St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1684- هل للرب عدة طرق وعدة سُبل: "طُرُقَكَ يا رب عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي" (مز 25: 4)، أم أن للرب طريق واحد: "فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ" (خر 33: 13)؟ (راجع أيضًا مز 5: 8، 27: 11، 86: 11، 143: 8) لنعرف أن للرب طريق واحد لا أكثر

 

س 1684: هل للرب عدة طرق وعدة سُبل: "طُرُقَكَ يا رب عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي" (مز 25: 4)، أم أن للرب طريق واحد: "فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ" (خر 33: 13)؟ (راجع أيضًا مز 5: 8، 27: 11، 86: 11، 143: 8) لنعرف أن للرب طريق واحد لا أكثر.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: 1- صلَّى موسى للرب: "فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ" (خر 33: 13)، وصلَّى داود النبي: "سَهِّلْ قُدَّامِي طَرِيقَكَ" (مز 5: 8).. " عَلِّمْنِي يا رب طَرِيقَكَ" (مز 27: 11).. " عَلِّمْنِي يا رب طَرِيقَكَ" (مز 86: 11).. " عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا" (مز 143: 8)، وفي سفر إشعياء النبي: "أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ" (إش 40: 3). ونستطيع أن نقول أن هناك طريقان أحدهما طريق الله المؤدي للحياة الأبدية، والآخر طريق الشيطان المؤدي للهلاك، كقول الله لشعبه: "قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ" (تث 30: 19).." هكَذَا قَالَ الرَّبُّ هأَنَذَا أَجْعَلُ أَمَامَكُمْ طَرِيقَ الْحَيَاةِ وَطَرِيقَ الْمَوْتِ" (إر 21: 8)، وقال السيد المسيح عن نفسه: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يو 14: 6).

 وبعد أن يختار الإنسان طريق الله المؤدي للحياة الأبدية فإن هناك عدة طرق أو سُبل تصل به إلى ذات الهدف، فالطرق تمثل أسلوب الحياة الذي يختاره كل إنسان لنفسه، فواحد يختار طريق الزواج، وآخر يختار طريق البتولية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. واحد يختار طريق الرهبنة وآخر طريق التكريس.. إلخ، وكل الطرق تصل بالإنسان الأمين إلى الملكوت، وقديمًا قيل " كل الطرق تؤدي إلى روما"، وذلك لتعدد الطرق التي تصل لروما، وليس هناك أدنى تعارض بين قوله " طَرِيقَكَ" و " طُرُقَكَ"، وخير دليل على ذلك أن داود النبي الذي قــال مــرارًا وتكرارًا " طَرِيقَكَ" (مز 5: 8، 27: 11، 86: 11، 143: 8) وقال: "اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ" (مز 25: 8) هو هو الذي قال في نفس المزمور: "طُرُقَكَ يا رب عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي" (مز 25: 4).. " يُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ" (مز 25: 9)، وقال الرب: "وَاحْفَظْ وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَتَّقِيَهُ" (تث 8: 6) (راجع تث 10: 12، 26: 17، 30: 16، يش 22: 5).

 

2- بالرغم من أن هناك طريق واحد للملكوت، فإن الكتاب ذكر لنا عدة طرق تقودنا للملكوت مثل (طريق الحكمة - طريق الحياة - طريق العدل - طريق الفهم - طريق البر - طريق المعرفة - طريق الاستقامة):

أ - طريق الحكمة: "أَرَيْتُكَ طَرِيقَ الْحِكْمَةِ. هَدَيْتُكَ سُبُلَ الاسْتِقَامَةِ" (أم 4: 11).

ب - طريق الحياة: "تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ" (مز 16: 11).. " تَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ" (أم 6: 23) (راجع أم 10: 17، 15: 24).

ج- طريق العدل: "فِي طَرِيقِ الْعَدْلِ أَتَمَشَّى فِي وَسَطِ سُبُلِ الْحَقِّ" (أم 8: 20).

د- طريق الفهم: "اُتْرُكُوا الْجَهَالاَتِ فَتَحْيَوْا وَسِيرُوا فِي طَرِيقِ الْفَهْمِ" (أم 9: 6) (راجع إش 40: 14).

ه - طريق البر: "فِي سَبِيلِ الْبِرِّ حَيَاةٌ" (أم 12: 28).. " تَاجُ جَمَال شَيْبَةٌ تُوجَدُ فِي طَرِيقِ الْبِرِّ" (أم 16: 31).

و - طريق المعرفة: "اَلرَّجُلُ الضَّالُّ عَنْ طَرِيقِ الْمَعْرِفَةِ يَسْكُنُ بَيْنَ جَمَاعَةِ الأَخِيلَةِ" (أم 21: 16).

ز - طريق الاستقامة: "قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ" (2بط 2: 15).. إلخ.

 

 3- يقول "نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانه": والرب قد وعد وقال "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ" (مز 32: 8). الله يُعلّمنا سبله ويُظهِر لنا طرقه في كل الاتجاهات وفي كل المجالات الروحيَّة، إنما أهم طريق يظهره الله للإنسان هو أن يحب حياة البر والقداسة، ويكره حياة الخطيَّة. وإن أحب البر يكـون مولودًا من الله " إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنــْهُ" (1يو 2: 29). أما بقية الطريق فيتولى الرب أيضًا كشفه للإنسان" (255).

 كما يقول " نيافة الأنبا بيشوي" أيضًا: "إن في قول المُرنّم " عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا" (مز 143: 8) دليل واضح على أهمية الصَّلاة لكي يسلك الإنسان في طريق الرب. أي في طريق الاستقامة والحياة، لأن الكتاب يقول: "تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ" (أم 14: 12، 16: 25). كم من أناس لم يطلبوا من الله أن يختار لهم الطريق فحادوا عن الطريق المؤدي إلى الحياة وهم يعتقدون أنهم يقدمون خدمة لله. ولكن عقولهم قد أضلها إبليس وأعينهم قد أظلمت. المسألة إذًا في منتهى الخطورة وتحتاج إلى منهج مستمر في حياة الصلاة القلبية لجميع المؤمنين" (256).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(255) تأملات في مختارات من مزامير الأجبية جـ 1 ص 51.

(256) المرجع السابق ص 88.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1684.html

تقصير الرابط:
tak.la/4brr6bs