ج: 1- قال عزرا عن نفسه: "عَزْرَا هذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ" (عز 7: 6) فهو يفتخر هنا بالأكثر بإله إسرائيل وشريعته، فسر مهارته هو تمسكه بشريعة إله إسرائيل، وعندما قال عزرا عن نفسه أنه "كَاتِبٌ مَاهِرٌ" فهو يقدم وصفًا لنفسه ويُقرّر حقيقة واقعة فهو كان موظفًا في البلاط الفارسي ومستشارًا للملك أرتحشستا لذلك دُعي بأنه "كاتب" كما أنه كرَّس وقته لنساخة الأسفار المقدَّسة، ولذلك قال بصورة عفوية: "هذِهِ صُورَةُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَعْطَاهَا الْمَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا لِعَزْرَا الْكَاهِنِ الْكَاتِبِ، كَاتِبِ كَلاَمِ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ" (عز 7: 11) وفي صدارة هذه الرسالة كتب ملك فارس "مِنْ أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ الْمُلُوكِ، إِلَى عَزْرَا الْكَاهِنِ كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلهِ السَّمَاءِ الْكَامِلِ" (عز 7: 12) فهوذا ملك فارس يدعوه بأنه "كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلهِ السَّمَاءِ الْكَامِلِ" كما كان الشعب يدعونه بموسى الثاني، أما هو في تواضعه فينسب هذه العظمة لكلمة الله، فارتباطه بكلمة الله هو الذي جعله كاتبًا ماهرًا، وأيضًا عزرا في تواضعه تكلّم عن نفسه بصورة الغائب.
2- لم يكن موقف عزرا في وصفه لنفسه هنا موقفًا فريدًا، بل سبقه إليه آخرون فمثلًا:
أ - قال موسى عن نفسه: "وأمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" (عد 12: 3) وذلك بمناسبة ذكره قصة انتقاد مريم وهارون له، وقد عاقب الله مريم إذ ضربها بالبرص "فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلًا اللّهُمَّ اشْفِهَا" (عد 12: 13).
ب - قال المرنم على نفسه: "فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ" (مز 45: 1).
3- يقول "القس وليم مارش": "كاتب: في القديم كان الذين يعرفون القراءة والكتابة قليلين وكان الكاتب مُعتَبرًا كعالِم ومتقدمًا بين الشعب كسرايا الذي كان كاتبًا للملك داود وكان كوزير له (2صم 8: 17) وكشبنه الذي كان كاتبًا لحزقيا (2مل 18: 18). وكان الكاتب ينسخ الناموس ويفسّره ويعلّمه ويحرّض الشعب على حفظه وبعد السبي كان مُعتَبرًا عند الشعب اعتبار نبي أو كاهن.
ماهر: ليس من جهة الكتابة فقط بل من جهة معرفة الناموس وتفسيره أيضًا.
شريعة موسى التي أعطاها الرب: شهادة لناموس موسى أن الله أعطاه إياه (نح 8: 14، ملا 4: 4)"(1).
4- جاء في هامش "الكتاب المقدَّس الدراسي": "كاتبًا: بمعنى أنه كان ناسخًا (كما في نح 8: 1، 4، 9، 13، 12: 26، 36). وفي وقت سابق كان الكتبة يقومون بدور السكرتارية للملوك مثل شافان في فترة حكم يوشيا (2مل 22: 3) كما كان كتبة آخرون يسجلون ما يُملى عليهم، مثل باروخ الذي سجل أقوال إرميا (إر 36: 32). منذ فترة السبي فصاعدًا أصبح الكتبة باحثين يدرسون الكتب المقدَّسة ويعلمونها (أحيانًا ما تترجم كلمة "الكتبة" في العهد الجديد بعبارة "معلمي الناموس"..) كما كانوا يُخاطَبون في حقبة العهد الجديد، مع آخرين، بلقب "رابيين" بمعنى "معلمين" (قارن بما جاء في مت 23: 7). ماهرًا: نجد الأصل العبري لهذه العبارة في (مز 45: 1) كما يُترجم "المُجِذْ" في (أم 22: 29)"(2).
_____
(1) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 5 ص 99.
(2) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 1109.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1460.html
تقصير الرابط:
tak.la/4t22jkf