St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

24- ما المقصود بكلمة "تنخ" أو "تناخ"، و"ترجوم: و"مدراش"، و"تلمود" و"المشناة"، و"الجمارا"؟ وهل حوى التلمود بعض الأساطير والخرافات؟ وما هو رأي السيد المسيح في التلمود؟ وما هو رأي التلمود في شخص السيد المسيح؟

 

س24 : ما المقصود بكلمة "تنخ" أو "تناخ"، و"ترجوم" (والثلاثة ترجومات) و"مدراش"، و"تلمود" و"المشناة"، و"الجمارا"؟ وهل حوى التلمود بعض الأساطير والخرافات؟ وما هو رأي السيد المسيح في التلمود؟ وما هو رأي التلمود في شخص السيد المسيح؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: 1- تنخ:

كلمة "تنخ" كلمة عبرية يُقصَد بها أسفار العهد القديم، فالحرف الأول من الكلمة (التاء) يرمز إلى التوراة، والحرف الثاني (النون) يرمز للأنبيــاء (أسفار الأنبياء)، والحرف الثالث (الكاف أو الخاء) يرمز إلى المكتوبات. (راجع الأب إميل عقيقي - مدخل إلى الأدب الرابيني ص91).

 

St-Takla.org Image: Hebrew Bible (Tanakh) and wooden Jewish ratchet (cog rattle) musical instrument - The Irish Jewish Museum, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 6, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس العبري (التناخ)، مع أداة السقاطة الموسيقية اليهودية (الخشخيشة) - من صور المتحف اليهودي الأيرلندي، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 6 يونيو 2017.

St-Takla.org Image: Hebrew Bible (Tanakh) and wooden Jewish ratchet (cog rattle) musical instrument - The Irish Jewish Museum, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 6, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس العبري (التناخ)، مع أداة السقاطة الموسيقية اليهودية (الخشخيشة) - من صور المتحف اليهودي الأيرلندي، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 6 يونيو 2017.

2ــ ترجوم:

كلمة "ترجوم" كلمة عبرية يقابلها في العربية "ترجمة"، فالمقصود بالترجوم الترجمة الآرامية لأسفار العهد القديم المدوَّنة باللغة العبرانية، وذلك لعجز الشعب عن فهم اللغة العبرية بعد العودة من السبي، إذ صاروا يتكلمون الآرامية، و"الترجوم" يمثل ترجمة تفسيرية وليست ترجمة حرفية، قام بها الكتبة وهم في أرض السبي ببابل، وأتمُّوها في فلسطين بعـد العودة من السبي، ويقول "الأب إميل عقيقي" : "كان دور الترجمان يتراوح، أحيانًا كثيرة، بين الترجمة الحرفية، والترجمة التفسيرية، لأن همَّه الأكبر كان إيصال الفكرة والمعنى بشكل أوضح وأسهل. من هنا نجد نصوص التراجيم، أوسع بكثير من النصوص العبرية الأصلية: يسمع الترجمان، النص العبري ويترجمه إلى الآرامية، بمعنى أن يفسره عند الضرورة، إذا كان المعنى الحرفي لا يفي تمامًا بالغرض المنشود، كما ورد في نحميا 8 : 8 حيث جاء: "فقرأوها (اللاويون) في كتاب شريعة الله وترجموها لهم وفسروا معناها". ليس هَمْ الترجمان إذًا، أن يترجم النص فحسب، بل أن يُفهمه للجماعة وأن يجعل معانيه، تحاكي ظروف معيشتها الدينية والسياسية والاجتماعية حيث تدعو الحاجة" (79).

 كما يقول "الأب إميل عقيقي": "كان الترجوم من أفعل الأساليب القديمة لإيصال كلمة الله إلى المؤمنين بها، فهو من مجرد ترجمة من العبرية الكتابية إلى الآرامية المحلية، تطوَّر ليصبح تفسيرًا شفهيًا مطولًا حُفظ من الاندثار، بتدوينه في مجموعات كبيرة، صار معها جزءًا لا يتجزأ من الأدب الرابيني، وبالتالي عنصرًا مكوّنًا من عناصر التوراة الشفهية"(80).

 

وتوجد ثلاثة ترجومات للتوراة:

 أ - الترجوم الفلسطيني. ب - الترجوم الأورشليمي. جـ - ترجوم أونكيلوس.

 وكان لدى السامريين الترجوم السامري للتوراة السامريـة، بالإضافة إلى "ترجوم نيوفيتي" ويُسمى "ترجوم أسفار التـوراة الخمسة الأورشليمــي"، و"ترجوم يوناتان بن عوزئيل" لأسفار الأنبياء، و"ترجوم يونان" لسفر يونان، و"ترجوم سفر أيــوب"، و"ترجوم سفر المزامير"، و"ترجوم سفر الأمثال"، و"ترجــوم سفري أخبار الأيام"، و"ترجوم اللفائف الخمسة" ويشمل أسفار راعوث، ونشيد الأنشاد، والمراثي، والجامعة، وأستير (راجع الأب أميل عقيقي - مدخل إلى الأدب الرابيني ص 189 - 195)، ومن الملاحظات على هذه الترجومات:

أ - لا تذكر اسم الجلالة بل تستعيض عنه بكلمة "ممرا" ومعناها "الكلمة" (كما جاء في يو 1 : 1).

ب - تتحاشى خلع الصفات والمشاعر البشرية على الله، فلا تنسب لله وجه وعينان وأذنان ويدان ورجلان، أو أنه يفرح ويحزن ويتأسى ويغضب ويقوم ويجلس وينزل ويصعد... إلخ.، لأن اللاهوت منزَّه عن كل هذه الأمور الجسدية، مع أن هذه التعبيرات تناسبنا نحن البشر، فقولنا أن "الرب نزل" تفيد أن الله أعلن ذاته لنا. 

ج - حوت بعض الترجومات بعض القصص التي تهدف إلى توضيح المعنى الكتابي.

 

3 - مدراش Midrash:

اسم عبري من الفعل "درش" أي دَرَس وبحثَ وفحص بدقة وجمع ميدراش "ميدراشيم" شروحات للأسفار المقدَّسة. آية آية في صورة شعرية، فهو تفسير للنص الحرفي باستخراج التطبيقات العملية والمعاني الجديدة، واستنباط الأمور القانونية. ويقول "الأب أميل عقيقي": "إن غاية المدراش هيَ البحث عن الرب نفسه، في البيبليا، وشتى الوسائل التي يمكن للإنسان أن يستعملها ليصل إلى ضالته. وما العمل الضخم الذي نجم عن هذا البحث، إلاَّ دليل ساطع على السعي اليهودي الحثيث، لفهم كلام الله في البيبليا وهيَ، كما قال ابن بَجْبَجْ، معين للحياة لا ينضب: "اقلبها ثم اقلبها لأن كل شيء فيها، فندها فتشيب وتشيخ في دراستها، ولا تتخلَ عنها لأن ليس لك قاعدة أفضل منها" (مش، أبوت 5 : 2).. إذًا لقد نشأ المدراش، عندما بوشر بشرح التوراة علانية أمام الشعب، تحت شكل عظات تدعى في العبرية دِرَشوت"(81) وظهر من الميدراشيم: ميدراش هالاكاه - ميدراش الهاجاداه

أ - ميدراش هالاكاه Midrash Halakah :

ومعنى "هالاكاه" في اللغة العبرية أي "سارة"، ويمثل ميدراش هالاكاه القوانين العملية لسلوك الإنسان اليهودي في حياته الدينية والاجتماعية والأخلاقية، فهيَ قوانين تساعد الإنسان اليهودي على السلوك في شريعة الرب باستقامة. ويقـول "الأب أميل عقيقي": "إن لفظة "هَلَخاه" تشتق من الجذر "هـ ل خ".. أي سلك، سار ومشى، والهَلَخَاه تعني السلوك، والمدراش هَلَخَاه هو المدراش الذي يبحث عن أحكام السلوك وقواعده في نصوص التوراة: يفسّر الباحث الآيـات ليترجمها قاعدة سلوك، تكون للشعب سبيلًا للعيش بحسب إرادة الله. أسلوب الهَلَخَاه تشريعي جاف بعض الشيء وبعيد عن اجتذاب سمع الحاضرين" (82).

 ب - ميدراش الهاجاداه Midrash Haggadah:

وكلمة "هاجاداه" من الفعل العبري "تاجاد" أي أخبر أو قصَّ أو روى، فميدراش الهاجاداه يجمع سير رجال الكتاب المقدَّس، كما يجمع أمثلة وقصص تساعد على فهم الشريعة المكتوبة. ويقول "الأب أميل عقيقي": المدراش أجَّدَاه هو المدراش الذي يبحث في التوراة عن ما لا يعطيه نص التوراة المقتضب، فيذهب الباحث في إرواء غليله، وغليل المستمعين، إلى الاستفاضة في تفسير تصرفات الأشخاص ومسار الأحداث سعيًا وراء معانٍ دينية، وعِبَر حياتية، وأمثال تفسيرية، تسهّل على المستمع فهم كلمة الرب وبالتالي عيشها ببساطة وعمق.

 يلجأ الدرشان إلى المدراش أجَّدَاه لكي يلطف درسه أو عظته في موضوع من الهَلَخَاه، فيجذب سمع الحاضرين إليه، بإسماعهم بعض الحكم والأمثــال والقصص المعبّرة"(83).

 ويقول "دكتور أميل ماهر": "فالهَلَخة" (هالاكاه) وبمعنى ما يسير الواحد بموجبه، تتضمن التفسير العملي وقواعد السلوك المستنبطة من تطبيقات الشريعة الموسوية في أمور لم يَرد ذكرها مباشرة في الشريعة. وهكذا فإن مدرش الهَلَخة يتعلّق بالتصرف وفقًا لأحكام الشريعة في مواقف غير متوقعة، بل وحتى في أتفه الأمور في الحياة اليومية.

 أما الهجَّادة، ومعناها قصة أو رواية أو إعلان، فتتعلّق بالجزء النظري الذي لا يتضمن توجيهات للسلوك، ومِدرش الهجَّاده يقدم روايات تاريخية أو حكايات أسطورية مطوَّرة بأسلوب أخلاقي تثقيفي"(84).

 

4ــ التلمود Talmud:

هو موسوعة التقاليد اليهودية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فهو بمثابة ملحق تفسيري لأسفار الكتاب المقدَّس، وشمل مواد غزيرة تمثل التراكم الثقافي خلال سبعة قرون، فتحدث عن أمور الدين والأخلاق والتاريخ والفلكلور والتراث الشعبي... إلخ... ويقول "الأب إميل عقيقي": "يعتبر التلمود، من حيث أهميته كتوراة شفهية، موازيًا للبيبليا أو التوراة الكتابية... هو الكتاب الأكثر تأثيرًا على حياة الجماعة الإسرائيلية، طوال قرون عديدة، ولا يزال حتى أيامنا هذه. لا نغالي إن قلنا أن الفضل الأكبر، في استمرارية الشعب اليهودي، وباعتراف من حكمائهم ومؤرخيهم، يعود إلى التلمود... إذ لا غنى لليهودي التقي عن محتواه في تنظيم حياته، بما يتطابق وإرادة الرب المحفوظة أصلًا، في توراة موسى المكتوبة"(85).

 ويوجد التلمود الفلسطيني (الأورشليمي) والتلمود البابلي، والفلسطيني أقدم من البابلي والتلمود البابلي أكبر وأكثر دقة وذكاء وبراعة من الفلسطيني، لأن المربيين الذين عاشوا في بابل تعاملوا مع نصوص المشناة بشيء من الحرية، حتى أنهم استبدلوا بعضها بأحكام الهالاكاه Halakah، وهيَ القوانين التي تم تجميعها خارج عن التلمود، ويتكون التلمود البابلي من مليونين ونصف مليون كلمة دُوّنت على 5894 صفحة، ثلثه من الهالاكاه وثلثيه من الهاجاداه Haggadah، بينما تبلغ نسبـة الهاجاداه في تلمود أورشليم السدس فقط، ويشمل تلمود أورشليم 750000 سبعمائة وخمسون ألف كلمة منها 15 % من الهاجاداه، وتمثل القصص والحكايات اليهودية. وتم تدريس تلمود بابل في المدارس اليهودية البابلية، وصار هو التلمود الرسمي المُعتَرف به والذي تستخدمه التجمعات اليهودية في العالم كله، وقد تمت طباعته.

 ويقول "الأب إميل عقيقي": "التلمود الفلسطيني (الأورشليمي): هو التلمود الذي جُمع ودون في فلسطين، وله عدة تسميات: تلمود أرض إسرائيل... أو جِمَرَا أرض إسرائيل... أو تلمود الغرب... جميع هذه التسميات، يمكن اختصارها بتسمية "فلسطين".. أما التسمية "أورشليمي".. فهيَ تسمية اصطلاحية متأخرة، تعود إلى القرون الوسطى، إذ لا علاقة لمدينة أورشليم بتدوين هذا التلمود، الذي دوَّن في طبرية أيام كانت أورشليم محظورة على اليهود، منذ حرب كوزيبا (132 - 135م)، وما عادوا إليها إلاَّ بعد دخول العرب المسلمين إلى فلسطين، واحتلالهم إياها، فـي منتصف القرن السابع للميلاد، ونقلوا مدرسة طبرية إليها. قد يكون هذا سبب التسمية المتأخرة" (86).

 كما يقول "الأب إميل عقيقي": "التلمود البابلي: أما التلمود البابلي... فهو تفسير مدارس بابل لمادة المشناة، والمدارس هيَ: مدرسة سورا، ومدرسة بوبديتا، ومدرسة نهردعا... ومن المتعارف عليه، أن القرن السادس للميلاد شهد في أوائله، ختام التلمود البابلي، على يد كل من راب أشي (352 - 427م) ورابينا (+ 499)، اللذين كانا بالتوالي رئيسي مدرسة سورا القريبة من بغداد" (87).

 وكل من التلمود الأورشليمي، والتلمود البابلي يشمـل طبقتيـن، الأقدم "المشْنَاة" Mishanh وهيَ كلمة عبرية معناها يكرر أو يذكر، وتتضمن تعاليم اليهود الشفاهية، والأحدث هيَ "الجمارا" Gemara من الفعل الأرامي "جمر" أي أكمل أو أنجز أو تعلم، وتتضمن الجمارا تعليقات ومناقشات حول المشناة.

 وضم التلمود نص التوراة بالإضافة إلى شرح النص (المشناة)، بالإضافة إلى تعليقات على الشرح (الجمارا)، ثم إضافات لاحقة دُعيت توسيفوت.

التلمود = التوراة + المشناة + الجمارا + توسيفوت (ملاحق للجمارا).

 ومن الملاحظ أن نصوص المشناة التي فسَّرها كل من تلموديّ بابل وأورشليم قد اختلفت في بعض المواضيع، فاعتمد تلمود بابل على نص المشناة الذي قـام بتدريسه الرابي "يهوذا هناسي" في شيخوخته، بينما خلا تلمود أورشليــم مــن قسمي "قداشيم" و"طهاروت"، فبلغ عدد الرسائل في تلمود أورشليم 39 من أصل 63 رسالة حواها التلمود البابلي.

 ويعتبر التلمود أهم كتاب يهودي، وبالرغم من أنه حـوى بعض الأساطير والخرافات، والآراء الشاذة، والقدح في شخصية السيد المسيح، إلاَّ أنه حوى أيضًا بعض القصص الرمزية الرائعة والآراء المفيدة التي تُلقي الضوء على الخلفية الروحية واللاهوتية لليهود في أيام السيد المسيح، كما تساعدنا على تفهم بعض نصوص العهد الجديد. وبلغ اهتمام اليهود بالتلمود أنه في سنة 1242م عندما صادر بابا روما التلمود وأحرق نسخة منه، اعتبر اليهود أن هذا اليوم كيوم خراب أورشليم وحرق الهيكل، ونظموا يومًا سنويًا يصومون فيه في عشية سبت الهوكات Hukkat كذكرى لحرق التلمود ونظموا مرثاة لهذا، والأمر العجيب أن أول من طبع التلمود خلال الفترة (1520 - 1523م) بعد اختراع آلة الطباعة هو "دانيال بومبرج" وهو شخص مسيحي بعد أن حصل على تصريح من بابا روما لطباعته. وفي الطبعات الحديثة للتلمود حذف اليهود ما يثير الاستنكار والاشمئزاز لدى القارئ غير اليهودي.

 

 الأساطير والخرافات التلمودية:

ما أكثر الأساطير والخرافات التي احتواها التلمود، نذكر منها هنا النذر اليسير:

أ - أن الله يُقسّم ساعات النهار إلى أربعة أقسام، كل قسم ثلاث ساعات، في القسم الأول يطالع الشريعة، وفي الثاني يحكم البشرية، وفي الثالث يطعم العالم، وفي الرابع يلعب مع الحوت ملك الأسماك.

ب - ندم الله لأنه ترك اليهود في حالة تعاسة، فأخذ يلطم ويبكي كل يوم، فتسقط دمعتان من عينيه في البحر فيحدثان دويًا قويًا تسمعه الدنيا كلها، وتضطرب المياه وتحدث الزلازل.

جـ - عاتب القمر الله لأنه خلقه صغيرًا فاعترف الله بخطئه وطلب من الناس أن يقدّموا عنه (عن الله) ذبيحة تكفير.

د - وضع الله في البشر الطبيعة الفاسدة، فهم غير مسئولين عن الخطايا التي تصدر عنهم، مثلما أخطأ داود مع زوجة أوريا الحثي، وقتل أوريا.

هـ - هناك قسم من الملائكة خالد لا يموت، وقسم يموت بعد سنين طويلة، وبعضهم يموت يوم خلقته بعد أن يقرأ التلمود ويسبح الله، وخلق الله بعضهم من النار، كما أحرق الله جيشًا جرارًا منهم بطرف إصبعه الخنصر.

و - حدث تزاوج بين الشياطين وحواء، وبين آدم وبعض الشيطانات، وإحدى الشيطانات عصت آدم، فعاقبها الله بموت مائة من أولادها كل يوم يموتون أمامها، وإحدى الشيطانات لا تكف عن الرقص، وبعضهن يولولن مثل الكلاب، وما زال يولد للأم شياطين حتى الآن.

ز - عندما يموت اليهودي تخرج روحه، وتدخل في جنين يهودي، وكان لقايين ثلاثة أرواح، وروح يافث دخلت في شمشون، وروح حواء دخلت في إسحق.

ح - اليهود الذين يقتلون يهوديًا، بعد موتهم تدخل أرواحهم في حيوانات أو نباتات، ثم تذهب للجحيم حيث تتعذب اثنى عشر شهرًا، ثم تعود وتدخل في الجماد، ثم الحيوانات، ثم الوثنيين، وبعد ذلك تُطهَّر لتعود إلى أجساد اليهود.

ط- الذين في النعيم يأكلون لحم طير كبير لذيذ جدًا، ولحم أوز سمين، ويشربون نبيذ لذيذ معتَّق.

ي - إذا أهان الأممي يهوديًا فكأنه أهان العزة الإلهيَّة، فيستحق الموت، فبسبب اليهودي أعطى الله الشمس والمطر والحياة للكائنات... الفرق بين اليهودي وبقية الشعوب، هو الفارق بين الإنسان والحيوان.

ك - يصفح الله عن الإنسان الوثني حتى لو جدف على الله، أو قتـل إنسان غير يهودي، أو أخطأ مع امرأة غير يهودية، وذلك متى تهوَّد، ولكن إذا قتل إنسانًا يهوديًا أو أخطأ مع إمرأة يهودية، فلا يصفح عنه حتى لو تهوَّد وصار يهوديًا.

ل - المرأة لا تساوي شيئًا، فإذا كان المطلوب حضور عشرة رجال في المجمع، وحضر تسعة فقط، فإن مليون امرأة لا يكفين كبديل لرجل واحد.

م - عندما يأتي المسيا فإن السماء ستطرح خبزًا، وملابس من الصوف، وقمحًا ينمو في سنابله حجمه مثل حجم كُلى الثيران، وسيكون لكل يهودي 2800عبدًا يخدمونه، وسيقبل المسيا هدايا من الشعوب لاسترضاء وجهه، ولكنه سيرفض هدايا المسيحيين، وفي أيام المسيا أيضًا ستملك الأمة اليهودية على جميع أموال العالم، حتى أن مفاتيح خزانة الأموال يحتاج ثلمائة حمار يحملونها، وعندئذٍ سيتهوَّد كل سكان الأرض باستثناء المسيحيين الذين سيهلكون لأنهم من نسل الشيطان.

ن - نعت التلمود المسيحيين بالكافرين حاملي الصليب، وحوت طبعة التلمود سنة 1645م في أمستردام على الكثير من كلمات الإهانة والتشهير بالسيد المسيح. (راجع راهب من دير البراموس - التلمود - نشأته - تاريخه - متقطفات من نصوص ص 76 - 93).

 

5ــ المشناة:

تمثل مجموعة التقاليد الشفهية التي يعتقد اليهود أن موسى تسلّمها من الله عند استلامه الشريعة المكتوبة، ودعـى اليهــود التوراة المكتوبة "توراة شبيكتاب" Torah Shebiktab، كما دعوا التوراة الشفهيـة (المشناة) "توراة شبيل بيه" Torah Shebl Peh التي سلمها موسى لتلميذه يشوع وللشيوخ السبعين الذين ساعدوه، فالمقصود بالمشناة التعليم الشفاهي بينما يقصــد بلفظـة "مِقْرا" التوراة الكتابية، وتمثل المشناة مجموعة الفتاوي والشرائع الدينية منذ فترة السبي سنة 538 ق. م، وتشمل المشناة أحكام سلوكية تُدعى الهَلَخاه، أي أحكام العبادة، والقضاء، والمبادئ الأخلاقية والدينية، وأيضًا تشمل على أمثال وحِكم وقصص دينية، وتُدعى "الأجَّداه" وكُتبت المشناة بلغة آرامية بلهجة فلسطينية، وجمعها "يهوذا هاناسي" (138 - 217م) نحو سنة 200م، وجمعها من أربع مدارس من المدارس الرابينية وهيَ:

أ - تعاليم رابي بوحَنان بن زكَّاي وتلاميذه في القرن الأول الميلادي، وكان قد جمعها رابي  جَملْيِئل.

ب - تعاليم رابي جَملْيِئل في القرن الأول الميلادي، وكان قد جمعها رابي عَصَيبا.

ج - تعاليم تلاميذ رابي جَملْيِئل في نهاية القرن الأول وبدايـة الثاني الميلادي، نسقها رابي شيمَعون بن جَملْيِئل.

د - تعاليم تلاميذ رابي عَصَيبا وأشهرهم رابي يئير في القرن الثاني الميلادي.

 فجمع يهوذا هناسي هذه التقاليد الأربعة ورتبها في (6) أنظمة، و(63) مقالًا، مقسّمة إلى فصول ومقاطع (راجع الأب أميل عقيقي - مدخل إلى الأدب الرابيني ص 117 - 119).

 ويقول "جون درين" عن المشناة: "أما افتتاحيتها تبدأ بعبارة: "أجعلوا سياجًا حول الناموس" أي أحموا الناموس من التجاوزات بواسطة نواميس إضافية احترازية لتكون كإشارات تحذيرية توقف الناس على مسافة كافية من الكسر الفعلي للوصية. بالطبع أدى هذا إلى مضاعفة الوصايا حتى الصغيرة منها حتى أصبح الناموس عبئًا ثقيلًا بدلًا من فرص للابتهاج بصلاح الله كما قصد هو، فمثلًا بخصوص وصية السبت لم يكن مسموحًا للخياطين أن يحملوا إبرًا في جيوبهم قبل السبت بيوم في غروب اليوم السابق حتى لا يُضبطوا حاملين إياها في يوم السبت. ولكنهم كأي إنسان آخَر لم يكونوا ممنوعين من ممارسة المشي طالما المسافة في حدود 2000 ذراع، والتي تم تقنينها بتلك المسافة بين شعب الله وتابوت العهد عندما دخلوا أرض الموعد (يش 3 : 4)، وهو ما عُرِف فيما بعد بـ "مسيرة سبت".. (88).

 وتشمل "المشناة" ستة أقسام تحمل أسماء تدل على محتوياتها، وهيَ:

(1) زِرعَيم (بذور): وتشمل 11 مقالًا تهتم بالأمور الزراعية وكيفية التصرف في المحصول... إلخ...

(2) موُعِد (عيد): وتشمل 12 مقالًا تهتم بالأعياد والسبوت والأصوام... إلخ...

(3) نَشيم (نساء): وتشمل سبعة مقالات تدور حول النساء من زواج وطلاق... إلخ...

(4) نِزيقين (أضرار): وتشمل عشرة مقالات تدور حول الخسائر والإصابات والمسئوليات وتشكيل المحاكم... إلخ...

(5) قُدَشيم (مقدسات): وتشمل 11 مقالًا تدور حول الأمور المقدَّسة مثل الذبائح والقرابين والبكور... إلخ...

(6) طهُروت (طهارات): وتشمل 12 مقالًا وتدور حول الأشياء الطاهرة والنجسة، مثل جثة الميت والبرص وماء النجاسة... إلخ... (راجع الأب أميل عقيقي - مدخل إلى الأدب الرابيني ص 120 - 128).

 وكانت عبارات التلمود متناسقة متماثلة مما ساعد على حفظها والتغني بها بحسب وصية الرابي "أكيفا" Akiva (عقيبة) الذي قال لتلاميذه أن يشدوا بالتلمود شدوًا، فالأداء الموسيقي ساعد على حفظ التلمود.

 

6- الجمارا: وتشمل التعليقات والشروحات على المشناة، وكان هناك: جمارا أورشليم - جمارا بابل:-

أ - جمارا أورشليم:

وقد وصفه الرابي "جوناثان" Jonathan مع آخرين، ويشمل 39 فصلًا من الشروحات، وانتهى منه سنة 230م.

ب - جمارا بابل:

وابتدأ يجمعه الرابي "آشي" Ashe، وصرف في هذا العمل ستون عامًا من سنة 327 إلى سنة 387م، وفي سنة 427م أكمل الرابي "ماريمار" Maremar، ثم الرابي "أبينا" Abina حيث وضع الشكل النهائي سنة 500م وشمل 36 فصلًا من التفسيرات على المشناة.

 وبعد ذلك تم عمل ملاحق للجمارا، وهيَ التي دُعيت "توسيفوت" Tosephoth من الكلمة توسيفيت Tosepheth أو توسيفته Tosiphta ومعناها "ملاحق".

 

7ــ رأي السيد المسيح في التلمود ورأي التلمود في السيد المسيح:

أضاف الكتبة والفريسيون تعليمات كثيرة تخص كل مناحي الحياة من عندياتهم، حتى أثقلوا على الشعب، وقالوا للسيد المسيح: "لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ" (مر 7 : 5)، ودافع السيد المسيح عن تلاميذه مهاجمًا تعاليم الفريسيين التي تعبر عن روح التلمود قائلًا: "حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ. هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ... رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ... مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ" (مر 7 : 6 - 13).

 وقد اتهم التلمود يسوع المسيح بأنه ابن زنا، إذ اتهم العذراء مريم بأنها زنت مع جندي روماني يُدعى "بنديرا"، وأن يسوع ساحر، سافر إلى مصر وعاد منها بتعاليم سحرية، فهو ساحر ومضلل، وادَّعى أنه ابن الله. وجاء في التلمود البابلي، تعنيت 65 ب: "إذا قال للواحد: أنا هو الله، يموت، أو : أنا ابن الله، سيندم في آخِر المطاف"(89) وانتقد رابي "شمعون بـن لقيس" بلعـام (يقصد يسوع)، الذي يدعي أنه أحيا نفسه بِاسم الله "(تل (تلمود)، (بابلي): سنهدرين 106 أ)، وجاء في التلمود البابلي أيضًا (سنهدرين 67 أ) أن السيد المسيح حوكم، والسلطات الدينية اليهودية منحت يسوع مهلة أربعين يومًا يخرج خلالها الكارز ينادي من لديه ما يدافع به عن يسوع فليأت ليخبر، ولكن دون جدوى، فنُفِّذ الحكم ليلة الفصح وكانت ليلة سبت (راجع يسوع التاريخي - محاضرات ومقالات نسَّقها وقدم لها الأب أيوب شهوان ص 207).

 وجاء في التلمود البابلي (سنهدرين 43 أ): "وكرز كارز أمامه: أمامه - منذ البداية - هوذا تعليم "نارجي" (بريتا) يقول: في مساء الفصح علَّقوا يشو... الناصري، وخرج الكارز أمامه أربعين يومًا: سيُرجم (يشو الناصري) لأنه مارس السحر فأغوى إسرائيل وضلَّله، فكل من عنده ما يدافع به عنه ليأتي ويخبر، فلم يجدوا شيئًا لصالحه، فعلَّقوه في مساء الفصح. قال "عولا": أتعتقدون أن ليشو الناصري حق في هذا النداء؟ مُضلّل هو، و"رحمانا" قال: "لا ترق له ولا تستره"! (تث 13 : 8)، إلاَّ أن الأمر يختلف مع يشو لأنه مُقرَّب من السلطة... "(90).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(79) مدخل إلى الأدب الرابيني ص 185، 186.

(80) المرجع السابق ص 197.

 (81) مدخل إلى الأدب الرابيني ص 156، 157.

(82) المرجع السابق ص 159، 160.

(83) مدخل إلى الأدب الرابيني ص 164.

(84) الكتاب المقدَّس - أسلوب تفسيري السليم وفقًا لرأي الآباء القويم ص 15.

(85) مدخل إلى الأدب الرابيني ص 139، 140.

 (86) مدخل إلى الأدب الرابيني ص 141.

(87) المرجع السابق ص 142، 143.

(88) مدخل العهد الجديد ص 37.

(89) يسوع التاريخي - محاضرات ومقالات نسَّقها وقدم لها الأب أيوب شهوان ص 206، 207.

(90) المرجع السابق ص 213.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/24.html

تقصير الرابط:
tak.la/bjk5hn8