St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

895- هل ما جاء في (تث 33: 2) يشير للشريعة المنبعثة من شبه الجزيرة العربية، لأن سعير وفاران تقعان هناك؟(1)

 

ج: 1- جاء في سفر التثنية " وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته. فقال. جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران" (تث 33: 1، 2) فمتى أشرق الرب من سعير؟ لقد أشرق عند ظهوره على جبل سيناء حيث "صارت رعود بروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدًا... وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدًا" (خر 19: 18) وعندما ترنمت دبورة النبية قالت "يا رب بخروجك من سعير بصعودك من صحراء آدوم الأرض ارتعدت. السموات أيضًا قطرت. كذلك السحب قطرت ماء. تزلزلت الجبال من وجه الرب وسيناء هذا من وجه الرب إله إسرائيل" (قض 5: 4، 5) فانظر إلى قول قاضية إسرائيل أن الرب خرج من سعير حيث تزلزل جبل سينا، فقد أوضحت تمامًا أن "سعير" منطقة في صحراء سيناء، وليست على الإطلاق في الجزيرة العربية.

وترنم داود النبي قائلًا " اللهم عند خروجك أمام شعبك عند صعودك في القفر. سلاه. الأرض ارتعدت السموات أيضًا قطرت أمام وجه الله سيناء نفسه من وجه الله إله إسرائيل. مطرًا غزيرًا نضحت يا الله" (مز 68: 7 - 9) فمتى وأين قاد الله شعبه في القفر..؟! أليس عند خروج الشعب من أرض مصر وهم في البرية، ظهر الله لهم على جبل سيناء؟! وأيضًا ترنم حبقوق النبي بنفس المعنى وقال " الله جاء من تيمان والقدس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه. وكان لمعان كالنور. له في يده شعاع" (حب 3: 3، 4).

 

St-Takla.org Image: An Arabic map of some places of the Old Testament: Land of Seir (Mountain of Seir) - Gulf of Aqaba - Kadesh Barnea - Edom - Hormah - Moab - Dead Sea - Heshbon - Mediterranean Sea - Edrei - Ashteroth - Bashan - Lake of Tiberias. صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة بالعربية لبعض الأماكن في العهد القديم: أرض سعير (جبل سعير) - خليج العقبة - قادش برنيع - أدوم - حرمة - موآب - البحر الميت - حشبون - البحر الكبير (البحر المتوسط) - إذرعي - عشتاروت - باشان - بحيرة طبرية.

St-Takla.org Image: An Arabic map of some places of the Old Testament: Land of Seir (Mountain of Seir) - Gulf of Aqaba - Kadesh Barnea - Edom - Hormah - Moab - Dead Sea - Heshbon - Mediterranean Sea - Edrei - Ashteroth - Bashan - Lake of Tiberias.

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة بالعربية لبعض الأماكن في العهد القديم: أرض سعير (جبل سعير) - خليج العقبة - قادش برنيع - أدوم - حرمة - موآب - البحر الميت - حشبون - البحر الكبير (البحر المتوسط) - إذرعي - عشتاروت - باشان - بحيرة طبرية.

2- يؤكد الكتاب المقدَّس في عدة مواضع أن " فاران " تقع في الطريق من مصر إلى فلسطين، ومن بعض الأدلة على هذا ما يلي:

أ - في حرب كدرلعومر " وضربوا... الحوريين في جبلهم سعير إلى بطمة فاران التي عند البرية" (تك 14: 5، 6).

ب - قيل عن إسماعيل " وسكن في برية فاران. وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر" (تك 21: 21) وهذا يوضح قرب برية فاران إلى مصر أكثر منها للسعودية.

جـ- في ارتحال بني إسرائيل من مصر " فارتحل بنو إسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران" (عد 10: 12).. " وبعد ذلك ارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران" (عد 12: 16).

د - عندما أرسل موسى النبي الجواسيس لاستكشاف أرض كنعان " أرسلهم موسى من برية فاران" (عد 13: 3) وعاد الجواسيس " فساروا حتى أتوا إلى موسى وهرون وكل جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش" (عد 13: 26).

هـ- قبيل عبور بني إسرائيل إلى أرض كنعان كتب موسى النبي " هذا هو الكلام الذي كلَّم به موسى جميع إسرائيل في عبر الأردن في البرية في العربة قبالة سوف بين فاران وتوفل" (تث 1: 1).

و - قيل عن هدد الأدومي خصم سليمان الملك " أن هدد هرب هو ورجال أدوميون... وآتوا إلى فاران وأخذوا معهم رجالًا من فاران وأتوا إلى مصر" (1 مل 11: 11، 18) إذًا سعير وفاران يقعان في الطريق من مصر إلى فلسطين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد ذكر موسى النبي ثلاث قمم عالية هي جبال سيناء وسعير وفاران، والجبال الثلاث تقع في شبه جزيرة سيناء.

 

3- يقول القس عبد المسيح بسيط " وبالرغم من وضوح المعنى والقصد من الآيات السابقة -التي تتحدث عن موقع فاران- إلاَّ أن بعض الكتَّاب من الأخوة المسلمين قالوا أن {مجيئه من سيناء يعني إعطاؤه التوراة لموسى، وإشراقه من سعير يعني إعطاؤه الإنجيل لعيسى، وتلألؤه من فاران يعني إنزال القرآن على نبي المسلمين، لأن فاران من جبال مكة}(2).

وقد بينا... أن كل من سعير وفاران يقعان على الطريق بين مصر وفلسطين، ولا صلة لفاران بمكة أو جبال مكة على الإطلاق!! كما أن القرينة هنا تدَّل على أن موسى في كلامه عن هذه المواضع لم يشر إلى توراة ولا إلى إنجيل ولا إلى قرآن بل أراد أن يذكّر بني إسرائيل كيف أضاء مجد الله إلى مسافات بعيدة عندما كانوا ضاربين خيامهم في جبل سيناء... كما أنه لا يوجد موقع لأي مكان في الجزيرة العربية على الإطلاق يُدعى فاران، ولا يوجد اسم فاران على أي خريطة لشبه الجزيرة العربية مُطلقًا!! وإلاَّ فليدلونا عليها..!!

وقد اختلف هؤلاء الكتَّاب في تحديد موقع فاران ولم يتفقوا في شيء:

1- فقال الشيخ رحمة الله الهندي: فاران جبل بمكة(3)..

2- ومحمد الشرقاوي: أنها بلاد الحجاز نفسها(4).

3- ولما وجد إبراهيم خليل أحمد أنه لا يوجد جبل ولا بلد في بلاد الحجاز تُسمى باسم فاران قال أنها مجرد مجاز(5)..

4- وقال بشرى زخاري: أنها برية بين جبال مكة(6)..

5- وعندما وجد د. السقا أن هذه الاستنتاجات ضعيفة فقد حاول تأويلها بقوله أن فاران سكن بني إسماعيل وحيث أن إسماعيل له بركة وقد ظهر في بني إسماعيل نبي في مكان سكنان وانتشر دينه شرقًا وغربًا فيكون المعنى بالتلألؤ من جبل فاران يشير إلى بدء بركته(7).

6- وقال أبو عبيد القضاعي... أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!! ومع ذلك تؤكد الآيات الإحدى عشر التي وردت فيها كلمة فاران، والتي ذكرناها أعلاه، أنها تقع فيما بين مصر وفلسطين بالقرب من إيلات الحالية وتبعد عن مكة بحوالي 500 كيلو متر(8).

7- بل وقد جاء في كتاب معجم البلدان أن اسم (فيران، فيرن، فارايان، فاران) كلها أسماء مختلفة لجبل واحد يقع في المنطقة ما بين مصر والشام وعلى الأرجح في فلسطين(9)(10).

 

4- يقول الأخ الإكليركي رياض رضا رياض(11) "هناك عدة ملاحظات على الآية (تث 23: 2):

أولًا: "هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل " فالمتكلم هو موسى النبي والمخاطب هم بني إسرائيل، والموضوع ككل لم يخرج عن هذا النطاق، فهو يخص بني إسرائيل ولا يخص شعب آخر.

ثانيًا: "جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير " فالذي جاء وأشرق هو الرب (يهوه) جاء مجيئًا حقيقيًا حرفيًا، وليس مجيئًا رمزيًا، فقد كانت ظهورات الله لموسى على الجبل ظهورات حقيقية وليست رمزية.

ثالثًا: جاءت الأفعال في صيغة الماضي (جاء وأشرق) فالمقصود الإشارة إلى حلول مجد الله على الجبل أمام بني إسرائيل في برية سيناء.

رابعًا: سيناء وسعير وفاران تقع في منطقة واحدة بعيدة تمامًا عن شبه الجزيرة العربية، فالمقصود بسيناء جبل سيناء "ارتحلوا من رفيديم وجاءوا إلى برية سيناء فنزلوا في البرية. هناك نزل إسرائيل مقابل الجبل" (خر 19: 2) [راجع أيضًا خر 19: 18 - 20، 24: 15 - 18] وربط النص بين ظهور الله على جبل سيناء وبين خروجه من سعير في إشارة واضحة إلى ما حدث وقت استلام موسى للشريعة، وسعير هي بلاد أدوم، والمقصود بأدوم عيسو " وأعطيت عيسو جبل سعير ليملكه" (يش 24: 4).. " وأرسل يعقوب رسلًا قدامه إلى عيسو أخيه إلى أرض سعير بلاد أدوم" (تك 32: 3).

خامسًا: الزعم بأن الرب أشرق من سعير إشارة لإعطاء الإنجيل لعيسى قول خاطئ تمامًا، لأن السيد المسيح جاء من نسل يعقوب وليس عيسو (أدوم) فأرض سعير هي أرض عيسو وليست أرض يعقوب " وفي سعير سكن قبلًا الحوريون فطردهم بنو عيسو وأبادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم" (تث 2: 12).

سادسًا: سعير أرض عيسو كان لها نصيب من النبوءات بالهدم والخراب وليس بمجيء السيد المسيح منها "يا ابن آدم أجعل وجهك نحو جبل سعير وتنبأ عليه... هئنذا عليك ياجبل سعير. وأمد يدي عليك وأجعلك خرابًا مُقْفرًا. أجعل مدنك خربة... إني أُهيئك للدم والدم يتبعك... فأجعل جبل سعير خرابًا ومُقْفرًا وأستأصل منه الذاهب والآئب. وأملأ جباله من قتلاه... وأُصيرك خربًا أبدية.." (حز 35: 2 - 9) هذه النبوءة توضح تمامًا أن جبل سعير سيكون خرابًا أبديًا قبل مجيء السيد المسيح. أما في أيام موسى النبي في الماضي فقد أشرق الله عليه بمجده.

سابعًا: "فارتحل بنو إسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران" (عد 10: 12) فقد ارتفعت السحابة من برية سيناء وحلت في برية فاران، وهذا يفسر البركة التي قالها موسى لشعبه عن حضور الله في سيناء وسعير وفاران، ففاران تقع في المسافة بين مصر وأرض الموعد، ولا يمكن لإنسان عاقل أن يتصوَّر أن أحد جبال مكة كان يقع في الطريق من مصر إلى فلسطين. وهدد الأدومي هرب مع عبيد أبيه من هجوم يوآب في زمن داود، وجاءوا إلى فاران فأخذوا رجالًا واستكملوا مسيرتهم إلى مصر (راجع 1 مل 11: 11 - 18) ولا يمكن تصوُّر أن هدد مع رجاله عرج إلى شبه الجزيرة العربية حيث جبال مكة وأخذ رجالًا وعاد وأكمل مسيرته إلى مصر!!!

ثامنًا: الأخوة النُقَّاد المسلمين مثل أحمد ديدات الذين يصرون على القول بأن "فاران" هي "مكة" أي أن بني إسرائيل أقاموا في تلك المنطقة عشرات السنوات، وفيها حلت سحابة الرب، وفيها نصبوا خيمة الاجتماع، فإنهم يعطون إسرائيل الذريعة والحجة للاستيلاء على مكة لأن آبائهم عاشوا فيها من قبل"(12).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ1 س 492.

(2) الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح - لابن تتيمية جـ3 ص 300، والكنز المرصود في قواعد التلمود - تقديم د. أحمد حجازي السقا ص 86 - 89.

(3) إظهار الحق ص 517.

(4) محمد في بشارات الأنبياء ص 24.

(5) محمد في بشارات الأنبياء ص 38.

(6) محمد رسول الله هامش ص 63.

(7) نبؤة محمد ص 63 - 64.

(8) مدخل إلى الحوار الإسلامي المسيحي - الأب يوسف الدره حداد ص 348.

(9) معجم شبه جزيرة العرب - أبو الفداء، في المؤرخ جـ 5 ص 98.

(10) هل تنبأ الكتاب المقدَّس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح ص 83 - 86.

(11) إكليريكية شبين الكوم.

(12) من أبحاث النقد الكتابي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/895.html

تقصير الرابط:
tak.la/cpdkv27