St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

23- هل يمكن إلقاء الضوء على "مجمع السنهدريم"، و"المجامع اليهودية " والعلاقة بينهما؟ وهل السيد المسيح كان يريد البقاء مع تلاميذه في الديانة اليهودية؟ وهل المسيحية نشأت في أحضان اليهودية؟ وكيف حدث الطلاق بين اليهودية والمسيحية في مجمع جمنيا؟

 

St-Takla.org Image: The Jewish Sanhedrim council, and it consists of seventy "70" members, headed by the head of the priests, while their disciples sit at the first two rows (1 Mac 14:28). صورة في موقع الأنبا تكلا: مجلس السنهدريم اليهودي، ويتكون من سبعين عضواً، يرأسهم رئيس الكهنة، بينما في الصفين الأول والثاني تلاميذ أولئك الأعضاء (1 مكا 14: 28).

St-Takla.org Image: The Jewish Sanhedrim council, and it consists of seventy "70" members, headed by the head of the priests, while their disciples sit at the first two rows (1 Mac 14:28).

صورة في موقع الأنبا تكلا: مجلس السنهدريم اليهودي، ويتكون من سبعين عضواً، يرأسهم رئيس الكهنة، بينما في الصفين الأول والثاني تلاميذ أولئك الأعضاء (1 مكا 14: 28).

س23 : هل يمكن إلقاء الضوء على "مجمع السنهدريم"، و"المجامع اليهودية " والعلاقة بينهما؟ وهل السيد المسيح كان يريد البقاء مع تلاميذه في الديانة اليهودية؟ وهل المسيحية نشأت في أحضان اليهودية؟ وكيف حدث الطلاق بين اليهودية والمسيحية في مجمع جمنيا؟

 

 يقول "شارل جينيبير": "إن المسيح لم يُنشئ الكنيسة ولم يراها... أن عيسى (لم يشأ المترجم أن يكتب اسم يسوع) كان يهوديًّا، خاضعًا تمام الخضوع لشريعة بني إسرائيل الدينية، وإن عارضها ظاهريًا على سبيل توسيع مداركها فعليًّا حسب ما ظن أنه روحها الحقة. لهذا كله، لا بد لنا من الإيقان بأنه لم يكن ليعمل فكره لحظة واحدة في رسم خطوط ما نسميه بـ"الكنيسة".. وعلى أي حال فإننا عندما ندرس ما قام به هؤلاء الحواريون من أعمال، لا نجد أنهم فكروا في إنشاء الكنيسة، إذ ظلوا على إخلاصهم للدين اليهودي وداوموا بكل دقة على شعائره مؤمنين أيضًا بأن المستقبل لمملكة الله، وليس لكنيسة ما.

 

 والنصوص الإنجيلية لم تنسب قط إلى المسيح تعبيرًا مثل: "كنيستي"، أو "كنيسة الآب" إلاَّ في مناسبة واحدة نقرأ فيها: "أنك أنت بطرس (صخرة) وعلى هذه الصخرة سوف أبني كنيستي" (مت 16 : 18، 19)، ولكن هذا الحديث المشهور، والذي اُستغل أقصى الاستغلال، لا يمكن بحال من الأحوال الاعتماد علـى صحته، إلاَّ أن أعلنا أن المسيح، في ساعة مـن ساعات الغفلة والتيه، قد تنكَّر لتعاليمه، ولعمله، ولرسالته، بل لذاته أيضًا... يمكـن القول أن "فكرة الكنيسة" نشأت عن انتقال الأمل المسيحي من فلسطين إلى ربوع العالم اليوناني، وأيضًا -إذا شئنا- عن تطور هذا الأمل إلى العالمية" (74).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: 1ــ مجمع السنهدريم:

كلمة "سنهدريم" Sunhedrion أو "سنهدرين" Sunhedrin من الكلمة اليونانية "سندريون" Synedrion بمعنى "الجالسـون معًا" أي مجمع المشيخة أو المشيرين، ويعتبر مجمع السنهدريم هو المجلس اليهودي الأعلى، ويمثل الشعب اليهودي ككل أمام الحاكم الروماني، وكان يتكون من 71 عضوًا، مثل عدد شيوخ إسرائيل السبعين الذي اختارهم موسى، وكانوا تحت رئاسته، ومن أعضاء مجمع السنهدريم ثلاثة وعشرين عضوًا يمثلون اللجنة العليا، وكان يُطلَق على عضو المجمع لقب "مُشير" مثلما اقترن هذا اللقب بيوسف الرامي فقد كان مُشيرًا (مر 15 : 43)، وكان معظم أعضاء المجمع من الأثرياء، وكان يرأس السنهدريم رئيس الكهنة وهو غالبًا من الصدوقيين، وكان المجلس يقوم بأعمال السلطة القضائية في أورشليم، والإشراف على الأعمال المدنية والشئون الدينية وتنظيم خدمات الهيكل... إلخ.، فكان للمجلس الحق في إصدار الأحكام في القضايا التي تخالف الناموس، والقبض على مَنْ يشأ (مت 26 : 47، أع 4 : 3، 5، 17، 18)، وإصدار وتنفيذ الأحكام باستثناء حكم الإعدام الذي كان يجب التصديق عليه من السلطة الرومانية (يو 18 : 31)، فقد انتزع الرومان سلطة الحكم بالإعدام من هذا المجلس قبل صلب المسيح بنحو عشرين عامًا، فمنع انعقاد المجمع في "الجازيت" أي الــدار المخصصة للسنهدريم، والتي لا يجوز إصدار حكم بالموت على أحد خارج دائرتها. وقد قبض مجمع السنهدريم على السيد المسيح بتهمة التجديف على الله والهيكل والناموس وحاكمه (مت 26 : 59 - 65)، كما قُدّم إليه بطرس ويوحنا كمضلين للشعب (أع 4 : 2، 3)، وحُكم على استفانوس بتهمـة التجديف (أع 6 : 11).

 

2ــ المجامع اليهودية:

كان مجلس السنهدريم يمثل السلطة المركزية في أورشليم، ويمتد نفوذه خارج أورشليم على يهود الشتات عن طريق المجامع اليهودية التي انتشرت بانتشار اليهود، فكل مكان وُجِد فيه عشرة أشخاص من اليهود أو أكثر كان يحق لهم إقامة مجمع "كِنيس "خاص بهم، وهذا المجمع كان يُبنى على مكان مرتفع بالقرب من مجرى مائي، وأينما وُجِدت المجامع كانت قبلتها تجاه أورشليم التي تهفوا قلوبهم نحوها، ودُعـيَ المجمــع فــي المشناة "هاكنيشت" ودُعي في التلمود "بيكنيشتا" أو كنيستا، ومنها أخذت المسيحية دعوة أماكن العبادة بالكلمة الآرامية "كنيشتا" (راجع راهب من دير البراموس - التلمود ص 8، 9) وكان المجمع يجمع العطايا لصالح الفقراء والمحتاجين، ويحاسب المخطئ ويفرزه من وسط الجماعة (يو 16 : 2)، وله الحق في توقيع بعض العقوبات البدنية مثل الجلد (مت 10 : 17، أع 22 : 5).

 وقد نشأت المجامع عندما سُبيَ الشعب إلى بابل وحُرِم مـن العبادة في هيكل أورشليم، فاختصت المجامع بالتعليم الكتابي، ولكل مجمع رئيس يسوس أموره، وإذا كان المجمع كبيرًا يمكن أن يكون لـه أكثـر من رئيس (مر 5 : 22). وكان في الاجتماع يكلّف رئيس المجمع أحد الحاضرين لقراءة الأسفار المقدَّسة وتفسيرها، مثلما دُفِع سفر إشعياء للسيد المسيح في مجمع الناصرة فقرأ ثم دفعه للخادم (لو 4 : 20) وطبّق ما جاء فيه على شخصه فثاروا ضده وأرادوا أن يطرحونه من حافة الجبل (لو 4 : 28، 29)، وفي مجامع أنطاكية وبيسيدية بعد قراءة الناموس والأنبياء دعوا بولس الرسول وبرنابا لإلقاء كلمة الوعظ (أع 13 : 15). وعندما رُفِض الرسل من الهيكل والمجامع صاروا يجتمعون في بيوت المؤمنين (أع 5 : 42).

 وكان الشعب يقف في المجمع في خشوع ووقار، بينما كان يقف الواعظ على المنبر يتلو الصلاة العمومية والتي تبدأ بإعلان الأمانة: "اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهــك... ويردّد الحاضرون كلمة "آمين"، وتشمل هذه الصلاة 18 طلبة، وأضيف إليها الطلبة رقم (19) وهيَ عبارة عن لعنة موجهة للمبتدعين والهراطقة، والمقصود بهم المسيحيين، ويعقب هذه الطلبات تلاوة من (تث 6 : 4 - 9، 11 : 13 - 21، عد 15 : 37 - 41). ثم يُقرأ الناموس والأنبياء، وكان الناموس (أسفار موسى الخمسة) مقسمًا إلى 54 فصلًا، يقرأ كل سبت فصل (أع 13 : 27، 15 : 21)، ثم يُقرأ فصل من أسفار الأنبياء، والقراءة للتوراة باللغة العبرية آية آية ويقف أحد الحاضرين فيترجمها للآرامية ليفهم الشعب. أما قراءة أسفار الأنبياء فكانت أيضًا باللغة العبرية، ولكن يقرأ كل ثلاث آيات دفعة واحدة، ثم يتم ترجمتها... ثم يأتي دور التفسير والوعظ، ثم تختتم الصلاة بإعطاء البركة من رئيس المجمع الذي يرفع يديه حتى رأسه وينحني بجسمه للأمام.

St-Takla.org Image: The rod of Aaron was budded (Numbers 17) - Unknown illustrator صورة في موقع الأنبا تكلا: عصا هارون التي أفرخت (العدد 17) - لفنان غير معروف

St-Takla.org Image: The rod of Aaron was budded (Numbers 17) - Unknown illustrator

صورة في موقع الأنبا تكلا: عصا هارون التي أفرخت (العدد 17) - لفنان غير معروف

 وما زالت آثار بعض المجامع مثل مجمع كفر ناحوم قائمة حتى اليوم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. حيث يظهر نقش لقسط المن يحيط به من الجهتين عصا هارون التي أفرخت، وشكل المجمع مربع يتوسطه فناء متسع، ويقوم المجمع على عدة صفوف من الأعمدة حسب اتساعه، ويعلو كل منها تاج من الفن الإغريقي، وقد نُقش على أعتابه بعض الزخارف مثل المنارة ذو السبعة سرج، وعناقيد وأوراق وأغصان العنب، وزهرة متفتحة بين حَمَلين. وبالمجمع منبر توضع فوقه الأسفار المقدَّسة، ويحتوي صندوق لحفظ الكتب المقدَّسة.

 

3ـــ أمَّا عن علاقة السيد المسيح باليهود واليهودية، فقد كرز لشعبه اليهودي على مدار ثلاث سنوات، وطهر الهيكل: "مَكْتُوبٌ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ" (مت 21 : 13). أما هم فقد رفضوا ولم يؤمنوا به: "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ"(يو1 : 11)، فصب عليهم الويلات وترك لهم الهيكل قائلًا: "هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (مت 23 : 38)، وتنبأ عن خراب الهيكل وأورشليم، وبعصيان اليهود فتحوا الباب لدخول الأمم كقول بولس الرسول: "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ... " (رو 11 : 15).. "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يو 1 : 12).

 وقد أوضح السيد المسيح مرارًا وتكرارًا أن خلاصه المُعلَن على الصليب ليس لليهود فقط، بل للعالم أجمع، فقال: "هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ"(يو 3 : 16)، وأوصى تلاميذه: "وَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا"(مر 16 : 15).

 واعترف بطرس بألوهية السيد المسيح، وأعلن السيد المسيح بأن كنيسته تُبنى على صخرة الإيمان بلاهوته: "أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16 : 18)، فهذا قول لا غُبار عليه، وقد كرَّر بطرس اعترافه مرة أخرى عندما قال السيد المسيح لتلاميذه ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا: "فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ. وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ" (يو 6 : 68، 69)، ولماذا اعتبر الناقد أن السيد المسيح لم يكن يقصد نشر رسالته خارج نطاق اليهودية؟! وعلى أي دليل اعتمد في قوله هذا؟!

 

 4 - في بداية الكنيسة لم يتخل التلاميذ، ولا المسيحيون الذين مـن أصل يهودي، عن ارتباطهم بالهيكل: "وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ" (أع 3 : 1)، فقد أدركوا أن السيد المسيح لم يأتِ لينقض المكتوب بل ليكمله، ولذلك ظلوا يدخلون مجامع اليهود ويكرزون ببشارة الملكوت، حتى ظن الناس أن المسيحية هيَ مجرد طائفة من الطوائف اليهودية، لأن السيد المسيح وتلاميذه جميعًا كانوا من اليهود. ويقول "جون درين" عن اليهودية أنها: "لم تقتصر على أرض فلسطين، بل انتشرت الجاليات اليهودية في مدن كثيرة من العالم، بل أنها نجحت في جذب دخلاء جدد إليها من أولئك الذين اشمئزوا من العبادات الوثنية وما ارتبط بها من انحطاط أخلاقي، فصارت قوة مؤثرة في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، حتى قال "سترابو" أن الأمـة اليهودية: "أخذت طريقها بالفعل إلى كل المدن، وليس من السهل أن تجد مكانًا في العالـم المسكون لم يستقبل هذه الأمة، ولا يمكـن تفــادي الإحساس بقوتهـــا" (تاريخ اليهود ليوسيفوس 14 - 7 - 2)" (75). فكانت المجامع اليهودية تنتشر بطول وعرض الإمبراطورية الرومانية، وكانت بمثابة المحطة الأولى في التبشير بالمسيحية، كما كان يحدث مع بولس ورفاقه، وكان هذا ترتيبًا إلهيًّا حتى لا تواجه الكنيسة في مهدها الهجوم الروماني الكاسح، بل وقع عليها الاضطهاد اليهودي فقط، حتى تيقن الرومان أن المسيحية تمثل ديانة جديدة، وأصحابها لا يُؤلّهون الإمبراطور بل يُؤلّهون يسوع المسيح، وصدقوا ما أشيع عنهم من عقد اجتماعات سرية لها أهداف سياسية، وأنهم يجتمعون في السراديب والمقابر لممارسة الفجور، وأنهم يذبحون الأطفال ويشربون دمائهم... إلخ.، فصب الرومان جام غضبهم على المسيحيين على مدار مئات السنين.

 

5ـــ بعد خراب أورشليم ودمار الهيكل سنة 70م انتهى الرجاء اليهودي وأيضًا كانت نهاية الصدوقيين الذين ارتبطوا بالهيكل، ونهاية الهيرودسيين الذين ارتبطوا بهيرودس، ونهاية الغيوريين الذين سحقهم الرومان، وكادت اليهودية أن تندثر، ولكن الفريسيين ومعهم الربان يوحنا بن زكي التفوا حول الشريعة، وأسَّسوا مدرسة في جَمنيا جنوب يافا على الشاطئ (بالقرب من تل أبيت الآن)، وعقدوا مجمعًا نحو سنة 90م وضعوا حدًا فيه للخلافات بين المدارس المتنافسة، ووضعوا تقويم مشترك للأعياد، وحدَّدوا "قانون الكتب المقدَّسة اليهودي"، وجعلوا هذه الأسفار القانونية محور اهتمامهم عوضًا عن الهيكل، ورفضوا الترجمة السبعينية لأن الكنيسة المسيحية استخدمتها لصالحها، واعتبروا يوم إتمام هذه الترجمة وخروج تراثهم وأرثهم للأمم هو يوم أسود، ونظروا للمسيحية على أنها الخطر الداهم لليهودية، فأضافوا في صلواتهم طلبة دعوها: "بَرَكة هم مينيم"، والمقصود بمينيم أهل البدع من اليهود والمسيحيين، وجاء فيها: "لا يكون رجاء للكفار... اقتلع يا رب سريعًا في أيامنا مُلك المتكبرين والنصارى والهراطقـة، فليبادوا بلحظة، وليمحوا من سفر الأحياء، ولا يُكتبوا مع الأبرار. مبارك أنت يامن تُحني المتكبرين"(الخوري مكرم قزاح - محاضرة إنجيل متى)(76)

(راجع أيضًا الأب إسطفان شربنتييه - دراسة في الإنجيل كما رواه متى ص 10، 11).

 وفي ترجمة أخرى: "ليُقطَع رجاء المنافقين، وليهلك الآن جميع أصحاب السوء، وليَفْنَ للحال أعداء شعبك، والجائرون أقلعهـم عاجلًا، وأسحقهم، وأفنهم، وبلبلهم... مبارك أنت أيها الرب ساحق الأعــداء، وقاهـر الجائرين"(الأب إميل عقيقي - مقالة يسوع في الأدب الرابيني) (77).

 وبدأ الطلاق بين اليهودية والمسيحية، وتنبه الرومان أن اليهودية شيء والمسيحية شيئًا آخر، وكان اليهود يتمتعون ببعض المزايا مثل حرية العبادة، وعـدم دفع الجزية بالكامل، والإعفاء من الخدمة العسكرية، فبدأت المجامع اليهودية تطرد المسيحيين والرومان يضطهدونهم، ويقـول "الخوري مكرم قزاح": "وعلى حد تعبير ترتليانوس، وبعد أن اعتاد المسيحيون العيش في حضن اليهودية الدافئ، حيث ينعمون بالامتيازات ذاتها، تراهـم يواجهون، عزَّلًا، وضعهم الجديد المليء بالصعوبات والمخاطر، مع ما ينجم عن ذلك من تساؤلات عن المصير تطرح نفسها في وضع كهذا" (محاضرة إنجيل متى)" (78).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(74) تقديم الإمام عبد الحليم محمود - المسيحية نشأتها وتطورها ص 166-168.

 (75) مدخل العهد الجديد ص 29.

(76) أورده الخوري بولس الفغالي - الأناجيل الإزائية ص 49.

 (77) يسوع التاريخي - محاضرات ومقالات نسَّقها وقدم لها الأب أيوب شهوان ص 203.

(78) أورده الخوري بولس الفغالي - الأناجيل الإزائية ص 50.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/23.html

تقصير الرابط:
tak.la/tvh9j6y