ويقول ليوتاكسل " ما يلفت النظر في هذا النص، إنه على الرغم من أن يهوه العلي حرَّم على الآباء الأوائل أن يتزوجوا وثنيات، وخاصة الكنعانيات اللعينات، إلاَّ أنهم كانوا يفعلون ذلك بعناد وإصرار، بيد أنهم وعلى الرغم من ذلك، بقوا هم بالذات أحباء يهوه"(1).
ج: 1- في زمن يهوذا وعيسو ويوسف وحتى موسى قبل الخروج من أرض مصر لم يكن هناك ثمة وصية مكتوبة تمنع الزواج من الأمميات، لكن كان من المتعارف عليه أن هذا الأمر لا يليق، فقد جاء الطوفان نتيجة مثل هذه الزيجات عندما رأى أبناء الله بنات الناس إنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا (تك 6: 1 - 7).
2- أدرك إبراهيم شر الزواج من الأمميات، فأوصى لعازر الدمشقي قائلًا " أستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لإبني من بنات الكنعانيين الذي أنا ساكن بينهم. بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحق" (تك 24: 3، 4).
3- عندما تزوج عيسو من يهوديت وبسمة الحثيات " كانتا مرارة نفس لإسحق ورفقة" (تك 26: 35) وأوصى إسحق ابنه يعقوب " لا تأخذ زوجة من بنات كنعان" (تك 28: 2) واستدرك عيسو الأمر إذ " رأى عيسو أن بنات كنعان شريرات في عيني إسحق أبيه. فذهب عيسو إلى إسماعيل وأخذ محلة بنت إسماعيل... زوجة له على نسائه" (تك 28: 8، 9).
4- لم يوصي يعقوب ابنه يهوذا بأن يتزوج من بنات الكنعانيين، بل أن يهوذا سلك بحسب هواه " إن يهوذا نزل من عند أخوته ومال إلى رجل عدُلامي اسمه حيرة. ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع. فأخذها ودخل عليها" (تك 38: 1، 2) والله لا يهادن الخطية قط، فقد تربى أبناء يهوذا في ظلال زوجة كنعانية، فماذا كانت النتيجة؟ إن عير كان شريرًا أو قل أنه كان يستبيح الشر، حتى أن الرب أماته، وأخيه أونان الذي تصرف تصرفًا لا إنسانيًا ورفض أن يقيم نسلًا لأخيه، أماته الرب أيضًا، فأين المهادنة؟! وهل هؤلاء هم أحباء يهوه كما يتصوَّرهم ليوتاكسل؟!!
5- فقد يوسف الأمل في العودة إلى بلاده، وكان من اهتمام فرعون مصر به أنه " أعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون زوجة" (تك 41: 45) ولا بُد أن أسنات تأثرت بحياة يوسف المقدَّسة، وأحبت إله يوسف الذي منحه النجاح في كل شيء... إله يوسف الذي كلم فرعون عبر الأحلام لينقذ مصر من المجاعة، ولا بُد أن أسنات سارت على ذات الدرب الذي سار عليه يوسف، وأيضًا وضع موسى في البرية كان مماثلًا لوضع يوسف، فقد فقد الأمل في العودة إلى شعبه، فتزوج صفورة ابنة يثرون كاهن مديان (خر 2: 21) ولا بُد أنها سارت على هديه معترفة بإلهه، والدليل على هذا أنها أسرعت بختان ابنها (خر 4: 24).
6- ثم جاءت الوصية واضحة صريحة لشعب الله قبل دخوله أرض الموعد " متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها... لا تصاهرهم وبنتك لا تعطِ لابنه وبنته لا تأخذ لابنك. لأنه يردُّ ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا" (تث 7: 1 - 4).
7- سقط سليمان في هذه الخطية فتزوج من أمميات، ومال قلبه إلى آلهتهن، فغضب عليه الرب ومزق مملكته (1 مل 11: 1 - 14) وبعد العودة من السبي قاوم عزرا مثل هذه الزيجات (عز 9: 2 - 15) وكذلك نحميا (نح 10: 30، 13: 23 - 27).
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 143.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/528.html
تقصير الرابط:
tak.la/ga65b8n