س 68 : متى تم تقسيم أسفار العهد الجديد إلى فصول (أصحاحات)؟ ومتى تم التقسيم إلى أعداد (آيات)؟
ج : 1ــ نحو سنة 220 م. قام الشماس السكندري "أمونيـوس" مع زميله السكندري "أوسابيوس" بتقسيم الأناجيل في النسخة القبطية إلى فصول لسهولة الدراسة والرجـوع إليها، ووُضِع في الهامش ما يشابه كل فقرة من فقرات الأناجيل الأخرى، وقد وضع عشرة قواعد (قوانين) لتوضيح الوضع:
+ القانون الأول: يمثل ما هو مشترك بين الأناجيل الأربعة.
+ القانون الثاني: يمثل ما هو مشترك بين الأناجيل الإزائية متى ومرقس ولوقا.
+ القانون الثالث: يمثل ما هو مشترك بين متى ولوقا ويوحنا.
+ القانون الرابع: يمثل ما هو مشترك بين متى ومرقس ويوحنا.
+ القانون الخامس: يمثل ما هو مشترك بين متى ولوقا.
+ القانون السادس: يمثل ما هو مشترك بين متى ومرقس.
+ القانون السابع: يمثل ما هو مشترك بين متى ويوحنا.
+ القانون الثامن: يمثل ما هو مشترك بين مرقس ولوقا.
+ القانون التاسع: يمثل ما هو مشترك بين لوقا ويوحنا.
+ القانون العاشر: يمثل ما هو الذي انفرد به كل إنجيلي لوحده.
ثم تم تقسيم بقية أسفار العهد الجديد بنفس الطريقة، وتم الانتهاء من أخر سفر، وهو سفر الرؤيا نحو سنة 500 م.
2ـــ قام المؤرخ "يوسابيوس القيصري" (264 - 340م) أبو التاريخ الكنسي بتقسيم الأناجيل إلى فقرات، وأعطى كل فقرة رقم خاص بها، فقسم إنجيل متى إلى (355) فقرة، ومرقس إلى (233) فقرة، ولوقا إلى (324) فقرة، ويوحنا إلى (232) فقرة، ووضع قوائم تظهر الفقرات المكرَّرة في الأناجيل الأربعة، أو ثلاثة أناجيل، أو إنجيلين، أو ما انفرد به إنجيل واحد.
3ـــ حوت بعض المخطوطات الهامة مثل الفاتيكانية والإسكندرانية تقسيمًا يُسهَّل على القارئ الرجوع للفقرة المطلوبة، وأضافت المخطوطة الإسكندرانية عنوانًا لكل جزء، وقسمت إنجيل متى إلى (68) جزءًا.
4ــ قام "إستيفان لنجدون" Stephan Langton (1150 - 1228م)، الذي كان يعمل أستاذًا في جامعة باريس، قبل أن يصبح رئيسًا لأساقفة كنتربري، بتقسيم الترجمة اللاتينية إلى فصول (أصحاحات) وأُخذ بهذا التقسيم في بقية الترجمات، وهيَ المعمول بها لليوم.
5ـــ قام العالِم القبطي "الأسعد أبي المفرج هبة الله بن العسال" بتقسيم الأناجيل الأربعة إلى فصول كبيرة وفصول صغيرة، فقسم إنجيل متى إلى (85) فصلًا كبيرًا، و (355) فصلًا صغيرًا، وإنجيل مرقس (52) فصلًا كبيرًا، و (236) فصلًا صغيرًا، وإنجيل لوقا (84) فصلًا كبيرًا، و (342) فصلًا صغيرًا، وإنجيل يوحنا (45) فصلًا كبيرًا، و (232) فصلًا صغيرًا (وهناك بعض النسخ القبطية زادت فيها عدد الفصـول الكبيرة فشمل متى 101، ومرقس 54، ولوقا 86، ويوحنا 45 فصلًا كبيرًا).
6ــ قام "روبرت أسطفان" (روبيرت ستيفنز) Robert Stephens، وهو صاحب مطبعة في باريس، خلال الفترة (1553 - 1559 م.) بتقسيم فصول العهد الجديد باللغتين اليونانية واللاتينية إلى أعداد (آيات) في جنيف بسويسرا، وكان منهمكًا في هذا العمل حتى قال عنه ابنه: "أنه كان يمارِس عمله خلال سفره وهو على ظهر جواده، فعندما كان الجواد يعبر في مطب كان يختل وضع القلم بيد أسطفان"، وهذا يفسر بعض عمليات الترقيم غير المناسبة، وفي سنة 1560 م. ظهرت أول طبعة باللغة الإنجليزية بهذا التقسيم (راجع دائرة المعارف الكتابية جـ6 ص 316)، وهذا التقسيم هو المعمول به لليوم.
7ــ أحيانًا يكون تقسيم الفصول والأعداد غير مناسب، ولذلك تم ضم عددًا أو أكثر من أصحاح لأصحاح آخر سابق أو لاحق ليكتمل المعنى، فمثلًا ضُمَّ العدد (1كو 11 : 1) إلى الأصحاح العاشر وضُمَّ العدد (2كو 7 : 1) إلى الأصحاح السادس، حتى يكتمل المعنى. ثم أُدخلت علامات الترقيم مثل النقطة والفصلة لتوضيح نهاية الجملة، حتى تكون القراءة مستقيمة والفهم صحيح، فالخطأ في وضع علامات الترقيم يؤدي لاختلال المعنى، فمثلًا ما جاء في (كو 1 : 11، 12) يمكن أن يُقرأ كالآتي: ".. لكل صبر وطول أناة بفرح، شاكرين الآب الذي أهلنا.." كما يمكن أن تُقرأً ".. لكل صبر وطول أناة، بفرح شاكرين الآب الذي أهلنا.." (راجع الدكتور القس عبد المسيح أسطفانوس - تقديم الكتاب المقدَّس - تاريخه - صحته - ترجماته ص 126 - 127).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/68.html
تقصير الرابط:
tak.la/xpj5j9b