وهل " ربوات من القديسين " في العبرانية تغيرت في اليونانية إلى " ربوات من الملائكة "؟(2).
وقال أحمد ديدات " جاء بسفر التثنية إشارة إلى فتح مكة " وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته. فقال جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وآتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم" (تث 33: 1، 2)"(3).
ويقول على الجوهري " أن الترجمة العربية قد أغفلت وأسقطت عن عمد فيما نعتقد -حتى لا يشير النص إلى فتح نبي الإسلام عليه السلام لمكة- أغفلت الترجمة العربية لهذا النص وأسقطت تعبير " ومعه عشرة آلاف قديس".. وهو التعبير الذي يقابل قول النسخة الإنجليزية في الإنجيل:
"And he came with ten thousand saints " هل حذفه مُترجم الإنجيل إلى العربية عن عمد حتى لا يشير النص إلى فتح مكة؟ أم هل ابتدعه مُترجم الكتاب إلى الإنجليزية"(4).
ج: 1- جاء في سفر التثنية " جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم. فأحبَّ الشعب. جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك" (تث 33: 2، 3).
والعبارة " أتى من ربوات القدس " تشير للجمع الهائل من الملائكة غير المنظورة والتي صاحبت الله في ظهوره على جبل سيناء، ولهذا قال إسطفانوس رئيس الشمامسة لليهود المعاندين "أخذتم الناموس بترتيب ملائكةٍ ولم تحفظوه" (أع 7: 53) والربوة عشرة آلاف، وأعداد الملائكة أعداد ضخمة، فحلَّ على جبل سيناء ربوات من الملائكة، وهذا ما أدركه داود النبي بروح النبوءة فقال "مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. سينا في القدس" (مز 68: 17) وشتَّان بين هذا المنظر الرائع وبين دخول بضعة آلاف إلى مكة في عصر الجاهلية.
وجاء في ترجمة New International version:
" He came with myriads of holy ones from the sauth " و" myriads " تعني عشرات الألوف(5).
2- عبارة " عن يمينه نار شريعة لهم " تلقي الضوء على المظاهر التي صاحبت تسليم الشريعة لموسى النبي " وكان جبل سيناء كله يُدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الآتون" (خر 19: 18) وفي رؤيا دانيال " وجلس القديم الأيام... وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. نهر نار جرى وخرج من قدامه. ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه. فجلس الديان وفُتحت الأسفار" (دا 7: 9، 10) وهذا بعيد كل البعد عن مظاهر دخول رسول الإسلام إلى مكة والصفح عن أهلها.
3- عبارة " جميع قديسيه في يدك" (تث 33: 3) في هذا الموضع تشير لبني إسرائيل بالتحديد، فقد قال لهم الرب " لأنك أنت شعب مقدَّس للرب إلهك. إياك قد إختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخصَّ من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (تث 7: 6) فهذه العبارة لا تشير لأمة العرب، ولا تشير لأي أمة أخرى، إنما تشير إلى بني إسرائيل.
4- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " و(ربوات القدس) هم ألوف وربوات الملائكة الواقفون لدى الله في سماء قدسه يسبحونه ويخدمونه وينفذون مقاصده، وقد دُعي الملائكة (قديسين أو قدوسين) في غير هذا الموضع مثل (دا 8: 13، مت 25: 31) وقد تنازل العلي ونزل من سمائه من بين ربوات الملائكة وتجلى لشعبه في سيناء ليعطيهم شريعته ويقطع معهم عهده...
أما قوله (نار شريعة لهم) أو (قبس شريعة لهم) فيشير:
(أ) إلى ظهور مجد الرب في نار ودخان ورعود وبروق عندما أعطاهم الشريعة (خر 19، 20).
(ب) والنار تشير إلى قوة الشريعة وفاعليتها في تغيير القلوب وفي التطهير والتنقية وإذابة القلوب المتحجرة للذين يسمعون كلمة الله ويقبلونها. كما أنها تضئ لهم وتبعث بهم حرارة الروح وفي نفس الوقت لها قوتها على إحراق المعاندين والمخالفين وهكذا كلمة الله في كل زمان ومكان لها عملها المزدوج.
(ج) وقد تشير نار الشريعة أيضًا إلى التهديدات الشديدة التي تحتويها، واللعنات التي تنذر بها الأشرار"(6).
5- يقول القس عبد المسيح بسيط " وتقول الدكتورة مها محمد أن هذا يعني دخول نبي المسلمين مكة مع عشرة آلاف قديس (مؤمن) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه... وقد ركزت د. مها محمد على ترجمة King James والتي نقلتها كالآتي:
".. he came with ten thausands of saints... " وقامت بعمل مقارنات لمحاولة إثبات أن المقصود في الآية ليس هو عشرات الآلاف بل عشرة آلاف فقط، ولكن لا نص الآية ولا ترجمة الملك جيمس تفيدها أو تفيد البروفيسور عبد الأحد في شيء!! فقد جاء نص الآية في أصله العبري وترجمته الإنجليزية حرفيًا كالآتي:
".. He came with myriads of holy ones... " وترجمة العربية".. جاء مُحاطًا بعشرات الألوف من الملائكة... " وجاءت... في الترجمة السبعينية هكذا:
" withe the ten thousands of Cades (saints) ; on his right hand were his angels with him"..
أما عبارة " ten thausands " التي بذلت الدكتورة جهودًا لمحاولة إثبات أنها " عشرة آلاف " فقط، فقد تعبت دون جدوى لأنه لا يصح علميًا أن تبحث في كلمة مُترجمة وتتجاهل الكلمة في لغتها الأصلية المُترجمة عنها!! فقد جاءت الكلمة في اللغة العبرية RBBH - rebabah".. - ربوات " وجاءت في الترجمة اليونانية السبعينية".. muriasi " ومعناها أيضًا " ربوات " ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية الدولية " myriads".. وبالتالي فالكلمة كما جاءت في الآيات المذكورة هي " ربوات القديسين = عشرات الألوف من القديسين" (ليس عشرة آلاف فقط!! وهؤلاء القديسين كما جاء في الترجمة اليونانية هم ملائكة وليس بشر " عشرات الألوف من الملائكة "!!"(7).
يقول الأخ الإكليريكي رياض رضا رياض(8) "أن الناقد كتب الضمي هو (He came..) he بالحرف الصغير (small Letter) ليجعلها تعود على إنسان، بينما وردت في الترجمات الإنجليزية He بالحرف الكبير (Capital Letter) لأنها تعود على الله، وترجمة نص الآية عن اللغة العبرية هو " جاء الرب من سيناء وأشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس" (تث 33: 2) لقد حرَّف الناقد الترجمة لتناسب قصده الفاسد"(9).
_____
(1) البهريز جـ1 س492.
(2) د. أحمد حجازي السقا - نقد التوراة ص 177.
(3) ترجمة على الجوهري - عتاد الجهاد ص 12.
(4) المرجع السابق ص 12، 13.
(5) قاموس المورد القريب.
(6) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر التثنية ص 411، 412.
(7) هل تنبأ الكتاب المقدَّس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح ص 87، 88.
(8) إكليريكية شبين الكوم.
(9) من أبحاث النقد الكتابي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/896.html
تقصير الرابط:
tak.la/py5z46k