ج: 1- لقد قصد الوحي الإلهي أن يضع قصة كل من الأخين يهوذا ويوسف أمام أعيننا، ليُعلّم البشرية درسًا قويًا... فكلاهما ابنًا ليعقوب، تربيا في نفس البيت، وكان يهوذا أكبر من يوسف، وكان متزوجًا ولديه أولادًا، تزوج أكبرهم " عير " بثامار، ومع ذلك فإن يهوذا انزلق في الزنا مع عاهرة على الطريق كما كان يتصوَّر وهو لا يدري أنها ثامار أرملة إبنيه " عير " ثم "أونان". في الوقت الذي كان يرى أن المرأة التي ترتكب هذه الخطية تستحق الحرق. لقد سعى يهوذا المتزوج للزنا. أما يوسف الأخ الأصغر فلم يسعى للزنا فقط، بل عندما عُرض عليه الأمر وبإلحاح من سيدته رفض بشدة قائلًا "كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 39: 9) بل حافظ يوسف على عفته حتى لو كان الثمن أن يُلقى في السجن، وتتشوَّه صورته أمام سيده فوطيفار الذي ائتمنه على بيته... لقد كان البغاء أمرًا شائعًا في الحضارات الوثنية وسقط فيه يهوذا، أما يوسف فقد نجح في الإفلات من فخ الشيطان.
2- أظهر الوحي شريعة الزواج بأرملة الأخ حتى لا يحرم هذا الأخ من نسل يكون له الميراث وبركة العهد، فهذه الشريعة عُرفت شفاها قبل شريعة موسى، فعندما مات " عير " طلب يهوذا من ابنه الثاني " أونان " أن يتزوج بثامار ليقيم نسلًا لأخيه، وتظاهر أونان بطاعة هذا الأمر، ولكنه أفسد على الأرض، وذلك لطمعه في ميراث أخيه الميت، لأنه لو أنجب لأخيه نسلًا فإن ميراث عير سيؤول للابن، وقد قبح تصرف أونان في عيني الرب فأماته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/527.html
تقصير الرابط:
tak.la/f5ybyga