س464: من هم أهم علماء النقد النصي؟
ج: من أهم علماء النقد النصي:
1- بريان والتون Brian Walton (1600 - 1661): استخدم نص ستيفانوس 1550م ووضع أسفل كل نص القراءة كما جاءت في المخطوطة السكندرية، وهو أول من أشار لهذه المخطوطة بحرف (A)، وفي الطبعة السادسة لنسخته أدرج مُلحق نقدي قام به أشير Ussher رئيس الأساقفة للقراءات المختلفة للنصوص معتمدًا في ذلك على (15) مرجعًا (راجع فادي أليكساندر - المدخل إلى علم النقد النصي للعهد الجديد ص 231).
2- جون ميل John Mill: بالرغم من أن مؤسّس النقد النصي يعتبر جون ألبرت بينجل، لكن جون ميل يعتبر هو المؤسّس الحقيقي لهذا العلم، فقد قدم أقدم تعليق نصي شامل لم يقم به أحد خلال المئة سنة التالية له. وفي سنة 1707م نشر كتابه عن النقد النصي بعد عمل شاق استغرق ثلاثين عامًا، درس فيها نحو (78) مخطوطة يونانية للعهد الجديد، مع ترجمات البشيطا والفولجاتا وترجمة قبطية باللهجة البحيري ترجع إلى سنة 1174م، بالإضافة لاقتباسات الآباء، وأحصى القراءات المختلفة بين مخطوطات العهد الجديد وقدرها بنحو 30 ألف قراءة مختلفة أو متنوعة، وللأسف فأن جون ميل أعتقد أن هذه القراءات قد أفسدت النص، ونتيجة إفراطه في شرب القهوة مات بعد أن انتهى من هذا العمل بنحو أسبوعين.
3- دانيال ويتبي: نشر سنة 1710م مجموعة من الملاحظات عن تفسير العهد الجديد، وأضاف إليها مائة صفحة عن القراءات المختلفة، موضحًا أن هذه القراءات لم تفسد النص كما أعتقد جون ميل، بل أكد على حقيقة هامة، وهيَ أن جميع هذه الاختلافات ولا واحدة منها تؤثر على مصداقية الكتاب المقدَّس، وقال: " أن الأغلبية العظمى من اختلافات ميل لا تؤثر على الميثاقية (الموثوقية)" (12).
4- رتيشارد بنتلي Richard Bently: كان عالمًا له نفوذ واسع وشهرة عظيمة، فهو كان يشغل منصب رئيس جامعة الثالوث في كمبردج، وكان خبيرًا في المخطوطات، قال: " كلما أُكتشفت مخطوطات أكثر، وُجِدت قراءات مختلفة أكثر، ولكن زادت أيضًا احتمالية وجود مكان ما بين تلك الاختلافات يمكن فيه للمرء أن يكشف عن النص الأصلي، ولذا فإن التغيُّرات الثلاثين ألفًا التي قد كُشفت من قِبل "ميل" لا تُنقِص من سلامة العهد الجديد، بل أنها تؤمن المعلومات التي يجب على الباحثين العمل عليها لتأسيس النص، نص يكون موثقًا بشكل أكبر من أي نص آخر في العالم القديم" (13). وقد أظهر ريتشارد بنتلي رغبته في أن يعد لطبعة جديدة للعهد الجديد تأخذ في حسبانها المخطوطات القديمة التي تم اكتشافها، وتضع نهاية للقراءات المختلفة، وأعتمد في حل مشكلة القراءات المختلفة على النسخة الإسكندرية مع أقدم النسخ اللاتينية، حيث وجد تطابقًا كبيرًا، كما أن طول المدة التي أمضاها في دراسة ومقارنة المخطوطات أكسبته ثقة كبيرة في إمكانية ضبط القراءات المختلفة، وقال: أنه يستطيع أن يخفض قراءات جون ميل المختلفة الثلاثين ألف إلى مائتي قراءة مختلفة ليس لها قيمة، ولكن بسبب التزاماته الضخمة في جامعة كمبردج ومشاريع كتاباته الأخرى، توفى قبل أن ينجز ما كان يتمناه.
5- يوهان ألبريخت بينجل Johann A. Bengal (1687 - 1752م): هو قس ألماني بروفيسور انشغل بالقراءات المختلفة الثلاثين ألفًا التي أحصاها جون ميل، واجتهد في حلها، ونشر نصًا للعهد الجديد اليوناني سنة 1734م وغيَّر بعض القراءات في النص المُستَلم، وهو أول عالِم قسَّم مخطوطات الكتاب المقدَّس إلى عائلة النص الأفريقي، وعائلة النص الأسيوي، وهو مؤسس علم النقد النصي والأب الروحي له.
6- يوهان جيكب ويتستين Johann Jakab Wettstien (1693 - 1754م): انشغل منذ شبابه بالقراءات المختلفة بالعهد الجديد، وبدأ بداية حسنة وانتهى بنهاية سيئة، ففي سن العشرين قدم أطروحة في جامعة بازيل عن القراءات المختلفة في العهد الجديد، وأوضح أن الكتاب حوى ما هو ضروري لخلاص الإنسان سواء كانت أمور عقائدية أو وصايا إلهيَّة، وجميع هذه الأمور لم تتأثر بأي قراءة مختلفة، وفي رحلته العلمية في إنجلترا درس المخطوطة الإسكندرية، ونشر النص المُستَلم للعهد الجديد باليوناني في مجلدين، ووضع في تعليقه النصي القراءات المختلفة مع النص المُستَلم، والتي يرى "Wettstien" أنها أقرب للنص الأصلي. وهو أول عالِم نصي استخدم الأبجديات الإنجليزية لتحديد المخطوطات اليونانية بالخط الكبير (الكويني)، كما استخدم الأرقام العربية لتحديد المخطوطات اليونانية بالحروف الصغيرة Uncials Minuscules (راجع مدارس النقد - عهد جديد مقدمة (2) س107).
غير أن "ويتستين" شك فيما جاء في (1 تي 3: 16) "عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللَّهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" وتشكَّك في ألوهية المسيح، متجاهلًا الآيات العديدة التي تتحدث عن ألوهية المسيح سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولو عاش إلى العشرينات من القرن العشرين وأطلع على مخطوطات البردي وأصالة هذا النص لكان له رأي آخر.
7- تشيندروف Tischendarf Kostantin Von (1815 - 1874م): هو عالِم اللاهوت الألماني "قسطنطين فون تشيندورف" الذي كرس حياته لمخطوطات الكتاب المقدَّس، وهو مكتشف المخطوطة السينائية في دير سانت كاترين خلال ثلاث رحلات قام بها للدير العامر، وقد سافر إلى دول عديدة في أوربا مثل فرنسا وإنجلترا وهولندا وسويسرا وإيطاليا كما سافر إلى مصر وسوريا وفلسطين بحثًا عن مخطوطات الكتاب المقدَّس، وهو الذي فك رموز المخطوطة الأفرامية، وهو الذي أعد نص المخطوطة الفاتيكانية للطباعة، وكان متخصصًا في ترميم المخطوطات، وهو من علماء النقد النصي، فأصدر تسع إصدارات للعهد الجديد خلال الفترة من 1841م إلى 1872م، وجاء تعليقه النصي في الطبعة الثانية لا يضاهيه أي تعليق آخر في تحديد كم الشواهد التي تشهد لقراءة معينة سواء من المخطوطات اليونانية أو الترجمات، أو اقتباسات الآباء، فظلت هذه التعليقات من أهم التعليقات النصية على مدار قرن من الزمان. ويعتبر نصه نصًا نقديًا من الدرجة الأولى. كما أصدر تشيندورف نحو (21) مجلدًا للمخطوطات اليونانية بالخط الكبير، وقام بفحص نصوص نحو (20) مخطوطة.
← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.
وهنا نأتي لسؤال جانبي، هل نص العهد الجديد قبل تشيندورف كان لا وجود له، بدليل أنه كتب لخطيبته "انجليكا" وهو في مصر أثناء اكتشافه النسخة السينائية يقول: " أنني أواجه مهمة مقدَّسة هيَ الصراع من أجل الوقوع على النص الأصلي للعهد الجديد"؟.. ألا يدري صاحب السؤال أنه بعد اختراع آلة الطباعة قام إيرازموس بطباعة العهد الجديد باليوناني وتوالت مئات الطبعات حتى عصر تشيندروف، فالمقصود بقول تشيندورف لخطيبته أنه يطمح في الوصول للنص الأصلي الذي كُتب بيد الرسل، أي المخطوطات الأم Autograph، ولكيما تقف على عظمة هذا الرجل يُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد جديد - مقدمة (2) س 111.
8- بروس ميتزجر Bruce M. Metzger (1914 - 2007م): وُلِد بروس ميتزجر في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة يوم 9 فبراير 1914م، ودرس في مدرسة برنستون اللاهوتية، وأكمل دراساته العليا فحصل على درجة الدكتوراه في "دراسات في كتاب الإنجيل اليوناني" سنة 1941م، وتابع دراساته وأبحاثه وإشرافه على رسائل الكثيرين من تلاميذه، وقد نال (5) درجات دكتوراه فخرية، وألَّف نحو خمسين كتابًا، منها:
1- فصول في تاريخ النقد النصي للعهد الجديد - أدوات ودراسات العهد الجديد.
2- مخطوطات الكتاب المقدَّس اليوناني، مقدمة في علم باليوجرافيا.
3- أقدم الترجمات للعهد الجديد. أصلها، نقلها، محدوديتها.
4- التعليقات النصية للنص اليوناني للعهد الجديد: مجلد مصاحب للعهد اليوناني الجديد التابع لجمعيات الكتاب المقدَّس المتحدة.
5- العهد الجديد، هل يمكن الوثوق فيه؟
6- العهد الجديد، خلفيته، نموه، محتواه.
7- شريعة العهد الجديد، أصله وتطوره وأهميته.
ويعتبر بروس ميتزجر من أعظم علماء الكتاب المقدَّس، وأيضًا اللغة اليونانية، وقد عمل كأستاذ فخري في مدرسة برستون اللاهوتية، وأشرف على مراجعة ترجمة: "النسخة المعيارية المُنقَّحة" للكتاب المقدَّس Revisd Standard Version (RSV) وأيضًا "النسخة المعيارية المُنقَّحة الجديدة" (NRSV)، وكان عضوًا في الأكاديمية البريطانية، وهو أستاذ العديد من علماء الكتاب والنقد النصي، بما فيهم بارت ايرمان الذي فقد إيمانه بالمسيح، وظل بروس ميتزجر منشغلًا بعمله الأكاديمي لمدة 46 عامًا، وكان عضوًا في لجنة تحرير "إنستل - آلاند" (GNT) وقال كورت آلاند عن إصداراته متحدثًا باسم اللجنة قائلًا: " بشكل عام ربما كل المحرّرين راضون عن أن النص الجديد يمثل أفضل ما يمكن تحقيقه في ضوء الوضع الحالي من المعرفة". وتوفى بروس ميتزجر في 13 فبراير 2007م عن ثلاثة وتسعين عامًا وأربعة أيام في نيوجرسي شرق بنسلفانيا التي وُلِد فيها.
كما يمكن الرجوع إلى س117 للإطلاع على المزيد من علماء النص مثل سكريفنر، ونورمين جيسلر ووليم نكس، وعزرا ابوت، وروبرتسون، وفيليب شاف، وأيضًا يمكن الرجوع إلى فادي أليكساندر - المدخل إلى علم النقد النصي ص 233، 234 لتجد من علماء النقد النصي سيملر، وجريسياغ، وستولز. أما بارت ايرمان فسنفرد له حديث خاص.
_____
(12) أورده بارت إيرمان - ترجمة فادي مرعشلي - الاقتباس الخاطئ عن المسيح ص 113.
(13) أورده بارت إيرمان - ترجمة فادي مرعشلي - الاقتباس الخاطئ عن المسيح ص 114.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/464.html
تقصير الرابط:
tak.la/4c3r3mh