكتابة موهبة... لقد الفت 105 كتاب حتى الآن ومازلت اكتب وأراسل الكثيرين، والكتاب الصغير أسهل في التداول من الكتاب الكبير.
القس: تجددت وأنا لي من العمر 18 عامًا على يد مرسلة عجوز أرمنية لا تعرف إلا القليل من اللغة العربية... عقب إحدى الاجتماعات بالكنيسة الرسولية براغب باشا قادتني هذه المرسلة إلى البدروم قسرًا، وأغلقت الباب واحتفظت بالمفتاح وأخذت تصلى بدموع "يا يسوع خلص الأخ..." تأثرت ببكائها وسمعت صوت الله وأخذت الطبيعة الجديدة لكن الطبيعة القديمة مازالت تقاوم" الروح تشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح"
القس: وأنا طفل صغير عمدوني ولكن معمودية لا قيمة لها ولم أكن أدرى شيئًا... الأطفال لا يحتاجون إلى معمودية لأن جميع الأطفال في العالم الذين يموتون يدخلون السماء مهما كانت ديانتهم، ولكن بعد التجديد تعمدت على يد قس أجنبي تابع لكنيسة الله فغطست في البحر ببرج السلسلة.
القس: لقد غطست مرة واحدة... واحدة لأن الله واحد.
القس: رُسمت قسًا بواسطة خمس قسوس أربعة منهم أجانب والخامس مصري.
القس: لا يشترط القربان... أي نوع من الخبز يصلح ممكن رغيف فينو أو قرصة تصنعها ابنتي... أما الأباركة aparxh فتقدم في كؤوس صغيرة (رغم أنني واظبت على الاجتماعات أكثر من شهر ونصف إلا أن المائدة لم تقدم ولا مرة واحدة).
القس: في سنة 1951م جُزت في اختبار بالمنيا لن أنساه... حيث جاءت مرسلة من الكنيسة الرسولية طلبت منى أن احضر معها اجتماع لكي أترجم لها من الانجليزية للعربية... ما كدت أترجم جملتين حتى هاج الاجتماع وارتفع الهتاف هللويا... هللويا... كلما عدت وترجمت جملتين يعود الهياج... وفجأة حدث أمر عجيب إذ قفز على المنبر أحد الأشخاص وظل يتحدث بعصبية وبلغة غير مفهومة وهنا هاج الجميع بصورة مزعجة للغاية فان هذا الشخص يتكلم بالسنة... لم أفهم كلمة واحدة وظننت أنني صغير في الإيمان لم أصل لدرجة هؤلاء... لم يستمر الاجتماع طويلًا إلا وقفز شخص من خلف الصفوف ونادى لقد أخذت روح ترجمة وبدأ يتكلم باللغة العربية بكلمات عامة بعصبية وتشنجات... أن الله ينذركم من هذا العالم الشرير... انه يدعوكم إليه قبل فوات الأوان... الخ" وهنا هاج الاجتماع أكثر فأكثر فها معجزة التكلم بالسنة والترجمة لها... إذن المعجزة تمت واكتملت... وفي غمرة هذا الهياج انضم الشخص الأول المتكلم إلى الشخص الثاني المترجم وصاحا: يا جهلة... يا... يا... يا... نحن أرثوذكس والروح القدس بريء من تصرفاتكم... انتم لا تعبدون الله... انتم منساقين بالشياطين... أنتم... أنتم... ساد الاجتماع صمت رهيب بينما انصرف الاثنان وسط ذهول الجميع، وقد أديا دورهما في التمثيلية ببراعة عظيمة... انتشرت الأخبار في المدينة وكل من يلقاني يسألني عما حدث.
في اجتماع الأحد 31/3/96 حضر قس معمداني (ف.ص) من بيروت وهو من مؤسسي هذه الكنيسة (في يوليو سنة 1963) وفي نهاية الاجتماع وقف القسان يصافحان المصلين، وعندما جاء دوري قال القس المضيف للقس الضيف: الأخ فلان الذي حدثتك عنه... فأخذت منه ميعاد لألتقي به... وكان اللقاء مساء الثلاثاء 2/4/96.
القس (و): أعوذ بالله... نحن مستقلين تماما عن كل طائفة، والكنيسة المحلية هي الكل في الكل، ولا رقيب عليها إلا الله وحده.
القس (ف): وافترض أن لنا تمثيل لكي نأخذ الشكل القانوني لكننا لا نتبع أحدًا.
القس (و): القس واسيلي صديق قد بدأ كنيسته المعمدانية قبلي، وله كنيسة عظيمة في الخلفاوي بالقاهرة.
القس (ف): لا يوجد في مصر... في الخارج ممكن.
القس (ف): عندما يكون لديك 400 بيانو وتريد ضبطهم تضبط كل واحد على شوكة الضبط... شوكة الضبط هي الكتاب المقدس فقط... ممكن تقرأ كتب روحية جميلة جدًا ويكون داخلها ألغام أما كتب القس(و) فأنها تمثل الحق الكتابي تمامًا، والمؤمن أي الشخص المعمداني له انف يميز الغش والخداع.
القس (ف): المعمدانيون منذ القرن الأول الميلادي. أنهم يعيشون في جماعات بسيطة يعبدون الله في ضوء التعاليم الكتابية رغم أنهم ليس لهم تسمية خاصة... في القرن الرابع ظهر قسطنطين الذي خلط الدين بالدولة، وأنا في اعتقادي انه كان إنسانا مزورا لم ينل المعمودية إلا قبل موته بيوم واحد بحجة الحصول على مغفرة جميع خطاياه مع أن المعمودية طبعًا لا تغفر الخطايا... انه إنسان شرير اضر بالكنيسة، ولكن لعل الله يكون قد افتقده في اللحظات الأخيرة ولعلى أراه معي في السماء... أما في العصور المظلمة فقد تعرضت هذه المجموعات المعمدانية لاضطهاد عظيم فوصل عدد الشهداء منهم إلى 50 مليون على مر التاريخ... الغالبية العظمى منهم على أيدي الكاثوليك ثم البروتستنت... الآن عددهم في العالم وصل إلى 125 مليون.
س: اسمح لي أن أقول لك انك تقول: أنا اسلك في الحق الكتابي، وهكذا كل شخص في طائفته يعتقد انه يسلك في الحق الكتابي بينما الاختلافات واقعة بينكم فمثلًا معمودية الأطفال التي لا تعترف بها الكنيسة المعمدانية تجريها الكنيسة المشيخية وكنيسة نهضة القداسة وغيرهما وحجتهم أن الختان وعبور البحر الأحمر في العهد القديم كان للجميع، كما أن العهد الجديد أشار إلى بيوت تعمدت بالكامل بما فيها من أطفال فما رأيك؟
القس(ف): أولًا الختان لا يرمز للمعمودية لأنه كان للذكر فقط بينما المعمودية للذكر والأنثى، وكان لابن البيت والمبتاع بفضة بينما المعمودية للمؤمنين فقط، وكان الختان يتم في اليوم الثامن بينما هم يتممون معمودية الأطفال بعد بضعة شهور، كما أن النفس التي لا تختتن تقطع من شعب الله (90)
ثانيًا: في عبور البحر الأحمر "اعتمدوا لموسى" أي سار بني إسرائيل معتمدين على موسى... أيضًا البيوت التي ذكرها الإنجيل أنها تعمدت بالكامل لم يذكر صراحة أن بها أطفال، ونحن لا نبنى إيماننا على مجرد تخمينات.
القس(و): أنا لا احمل دفتر مواثيق، ولكن أدعو احد الأخوة القسوس من أي طائفة إنجيلية يقوم بالتوثيق.
قلت: اليوم 2 إبريل ذكرى ظهور السيدة العذراء في الزيتون سنة 1968.
القس(و): أعوذ بالله... هل تعرف ما حدث؟ أقول لك... كان صديقي... مراقب مالي بمحافظة البحيرة وذهب حينذاك وعاد يقول لي بان كل ما يحدث هناك مجرد انعكاسات لكشافات السيارات التي تسير بالمنطقة، كما أن عجلات السيارات تصدر صوتا والأقباط يصيحون ويهللون.
القس(ف): لا تغضب منى يا عزيزي ولكنني أقول الحقيقة فانا لم آت من سفر طويل لأرضي هذا أو ذاك... والحقيقة أن كل هذه أمور شيطانية... تسألني كيف؟ أقول لك لأن الشيطان يستطيع أن يغير شكله بملاك نوراني.
قلت: اسمح لي أن أقص لك اختبارًا صادقًا عشته بنفسي وأنا صادق فيما أقول... في سنة 1968 ذهبت إلى كنيسة العذراء في الزيتون وأمضيت ليلة شاهدت فيها نورًا يسطع من السماء كنور البرق فينير المنطقة بالكامل أرضًا وجوًا وليس نور سيارات موجه في اتجاه معين، بالإضافة إلى بخور كان ينبعث من أعلى سطح الكنيسة ينتشر ويغطى المنطقة وكل الواقفين يشتمون رائحته، وأيضًا أسراب من الحمام الأبيض الذي يطير ويختفي والمنطقة مزدحمة بالآلاف من جميع الاتجاهات وجميعهم يسبحون ويهللون ولا يوجد مكان على الإطلاق لمرور سيارة صغيرة... وقد كان هناك تسجيل لمعجزات الشفاء الغزيرة... العمى يبصرون والمشلولين ينهضون والمصابين بالسرطان يشفون كانت المعجزات تجرى للمسلمين والمسيحيين وصدرت كتب تحكى هذا في مقدمتها كتاب ظهور العذراء بالزيتون لمؤلفه حلمي رفله...
القس (ف): المعجزات والعجائب والأشفية كانت قاصرة على الرسل فقط من أجل انتشار الكرازة ثم انتهت(91).. بولس الرسول يقول تركت تروفيمس في ميليتس مريضًا فلماذا لم يشفيه؟ وينصح تلميذه تيموثاوس بشرب قليل من الخمر من أجل أسقامه الكثيرة فلماذا لم يشفيه؟
قلت: ولكن بولس الرسول صنع معجزات عظيمة حتى أنه أقام الميت.
القس (ف): لم يكن سلطانه مطلق.
س: نعم... كان يصنع المعجزات بقوة الله... فما المانع أنك تقول أن الله يعمل للآن بالمعجزات كوعده الصادق وهذه الآيات تتبع المؤمنين. هل سمعت عن البابا كيرلس الذي أجرى الله على يديه معجزات لا حصر لها ولا سيما بعد انتقاله.
وهنا تجهم الموقف وقال القس (ف): يا عزيزي أن لم نتفق على المصدر الذي نتكلم منه فلا داعي للحديث... المصدر الوحيد هو الكتاب المقدس فقط لكن أنا باتكلم صيني وأنت بتتكلم انجليزي فلن نصل إلى حل... ووقف القس (و) مُعلنًا نهاية الحديث فانصرفت بعد أن شكرت القس اللبناني.
وخلال فترة ترددي على هذه الكنيسة لاحظت الآتي:
1. في صلواتهم لا يهتمون بوصية ربنا يسوع الذي أوصى تلاميذه قائلًا: "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات" (لو2:11-4) ويشاركهم في هذا الأخوة البلاميس فلا يصلون "أبانا الذي في السموات..." إطلاقًا... كما أنه غني عن البيان أنهم لا يرشمون الصليب في بداية ونهاية الصلاة.
2. اليافطة المعلقة تعلن عن الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى بينما السجل الخاص بها يعلن أنها جمعية باسم "الجمعية المعمدانية الأولى للكتاب المقدس" ومشهرة بوزارة الشئون الاجتماعية برقم 605 محرم بك - إسكندرية، والسجل الخاص بالجمعية مكون من 204 صفحة أنشئ يوم الاثنين 25/11/63 وعليه ختم "الجمعية المعمدانية الأولى"، وقد أنشئت هذه الجمعية طبقًا للقرار الوزاري رقم 113 لسنة 1957، وكان عدد الأعضاء في 12/7/64 (13) عضوًا، وفي 31/3/96 تاريخ عقد الجمعية العمومية وصل العدد إلى 63 عضوًا حضر منهم 35 عضوًا، كما حضرت سيدة محجبة مندوبة عن وزارة الشئون الاجتماعية.
3. كثير من الكتب التي ألفها قس الكنيسة تحمل الطابع الهجومي على عقائد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رجالها القديسين، ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
i. في كتابه "الحق الكتابي عن شفاعة القديسين" يقول: "أصدرت كنيسة مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية نبذة بعنوان (شفاعة القديسين) كتبها القمص بيشوي كامل... وابتدأت النبذة بهذه الكلمات المثيرة والبعيدة عن الحق الكتابي كل البعد... ولقد أخذ سيادته يلوي معاني الآيات الكتابية الواضحة جدًا بما يساند ما يريد أن يقول" (ص3) "لم يكن سيادته أمينًا أبدًا في وضع الحق الكتابي أمام الناس" (ص7) "صدقوني حرام هذا التضليل للشعب المسكين... ولمصلحة من يضلل بهذا الشكل الساذج" (ص22).. "أن العجيب ليس فيمن يخدعون الشعب ويضللونه إنما العجيب في الشعب الذي لا يدرس الكتاب المقدس ويعتمد على الغير" (ص 39) بل لم يكتفي هذا القس بالتهكم على أبينا القديس بيشوي كامل لكنه أخذ يتعالى على الملائكة، فيقول: "ولا ننسى كلمات الكتاب المقدس عن الملائكة كخدام للمؤمنين الحقيقيين... أليس جميعهم أرواحًا خادمة... وهل يجوز أن تتوسط بخادم، أو ليس تجريح لمن نتوسط عنده بالخادم؟؟" ص18 ونسى هذا القس أن هؤلاء الملائكة هم كائنات روحية سامية، لم يخطئوا ولم يجرحوا المسيح ويشهروه ثانية مثل الإنسان الذي لا يكف عن الخطية والكبرياء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... قد يخدم الطبيب العظيم مريض فقير فهل معنى هذا أن هذا المريض الفقير المسكين البائس يتعالى على هذا الطبيب الطيّب المحب..؟ (من تشبيهات أبينا بيشوي كامل في عظاته عن الملائكة) ولا يكتفي القس بأقواله ضد الملائكة بل يجدد الفكر النسطوري ضد السيدة العذراء والدة الإله، فيقول: تكلم (القمص بيشوي كامل) عن دوام بتولية العذراء ونترك هذا لمجال آخر ليس هذا أوانه... قال (القمص بيشوي) أن العذراء والدة الإله... وجاء بالآية القائلة "فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ" (لو43:1).. ونقول أولًا أن كلمة "ربي" الواردة في الآية لا تعني "إلهي" بل تعني في اللغة الأصلية "المعلم".. وعلينا أن نعرف بأن العذراء هي أم يسوع لأنه حُبل به فيها من الروح القدس، ولا يمكن بحال ما أن تلد اللاهوت لأن هذا مستحيل، وعلينا أن نميز بين المسيح يسوع كالإنسان المولود من امرأة مولودًا تحت الناموس وبين الألوهية التي لا تولد وإن كانت قد تجسدت في الرب يسوع" (ص31، 32).
ii. في كتابه: لمن أعترف..؟ يقول: "متى دخلت بدعة الاعتراف على الكاهن إلى الكنيسة..؟ أن الكنيسة لا تشرع أبدًا وليس لها هذا الحق أي حق التشريع" (ص12).. "أما طريقة الاعتراف على الكاهن فهي في حد ذاتها مقززة للنفس تملأ القلب اشمئزازًا... ويعقب على كلمات نيافة الأنبا يؤنس عن الاعتراف [حينما تجلس أمام الكاهن اهتم بتفاصيل الخطية التي يظهر فيها لون من البشاعة... فمكانها وزمانها، والشخص الذي أخطأت معه أو إليه... اهتم أيضًا بمدة الخطية التي تعترف بها، هل الخطية التي تعترف بها مستمرة عندك وتلح عليك أم ارتكبتها مرة واحدة أو أكثر... اهتم بمشاعرك أثناء فعل الخطية هل كنت متلذذًا أم نافرًا متضايقًا] فيقول: هل يمكنك أن تتخيّل سيدة سقطت في خطية الزنا، وهي تجلس أمام الكاهن، وتروح تعترف بالتفصيل بسقطتها من البداية إلى النهاية، عن مكان خطيتها وزمانها والوقت الذي اقتضته، والشخص الذي أخطأت معه، ومشاعر اللذة أو النفور التي أحسستها..!! أن الصورة بشعة ولا شك وتثير في النفس لا الاشمئزاز فقط بل والغيظ أيضًا" (ص16، 17).
تعليق: لماذا ركز القس على هذه الخطية بالذات..؟ ألم تكن الخطية بشعة وتثير في النفس الاشمئزاز والغيظ... هل يريد القس أن هذه السيدة تزني وتعترف سرًا لله..؟ ألا يعتبر هذا تسهيلًا لطريق الخطية..؟! وأليس هذا الباب الواسع الذي يقود إلى الهلاك..؟ ثم أن الاعتراف يتبعه الإرشاد لذلك يلزم التفصيلات ووصف المشاعر حتى يحصل الإنسان على العلاج الصحيح... كما أن الاعتراف ليس لأي شخص لكنه للأب الكاهن... إنه أب يشارك ابنه مشاعر الحسرة والألم...
iii. في كتابه بين التقليد والكتاب المقدس يهاجم الأصوام الكنسية المحددة والمعروفة ويقول: "والواقع أن التشريعات الكنسية فيما يتصل بالأكل والشرب هي من علامات الأزمنة الأخيرة" (ص4). "من أين جاء الصيام الذي قبل العيدين- الميلاد والقيامة.؟ ومن أين جاء صيام يونان الذي صامه يونان غصبًا في بطن الحوت، وما علاقة المسيحيين به..؟ ومن أين جاء صيام العذراء الذي لا نقرأ عنه مجرد لمحة في كلمة الله..؟ ومن أين جاء صيام الرسل الذي لم يذكره سفر أعمال الرسل ولا الرسائل التي كتبوها" (ص 25)
iv. في كتابه "معمودية الماء" يقول: "وكل ما يتصل بما أسندته الكنيسة الطقسية إلى المعمودية من أسرار وقوة على الولادة الجديدة فقد أفسد هذا الرمز (المعمودية) الجميل، وملأ الكنيسة بأعضاء معمدين ولكنهم غير مجددين، وهذا أمر مرفوض كتابيًا تمامًا، مرفوض لأنه يسرق مجد المسيح كحامل خطية العالم الوحيد، ويسند إلى المعمودية خرافة وكفارة سرية، ويجعل من المعمودية صنمًا لأنه يقود الناس إلى الثقة في الطقس بدلًا من الثقة في المسيح" (ص20، 21).. "معمودية الأطفال لا قيمة لها بالمرة لأنها لا تنفع الطفل، فكل الأطفال إلى سن المسئولية مُخلَصون بدون المعمودية... ليس للطفل خطايا فعلية يعترف بها أو يتركها... معمودية الطفل تحقِّر الحاجة إلى التجديد.... تقود معمودية الأطفال إلى الطقسية الروتينية... معمودية الأطفال تقود الناس بعيدًا عن الإيمان الحقيقي بفداء المسيح إلى الإيمان بطقس أصله إنساني محض... حيث أن معمودية الأطفال ليس لها سند كتابي فهي تستخدم اسم الله باطلًا... والعهد الجديد لا يعرف شيئًا عن الأشبين" (ص48، 52).
ه. في كتابه "سلطان الكنيسة... أين..؟" يقول: "أن السلطة (الحل والربط) ليست في يدي كاهن أو أسقف أو مجمع إكليروس... وليس الحل والربط بين يدي إنسان كان سواء كان كاهنًا أو راعيًا أو يحتل مركز ديني فالسلطة في يدي الكنيسة كلها كجموع" (ص6، 7).. ناهيك عن بقية الكتب والمجلات وما تحمله من مبادئ يخالف بها حتى الطوائف الإنجيلية الأخرى... لقد أراد هذا القس أن يظهر بكنيسته التي لا تشمل إلا بضع عشرات من الأشخاص لا تزيد عن قبضة اليد الواحدة فأخذ في تأليف الكتب الهجومية ضد الكنيسة الأرثوذكسية التي ولدته في الإيمان المسيحي المستقيم... كما أنه نظم مع نفسه فقط معهد باسم "المعهد الشرقي للكتاب المقدس" يراسل فيه من يقبلون مراسلته.
_____
(89) ص 1كلمة الحق عدد (3) سنة 1996.
(90) ونترك القس فايز فارس الإنجيلي يرد على القس المعمداني حيث يقول:
أن فرائض العهد الجديد حلت محل فرائض العهد القديم فالمعمودية حلت محل الختان، والعشاء الرباني حل محل الفصح... فالختان كان باب الدخول إلى كنيسة العهد القديم والمعمودية هي باب الدخول إلى دائرة كنيسة العهد الجديد، وكل من الختان والمعمودية رمز للتطهير... وقد كانت هذه الشريعة تطبق على الأطفال عند اليهود، وعلى نفس القياس تعمد الكنيسة الأطفال (ص 244 حقائق الإيمان المسيحي).
(91) لاحظ تناقض الكنيسة المعمدانية مع كنيسة الله التي تؤمن بالمعجزات التي تتبع المؤمنين وسر مسحة المرضى (انظر ص168، 169 في هذا الكتاب).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/baptist-church.html
تقصير الرابط:
tak.la/krj28mw