ويعلق محمد قاسم على (تث 23: 3) فيقول " والمقصود بالجيل العاشر هنا إلى الأبد، لم يقترن بسبب أنهم أبناء زنا -وكان هذا أولى بطردهم من جماعة الرب- بل إقترن بسبب أنهم لم يلاقوا بني إسرائيل بالماء والخبز عند خروجهم من مصر"(1) كما يقول محمد قاسم " فإذا كان رؤوس جماعة الرب (مثال داود وسليمان) من أمهات موآبيات وعمونيات فلا شك أن هذا التشريع مدسوس على التوراة"(2).
ج: 1- عاش فارص وزارح في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، قبل شريعة موسى بمئات السنين، فلا تنطبق عليهما أحكام الشريعة التي جاءت بعدهم. أما راحاب الزانية فقد آمنت بقوة إله إسرائيل وتابت عن خطاياها، فيُعَد بوعز ابن امرأة مؤمنة تائبة وليس ابن زنى، وأيضًا بالنسبة لسليمان أنه ليس ابن زنى بين داود وبثشبع، بل ابن شرعي وُلِد بعد زواج داود من بثشبع بعد قتل زوجها. أما ابن داود ثمرة الخطية مع بثشبع فقد مات (2صم 12: 18) وكذلك راعوث الموآبية قد تهوَّدت، فإذًا عوبيد وُلِد من أب يهودي وهو بوعز وأم متهوَّدة وهي راعوث مثال التضحية، فلا يحسب عوبيد أنه عموني ولا ابن عموني.
2- أوصت الشريعة بني إسرائيل عند دخولهم أرض الميعاد واشتباكهم في حروب مع مدن الأمم أن يستحيوا الفتيات غير المتزوجات (عد 31: 18) وكانت الشريعة تسمح للرجال اليهود بالزواج منهنَّ، ورأينا في إجابة السؤال 860 كيف يمكن أن يتزوج اليهودي من الأسيرة الأممية، وبلا شك أن مثل هؤلاء الزوجات كانت الفرصة متاحة أمامهن للانضمام لجماعة الرب ما دمنَ قد تركنَ عبادتهنَّ الوثنية.
3- أمر الرب عبده موسى بعدم معاداته للموآبيين والعمونيين لأنهما من نسل لوط والله قد أعطاهم الأرض ميراثًا " فقال لي الرب لا تعاد موآب ولا تثر عليه حربًا لأني لا أعطيك من أرضهم ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيت عار ميراثًا" (تث 2: 9).. " فمتى قربت إلى تجاه بني عمون لا تُعادهم ولا تهجموا عليهم لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثًا" (تث 2: 19) وعندما قالت الشريعة أن لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر، فالمقصود بالجيل العاشر إلى الأبد " حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد" (تث 23: 3) وجاء في الترجوم الفلسطيني " لا يجب أن رجلًا عمونيًا أو موآبيًا يتزوج امرأة من جماعة الله إلى الأبد، ولا حتى الجيل العاشر"(3) وذلك لأن الله يعرف أن شعبه قد خرج من بلاد وثنية، ولو اختلط بهؤلاء الوثنيين فمن السهل أن ينقلب على أعقابه، ويعبد الأوثان، فيحل عليه الغضب الإلهي، ولذلك جاءت الأوامر صارمة بأن لا يدخل أحد من الأجانب والغرباء في جماعة الرب إلاَّ إذا تخلى عن عقيدته الوثنية وآمن بإله إسرائيل الواحد.
4- إن كان لا ذنب لإبن الزنا حتى يُحرم من الدخول في جماعة الرب، لكن هذا التشريع يُظهر بشاعة خطية الزنا التي تجر وبالًا على مرتكبها حتى أنه قد يتعرض للرجم إذا زنى مع فتاة مخطوبة أو امرأة متزوجة، بل تجر وبالًا على نسله الذي يُرفض من جماعة الرب، فهذا وذاك يدعو اليهودي للتفكير مائة مرة قبل أن يرتكب خطية الزنا.
5- يقول الأخ الإكليريكي صبري إسكندر عبد النور - إكليريكية دمنهور " أن القصد الإلهي من حرمان ابن الزنى للدخول في جماعة الرب، هو أن لا يحفظ اسم أبيه (الزاني) ضمن جماعة الرب، بل ليمت هذا الأب الزاني ولا يكن له ذكر في إسرائيل بعد، وكأن لا ابن له، كما أن هذا العقاب الرادع هو يمثل استنكار الله لخطية الدنس من جانب ومن جانب آخر حرصًا على قداسة شعب الله المقدَّس، لأن ابن الزاني غالبًا ما يرث الانحلال الخلقي عن أبيه"(4).
_____
(1) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 52.
(2) المرجع السابق ص 53.
(3) شبهات وهمية ص 106.
(4) من أبحاث النقد الكتابي.
(5) البهريز جـ 1 س 186.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/879.html
تقصير الرابط:
tak.la/tskt89k