St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1685- هل يُعقَل أن داود لم يخف من مواجهة جيش له: "إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي" (مز 27: 3)؟! أليس هذا نوع من المبالغة، ولاسيما أن الخوف من خطر الموت أمر عادي وغريزة طبيعية في الإنسان؟! وإن كان داود لا يخشى الموت، فلماذا التجأ لله ليخبئه: "لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ" (مز 27: 5)..؟ وما هيَ مظلة الله وخيمته؟ وهل هما في السماء أم هنا على الأرض؟!

 

س 1685: هل يُعقَل أن داود لم يخف من مواجهة جيش له: "إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي" (مز 27: 3)؟! أليس هذا نوع من المبالغة، ولاسيما أن الخوف من خطر الموت أمر عادي وغريزة طبيعية في الإنسان؟! وإن كان داود لا يخشى الموت، فلماذا التجأ لله ليخبئه: "لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ" (مز 27: 5)..؟ وما هيَ مظلة الله وخيمته؟ وهل هما في السماء أم هنا على الأرض؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: 1- طالما كان داود ملتصقًا بالرب يتحلى بروح الإيمـان، فإنه لا يخاف شيئًا، يستطيع أن يواجه الأسد والدب وجليات الجبار، وهو في ملء الثقة في النصرة، وأوضح داود في بداية المزمور مصدر قوتــه وجبروتـه عندمــا قــال: "1اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ. الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ" (مز 27: 1) فنور الله يبدد كل ظلمة المخاوف والأهوال، ولذلك رنَّم داود في مزمور آخر قائلًا: "لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُورًا" (مز 36: 9). وقال المُرنّم: "أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي" (مز 43: 3).. " أَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَعَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ" (مز 119: 135) كما قال داود النبي: "كَثِيرُونَ يَقُولُونَ مَنْ يُرِينَا خَيْرًا. ارْفَعْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا رَبُّ" (مز 4: 6).. فهل من يسطع عليه نور الرب يخشى شيئًا؟!! بالقطع لا، فالنور مرتبط بالحياة والحق، بينما الظلمة مرتبطة بالشر والخوف، وثبات داود ضد أعدائه لا يرجع لثقته في نفسه، إنما يرجع لإيمانه بإلهه. لقد نجح داود في تثبيت نظره بقوة تجاه إلهه، فلم يشغل فكره بالأعداء المحيطين ومدى قوتهم، لأنه لم يضع الجيش المحيط به في كفة، وفي كفة أخرى وضع ثقته بنفسه، إنما وضع الله مقابل هذا الجيش القوي، فصار هذا الجيش في نظره كلا شيء وكعصافة تذريها الريح.

 لقد رنَّم داود قائلًا: "إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ" (مز 27: 3)، فهذا هو اختباره اليقيني عندما واجه جليات الجبار المدجَّج بالسلاح وهو فتى صغير بعد، لم يهب شكله المفزع ولا خاف من كلامه وسخريته، بل تقدم بقلب أسد وتمكَّن منه ونزع رأسه عنه، وكم حاول شاول قتله مرارًا وتكرارًا وفشلت جميع محاولات شاول لاغتيال داود، بل أن داود ذات مرة نزل مع أبيشاي إلى معسكر شاول وأخذ رمح شاول وكوز الماء الذي بجوار رأسه وهو نائم ولم يخشى جيش شاول (1صم 26: 5 - 25) وشهد شاول لشجاعته: "قَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا ابْنِي دَاوُدُ فَإِنَّكَ تَفْعَلُ وَتَقْدِرُ" (1صم 26: 25). وخاض داود غمار الحروب، واختبـر اشتعال الثورة ضده وظل ثابتًا، بالرغم من أن الذي أشعل تلك الثورة ابنه أبشالوم، وعندما هرب من أورشليم كان هروبه نوعًا من الحكمة والشجاعة، لأنه كما أن قرار القتال يحتاج للشجاعة، كذلك قرار الانسحاب التكتيكي يحتاج شجاعة أيضًا، وقال داود: "لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب الْمُصْطَفِّينَ عَلَيَّ مِنْ حَوْلِي. قُمْ يَا رَبُّ. خَلِّصْنِي يَا إِلهِي" (مز 3: 6، 7)، وترنّم قائــلًا: "أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي" (مز 32: 7).. " انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا عَوْنُنَا بِاسْـمِ الرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" (مز 124: 7).

 ويقول "القمص تادرس يعقوب": "ما من قوة بشرية اجتمعت وتآمرت ضد إله القوات (دا 11: 36 - 38)، وما من حشود جيوش إلاَّ وصارت في نظر الله كعشب الجندب، فإن عناية الله غالبًا ما تحارب ضد الجانــب الأقـوى (الظالم) (جا 9: 11).

 ويقول "القديس أُغسطنيوس": "الإمبراطور إذ تحرسه قواته لا يخاف شيئًا، هكذا يحمي الأموات المائت فلا ينزعج، فهل إذا ما حرس غير المائت يخاف الأخير وينزعج".

 الجيوش لا تُرهِب المؤمن لأنه يحتمي بالله السرمدي غير المائت، يُرسل ملائكته لحراسته، بل ويكون هو نفسه ستر له (مز 32: 7). المؤمن وقد استنار بالروح القدس لا يخشى حتى الشيطان وكل جنده أو جيوشه" (257).

 

2- يقول "أحد رهبان دير المحرق" عن داود: "فكأنه يقول أن العسكر قوي، ولكن أقوى منه ذلك القادر على كل شيء، فلذلك وإن أحاط بي جيش أعدائي قاصدًا محاربتي والفتك بي فلن أفقد رجائي وثقتي بالذي هو نوري لينيرني وعاضدني لينقذني ويخلصني، فما الذي يستطيع أن يفعله بي عسكر هائل، هل يستطيع أن يسلب رجائي واتكالي؟ أي هل يستطيع أن يسلب مني ما منحني إياه القادر على كل شيء؟، فأنه غير ممكن أن أُغلب إن لم ينغلب الرب الذي هو نوري ومخلصي وستري وعاضدي؟. ومن ثم ينتج أنه وإن نزل على جيش أو قام على قتال فغير ممكن أن يخاف قلبي أو يتزعزع عن رجائه لأنني أنا به واثق.. أو أنني واثق بانخذال هذا الجيش ومطمئن من نحو هذا القتال العظيم ولست بخائف أصلًا، لأنه بمقدار ما يكون هذا الجيش قادرًا شديدًا، وهذا القتال خطرًا قويًا، وبمقدار ما أكون أنا من قِبل ذاتي عاجزًا عن المقاومة ضعيفًا بمقدار ذلك أتحقق متيقنًا أن الرب الذي هو نوري ومخلصي وعاضدي غير ممكن أن يهملني ولا ينقذني" (258).

ويقول "لزلي مكاو" تعليقًا على (مز 27: 1 - 3): "هيَ ترنيمة الفرح المُطلق حيث يسد الله حاجات الحياة ومخاوفها.. يوجــد مؤازرة ثلاثية: "الرب نوري وخلاصي وحصني " مع أن الأعداء يواجهونني والجموع وخطر الحرب، فإن أعدائي يعثرون في الظلام الذي أتحرَّر منه بنوره الإلهي. وحشد الجيوش لا يؤثر على اختباري للسلام القلبي بخلاصه تعالى. وتهديد الصدام المنتشر في كل مكان لا قدرة له أن يزعج إيماني في الرب حصن حياتي" (259).

 

3ــ الخوف من المخاطر ولا سيما خطر الموت يمثل غريزة طبيعية للإنسان، وهذا أمر حسن أودعه الله في الإنسان حفاظًا على نوعه وبقائه، ولكيما يحفظه من المخاطر، ولكن ثقة داود وإيمانه بإلهه كان أقوى من الغريزة الطبيعية ولذلك لم يخشى الموت، فالإيمان طرح الخوف خارج قلب داود الذي يثق أن الله قادر على كل شيء من جانب، ومن جانب آخر فهو يشأ الخير لأولاده، فاختبر داود ما أختبره بنو قورح: "لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ" (مز 46: 2). ويقول "القس وليم مارش": "أن الشجاعة بحد ذاتها ليست عدم الخوف بتاتًا لأن ذلك مستحيل إذ الخوف هو غريزة طبيعية في أي إنسان، ولكن الشجاعة هيَ أن نطمئن في وسط عدم الاطمئنان ونتشجع بالله فقط (راجع أم 16: 15)، وقوله " ففي ذلك " أي رغمًا عن كل ذلك، وهذا لا ينفي وجود الخوف ولكنه يثبت وجود الشجاعة وهذا يكفي المؤمن المتكل على الله لكي ينال الاطمئنان والسلام" (260).

وجاء في "التفسير التطبيقي": "الخوف سحابة سوداء تحتوينا، وأخيرًا يحبسنا داخل ذواتنا، وكل واحد منا كان سجينًا للخوف في وقت من الأوقات، الخوف من الرفض، أو من إساءة الفهم، أو من الشك أو من المرض، بل ومن الموت. ولكن يمكن هزيمة الخوف بنور الرب الباهر الذي يحرّرنا ويأتي لنا بالخلاص" (261).

وغلبة الخوف لمسناه في شهدائنا الأبرار في العصور السابقة وأيضًا في العصر الحديث، فنظرة لشهداء كنيستنا وشهداء الكنيسة الأثيوبية في ليبيا، وقد وُضعت الخناجر على رقابهم أو الأسلحة النارية نحو رؤوسهم، أما هم فلم ينكروا إيمانهم بل ظلوا شامخين رافعي الرؤوس في مواجهة الموت، وأعينهم ممتدة عبر الأفق ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمِّله، فكان إيمانهم أقوى من كل أسلحة الداعشيين وسطوتهم، بعد أن هرب الخوف من قلوبهم، فسالت دمائهم على صفحات مياه البحر الأبيض وكأنها شكلت صورة رأس السيد المسيح متوجًا بإكليل الشوك.

 

4ــ عندما قال داود: "لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ" (مز 27: 5)، وبلا شك أن الاختباء من الشر هو أحد وسائل النجاة، وهذا ما فعله الطفل يسوع في هروبه إلى مصر من أمام وجه هيرودس. وهذا نوع من الحماية الإلهيَّة التي اختبرها داود في حياته، فعندما دخل شاول إلى كهف وكان داود ورجاله في مغابن الكهف (1صم 24: 3).. من سترهم حتى لا يشعر بهم شاول؟!، ولذلك أكمل داود في نفس الآيـة قائلًا: "عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي" (مز 27: 5)، وهذا ما أختبره بنفسه، فعندما سعى شاول لقتله ومعه ثلاثة آلاف ذهب داود إلى شاول وهو نائم وأخذ الرمح وكوز الماء: "وَعَبَرَ دَاوُدُ إِلَى الْعَبْرِ وَوَقَفَ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ.. وَنَادَى دَاوُدُ الشَّعْــبَ وَأَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ قَائِلًا" (1صم 26: 13، 14). لقد اختبر داود هذه الحماية الإلهيَّة فصلَّى في مزمور آخر قائلًا عن الرب: "وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي. وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَـةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا" (مز 40: 2، 3)، وقول داود " عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي".. " وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ" يضع أمامنا اللوحة الرائعة التي رسمها فنان ماهر، حين صوَّر عصفورًا في عشه في تجويف صخرة ضخمة جاثية على أطراف جزيرة في البحر، وقد هبت عاصفة هوجاء وارتفعت الأمواج فسُمع زئير العاصفة وضربات الأمواج، بينما العصفور ينام في سلام تام، وقد دَعَى لوحته "هدوء في وسط العاصفة".. لقد خاطب الله النفس البشرية: "يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ فِي سِتْرِ الْمَعَاقِلِ أَرِينِي وَجْهَكِ أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ لأَنَّ صَوْتَــكِ لَطِيفٌ وَوَجْهَكِ جَمِيلٌ" (نش 2: 14).

 

5ــ دائمًا يتوقف رد فعل الإنسان على حالته الروحية والنفسية، فداود في قوته قال: "إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي" (مز 27: 3) وداود فـي ضعفه: "وَكَانَ دَاوُدُ يَفِرُّ فِي الذَّهَابِ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ وَكَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ يُحَاوِطُونَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ لِكَيْ يَأْخُذُوهُمْ" (1صم 23: 26). بل أن داود بلغ به فقدان الرجاء إلى الالتجاء إلى "أخيش" ملك جت الفلسطيني يلتمس الحماية في أرضه، فأمضى أقسى وأصعب أيام حياته حيث تلطخت يداه بالدماء.

 

6- تحدث داود عن مظلة الله وخيمته في أسلوب شعري بديع: "لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ"، وهو لم يقصد أمورًا مادية، إنما كان يُعبّر عن حماية الله له وستره له وعنايته به، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكن الناقد راح يتساءل عن المظلة والخيمة وهل يوجدان في السماء أم على الأرض؟، ولم يدرك الناقد أن داود لم يتحدث عن مظلة مادية أو خيمة من القماش، ولكن كما أن المظلة تحمي الإنسان من مياه الأمطار، وتقيه حرارة الشمس الحارقة، هكذا يحمي الله داود من شر الأعداء، وكما أن الخيمة تأوي الإنسان وتحميه من تقلبات الطقس وفيها يستريح ويسكن آمنًا، هكذا يبسط الله على داود حمايته حتى لو كان في مغابن الكهف، فمغابن الكهف هنا تمثل مظلة الله التي ظللت على داود من خطر سيف شاول، وهيَ الخيمة التي استكان فيها داود مطمئنًا، فلم تبصره عيون شاول وجيشه.

كما أن المظلة هنا تمثل خيمة الاجتماع التي قال آساف عنها: "كَانَتْ فِي سَالِيمَ مِظَلَّتُهُ وَمَسْكَنُهُ فِي صِهْيَوْنَ" (مز 76: 2)، وساليم هيَ أورشليم، ولهذا قال داود في نفس المزمور: "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ. أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مز 27: 4)، ويقول "د. مراد أمين موسى": "لا يُفهم هذا المعنى حرفيًا كما قال بعض معلمي اليهود: أن داود كان يختبئ في الخيمة في يوم الشر. الأمر غير واقعي، والذي لم يذكره الكتاب، لكنه قصد أن الرب يظلله ويحميه من هجمات الأعداء في يوم الشر. ويوضح التاريخ المقدَّس كيف كان الرب يزعج أعداء شعبه، ويجعلهم يقتلون بعضهم بعضًا، أو يسرعون في الهروب.. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي: هذا يؤكد المعنى السابق، لأنه لا صخور حرفية في الخيمة، والصخرة التي يتكلم عنها داود دائمًا، ويقصدها الكتاب المقدَّس باستمرار هيَ الرب نفسه" (262).

ويقول "الأب متى المسكين": "هكذا يأمن كل خطر كمن اتقى الحر والعاصف ووجد مأمنًا من التعدي في صخر لا مدخل لها كحصن. أنظر (مز 31: 2) " تَسْتُرُهُمْ بِسِتْرِ وَجْهِكَ مِنْ مَكَايِدِ النَّاسِ. تُخْفِيهِمْ فِي مَظَلَّةٍ مِنْ مُخَاصَمَةِ الأَلْسُنِ ". وأيضًا (إش 4: 6): "وَتَكُونُ مِظَلَّةٌ لِلْفَيْءِ نَهَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَلِمَلْجَأٍ وَلِمَخْبَأٍ مِنَ السَّيْلِ وَمِنَ الْمَطَرِ ".. (263).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(257) تفسير المزامير جـ 3 ص 442.

(258) إعداد راهب من دير المحرق - سفر المزامير جـ 1 ص 370.

(259) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 3 ص 121.

 (260) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 6 ص 68.

(261) التفسير التطبيقي ص 1163.

(262) شرح سفر المزامير ص 193.

(263) المزامير - دراسة وشرح وتفسير جـ 2 ص 287.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1685.html

تقصير الرابط:
tak.la/gxm8f68