يقول علاء أبو بكر " كما نسى كاتب هذا السفر أن الرب قد بلبل ألسنة الناس عند ولادة (فالج) أي في سنة 1832ق. م... وقد سماه الرب فالج لأن الأرض قُسِمت في أيامه (تك 10: 25 - 32) فمتى بلبل الرب ألسن الناس؟ هل عند ولادة فالج أم عندما بنى أهل شنعار برجًا؟"(1).
ج: 1- فالج هو ابن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح، وفي عصره شرع الإنسان في بناء برج بابل، وجاء ذكر هذه القصة مرتين، ففي المرة الأولى: ذُكرت القصة بطريقة إجمالية عندما قال الكتاب " ولعابر وُلِد ابنان. اسم الواحد فالج لأن في أيامه قُسِمت الأرض... هؤلاء قبائل بني نوح حسب مواليدهم بأممهم. ومن هؤلاء تفرَّقت الأمم في الأرض بعد الطوفان (تك 10: 25، 32) وفي المرة الثانية: جاء ذكر القصة بالتفصيل فقال " وكانت الأرض كلها لسانًا واحدًا ولغة واحدة. وحدث في ارتحالهم شرقًا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك... وقالوا هلم نبنِ لأنفسنا مدينة وبرجًا رأسه بالسماء.." (تك 11: 1 - 9) فهنا جاء تفصيل ما ذُكر من قبل باختصار في (تك 10: 25، 32) وهذا ليس بالأمر الغريب على موسى النبي كاتب السفر، الذي ذكر من قبل قصة الخلق إجمالية في الإصحاح الأول، وعاد لتفصيل جزء منها في الإصحاح الثاني وهو الخاص بمسكن الإنسان في جنة عدن وتسمية الحيوانات وخلق حواء.
2- يقول القمص تادرس يعقوب " ويفسر القديس أغسطينوس العبارة " اسم الواحد فالج لأن في أيامه قُسِمت الأرض" (ع 25) بأن هذا التقسيم إنما يشير إلى تعدد اللغات، ففي أيام فالج بدأ ظهور أكثر من لغة على الأرض، بعدما كان الكل يتحدث بما دعي فيما بعد بالعبرية"(2).
3- جاء في دائرة المعارف عن فالج " اسم عبري معناه " انشقاق " أو " انقسام " وهو أحد ابني عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح. والجد الأكبر لإبراهيم جد الإسرائيليين (تك 10: 25، 11: 16 - 19، 1 أخ 1: 19 - 25، لو 3: 35) وعبارة " لأن في أيامه قُسِمت الأرض" (تك 10: 25) قد تشير إلى تشتت البشر الذي نتج عن تبلبل ألسنتهم عند محاولتهم بناء البرج (تك 11: 8، 9) أو إلى استخدام طرق الري وشق القنوات التي قسمت الأرض (أنظر أش 30: 25، 22: 2، أي 29: 6، 38: 35 حيث تستخدم مشتقات الكلمة) أو إلى حدوث تقسيمات جغرافية أو نظم سياسية ارتبطت بنسله"(3).
4- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس تعليقًا على فالج ويقطان ابني عابر " وقوله (لأن في أيامه قُسِمت الأرض) يعني إما اقتسام فالج وأخيه يقطان مناطق الرعي وعيون الماء بالنسبة لتزايد نسلهما حيث استقر فالج في منطقة دجلة والفرات، وارتحل يقطان وبنوه جنوبًا إلى بلاد العرب، وإما تفرُّق نسل نوح جميعه بعد بلبلة الألسنة وكان عمر فالح حينئذ نحو ثلاث عشرة سنة، وربما دعاه أبواه (فالجا) أي انقسامًا في هذا السن لهذه المناسبة"(4).
_____
(1) البهريز جـ 1 س 268.
(2) تفسير سفر التكوين ص 131.
(3) دائرة المعارف الكتابية جـ 6 ص 13، 14.
(4) تفسير سفر التكوين ص 132.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/442.html
تقصير الرابط:
tak.la/7kr3mtc