القس براسفورد
الانشقاق
كنيستين باسم الخمسينية
كنيسة المشاكل
سحب لقب كنيسة ثم إعادته
الصراع بين الرئيس والأعضاء
جبهة الرفض ضد الرئيس
قرار الفصل وقرار التنحية
محضر الصلح
القس بطرس يفصل والمجلس الملّي
يسحب
كنيسة يوم الخمسين
توحيد الكنيستين
وإصرار المجلس الملّي على الرفض
استمرار القضايا
محضر الصلح بمقابل
شهادات التشهير
الصلح مقابل التنازل
قرار جمهوري
ثورة الغضب
القضايا وما أكثرها
المجلس الملّي هو مجمع
السنهدريم اليهودي
الحواشي والمراجع
أسس أول كنيسة رسولية سنة 1908 في بيت النحال بأسيوط، واعترف بها المجلس الملّي العام الإنجيلي في أوائل العشرينيات ثم تولّى رئاستها القس صليب بولس والقس بطرس لبيب، ثم انحازت المجموعة إلى القس صليب وخذلت القس بطرس الذي تقوقع في بلدته بدير الجرنوس مركز مغاغة، وإلى هذا الوقت لم يكن هناك كنيسة خمسينية في أرض مصر.
سنة 1932م انشقت مجموعة من الكنيسة الرسولية ولجأت إلى القس بطرس لبيب وأنشأت كنيسة الله الخمسينية ببلدة دير الجرنوس ثم امتدت إلى الفشن وسمالوط والمنيا وأسيوط والقاهرة والإسكندرية، وعقدت هذه الكنائس مجمعها التأسيسي سنة 1940م بالفشن، وصدر قرار المجلس الملّي بالاعتراف بها في 6 فبراير سنة 1946.
ظهرت كنيستان إحداهما باسم الكنيسة الخمسينية تابعة لإرسالية كليفلند، وعندما بلغ ممثل الإرسالية سن المعاش رسم عليها القس فهيم الأخضري ثم خلفه القس ادوارد ناثان، وهذه الكنيسة تتبع هيئة أجنبية تديرها لمصالحها الخاصة على حد تعبير القس صموئيل مشرقي، والكنيسة الثانية تحمل اسم "كنيسة الله الخمسينية" وهي التي أنشأها القس بطرس لبيب، وقد تجلّى الصراع فيها بصورة كبيرة سواء داخلها أو بينها وبين المجلس الملّي الإنجيلي كما سترى في السطور القادمة.
"أضحت (كنيسة الله الخمسينية) هدفًا منذ تكوينها وإلى الآن لسهام الانتقاد والمقاومة، والادعاء عليها بأنها باستمرار كنيسة المشاكل..! أصبح موضوع "كنيسة الله الخمسينية" يشغل بال الكثيرين... وقد جعله المجلس الملّي الإنجيلي مشكلة المشاكل أخذ يتداولها لقرابة نصف قرن وحتى الآن"(80)
في 21/8/48 تقدمت كنيسة السلام بطلب انفصال عن الكنيسة الخمسينية فقرر المجلس الملّي في 20/4/49 سحب لقب كنيسة من كل من كنيسة السلام وكنيسة الله الخمسينية، وفي مايو سنة 49 تقدم القس بطرس لبيب بطلب معترضًا على قرار المجلس الملّي، واستجاب المجلس له في 14/4/1950 واعتبر كنيسة الله الخمسينية كنيسة إنجيلية.
في 15/5/56 انضم لكنيسة الله الخمسينية كل من القس صموئيل مشرقي والقس رزق حبشي، وتم تشكيل مجلس تنفيذي بمعرفة القس بطرس لبيب رئيس الجماعة إلا أن هذا المجلس لم يرق لنائب الرئيس القس سعد قليني فأسرع بتقديم طعن ضد رئيسه لدى المجلس الملّي، فقام القس بطرس بفصله من الإنابة في 8/8/56، وفصل أيضًا أمين الصندوق السيد/ جيد حنين في 29/8/57، وقام بحل المجلس التنفيذي في 1/2/58م.
تكونت جبهة رفض من أربعة أعضاء من المجلس التنفيذي "قاموا بانتداب القس صموئيل مشرقي للتحدث باسمهم وأخطر المجلس الملّي الإنجيلي ببطلان هذا الحل وكافة تصرفات القس بطرس لبيب وكان ذلك خلال شهر مارس سنة 1958"(81)
كان رد فعل القس بطرس على هذا بأنه عقد مجمعًا في بلدته دير الجرنوس في 9/4/58 وقرر فيه فصل الأعضاء الأربعة، فقاموا هم بعقد مجمعا عام في مدينة سمالوط في 29/8/58 وأعلنوا تنحية القس بطرس من رئاسة الجماعة.
في 3/1/59 عقد محضر صلح بالكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، وفي 3/3/59 اصدر المجلس الملّي قراره بإقرار الصلح وتعيين القس بطرس لبيب رئيسًا والقس سعد قليني والأستاذ واصف عبد الملك نائبان والقس صموئيل مشرقي سكرتيرًا والأستاذ جيد حنين أمين للصندوق والأستاذ كيرلس صادق مساعدًا له.
في 8/5/59 عقد القس بطرس جلسة في كنيسة الأخوة بالمنيا وأعلن فصله للقس صموئيل مشرقي والأخوة واصف وكيرلس، وفي 14/10/59 سحب المجلس الملّي الإنجيلي لقب كنيسة إنجيلية من كنيسة المشاكل.
في 6 نوفمبر 1959م اجتمعت 16 كنيسة من كنائس الله الخمسينية في بني مزار وقرروا اختيار اسم جديد للطائفة وهو "كنيسة يوم الخمسين" وتقدموا بطلب للمجلس الملّي للاعتراف بهم إلا أن المجلس أجل الطلب ولم يبت فيه لأن يوم الخمسين لم يعد مستساغًا لدى المجلس الملّي... وأيضًا فشل القس بطرس في استرجاع لقب كنيسة إنجيلية، ورفض مجلس الدولة قضاياه التي رفعها ضد المجلس الملّي ولا سيما أن الأعضاء قد انحازوا للمجلس الملّي وخذلوه.
عاد القس بطرس للتفاوض مع الأعضاء الذين كونوا من "كنيسة يوم الخمسين" وانتهى التفاوض بانعقاد مجمع عام في مغاغة في 27، 28 أكتوبر 1962 أعلنوا فيه اندماج كنيسة يوم الخمسين في كنيسة الله الخمسينية، وتقدم القس صموئيل بالتماس للمجلس الملّي لإعادة لقب كنيسة إنجيلية لهم ولكن المجلس أصر على رفضه.
وخلال سنوات طويلة كثرت القضايا المرفوعة من القس صموئيل مشرقي ضد المجلس الملّي الإنجيلى ومثال على هذا "الشكوى رقم 8241 لسنة 67 إداري روض الفرج، وحكم مجلس الدولة رقم 643 لسنة 22 ق الصادر بجلسة 8/4/6900 وكذلك ما ثبت في حيثيات الجنحة رقم 11230 لسنة 69 جنح شبرا التي أقيمت ضد نائب الوكيل حينئذ لطلبه منع إقامة الشعائر الدينية بكنيسة المدعي (القس صموئيل)"(82)
فى20/11/70 تم عقد محضر صلح "والمبرم بين السيدين رئيس المجلس السابق -القس إيلياس مقار ونائبه القس أخنوخ يوسف وبين القس صموئيل مشرقي بصفته وقد تقرر بموجبه اعتماد أوراق كنيسته سالفة الذكر وختمها بخاتم المجلس استكمالًا لما هو مطلوب لإصدار القرار الجمهوري لها، وذلك مقابل تنازل القس صموئيل مشرقي عن إجراءات الطعن بالتزوير في الأوراق الصادرة من ذلك النائب وذلك في الجنحة المباشرة المرفوعة منه برقم 6744 لسنة 67" (83)
طلب القس إبراهيم سعيد من السلطات التصدي للقس صموئيل مشرقي ونشاطه، واصدر شهادة تشهير تناولتها أيدي العامة جاء فيها:
"يقرر وكيل طائفة الإنجيليين الوطنيين بالجمهورية العربية المتحدة بأن السيد صموئيل مشرقي ليس قسًا بالطائفة الإنجيلية وأن اسمه ليس مدونًا بسجلات المجلس الملّي، وأن مكان اجتماعه الذي يعقد فيه الاجتماعات في شبرا 8 أحمد باشا كمال بجزيرة بدران هذا المكان ليس معترفًا به لا يتبع أية كنيسة إنجيلية معترف بها من المجلس الملّي للطائفة وتحرر هذا إقرار بذلك."
ووقع على هذه الشهادة سكرتير الطائفة الشيخ إبراهيم حنا ووكيل الطائفة الدكتور القس إبراهيم سعيد 2/9/67. وفي 25 نوفمبر 67 صدرت شهادة ثانية من المجلس الملّي جاء فيها:
"علم المجلس أن السيد سعد قليني والسيد صموئيل مشرقي ينتحلان صفة قسوس إنجيليين وبهذه الصفة يتقدمان بشكاوى بجهات متعددة - لذلك يؤكد المجلس الملّي ويقرر بإجماع الآراء أن هذين المذكورين ليسا قسوسًا تابعين لأي كنيسة إنجيلية بين الكنائس التابعة للمجلس الملّي الإنجيلي العام في الوقت الحاضر وأن الكنيسة التي يدعيان أنها قائمة وأنهما قسوس بها (وهى كنيسة الله الخمسينية) ليست ضمن الكنائس المعترف بها من المجلس الملّي الإنجيلي وليست لها صلة بها. وعلى رئيس المجلس إبلاغ هذا القرار للجهات المسئولة بكافة الوسائل. ووقع على هذه الشهادة القس أخنوخ يوسف.
وفي 24 يونيو سنة 68 عقد صلح مبدئي بين القس إبراهيم سعيد، وصموئيل مشرقي بموجبه تلغى جميع الأوراق والشهادات التي صدرت عن المجلس ضد القس صموئيل، ويتنازل القس صموئيل عن الشكاوى السابق تقديمها منه لكافة الجهات - والتنازل عن الجنحة 6744 لسنة 67 جنح روض الفرج المرفوعة ضد القس أخنوخ يوسف - والتنازل عن الدعوى 643 لسنة 22 ق المرفوعة لدى مجلس الدولة ضد رئيس المجلس ونائبه (ص 49 تاريخ المذهب الخمسينى في مصر) ولكن المجلس الملّي لم يدرج عقد الصلح في جلساته، وأرسل المجلس الأستاذ حليم يوسف من رجال القضاء والتقى بالقس صموئيل مشرقي على أنه حمامة سلام وحصل على تنازل من صموئيل مشرقي في 4/11/68 ومع هذا لم يعترف المجلس بالقس صموئيل.
وفي 73 صدر قرار جمهوري رقم 1133 في 17/7/73 بالترخيص بإقامة كنيسة الله الخمسينية في مقرها 8 ش احمد كمال قسم روض الفرج، ومع هذا فالمجلس الملّي لم يكن معترفًا بهذه الكنيسة بل قد رفع المذكرات للسلطات وأخطر وزارة الداخلية ضد القس صموئيل مشرقي وطلب منع الاجتماعات التي تعقدها كنيسته بجزيرة بدران بزعم أنها غير شرعية لأنها بدون تصريح أو أوراق من المجلس الملّي. "وقد وصل التحامل في ذلك إلى درجة قصوى بإبلاغ رجال الإدارة وسلطات الأمن بذلك وكأن وجود هذه الكنيسة ونشاطها يمثلان خطورة بالغة تستوجب بحسب توجيه المجلس ورغباته القضاء عليها نهائيًا.... ولكننا نحمد الله لحكمة المسئولين من رجال الحكومة المشار إليهم في عدم إجابة هذا الطلب الغريب"(84)
وهكذا ظل النزاع قائمًا بين المجلس الملّي الإنجيلي وبين كنيسة الله الخمسينية حتى كانت ثورة الغضب سنة 82.
لم يرضى القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية عن كنيسة الله الخمسينية، يقول صموئيل مشرقي: "فطلبنا مقابلته في صباح السبت 28/12/82... فرفض مقابلتنا وحدد لنا ميعادًا لمناقشة الأمور صباح الاثنين 30/12/82 العاشرة صباحًا، وبعد أن تركنا خارج مكتبه مدة تزيد على الساعة خرج سيادته لمقابلتنا وهو في ثورة غضب يندر أن يكون لها مثيل وأشاح بوجهه عنا معلنا رغبته في طردنا"(85)
بدأت كنائس الله الخمسينية تنضم للطوائف الأخرى فكنيسة الله الخمسينية في أسيوط ضمها إليه القس ادوارد ناثان رئيس الكنائس الخمسينية... وكنائس الله الخمسينية بالإسكندرية وطما انضمت إلى كنائس النعمة وكنائس حكر عزت والوراق بإمبابة والجرابيع انضمت إلى الكنائس الرسولية، والقس عبده بسنتي حول كنيسة الله الخمسينية إلى اسم الكنيسة الرسولية الثانية، وكنيسة الله الخمسينية بالفيوم انضمت إلى كنيسة المسيح.
والعجيب أن الصراع لم يكن بين كنيسة الله الخمسينية والمجلس فقط -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- ولكن كان هناك في الساحة كثير من الصراعات والمشاكل والقضايا التي يشير إلى بعضها القس صموئيل مشرقي.
"أما عن قولهم بأن المجلس لا يريد نزاعًا بالنسبة لممتلكات هذه الكنائس فإننا نقول بأنه ليس هو الجهة القضائية التي تفصل في مثل هذا النزاع... فقد حدث نزاع من هذا القبيل فصلت فيه المحاكم كتلك التي حدثت بين مجمعي النعمة والنعمة الرسولية بالمنيا، وأيضًا كالنزاع الذي فصل فيه القضاء بين الكنيستين الإنجيلية الأولى والرسولية الثانية بالمنيا كذلك، والنزاع الذي قام بين مجمع الكرازة والكنيسة الرسولية حول أولى الكنائس الرسولية بأسيوط، كذلك النزاع بين كنيستي المثال ونهضة القداسة حول كنيسة شارع الشيخ بشبرا"(86)
"ويبدو من وراء ذلك أن هذا المجلس قد ورث مجمع السنهدريم (اليهودي) القديم وهو يمثل دوره تمامًا على مسرح التاريخ الحديث"(87)
رئيس شعبك لا تقل فيه سوء: ونختم الحديث بكلام القس صموئيل مشرقي للدكتور القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة:
"لقد اقترن عهدك بأحداث رهيبة متلاصقة هزت الكنيسة هزًا عنيفا فماذا تنتظر بعد؟
هل تنتظر أكثر من ذلك حتى يقال لك اخرج ايها الرجل اخرج أيها الرجل...
أخرج فليست الكنيسة ضيعة ورثتها عن أبيك وجدك...
اخرج واحمل معك معاول الهدم وارحل عن مقدساتنا...
أخرج فقد فاض الإناء وطفح الكيل...
يا صاحب لماذا تبيع ضميرك من أجل الحصول على غنائم الثروات والمال وقلت بان مهمتك لم يعد بناء كنائس بل تشجير الطرق. وهذه كارثة مدمرة في كل الأحوال"(88)
_____
(80) ص 7، 8 تاريخ المذهب الخمسيني في مصر- د. صموئيل مشرقي سنة 1985.
(81) ص 14، 15 المرجع السابق.
(82) ص32 المرجع السابق.
(83) ص33 المرجع السابق.
(84) ص 42 تاريخ المذهب الخمسيني في مصر.
(85) ص 81 المرجع السابق.
(86) ص 83 تاريخ المذهب الخمسيني في مصر.
(87) ص 89 المرجع السابق.
(88) ص118، 119 الكتاب الإنجيلي فوق فوهة البركان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/khamsineya.html
تقصير الرابط:
tak.la/mtcxhv3