العمدانيون
1. خمسين مليون شهيد
2. الملك هنري الثاني
3. السلطة البابوية
4. زونكلي
5. اللوثريين
6. في أمريكا
عجبًا لهؤلاء وأولئك..
مبادئهم
1- الخلافة الرسولية
2- كل تعاليم العهد
الجديد تشوهت
3- معمودية الأطفال
4- مناولة الأطفال
5- الملك قسطنطين
وربط الكنيسة بالدولة
6- الاستحالة والاعتراف
السري
7- إنكار المعجزات
8- المخيمات الكرازية
الحواشي والمراجع
ظهرت جماعة المعمدانيين كجماعة رافضة لعماد الأطفال، وقد تسموا أولًا بالاناببتست “Ana-Baptists” أي منكري المعمودية يقول د. كارول:
"أطلق عليهم الكاثوليك وغيرهم اسم "انابابتست" أي المعارضين لمعمودية الأطفال... وقرب بداية القرن السادس عشر أطلقوا عليهم اسم "المعمدانيين"(92)
وقد تأسست أول كنيسة معمدانية في انجلترا سنة 1612 بقيادة توماس هيلويز وجون مورتون، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى، فقد قام جون بإعادة تعميد توماس بسكب الماء ولهذا مارست أول كنيسة معمدانية المعمودية بالسكب... وفي عام 1633 ظهرت مجموعة أخرى من المعمدانيين وقد تمسكوا بإتمام المعمودية للجميع بالتغطيس وليس بالسكب فكان لها التأثير الأكبر في انجلترا ثم امتدت إلى أمريكا على يد روجر وليامز (ص 392 المسيحية عبر العصور-أيرل كيرنز) وقد نال المعمدانيون على مر التاريخ قسطًا وافرًا من الاضطهاد على يد الكنيسة الكاثوليكية ثم اللوثريين والزونكليين، لأن الجميع كانوا ينظرون لهم على أنهم أصحاب بدعة يجب مقاومته(93).. ومن أمثلة الاضطهادات التي عانوها على مر التاريخ نذكر الآتي:
"الاضطهاد لم يتوقف ضد معارضي معمودية الأطفال والذين يعرفون اليوم باسم المعمدانيين... أن خمسين مليونًا منهم قد ماتوا ميتة الشهداء"(94)
"في عام 1160 دخل جماعة من المعمدانيين إلى أكسفورد، وقد أمر الملك هنري الثاني بأن يختموا على جباههم بمكواة ساخنة، وأن يضربوا بالسياط علنًا عبر شوارع المدينة، وتقص ثيابهم حتى الوسط، ويدوروا في المدينة المفتوحة، وأمر القرى ألا تمنحهم أي مأوى أو طعام، وقد ماتوا موتًا بطيئًا بسبب البرد والجوع"(95)
"والاضطهاد الذي انهال على المعمدانيين من السلطة البابوية الكاثوليكية إبان القرون المظلمة... كان البابا هو دكتاتور العالم وهذا هو السبب في أن المعارضين لتعميد الأطفال والذين أطلقوا عليهم اسم Ana- Baptists كانوا يسمون البابا قبل عصر الإصلاح "المسيح الكذاب"(96)
يظهر اضطهاد زونكلي من التقرير الآتي: "بعد حوار عنيف في زيورخ بين زونكلي ومعارضي معمودية الأطفال وضع مجلس الشيوخ حكمًا يقضي بأنه إذا حاول إي شخص أن يعمد ثانية أولئك الذين اعتمدوا من قبل في طفولتهم فيجب إغراقه في النهر"(97)
"وفي فيينا رُبط كثيرون من معارضي تعميد الأطفال معًا في سلاسل حتى يجذب الواحد منهم الآخر إلى النهر الذي أغرقوا فيه جميعًا"(98)
"وفي ألمانيا اضطهدهم اللوثريين وكنيسة اسكتلندا، وفي إيطاليا وفرنسا وفي كل مكان سادته البابوية كان الكاثوليك يضطهدونهم"(99)
"خلال هذا النضال الصعب للإصلاح كان كثيرون من المعمدانيين يقدمون عونًا قيمًا للمصلحين وهم يأملون في بعض الفرج والراحة من حالتهم المريرة... خرجوا من مخابئهم وحاربوا بشجاعة مع المصلحين ولكن نصيبهم كان خيبة الأمل المخيفة، فقد أصبح لهم من ذلك الوقت فصاعدًا عدوين آخرين، وذلك أن كلا الكنيستين "اللوثرية" و"المشيخية" قد أخذتا عددًا من شرور أمهما الكاثوليكية"(100)
أسس المهاجرون الإنجليز في أمريكا المستعمرات، وكانوا يتبعون الكنيسة المشيخية، وقد هاجر المعمدانيين وانتشروا في هذه المستعمرات إلا أنهم تعرضوا للاضطهاد بسبب بدعتهم، ففي مستعمرة خليج ماساشوستسي حدد القانون الآتي:
"اتفق سكان هذه المستعمرة على أنه إذا اعترض شخص أو أشخاص داخل هذه المستعمرة أو رفض علانية معمودية الأطفال أو حاول في السر إقناع الآخرين برفضها... فإنه بعد التحقيق وإثبات الإدانة فإن كل شخص أو أشخاص ممن يعارضون معمودية الأطفال سيحكم عليهم بالنفي من المستعمرة"(101)
وكان معنى النفي عندئذ التعرض لخطر الموت... وقد أسس المعمدانيون مستعمرة "رود ايلاند" سنة 1638، وقد حصلوا بواسطة جون كلارك على المرسوم القانونى سنة 1663 من تشارلس ملك انجلترا، وعندما مرض أحد المعمدانيين في مستعمرة خليج ماساشوستسى عبر إليه جون كلارك مع القس كراندل وأحد أعضاء الكنيسة ويدعى عوبديا هولمز... وأثناء تأدية الصلاة على المريض قبض عليهم ضباط المستعمرة، وتم عرضهم على المحكمة بتهمة أنهم لم يخلعوا قبعاتهم أثناء الخدمة، وحكم عليهم بدفع غرامة أو الجلد، فدفع أصدقائهم الغرامة الواقعة على جون كلارك وكراندل أما عوبديا فقد رفض أن يدفع احد عنه الغرامة فتعرض للجلدات التي أسالت دمه حتى امتلأ حذائه، ولم يقوى على لمس الفراش لمدة أسبوعين...
عجبًا لهؤلاء الذين أنكروا على الكنيسة الكاثوليكية شدتها وقسوتها ثم ركضوا في طريق القسوة إلى أخر مداه، وسلكوا في مشورة الأحداث بجهالة "أبي أدبكم بالسياط وأنا أدربكم بالعقارب".. هذه ثمارك أيها الراهب المنشق الناقض نذره لوثر المعاند وشريكك جون كلفن الحاكم بأمر الله، وثالثكم الريخ زونكلي الراعي المقاتل. لذلك فدينونتكم عظيمة. دماء عوبديا وأمثاله تصرخ طالبة الانتقام ممن زرعوا الانقسام فحصدوا القسوة والخصام.
وعجبًا من أولئك المعمدانيين الذين سقطوا في البدع والهرطقات كما سنرى بعد قليل.
ينكر المعمدانيون استمرار الخلافة الرسولية في الكنيسة، فيقول د. كارول.
"لا يؤمن المعمدانيون بالخلافة الرسولية، فقد انتهت الوظيفة الرسولية بموت الرسل"(102)
ويقول القس وديع ميخائيل في كتابة "سلطان الكنيسة... أين" (ص27) "لا يوجد خلافة للرسل... يقول الأسقف (رايل) فقد كان لهم (للرسل) موهبة إعلان الإنجيل بدون أخطاء، وبدقة معصومة إلى الحد الذي لم يأتي أحد بعدهم ليعمل ما عملوه في هذا الصدد وبكل الدقة لا يوجد شيء اسمه الخلافة الرسولية"
يصف كارول حالة الكنيسة عند ظهور الإصلاح البروتستنتي فيقول:
"ويمكننا القول إنه في ذلك الوقت لم يبق هناك تقريبا تعليم واحد من تعاليم العهد الجديد لم يتشوه وبقى في نقاوته الأصلية" (103)
من أهم مبادئ المعمدانيين إنكار معمودية الأطفال والمناداة بإعادة معمودية من تعمدوا في طفولتهم، واعتبروا الكنائس التي تتمم معمودية الأطفال كنائس ضالة. يقول كارول: "كانت من أول التشريعات التي أدت إلى نتائج مدمرة تثبيت معمودية الأطفال بالقانون، وبهذا القانون الجديد أصبحت معمودية الأطفال إجبارية، وقد صدر هذا التشريع الكنسي سنة 416م، وكان الأطفال يعمدون بين الحين والأخر في الكنائس الضالة لمدة تقرب من قرن قبيل صدور هذا القانون(104).
كما يرى المعمدانيون بأن الذين يربطون بين المعمودية والتجديد والخلاص قد سقطوا في الضلال. يقول كارول:
"كانت ضلالة التجديد بالمعمودية وضلالة معمودية الأطفال سببًا في إراقة الكثير من دم المسيحيين الأمناء (المعمدانيين) على مر القرون"(105)
"فإذا أعلنت بعض الكنائس الضالة أن المعمودية هي وسيلة الخلاص ترتب على ذلك أنه أجريت فريضة المعمودية بأسرع مما يمكن كلما كان أفضل في ذلك الوقت ظهرت معمودية الأطفال"(106)
وهم في هذا يخالفون الكنيسة المشيخية أنظر إلى ما يقوله القس فايز فارس: "وما دام موعد الروح القدس هو للمؤمنين ولأولادهم حسب قول بطرس في عظة يوم الخمسين" (أع2: 39) لذلك فإن معمودية الأطفال على إيمان والديهم جائزة بل ومستحبة لأن يسوع أحب الأطفال وقال "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت14:19) فما دام لهم هذا الملكوت فمن الطبيعي أن تعمدهم الكنيسة (ص 244 حقائق الإيمان المسيحي).
وقف المعمدانيون ضد الأطفال على خط مستقيم يتهمونهم بعدم الإيمان ويمنعونهم بالتالي من المعمودية ومن العشاء الرباني، يقول كارول:
"تعليم "مناولة الأطفال من عشاء الرب" فلم تكتفي الكنيسة الكاثوليكية بتعميد الأطفال، بل قبلتهم في عضوية الكنيسة ولأنهم أصبحوا أعضاء في الكنيسة لذلك صار لهم الحق في التناول من عشاء الرب"(107)
يشن المعمدانيون هجومًا كبيرا على الملك قسطنطين فيقول د. كارول:
"تحت قيادة الامبراطور قسطنطين جاءت فترة مهادنة وتودد بغرض الزواج إذ سعت الإمبراطورية الرومانية في شخص إمبراطورها قسطنطين إلى الاقتران بالمسيحية أو قالت وقتئذ قولها أعطونا من قوتكم الروحية ونحن نعطيكم من قوتنا الدنيوية... وفي سنة 313م وجه نداء إلى جميع الكنائس المسيحية أو ممثليها يجتمعون معًا، وحضر المجمع كثير من الكنائس وتم الاتحاد وتكونت حكومة الكهنة وبتكوين هذه السلطة الكهنوتية أنزل المسيح عن العرش بصفته رئيسًا للكنائس وتوج الإمبراطور قسطنطين كرأس للكنيسة"(108)
"أن الكنيسة الزانية التي أقرنت بالحكومة سنة 313م في أيام الإمبراطور قسطنطين الأكبر أصبحت الآن رأس البيت وهي الآن تملي السياسة على حكومة البلاد"(109)
يرى المعمدانيون أن التعليم بالاستحالة Transubstantiation والاعتراف السري ظهر في الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث عشر فقط فيقول د. كارول:
"دعى البابا انيوسنت الثالث على عقد مجلس آخر بعد سنة 1215م... وقد حضر هذا المجلس 412 أسقفًا و800 من المتقدمين ورؤساء الأديرة وسفراء من بلاط بيزنطة وعدد كبير من الأفراد والنبلاء... وفي ذلك الوقت أعلن التعليم الجديد... تعليم "الاستحالة" أي التعليم القائل بأن الخبز والخمر في عشاء الرب يتحولان إلى جسد ودم المسيح فعلا في صلاة الكاهن... ويبدو أن تعليم الاعتراف السري بالخطايا الشخصية أي اعتراف الفرد بخطاياه في أذن الكاهن قد بدأ في هذا الاجتماع"(110)
ينكر المعمدانيون إمكانية حدوث المعجزات محتجين بأن النبوات ستبطل والألسنة ستنتهي والعلم سيبطل... (1كو13: 8)، وأن بولس الرسول ترك تروفيموس مريضًا في أفسس، وأشار على تلميذه تيموثاوس بأن يشرب قليل من الخمر من أجل أسقامه الكثيرة... ويدعون بأن المعجزات قد انتهت بانتهاء عصر الرسل وأي معجزات تحدث اليوم فمصدرها هو الشيطان.
تعليق: أنظر يا صديقي... أليس هذا تجديف على الروح القدس (مت31:12،32)، إنهم يعيدون قول الفريسيين عن ربنا يسوع "هذا لا يخرج شياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين" (مت24:12).
في بداية القرن التاسع عشر جذب المعمدانيون الكثيرين بواسطة المخيمات الكرازية يقول ايرل كيرنز:
"أن الميثوديين والمعمدانيين اكتسبوا أتباعًا أكثر وذلك لأنهم لم يصروا على ضرورة التمسك بمستوى أكاديمي للخدمة كما استخدموا أسلوب المخيمات الكرازية بينما توقف المشيخيون عن استخدمه فانضم أكثر من عشرة آلاف عضو جديد للمعمدانيين في كنتاكي في فترة ثلاث سنوات"(111)
أهم قادتهم: يعتبر الدكتور ج. م. كارول (1858-1931) أهم قادة المعمدانيين... ولد في 8 يناير سنة 1858 باركنساس من أب قس معمداني، وفي السادسة انتقل إلى تكساس، وقد كان تائهًا بين الطوائف فيقول عن نفسه:
"لقد قبلت المسيح وأنا بعد صبي، ورأيت العديد من الطوائف والمذاهب المسيحية وتساءلت أي هذه الكنائس هي التي أسسها الرب يسوع"(112)
ويقول عنه كلارنس ودكر:
"ولم يصبح الدكتور كارول قائدا للمعمدانيين في تكساس وحدها بل أصبح علمًا شهيرًا بين المعمدانيين الجنوبيين وكل المعمدانيون في العالم أجمع"(113)
ومن قادتهم أيضا القس المعمداني "جون بنيان" الذي تعرض للسجن اثنتي عشرة سنة في بدفورد، وخلال فترة سجنه ألّف كتابه المشهور "سياحة المسيحي".
وأيضًا من القادة الأوائل "توماس هيلويز" الذي كان من عائلة كريمة وانضم مع زوجته للمعمدانيين، وقد أسس أول كنيسة معمدانية سنة 1612 في لندن، ومن أقواله المدونة "إذا كان للملك سلطة أرباب وقوانين روحية فحينئذ هو إله خالق".. تعرض للسجن ومات سنة 1616م.
كنت أظن: كنت أظن أن الكنيسة المعمدانية الكتابية الأولى هي إحدى وأهم الكنائس المعمدانية في مصر، ولكنني سمعت عن الكنيسة المعمدانية الإنجيلية فذهبت إليها، وهناك اكتشفت أن الكنيسة الأولى التي صرفت فيها أوقات كثيرة ما هي إلا كنيسة وحيدة في مصر ولا تمثل المذهب المعمداني فعدت أبحث عن الكنيسة المعمدانية الإنجيلية.
_____
(92) ص 98 تاريخ الكنيسة المعمدانية بقلم د.ج.م كارول ترجمة هارفي لبيب ميخائيل.
(93) راجع حركة إعادة المعمودية وما أصاب اصحابها ص 154-156 ج1 يا بروتستنت لم تفقدون البركات؟
(94) ص 87 تاريخ الكنيسة المعمدانية.
(95) ص 12 كتاب الانشقاق العقائدي القديم والحديث في أكسفورد.
(96) ص 8 تاريخ الكنيسة المعمدانية.
(97) ص 8 المرجع السابق.
(98) ص 8 المرجع السابق.
(99) ص 97، 98 المرجع السابق.
(100) ص 83 المرجع السابق.
(101) ص 113، 114 تاريخ الكنيسة المعمدانية.
(102) ص 11 تاريخ الكنيسة المعمدانية.
(103) ص 78 تاريخ الكنيسة المعمدانية.
(104) ص المرجع السابق.
(105) ص 41 المرجع السابق.
(106) ص 39 المرجع السابق.
(107) ص 59 المرجع السابق.
(108) ص 44 المرجع السابق.
(109) ص 73 المرجع السابق.
(110) ص 70،71 المرجع السابق.
(111) ص 495 المسيحية عبر العصور.
(112) ص 7 تاريخ الكنيسة المعمدانية
(113) ص 5 المرجع السابق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/protestant/baptists.html
تقصير الرابط:
tak.la/bbmzk35