س588: هل يوجد تناقض بين قول المسيح: "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ" (لو 9: 56)، وبين ما جاء في (لو 12: 49)، و (2 تس 2: 8)، أم أن عبارة (لو 9: 56) أُضيفت للنص؟ وهل كان يسوع المسيح يثبط الهمم ويصد من يُريد أن يتبعه (لو 9: 57-62)؟
ج: 1- هل يوجد تناقض بين قول المسيح: "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ" (لو 9: 56)، وبين ما جاء في (لو 12: 49)، و (2 تس 2: 8)، أم أن عبارة (لو 9: 56) أُضيفت للنص..؟
أ– عندم قال السيد المسيح: "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ" (لو 12: 49) أوضح قوله بأنه عندما يقبل بعض أفراد الأسرة الإيمان بالمسيح، بينما يرفضه باقي أفراد الأسرة، فيقومون على من آمنوا بالمسيح ويؤذونهم، فقال: "لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ" (لو 12: 52). وقول السيد المسيح: "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ.." تشبه قول السيد المسيح: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا" (مت 10: 34)، وقد سبق مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل، فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد جـ 4 س326.
ب- قال بولس الرسول: "وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ" (2 تس 2: 8) فإنه يتحدث عن نهاية "ضد المسيح" الذي دُعي "إنسان الخطية"، و"ابن الهلاك"، و"المقاوم"، و"المرتفع"، و"الأثيم"، و"الكذاب"، و"المخادع"، و"المُضل"، و"الملك"، و"الوحش"، فبولس الرسول يتحدث عن معركة المسيح مع الشيطان، وقد سبق شرح هذا الأمر بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى كتابنا: "رسالة تسالونيكي الثانية "الأصحاح الثاني، وهذا موضوع مختلف تمامًا عن رغبة المسيح في خلاص كل البشر: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (1 تي 2: 4). هذا موضوع وذاك موضوع آخر، أما الناقد فإنه يخلط الأوراق!!!
جـ- هل أُضيفت عبارة " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ" (لو 9: 56) للنص..؟ هذه العبارة عبارة أصيلة في النص بدليل أنها موجودة في المخطوطات القديمة، كما أنها وُردت في عدة مواضع أخرى:
† " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لو 19: 10).
† " لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ الله ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ" (يو 3: 17).
† " لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ" (يو 12: 47).
2- هل كان يسوع المسيح يثبط الهمم ويصد من يريد أن يتبعه (لو 9: 57-62)..؟
تم مناقشة هذا الموضوع فيُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد جـ 4 س299. ونضيف هنا قول "القديس كيرلس الكبير" تعليقًا على قول الرجل: "أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي": "فلماذا إذًا يرفض المُخلص من يرغب باشتياق أن يتبعه باستمرار..؟ أولًا: إن طريق اقترابه من المسيح كانت مملوءة بجهالة عظيمة. ثانيًا: أنها كانت مملوءة باجتراء زائد جدًا، لأن رغبته لم تكن مجرد أن يتبع المسيح كما فعل كثيرون آخرون من الجمع اليهودي، بل بالحري أن يقحم نفسه على الكرامات الرسولية. هذا هو إذًا الإتباع الذي يسعى لأجله، إذ أنه دعا نفسه... فكيف إذًا يكون مناسبًا لهذا الإنسان أن يعيّن نفسه بين التلاميذ ويتوجّ نفسه بالسلطات الرسولية بدون أن يكون مدعوًّا إليها بالمرة من المسيح؟ وهناك سبب آخر جعل المسيح يرفضه بصواب، ويحسبه غير مستحق لكرامة بارزة مثل هذه، لأن إتباع المسيح بحماس شديد هو بلا شك أمر نافع للخلاص. لكن من يرغب أن يُحسَب مُستحقًا لمجد عظيم مثل هذا، ينبغي أن يحمل صليبه، وما معنى أن يحمل الصليب؟ معناه أن يموت بالنسبة إلى العالم، بأن يتنكر لارتباطاته الفارغة، ويتخلى برجولة عن الحياة الجسمانية المحبة للذة... ابتعد بنفسك عن الشهوات الجسدية، تطهُر من أدناس الشر، تُنقَّ من البقع الناتجة عن الحب الدنئ للذة، لأن هذه تجعلك بعيدًا ولا تسمح لك أن تكون مع المسيح" (240).
وتعليقًا على الذي دعاه السيد المسيح فقال: "ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي"، فيقول "القديس كيرلس الكبير": "فهو شخص دعاه المسيح إلى الرسولية كمن هو لائق لها، لأنه قد نال الكرامة بواسطة القرار الإلهي، إذ هو بلا شك مقدَّس ومكرَّم، وقادر أن يُشكّل نفسه ليطابق قصد رسالة الإنجيل. ولكنه لم يعرف بعد بوضوح بأي طريقة يجب عليه أن يسلك في هذا الأمر العظيم، فربما كان له أب قد أحنته السنون، وقد ظن في نفسه أنه بتصرفه هذا يُرضي اللَّه جدًا بإظهاره العطف والحُب المناسب من نحو والده. فلقد عرف بالطبع من كُتب الناموس أن إله الكل قد أعطى وصية بهذا قائلًا: "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ" (خر 20: 12). لذلك حينما دُعي لهذه الخدمة المقدَّسة ولمهمة الكرازة برسالة الإنجيل -كما يتضح من أمر المسيح له أن يتبعه- فقد أعياه فهمه البشري، وطلب مهلة ليجد الوقت الكافي كي يرعى والده في شيخوخته، لأنه يقول: "ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي". فما نقوله عنه. ليس أنه طلب إذنًا ليدفن أباه، لكونه قد مات فعلًا، ولم يُدفن بعد. لأن المسيح لم يكن ليمنع ذلك، وإنما استخدم كلمة "أَدْفِنَ" بدلًا من "أن أرعاه في شيخوخته حتى دفنه". فماذا كانت إجابة المخلص إذن؟ "دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ الله". فليس هناك من شك من ثمة أقرباء ومعارف آخرين لأبيه. ولكنه اعتبرهم أمواتًا، لأنهم لم يكونوا آمنوا بالمسيح بعد" (241).
ويقول "القديس أُغسطينوس" تعليقًا على الرجل الذي قال " أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي": "إذا أراد هذا الإنسان أن يتبع المسيح تأكد السيد أنه كان يطلب ما لنفسه لا ما هو ليسوع المسيح (في 2: 21). هكذا كان هذا الإنسان لا يعرف نفسه كما كان الطبيب يعرفه، فلو أنه رأى نفسه وأدرك أنه مملوء رياء ومكرًا لعرف من كان يتكلَّم. لذلك قال له: "لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (لو 9: 58)" (242). كان يجب على هذا الرجل الذي تلقى دعوة خاصة من يسوع المسيح أن يطيع إطاعة لاوي الذي " تَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ" (لو 5: 28)، وطاعة إبراهيم الذي بكر وأخذ ابنه إسحق ليُقدِّمه محرقة (تك 22: 3) وطاعة أليشع عندما ألقى عليه إيليا رداءه (1 مل 19: 19-21).
ويقول "القمص تادرس يعقوب" على الرجل الذي قال: "أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي": "يمكننا أيضًا أن نقول بأن هذا الإنسان كان مُرتبطًا بمحبة العالم، وقد طلب التلمذة للسيد، لا لأجل السيد نفسه، لكن بغية كرامة أرضية أو نفع مؤقت، لهذا أعلن له السيد عن طبيعة المعلّم، فإن الثعالب التي تعيش في البرية لها أوجرة ترتبط بها، وفيها تستريح، والطيور التي تهيم في الجو لها أوكار تعود إليها من حين إلى آخر، أما ابن الإنسان فسماوي ليس له في الزمنيات راحة، ولا في الأرض موضع استقرار. لذلك فأنت لا تصلح بعد للتلمذة له إلاَّ أن تحرر قلبك عن الأرض تمامًا، وتنطلق نفسك مرتفعة نحو السماويات. صديقنا سماوي يود في تلاميذه أن يحملوا سمة الفكر السماوي والحياة العلوية الفائقة" (243).
وتعليقًا على قول الرجل: "أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي" (لو 9: 61) يقول "متى هنري": "وما يعيب هذا القول هو:
أ– نظرة لاتباعه المسيح كأمر كئيب ومُتعب وخطر، وكان بالنسبة له كمن هو ذاهب إلى الموت، ولهذا يجب أن يُودع جميع أصدقائه، في حين أنه باتباعه المسيح قد يكون أكثر نفعًا وبركة مما كان له في السابق.
ب- يبدو أن اهتمامه بأموره العالمية قد سيطر على قلبه أكثر من تمسكه بالتزاماته التي يفرضها عليه واجبه كتلميذ للمسيح. لقد بدأ وكأنه يهفو إلى أقاربه وأصدقائه، ولعله قد سبق أن ودعهم فيما مضى، لكن رهبة الفراق جعلته يحاول توديعهم مرة ثانية.
جـ-... فذهابه لكي يُودع عائلته معناه أنه سيعرّض نفسه لأقوى إغراء يمكن تصوُّره لكي يعدل عن قراره، لأنهم سيرجونه ويتوسلون إليه ألا يتركهم. وأولئك الذين يعقدون العزم على أن يتبعوا فاديهم يجب أن يكونوا حاسمين ألا يدعوا هذا الموضوع يكون محل مفاوضة على مزاجهم" (244).
وهذا الرجل الذي طلب تأجيل تبعية يسوع لحين أن يودع ذويه قال له السيد المسيح: "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ الله" (لو 9: 62)، فهو يُشبه رجل يحرث الأرض ولا ينظر أمامه ليتابع استقامة الخطوط بل ينظر للخلف لا تستقيم خطوطه، إنما:
أ– يفقد تركيزه فتخرج الخطوط معوجة وليست مستقيمة.
ب- تقل قوة الضغط على سلاح المحراث فلا يقلّب الأرض بالصورة الكافية.
جـ- قد يعوم سلاح المحراث منه ويفقد السيطرة عليه.
" ولا يستطيع الفلاح أن يصنع ثلمًا مُستقيمًا إلاَّ إذا اعتنى بعمله من غير أن يشغله شاغل. وهكذا المسيحي ولا سيما الواعظ بملكوت اللَّه لا يستطيع أن يعمل عمله العظيم وقلبه مشغول بأمور غريبة" (245).
ويقارن "دكتور وليم إدي" بين مواقف الرجال الثلاث هؤلاء، فيقول: "إن هذه الحوادث الثلاث (لو 9: 57-62) (يمثلون) ثلاثة موانع من إتباع المسيح. الأول حب الربح الدنيوي، والثاني الحزن، والثالث المحبة العائلية. لكن الثاني والثالث لم يكونا مانعين إلاَّ لأنهما وضعا في المقام الأول (الحزن والمحبة العائلية) ووضعا اتباع المسيح في المقام الثاني. ويتبقَ لنا أن الشخص الأول من الطلبة الثلاثة كان عجولًا يفعل حالًا غير ناظر إلى العاقبة، وأن الثاني كان متباطئًا أي متوانيًا عن الأخذ فيما عزم عليه، وأن الثالث كان مترددًا أي لم يعتمد أحد الأمرين، فكان مضمون ما قاله المسيح للأول أن تحسب ما يكلفك اتباعي ثم اعتمد، ومضمون قوله للثاني أن لا عذر للتواني، ومضمون قوله للثالث أن تختر ما شئت في الحال واعزم عليه كل العزم" (246).
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
وفيما يلي مقارنة بسيطة بين الأشخاص الثلاثة الذين طلبوا تبعية يسوع:
م |
الشخص الأول |
الشخص الثاني |
الشخص الثالث |
1 |
ركز على الشعور أكثر من التفكير. |
ركز على التفكير أكثر من الشعور. |
تردَّد بين الشعور والتفكير.
|
2 |
قصير النظر لم يبصر آلام الطريق وتكلفته. |
طويل النظر يُريد الانتظار لحين موت أبيه ودفنه. |
مزدوج النظرة يُريد أن يجمع ما هو فيه مع تبعية المسيح. |
3 |
اندفع وراء العاطفة التي سريعًا ما تشتعل وسريعًا ما تنطفئ. |
جعل الاهتمام بأبيه قبل تبعيته للمسيح. |
اهتم بتوديع ذويه قبل تبعية المسيح. |
4 |
ركز على كلمة "أينما". |
ركز على كلمة "أولًا". |
ركز على كلمة "لكن". |
5 |
طلب المسيح منه أن يحسب النفقة، فعرش المسيح الصليب وتاجه إكليل الشوك. |
طلب المسيح منه أن يترك الماضي والحاضر ويعيش في المستقبل. |
طلب المسيح منه أن ينظر للأمام ولا يرجع للخلف. |
6 |
أجابه يسوع: "لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ". |
أجابه يسوع: "دَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ وَنَادِ بِمَلَكُوتِ اللَّهِ". |
أجابه يسوع: "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللَّهِ". |
_____
(240) ترجمة د. نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص277، 278.
(241) ترجمة د. نصحي عبد الشهيد - تفسير إنجيل لوقا، ص281، 282.
(242) أورده القمص تادرس يعقوب - الإنجيل بحسب لوقا، ص222.
(243) أورده القمص تادرس يعقوب - الإنجيل بحسب لوقا، ص222.
(244) التفسير الكامل للكتاب المقدَّس جـ 1 العهد الجديد - الأناجيل الأربعة، ص448.
(245) تفسير العهد الجديد في مجلد واحد - إصدار دار الثقافة المسيحية، ص163.
(246) الكنز الجليل في تفسير الإنجيل جـ 2 - إنجيلي مرقس ولوقا، ص232.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/588.html
تقصير الرابط:
tak.la/8zmvcd5