St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

310- رابعًا: هل هناك دينونتان حسب رأي الكاثوليك؟

 

يعتقد الأخوة الكاثوليك أن هناك دينونتان الأولى هي الدينونة الخاصة لكل فرد عقب انتقاله من هذا العالم فيقف أمام كرسي المسيح ويعطي حسابًا عن نفسه فيتحدد مصيره ويذهب إما للفردوس (الذي هو السماء وهو الملكوت) أو يذهب لجهنم النار الأبدية، أو للمطهر حيث يتعذب ويتطهر ويكفر عن خطاياه ثم يخرج للملكوت. أما الدينونة الثانية فهي الدينونة العامة يوم مجيء السيد المسيح الثاني ويتم فيها إعلان نتائج الدينونات الخاصة.

ويؤكد الأخوة الكاثوليك أن الدينونة الخاصة واضحة في الكتاب المقدس بدليل الآتي:

1- "وكما حتم على الناس أن يموتوا مرة واحدة وبعد ذلك الدينونة" (عب9: 27) ويقولون أن كلمة بعد ذلك لا تعني في آخر الأزمان، فلغويًا ومنطقيًا أن كلمة بعد تفيد الوقت القريب أو الشيء القريب مما قبله وليس بعد آلاف السنين أو نهاية العالم، ولا يجوز لنا أن نؤلها تأويلًا آخر. فالمعنى صريح وواضح لا يحتمل تفسيرًا آخر" (338)

 

توضيح:

بعد الموت تدخل النفس في حالة انتظار فلا تستطيع أن تفعل ما تريد، بل قد استنفذت فرصتها الأخيرة، ولذلك رتب الإنجيل الأحداث كالآتي أولًا: الموت وثانيًا: الدينونة لأن الفترة الفاصلة بينهما وهي فترة الانتظار لا تقدر النفس أن تغير حالتها من الشر إلى الصلاح.

وربما الآية التالية مباشرة توضح هذه الآية "هكذا المسيح أيضًا بعد ما قُدِم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطيئة للخلاص للذين ينتظرونه" (عب9: 28) أي أن الخلاص النهائي أو كمال الخلاص بدخولنا للملكوت سيتحقق عند ظهور ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح في اليوم الأخير وليس قبل ذلك، وفرز الأبرار عن الأشرار لن يتم إلاَّ في المجيء الثاني " ومتى جاء ابن الإنسان... يجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يُميّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم... ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدَّة لإبليس وملائكته... فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية" (مت25: 31-46) فلو كان هناك دينونة خاصة عقب انتقال كل إنسان بمفرده وتحدَّد مصيره ودخل إلى الملكوت أو ذهب إلى الجحيم فهل في اليوم الأخير يستدعيهم الرب يسوع من أماكنهم ثم يعيدهم إليها؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- قال الأب مكسيموس كابس "يقول القديس بولس في رسالته إلى أهل فيلبى (في 1: 23، 24) "لأني محصور بين الاثنين إذ لي رغبة أن أنحل فأكون مع المسيح وذلك أفضل بكثير غير أن التلبث في الجسد أشد لزومًا من أجلكم "فهل يا ترى يعلم (بولس) أنه سيذهب إلى السماء ليكون مع المسيح أم أنه يذهب إلى الفردوس، وإن كان لا يدخل إلى السماء لأنه كما يقول إخوتنا الأقباط الأرثوذكس لا يمكن لأحد أن يدخل السماء إلاَّ بعد الدينونة العامة... فإنهم بذلك يضعون أنفسهم في مأزق للأسباب التالية:

St-Takla.org Image: The Purgatory at the Catholic Church - purification or temporary punishment - begging the intercession of Saint Mary صورة في موقع الأنبا تكلا: المهطر في الكنيسة الكاثوليكية - الأعراف - مرحلة التطهير بالعقاب المؤقت - وهم يطلبون شفاعة مريم العذراء

St-Takla.org Image: The Purgatory at the Catholic Church - purification or temporary punishment - begging the intercession of Saint Mary.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المطهر في الكنيسة الكاثوليكية - الأعراف - مرحلة التطهير بالعقاب المؤقت - وهم يطلبون شفاعة مريم العذراء.

أ- لأن القديس بولس يعتقد أنه بموته سيكون مع المسيح، فهل المسيح لم يصعد إلى السماء ولكنه ما زال مع أنفس الأبرار في الفردوس، وبذلك يكون اعترافنا في قانون الإيمان باطل لأننا نقول فيه وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب.

ب- لأننا بقولنا هذا نؤمن بوجود أربعة أماكن بعد الموت السماء... وجهنم... والجحيم مكان انتظار الأشرار وفردوس النعيم مكان انتظار الأبرار. وهذا القول مرفوض لأننا إذ جعلنا مكانين للانتظار نعترف بأنه صار تميّيز بين الأموات صالحين وأشرار...

ج- لأننا إذا لم نعترف بالدينونة الخاصة حالًا بعد الموت أين كانت تذهب أنفس الموتى قبل الفداء؟ فعلى حسب اعتقاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنه لم يذهب أحد إلى الفردوس الذي هو مكان الانتظار إلاَّ بعد الفداء وعلى حسب قولهم كانت الأنفس تذهب إلى الجحيم الذي هو مكان الانتظار قبل الفداء.

د- ونحن نقول في القداس الإلهي ونزل إلى الجحيم من قبل الصليب. فهل كانت أنفس الأبرار والأشرار معًا في هذا المكان؟ وإن كانت هذه عقيدتهم فكيف ميّز المسيح الأبرار ونقلهم إلى الفردوس وترك الأشرار في الجحيم؟

ه- قال السيد المسيح للص اليمين وهو على الصليب اليوم تكون معي في فردوس النعيم... فهل هذه المعية مع المسيح مؤقتة أم دائمة. إن كانت مؤقتة فلا معنى لها وإن كانت دائمة فهل المسيح لم يصعد إلى السماء وبقى معه في الفردوس؟ وهذا محال " (339)

 

توضيح:

نحن نؤمن أن هناك مكانين فقط في الأبدية وهما ملكوت السموات وجهنم النار، وهذان المكانان لن يدخلهما أحد من البشر إلاَّ بعد يوم القيامة والدينونة العامة أما الأنفس الآن فهي في حالة انتظار، وإن كنا نقول أن نفوس الأبرار تنتظر متنعمة في الفردوس ونفوس الأشرار تنتظر مضطربة وقلقة في الجحيم، فهذا للتعبير عن حالة النفس ولكن لا الفردوس ولا الجحيم يُعتبرا مكانان منفصلان لأنه لو كان مكانان منفصلان فمعنى هذا أن التمييز تم بين الأرواح وعندما قال الأنبا اسطفانوس الثاني " بعد الموت سينعم القديسون بالمشاهدة الطوباوية لله مثلث الأقانيم، بينما يحرم الذين رقدوا من غير توبة من هذه المشاهدة الطوباوية، فهذا الإنعام المباشر يُسمى بالدينونة الخاصة. إلاَّ أنه ليس كالدينونة العامة ولكنه اكتشاف النفس لذاتها في النور الإلهي، وتسمى المشاهدة الطوباوية لله مثلث الأقانيم بالفردوس أو السماء أو ملكوت السموات. وقد تظل سعادة القديسين غير مكتملة حتى تتحد النفس بالجسد القائم من الموت في ملء مجد جسد المسيح" (340) فنحن نوافقه على قوله أن النفس البارة عقب انتقالها تكتشف ذاتها في النور الإلهي فتنعم ببعض المشاهدة الطوباوية لله ونؤكد أن هذه السعادة لا تكتمل إلاَّ في اليوم الأخير عندما تتحد الروح بجسدها وتدخل إلى الملكوت ولكننا لا نوافقه على وجود دينونتان إحداهما خاصة والأخرى عامة لأن كلاهما تتعلقان بالإنسان فما الداعي للتكرار؟!

وعندما اشتهى بولس الرسول أن ينطلق من هذا الجسد ويكون مع المسيح فإنه كان يقصد أن يكون معه في الفردوس لأن المسيح القائم في الملكوت قائم أيضًا في الفردوس، وفي اليوم الأخير يدخل بولس مع الكنيسة المخلَّصة إلى الملكوت.

أما قبل الفداء فكانت جميع الأنفس تنتظر في الجحيم غير أن الشيطان لم يكن له سلطان على أرواح الأبرار، وبعد إتمام الفداء على الصليب نقل السيد المسيح هذه الأرواح البارة من حالة القلق وانتظار الخلاص إلى حالة الفرح بالخلاص، وهي تنتظر الآن اكتمال فرحها واستعلان مجدها في الملكوت.

وعندما قال اللص اليمين للسيد المسيح "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 42، 43) فلو كان الملكوت هي الفردوس لوافق الرب يسوع اللص اليمين وقال له الحق أقول لك أنك ستكون معي في الملكوت، وهذا لم يحدث، بل أن كل آلام الموت لم تمنع الرب يسوع من تصحيح مفهوم اللص اليمين عن الملكوت والفردوس. كما أن اللص اليمين الذي ارتكب خطايا هذه عددها ولم يتحمل عقاب خطاياه لم يُرسِله السيد المسيح إلى المطهر بل دخل في ذات اليوم إلى أماكن النياح والراحة، وإن قال أحد أنه استوفى قصاص خطاياه بالصليب نقول له واللص اليسار أيضًا تحمل عقاب خطاياه على الصليب ومع هذا فإنه لم يخلص.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

محاولة إثبات الدينونة الخاصة من العقيدة الأرثوذكسية:

والأمر العجيب أن الأخوة الكاثوليك يحاولون إثبات عقيدة المطهر من خلال طقوس وعقائد الكنيسة الأرثوذكسية، وهم يعلمون تمام العلم أنه لا الكنيسة الأرثوذكسية ولا أي شخص أرثوذكسي يؤمن بوجود هذا المطهر الموهوم، ويستدلون على قولهم هذا بالآتي:

[1] إن الكنيسة الأرثوذكسية تعيد بعيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، فلو لم تكن هناك دينونة خاصة فكيف دخلت العذراء مريم السماء.

 

توضيح:

كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تؤمن أن العذراء مريم ماتت مثل أي إنسان، وبعد موتها أُصعد جسدها إلى السماء وهذا ما ناقشناه في الفصل الخامس. أما روح السيدة العذراء فهي مع أرواح الأبرار والقديسين في الفردوس تنتظر يوم القيامة العامة حيث تلبس جسدها وتدخل للملكوت كملكة للسمائيين والأرضيين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[2] يقول الأخوة الكاثوليك بأن "الكنيسة الأرثوذكسية تُعيّد أعياد بعض القديسين مثل مارجرجس ومار أنطونيوس والأنبا بولا والأنبا مينا وغيرهم، فكيف حكمت أنهم قديسون والرب لم يحكم بعد..؟ ونحن نتساءل هل أخطأت الكنيسة الأرثوذكسية في إعلان قداسة البعض قبل إعلان حكم الله؟ أم أنها أخطأت في إنكار الدينونة الخصوصية التي بموجبها قرَّرنا اعتماد هذا القديس أو ذاك في مصاف القديسين؟

ونتساءل أيضًا هل يجوز للبشر أن يحكموا بناءًا على تقديرهم دون انتظار تقدير الله؟ أفلا يجوز أن يكون من اعتبرناه قديسًا لم يكن إلاَّ مرائيًا يتظاهر بالقداسة وهو في الداخل ذئب خاطف؟ من يعرف قلب الإنسان وما ينطوي عليه غير الله فاحص القلوب والكلى؟ إن حكمنا هذا يعتبر تعدى على حقوق الله الذي ليس لغيره أن يدين الأحياء والأموات" (341)

 

توضيح:

أعطى السيد المسيح للكنيسة العلامة التي تُميّز بها القديسين عندما قال "من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة...فإذا من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 16-20) والكنيسة لا تدعو إنسانًا قديسًا إلاَّ بواسطة حكم المجمع المقدس المكوَّن من أساقفة الكنيسة برئاسة بابا الإسكندرية، وبعد مرور خمسين عامًا من انتقاله حتى تطمئن الكنيسة أن حكمها لم يتأثر بأحد أقاربه.

ولو تمشينا معكم بأن الله لا بُد أن يكون قد أدانهم أولًا الدينونة الخاصة وحكم بقداستهم، فكيف أعلن الله لكم نتيجة الحكم؟! وهل يوجد إعلان واحد مرسل من الهيئة السمائية لكنيستكم لتدعون هذا قديسًا وذاك إبليسًا؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[3] يقول الأب مكسيموس كابس "نقرأ في جناز الأموات (الكنيسة الأرثوذكسية) هذه الصلاة بعد الإنجيل "هذه النفس التي اجتمعنا بسببها يا رب نيحها في ملكوت السموات. افتح لها يا رب أبواب السماء وأقبلها إليك كعظيم رحمتك. أفتح لها يا رب باب البرّ لكي تدخل وتتنعم هناك... والآن هل لهذا الكلام معنى... أم أنه وضع بدون قصد للمعنى؟ أنه يطلب للنفس التي فارقت الحياة أن يفتح لها الرب باب الملكوت أو كما يعيده فيقول باب السماء أو كما يقول مرة ثالثة باب البرّ. فهل ملكوت الله في مكان ثالث اسمه الفردوس؟ كلا أن الصلاة تشرح معنى الملكوت بأنها السماء... وبالتالي لا يمكن للنفس دخول الملكوت أو السماء كما تعنيها الصلاة إلاَّ بعد أن تمر بدينونة لتعرف الحكم عليها بالخلاص أو الهلاك وإذا كانت كما يقول أخوتنا الأقباط الأرثوذكسي تذهب إلى مكان الانتظار ليوم الدينونة العامة فأننا نقول لهم لماذا إذًا هذه الصلوات والابتهالات؟ فلا معنى لها إذ الجميع سواء في الانتظار.

وإن قال أحدهم أن هذا ينفع ليوم الدينونة العامة نقول أن هذا الكلام لا معنى له لأنه في يوم الدينونة العامة يبطل كل شيء ولا تنفع الصلوات والشفاعات فحكم الله سابق ومصدق عليه ولا يبقى إلاَّ إعلان الحكم.

وعقيدة الدينونة بعد الموت مباشرة تظهر أكثر وضوحًا في الصلاة التي تقال في جناز النساء الكبار فعلينا أن نقرأ هذا الكلام {نسألك يا محب البشر المتحنن كل حين، ارحمها ونيحها وسامحها وأغفر لها كثرة خطاياها وتجاوزتها لأنك لم تخلق الإنسان للشرور بل للخيرات. فهي الآن قائمة أمام منبر مسيحك. فليكن لها نياح وراحة وبرودة وفرح}.. فإن كنا لا نعتقد بالدينونة الخصوصية بعد الموت فكيف نشرح هذه الصلوات والطلبات..؟ فإن كانت (النفس) تنتظر في مكان الانتظار ليوم الدينونة العامة فما الداعي للوقوف بعد الموت مباشرة أمام منبر المسيح؟" (342)

 

توضيح:

في نص الصلاة الأولى التي ذكرها الأب مكسيموس والتي تصليها الكنيسة في جناز الأموات " افتح لها يا رب باب الفردوس كما فتحته للص اليمين " وهذا هو إيمان الكنيسة أن النفس تظل في حالة انتظار حتى يوم القيامة والصلاة الثانية التي تقال في تجنيز النساء الكبار " هذه النفس قائمة أمام منبر مسيحك... " فهي عبارة مجازية تجعل المستقبل البعيد كأنه قريب جدًا كقول معلمنا بولس الرسول "لأنه لا بُد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد" (2كو5: 10).

والصلوات والابتهالات التي تقدمها الكنيسة لعريسها السمائي من أجل أحد أولادها المنتقلين الهدف منها أن تحنن الكنيسة قلب العريس من أجل هذه النفس، وتعتبر هذه الصلوات علامة محبة الكنيسة لهذه النفس لكيما تجد راحة في مكان الانتظار فلا يمسها قلق ولا اضطراب وأيضًا ليهب الله عزاءًا لذوى تلك النفس المنتقلة.

ونحن نؤمن أن النفس عند انطلاقها تستطيع أن تشاهد المسيح بصورة أفضل بكثير مما كانت في سجن الجسد الترابي ولذلك نقول عنها أنها قائمة أمام المسيح.

وأخيرًا هناك تساؤل: إن كانت الصلوات والتوسلات والابتهالات من أجل الراقدين.

لا تفيدهم في الدينونة العامة حسب قول الأب مكسيموس كابس فلماذا تقدمها الكنيسة الكاثوليكية عن أبنائها المنتقلين؟ وإن قالوا أنها تفيد في الدينونة الخاصة ولكنها عديمة الفائدة في الدينونة العامة، نقول أليس القاضي العادل الرحيم واحد في كلا الدينونتين؟ فلماذا يقبل التوسلات والشفاعات في الدينونة الخاصة بينما يرفضها في الدينونة العامة؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[4] يقول الأب مكسيموس كابس "وهكذا ترى أن طقوس الكنيسة مبنية على عقائدها فيمكن إذن إثبات عقيدة أي كنيسة من طقوسها، وليس كما يقول قداسة البابا مخاطبًا الأب لويس برسوم صاحب كتاب المطهر قائلًا: {عجيب أن هذا المؤلف يريد إثبات المطهر من كتب الصلوات للكنيسة القبطية الأرثوذكسية!! ابعد يا بني عن هذا المجال فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أدرى بعقيدتها}.. لقد وضع آباء الكنيسة صلوات طقوسهم وبنوها على عقيدتهم، والإنكار لا يفيد شيئًا ولا يغير شيئًا غير طمس الحقيقة بإنكار ما هو ظاهر في الحقيقة " (343)

 

توضيح:

ثق يا سيدي الفاضل أن آباء الكنيسة الأرثوذكسية الذين وضعوا الصلوات الطقسية ومارسوها لم يدخل المطهر في عقيدتهم على الإطلاق بل لم يطرأ على ذهنهم أي فكر عن المطهر، ولو تسربت بعض العبارات التي تحمل أفكارًا غريبة عن العقيدة إلى الصلوات الطقسية فالكنيسة لها الحق في تغيّيرها فمثلًا نُشر في مجلة الكرازة بتاريخ 16/6/2000م " حول طقس السجدة (في العنصرة) التعديلات التي أجراها المجمع المقدس {لنيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس} في جلسة المجمع المقدس السابقة المنعقدة بتاريخ 29/5/1999م... قرر المجمع المقدس بناءً على توصية من اللجنة الطقسية المجمعية حذف العبارات التالية من الطلبة الثالثة من طقس السجدة الذي يُقام بعد ظهر يوم عيد العنصرة {وذلك حيث أنها ليست أصلية في طقس الكنيسة}

1- " وأيضًا تحلُّها وتنقلها إلى ذلك الموضع".

2- "الذين في الجحيم لأن لنا عظم رجاء من أجل انحلال كل الذين في جميع الآلام و".

3- "لأنه ليس الموتى يباركونك يا رب، ولا الذين في الجحيم يعترفون لك بإعلان، بل نحن الأحياء".

وكذلك قرَّر المجمع المقدس تعديل عبارة "هذه الذبائح" إلى "هذه التقدمات" في الطلبة الثالثة أيضًا".

وحذف كنيستنا القبطية بعض الجُمل الغير أصلية لا يعتبر عيبًا، ولا ننسى أن المجمع الفاتيكاني الثاني قرَّر إصلاح الطقوس المقدسة في الكنيسة اللاتينية.

فقد ورد في مقدمة وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني ما يلي " عمل الروح القدس الذي جدَّد بواسطة المجمع المسكوني وجه الكنيسة، قد كشف بخاصة حيويتها الداخلية كما تشهد بذلك مجموعة شاملة من الأمور ينبغي الإشارة إليها الآن:

ففى طليعة النصوص التي فازت بإقرار المجمع إياها، كان إصلاح الطقوس المقدسة (الليتورجيا) بالنسبة للكنيسة اللاتينية، حتى لو آثار تطبيقه الذي قد يكون متعجلًا بعض الصعوبات إلاَّ أنه قد سُلِط كاملًا على معاني ترتيبات الطقوس وصلواتها، وقد أتاح أيضًا للكاثوليك في بلدان العالم كله إقامة الصلاة باستخدام لغتهم الحيَّة.." (344)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[5] يستعين الأخوة الكاثوليك بمثل الغني والعازر (لو16: 19-31) لإثبات حدوث الدينونة الخاصة والتي بناءًا عليها تم الفصل بين الاثنين فذهب لعازر إلى حضن إبراهيم ليتعزى والغنى ذهب إلى الهاوية ليتعذب.

 

توضيح:

قصة الغنى ولعازر قصة رمزية والدليل على هذا:

أ‌- هذه القصة ذكرها الرب يسوع قبل إتمام الفداء، وأين كان إبراهيم عندئذ..؟ أنه كان في الهاوية ولم يكن في موضع العزاء والنياح والراحة بينما ذكرت القصة أن إبراهيم في موضع الراحة وهو الفردوس الذي انتقل إليه بعد إتمام الفداء وليس قبله.

ب- طلب الغنى من إبراهيم قطرة ماء ليبرّد لسانه، وأين كان لسانه وجسده عندئذ؟ كان جسده بالكامل في القبر إذًا التعبير رمزي يشير للقلق والعذاب النفسي الذي تعانى منه الروح الخاطئة قبل القيامة والدينونة العامة، وقال القديس أغسطينوس "اللهيب الذي فيه يحترق الغنى ونقطة الماء التي يطلبها ليسا ماديّين، وإنما أشبه برؤيا بالنسبة للتائبين والأشخاص الهائمين (مختطفين) إذ تظهر لهم الأمور غير المادية كما لو كانت مجسمة، أي روح مجردة لكنه رأى نفسه كمن هو في جسده " (345)

لو كانت هذه القصة تثبت الدينونة الخاصة التي تؤول بالإنسان إلى السماء أو جهنم أو المطهر حسب المعتقد الكاثوليكي، فإننا نجد في هذه القصة مكانين فقط وهما مكان الراحة ومكان العذاب ولم ترد أي إشارة للمطهر، فالإنجيل لم يذكر خطية للغنى إلاَّ إهماله للفقير وهذه كان يمكن أن يتطهر منها فلماذا لم يأتِ أي ذكر للمطهر..؟! بل يظهر من القصة أن حالة الإنسان من المستحيل أن تتغير من العذاب إلى الراحة حسب قول أبينا إبراهيم "بيننا وبينكم هوَّة عظيمة قد أُثبتت حتى أن الذين يريدون العبور من هنا إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو16: 26)، ويقول القديس أمبروسيوس "يوجد بين الغنى والفقير هوة عظيمة إذ لا يمكن تغيير المكافأة بعد الموت" (346)

والأمر العجيب أن الترجمة اليسوعية ذكرت أن "الغني دُفِن في جهنم" وقال الأب مكسيموس كابس "يقول السيد المسيح عن لعازر أنه بعد أن مات نقلته الملائكة بينما مات الغنى ودُفِن في جهنم" (347) والحقيقة أن كلمة "جهنم" لم ترد في الأصل اليوناني (راجع أضواء على المطهر لوجيه غالى ص34، 35) إنما أضافتها الترجمة اليسوعية لتثبت الدينونة الخاصة ونوال الجزاء عقب الموت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[6] يستشهد الأخوة الكاثوليك بمثل الوزنات (مت25: 13-30) لإثبات الدينونة الخاصة، فيقول الأب مكسيموس كابس:

أ- من هذا النص يتبين أن المحاكمة فردية وليست جماعية فيحاسب كل واحد على حدة والحال لا يكون هكذا في الدينونة العامة.

ب- بدأ كلامه السيد المسيح بتحذير العبيد قائلًا "اسهروا إذن فإنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة " وعادة يتكلم السيد المسيح عن اليوم والساعة أي ساعة الموت التي ينتهي فيها السهر. فإن الأموات لا يسهرون وبالتالي لا ينطبق عليهم هذا الكلام بل ينطبق السهر على الأحياء...

ح- يبّين هذا المثل تعريف أن المكافأة أو الحكم بالهلاك يكون فورًا بعد الحساب (أي بعد الدينونة الخاصة وليس العامة).

د- والدليل على أن هذه المحاسبة تتم قبل الدينونة العامة يتابع متى الإنجيلي قوله "ومتى جاء ابن البشر في مجده.." (25: 31).

ه- في الدينونة العامة نجد أن الرب لا يحاسب الناس إلاَّ على أعمال الرحمة.

وقد قال بعض العلماء أن الدينونة العامة ما هي إلاَّ إعلان على الملأ مما سبق أن حكم به الله على الإنسان عند الدينونة الخاصة فسواء كان هذا أو ذاك فإنه ثابت من هذا المثل أن الدينونة الخاصة هي بخلاف الدينونة العامة" (348)

 

توضيح:

في الدينونة العامة سيكون الحساب فردي لكل شخص على حدة، فكل إنسان سوف يعطى حسابًا عن أعماله فقط، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فهي دينونة عامة لأنها تشمل كل البشر، وهي أيضًا دينونة خاصة وفردية لأنها تخص كل فرد... حالما يسقط نور المسيح على الإنسان تصير أعمال ذلك الإنسان ظاهرة أمامه ويحكم على ذاته، وينجذب الأبرار للمسيح الذين تعلقوا به طوال حياتهم، ويهرب الأشرار من وجه المسيح بسبب خيانتهم وخجلهم وخزيهم العظيم.

وقول السيد المسيح "وبعد زمان كثير قدم سيد أولئك العبيد وحاسبهم" لا تشير إلى عمر الإنسان على الأرض لأن العمر قصير وهو مثل بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل، ولكن هذا "الزمان الكثير" إنما يشير إلى فترة الحياة على الأرض وحتى يوم القيامة.

ولذلك فإن مثل الوزنات لا ينطبق على الإنسان عقب انتقاله مباشرة من هذا العالم. إنما ينطبق على دينونة الإنسان في اليوم الأخير حيث يتم الحساب ويعقبه فورًا الجزاء أو العقاب.

ولو كان هناك دينونتان فما الداعي للدينونة الثانية؟ وإن كان الإنسان بعد الدينونة الأولى الخاصة عقب موته وقف أمام منبر المسيح وسمع الحكم من فمه الطاهر وذهب إلى الملكوت أو إلى جهنم فما جدوى الدينونة الثانية العامة؟ وهل سيتم استدعاء الأبرار من الملكوت والأشرار من جهنم ويتم خلطهم ثانية ثم يعيد السيد المسيح فرزهم كما صرح بذلك الرب يسوع؟ ومتى جاء ابن الإنسان... يجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم عن بعض.." (مت25: 31، 32) وإن قال البعض أن الدينونة العامة هي مجرد إعلان الأحكام التي سبق أن صدرت في الدينونة الخاصة، فما هو سندهم الكتابي في هذا؟! ولماذا لم يذكر الإنجيل أو يشير ولو مرة واحدة إلى هاتين الدينونتين أو إلى تكرار الدينونة مرتين؟!

وما دامت يا صديقي هناك عشرات النصوص الواضحة والصريحة والقاطعة على أن الدينونة واحدة لا أكثر فلماذا نلتمس الحقيقة من الأمثال وغيرها؟!

 

وإليك بعض هذه الآيات التي توضح الحقيقة كاملة جليَّه:

أ- "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي" (دا 12: 2).

ب- "الحصاد هو انقضاء العالم... يرسل ابن البشر (في الحصاد) ملائكته فيجمعون (من كل مكان) من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان حينئذ (في الحصاد) يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت13: 39-43).

ح- " فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ (في المجيء الثاني) يُجازى كل واحد حسب عمله" (مت16: 27).. أنها دينونة فردية لكل واحد وجماعية إذ تشمل جميع البشر من آدم إلى المجيء الثاني لن يفلت منها أحد.

د- " فإنه تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته (ابن الله) فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29).

ه- " لأنه أقام يومًا هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل" (أع 17: 31) إذًا للدينونة يوم واحد لا أكثر بل أنها لحظات بسيطة فيها يذهب كلٍ إلى مكانه.

و- " وكذلك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة التي سيجازى كل واحد حسب أعماله" (رو2: 5، 6).. إذًا للغضب والدينونة يوم واحد فيها يحاسب كل واحد على أعماله.

ز- " وأخيرًا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم (يوم الدينونة) الديان العادل، وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تي4: 18).

ح- " ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط5: 4) وقبل ظهوره لن يُكلَّل أحد بإكليل المجد.

ط- " ها أنا آتى سريعًا وأجرتي معي لأجازى كل واحد كما يكون عمله" (رؤ22: 12) إذًا وقت الصواب أو العقاب بعد المجيء الثاني والدينونة العامة "وكل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طُرِح في بحيرة النار" (رؤ20: 15) [راجع أيضًا 2كو5: 10 - 2تس1: 7 - 1بط4: 13 - يه14، 15 - رؤ6: 9-11].

والآن نسألكم يا أخوتنا الأفاضل هل تأتون لنا بمثل هذه النصوص الصريحة الواضحة القاطعة التي تحدثنا عن الدينونة الخاصة حتى نؤمن بها؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[7] يستشهد الأخوة الكاثوليك بمثل العبد الأمين (مت24: 42-51) لإثبات عقيدة الدينونة الخاصة، ويقول الأب مكسيموس كابس "ومن الأمثلة التي تثبت الحساب بعد الموت مباشرة أو كما نسميها الدينونة الخاصة مثل العبد الأمين... وهذا المثل لم يتعرض له قداسة البابا شنودة رغم أن سيادة الأب لويس برسوم سرده ضمن براهينه على الدينونة الخصوصية وسبب ذلك لأنه من الواضح بحيث لا يقبل أي تأويل...

1-يوصي السيد المسيح في بدء هذا المثل بالسهر لأن ساعة الرب ستأتي فجأة... فإن كان السيد المسيح يقصد بيوم الرب الدينونة العامة فلا داعي لأن يوصي بالسهر لأن الأموات هم كما يقول إخوتنا الأقباط الأرثوذكس حالتهم ثابتة... ولذا نقول أن السيد المسيح يوصي بالسهر للأحياء الذين على الأرض ويوم الرب هو ساعة الموت...

2- الحساب فورًا عند مقابلة العبد بالسيد.

3- الحساب يكون فرديًا بينما أهل البيت باقون بدون حساب أو عقاب وبالتالي مازالوا أحياء، ولذا فالدينونة الفردية تكون عند مغادرة الحياة ومقابلة السيد قبل الدينونة العامة.

4- كلمة "يفصله" الواردة في القصة المذكورة تدل دلالة واضحة على الاستبعاد عن الآخرين، والاستبعاد لا يعنى النهاية ولكن يعنى الاستمرار في فصل العضو الشرير وتعيّين آخر بدلًا منه، وهذه الدلالة لا تكون في الدينونة العامة.

5- العبد الشرير كما يقول المثل يأخذ في ضرب رفقائه ويأكل ويشرب مع السكيرين... أن هذه الأعمال هي أعمال الجسد والحال أن الأموات قد فارقوا الجسد ولا يمكن أن يأتوا بأعمال مثل هذه.

لا بُد إذن من التسليم بأن هناك دينونة خاصة بعد الموت يدان فيها الإنسان فرديًا ليعرف مصيره في الحياة الأخرى" (349)

 

توضيح:

أ‌- في هذا المثل يوصي السيد المسيح الأحياء بالسهر واليقظة وعدم التهاون والاستهتار، فهو له المجد كان يعظ أناس على قيد الحياة، وما زال الإنجيل يخاطب بهذا المثل الأحياء الذين يملكون تغيّير سلوكهم ولم يخاطب الأموات الذين لن تتغير حالتهم.

ب- يوم الرب هو يوم الدينونة الرهيب، وليس ساعة موت الإنسان، فلحظة موت الإنسان يجوز أن نسمّيها يوم فلان أو يوم انتقال فلان، ولكن بأي حق ندعوها يوم الرب؟! هل هذه الساعة تخص الرب أم أنها تخص الإنسان؟ بلا شك أنها تخص الإنسان. أما يوم الرب فإنه يخص الرب الذي سيأتي على السحاب في مجده ومجد أبيه ويدين البشرية جمعاء كما أوضح لنا الإنجيل بصراحة تامة ونصوص قاطعة.

ح- نحن نوافق الأب مكسيموس كابس بأن الحساب سيتم عند لقاء العبد بالسيد، وهذا اللقاء وتلك المقابلة وذاك الحساب سيتم يوم نصب الميزان والوقوف أمام الديان في اليوم الأخير.

د- القول بأن الحساب سيكون فردياُ بينما بقية أهل البيت ما زالوا أحياء لأن هذا المثل يشير لأمرين في وقت واحد، أولهما: انتقال العبد، وثانيها: محاسبة العبد، ولأن المرحلة بين الانتقال والمحاسبة هي مرحلة ثابتة لا يملك فيها الإنسان أن يغيّر شيئًا من حالته لذلك يظهر من الوهلة الأولى وكأن هاتين المرحلتين ستتمان في آن واحد " يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعلمها. فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين" (مت24: 50، 51) ولكن بالتأمل في المثل نلاحظ في عبارة "يأتي سيد ذلك العبد" أن السيد المسيح هو الذي سيأتي على السحاب في مجيئه الثاني للدينونة والمجازاة، وما يحدث عند الموت هو انطلاق الروح إلى مكان الانتظار لكن وقوف العبد جسدًا وروحًا أمام السيد للحساب فلن يكون إلاَّ في اليوم الأخير.

ه- يقول الأب مكسيموس بأن كلمة "يفصله" تدل على الاستبعاد وليس النهاية... ونحن نقول له ماذا تنتظر بعد فصل الإنسان الشرير عن الله الصالح إلاَّ إلقائه في نار جهنم؟! وعندما يستبعد الله إنسانًا من أمام وجهه ألا تكون هذه أبشع نهاية لذاك الإنسان؟! أم يظن أحد أنه بعد أن يفصله في الدينونة الخاصة يكون هناك احتمالًا أن يعيده في الدينونة العامة؟!، وهل يظن أحد أن الدينونة هي برلمان أو مجلس شعب أو كونجرس يفصل أحد أعضاءه لفساد سيرته ويُعيّنون بديلًا له..؟! كلا... كلا... فإن من سيُفصَل هو هالك هالك في نار جهنم.

و- القول بأن العبد الشرير ضرب رفقائه وأكل وشرب مع السكيرين وأن الأموات لا يأتون هذه الأعمال فهذا قول حق، وهذه الأعمال الجسديَّة التي مارسها العبد الشرير وبسببها وُصِف أنه شرير قد مارسها بالجسد على الأرض وليس بعد انتقاله من هذا العالم، وسيدان عليها في اليوم الأخير.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[8] يُدلّل الأخوة الكاثوليك على الدينونة الخاصة من مثل الكرمة والأغصان (يو15: 1-6) فيقول الأب مكسيموس كابس:

1-هذا النص يتكلم عن الخلاص الذي لا يتم إلاَّ بالإتحاد مع المسيح الذي هو الكرمة الحقيقية.

2 - يُثبِت النص أن جميع المسيحيين هم أعضاء لهذه الكرمة الحقيقية وقد آمنوا بالمسيح ولكن أعمالهم تختلف.

3- الغصن الذي لا يأتي بثمر يقطع حالًا فيجف ويُلقىَ في النار ولا ينتظر لنهاية العالم في الدينونة العامة.

4- دليلنا على ذلك أن العضو الذي يجف ويُلقىَ في النار ليحترق هو مفصول من الكرمة التي لا يزال لها أغصان حية وتثمر أثمارًا صالحة ولا ينتظر فصله حتى تقتلع الكرمة بأكملها.

5- الاستنتاج الطبيعي والمنطقي من هذا المثل أنه لا يمكن قطع غصن والقاؤه في النار إلاَّ بعد حكم، والحكم هو الدينونة الخاصة.

6- من المعلوم لدى كل الأديان أن الإنسان بعد موته لا يستطيع أن يثمر أو يأتي بأعمال خلاصية. وهذا يثبت أن الذين يستمرون ثابتين في الكرمة هم أحياء في هذا الجسد ولم يغادروا العالم "(350)

 

توضيح:

أ- بالنسبة للنقطتين الأولى والثانية: نحن نتفق تمامًا مع الأخوة الكاثوليك فيهما.

ب- بالنسبة للنقطة الثالثة: الغصن الذي لا يأتي بثمر يجف وهو في هذه الحياة فيصبح غصنًا يابسًا، وينتقل من هذا العالم هكذا وبذلك لن يكون له مكانًا إلاَّ في النار الأبدية، ولكن هذا لن يتم إلاَّ بعد القيامة والدينونة العامة حيث تلبس الأرواح أجسادها ويقف كل بشر جسدًا وروحًا ليعطى حسابًا عما جنته يداه.

ح- بالنسبة للنقطة الرابعة: فإن هذا المثل يتحدث عن مرحلتين بوضوح تام الأولى " إن كان أحد لا يثبت فيَّ يُطرَح خارجًا كالغصن فيجف " وهذه المرحلة تتم في الحياة الأرضية. أما المرحلة الثانية " فيجمعونه ويطرحونه في النار ليحرق " فإنها تتم في اليوم الأخير، وهذا واضح أيضًا في تفسير مثل الزوان " فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم (وليس عقب موت كل (إنسان) يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الآثم ويطرحونهم في أتون النار" (مت13: 40-42) وليتأمل القارئ في كلمة "فيجمعون" في مثل الكرمة والأغصان مع كلمة " فيجمعونه " في مثل الزوان، وقول الرب يسوع أيضًا "فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربعة الرياح.." (مت24: 31).

د- من الطبيعي أن الغصن لن يتم إلقاءه في النار إلاَّ بعد صدور الحكم عليه وهذا ما نتفق فيه مع الأخوة الكاثوليك ولكننا نختلف معهم في ما هو الوقت الذي يصدر فيه الحكم؟ وبحسب آيات الإنجيل الواضحة تمامًا نقول أنه لن يصدر الحكم إلاَّ عقب المجيء الثاني.

ه- الذين انتقلوا إلى عالم الأرواح فقدوا القدرة على عمل الصلاح أو الشر، وفقدوا القدرة على عمل أثمار تليق بالتوبة، أما نحن الأحياء على الأرض فإن الفرصة ما زالت سانحة أمامنا، وهذا ما يوضحه مثل الكرمة أن هناك أغصان تجف وتنتقل من هذا العالم وهذه سيحكم عليها بالنار الأبدية في اليوم الأخير.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(338) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص11.

(339) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص11-13.

(340) مجلة الصلاح - عدد إبريل سنة 1991م.

(341) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص8.

(342) المرجع السابق ص9-11.

(343) المرجع السابق ص4، 5.

(344) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني ص24.

(345) تفسير إنجيل لوقا للقمص تادروس يعقوب ص511.

(346) المرجع السابق ص515.

(347) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص17.

(348) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص20، 21.

(349) المرجع السابق ص22، 23.

(350) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر ص24، 25.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/purgatory-two-judgement-days.html

تقصير الرابط:
tak.la/3xpxt65