ج: بعد انقضاء عصر القضاة بدأ عصر الملوك بطلب الشعب ملكًا لهم أسوة ببقية الممالك، ولم يقتنعوا بمُلك الله عليهم، لأن الله غير منظور، مع أن أعماله كانت محسوسة، وبدأ عصر الملوك بشاول أول ملوك إسرائيل الذي استمر حكمه نحو أربعين عامًا (1050 - 1010 ق.م.) ثم جاء داود الذي مَلَكَ أيضًا نحو أربعين عامًا (1010 - 970 ق.م.) وخلفه ابنه سليمان وقد استمر حكمه أيضًا نحو أربعين عامًا (970 - 930 ق.م.) وعندما تولى رحبعام الحكم انشقت المملكة إلى مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب.
ويمكن تدوين هذه الملاحظات العامة على مملكة إسرائيل:
أ - استمرت منذ 930 ق.م. مع بداية الانقسام، وكان أول ملوكها يربعام بن ناباط، وانتهت بالسبي إلى آشور سنة 722 ق.م. وآخر ملوكها هوشع بن أيلة. أي أنها استمرت نحو مائتي وثمانية سنة.
ب - توالى على مملكة إسرائيل تسعة عشر ملكًا جميعهم أشرار، ولكن تفاوتت شرورهم، وقد نشروا العبادات الوثنية في أرجاء البلاد، ولم يستجيبوا لمحاولات الله العديدة لافتقادهم أحيانًا بالنصرة على الأعداء، وأحيانًا بإرسال الأنبياء ورجال الله، ففي هذه المملكة عاش إيليا النبي الناري، وتلميذه أليشع النبي المختار، وكم أجرى الله على أيديهما معجزات باهرة، ولكن الشعب ظل في طريقه نحو الانحدار السريع لا يلوٍ على شيء.
جـ- لم يستمر المُلك في المملكة الشمالية في عائلة واحدة، ولكنه انتقل إلى تسع عائلات عن طريق الخيانة والقتل والاغتيالات، فأُغتيل ثمانية من ملوكها وهم ناداب بن يربعام، وأيلة بن بعشا، وزمري الذي مات منتحرًا عند حصاره، وياهورام بن أخآب، وزكريا بن يربعام، وشلُّوم بن يابيش، وفقحيا بن محنيم، وفقح بن رمليا.
د - عندما تعرضت للسبي إلى آشور هرب منها اللاويون وكثير من الأتقياء وسكنوا في مملكة يهوذا، ولم يتبقَ من شعبها إلاَّ فقراء الأرض الذين تصاهروا مع الشعوب التي هجَّرها ملوك آشور لتلك المنطقة، فنتج شعب هجين وهم السامريون الذي لا يعترفون بسوى أسفار موسى الخمسة، وكانت عباداتهم مشوشة.
وفيما يلي نُلقي الضوء قليلًا، في عبارات موجزة، على ملوك المملكة الشمالية:
أ - اسم عبري معناه " يكثر الشعب " من سبط أفرايم، من صردة، ابن امرأة أرملة تُدعى صَرُوعة (1مل 11: 26) ومَلَكَ لمدة 22 سنة (1مل 15: 9، 25).
ب - كان رجل جبار بأس، أقامه سليمان رقيبًا على أعمال سبطي منسى وأفرايم (1مل 11: 28) في ردم الوادي المُسمى ملو الفاصل بين صهيون مدينة داود وبين الهيكل، وسمع لشكوى الشعب من ثقل الضرائب، فأراد أن يثيرهم على سليمان حتى يصل هو للمُلك، بينما كان سليمان منهمكًا في بناء المعابد الغريبة التي ترضي زوجاته.
جـ- إلتقى أخيا الشيلوني بيربعام، وكان أخيا يرتدي رداءًا جديدًا، فمزقه إلى 12 قطعة أعطى منها عشرة قطع ليربعام، وأخبره أن الله سيمزق المملكة عن سليمان، ويعطيه أن يملك على عشرة أسباط (1مل 11: 29 - 32).
د - رفع يربعام يده على سليمان، فأراد سليمان أن ينتقم منه، ولكنه هرب إلى شيشنق فرعون مصر أول ملوك الأسرة الثانية والعشرين، الذي أحسن استقباله، لأنه كان يطمع في الاستيلاء على فلسطين (1مل 11: 40).
هـ- بعد موت سليمان عاد يربعام إلى أرض إسرائيل، وانشقت المملكة بسبب مشورة الأحداث لرحبعام بن سليمان، فملك يربعام بن ناباط على عشرة أسباط، وبنى شكيم وسكن فيها، ثم بنى فنوئيل (1مل 12: 20 - 25).
و - خشى يربعام من عودة الشعب للعبادة في هيكل أورشليم فيأخذه الحنين، ويرتد عن مملكة يربعام، فصنع عجلي ذهب أقام أحدهما في دان والآخر في بيت إيل، وقال لشعبه: "كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ... وَبَنَى بَيْتَ الْمُرْتَفَعَاتِ، وَصَيَّرَ كَهَنَةً مِنْ أَطْرَافِ الشَّعْبِ لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي لاَوِي... فَعَمِلَ عِيدًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَصَعِدَ عَلَى الْمَذْبَحِ لِيُوقِدَ" (1مل 12: 26 - 33).
ويقول " هنري ل. روسييه": "لقد كان يربعام سياسيًا بارعًا، وأقام واحدًا من العجلين في بيت إيل على حدود يهوذا، والعجل الآخر في دان على الحدود الشمالية للمنطقة، ورسم العبادة على ذات صورة العبادة المرسومة في ناموس موسى، وحلَّ محل الهيكل " بيت المرتفعات " واستبدل الكهنوت اللاوي بالكهنة من كل فئات الشعب " لم يكونوا من بني لاوي " وكما كان لإسرائيل عيد المظال فإن يربعام أقام كذلك عيدًا ولكن متأخرًا عن موعده بشهر، وأقام مذبحًا في بيت إيل بديلًا عن المذبح النحاسي وأقامه أمام الوثن وأوقد عليه البخور بدلًا من المحرقات (1مل 12: 31 - 33) وكل هذا "ابتدعه من قلبه".."(1).
ز - بينما كان يربعام يقدم ذبائحه على المذبح الذي صنعه، صعد رجل الله من يهوذا ووقف أمام المذبح المُزيَّف وتنبأ قائلًا: يا مذبح يا مذبح سيولد لبيت داود ابن اسمه " يوشيا " ويذبح كهنة المرتفعات عليك، وانشق المذبح وذرى الرماد الذي عليه كعلامة لصدق كلام رجل الله، وعندما أراد يربعام أن يمسك به تيبَّست يده، فصرخ لرجل الله الذي تضرع لله فعادت يده صحيحة (1مل 13: 1 - 6).
ح - رغم إحسانات الله ليربعام، فإن يربعام لم يسلك في وصايا الله وفرائضه، ولم يطع وصية الله الخاصة له عندما قال له: "فَإِذَا سَمِعْتَ لِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ، وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَفَعَلْتَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا فَعَلَ دَاوُدُ عَبْدِي، أَكُونُ مَعَكَ وَأَبْنِي لَكَ بَيْتًا آمِنًا كَمَا بَنَيْتُ لِدَاوُدَ، وَأُعْطِيكَ إِسْرَائِيلَ" (1مل 11: 38) فانحرف يربعام وفعل ما فعل وصرف الشعب عن عبادة الله، ورغم ذلك عاتبه الله على لسان أخيا الشيلوني، وأنذره بقطع نسله، وصدر الأمر بموت ابنه (1مل 14: 6 - 16) ونشبت حروب بين يربعام ورحبعام (1مل 15: 7).
أ - اسم عبري معناه " كريم " وهو من سبط أفرايم، ومَلَكَ على إسرائيل في السنة الثانية لحكم آسا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة سنتين (1مل 15: 25).
ب - اغتاله بعشا بن أخيا، من سبط يساكر وأحد قواته، اغتاله وهو يحاصر جَّبثون التابعة للفلسطينيين، في السنة الثالثة لحكم آسا، وأباد بعشا كل بيت يربعام فتحققت نبوة أخيا الشيلوني (1مل 15: 27 - 29، 14: 10، 14).
أ - اسم عبري معناه " جراءة " وهو من سبط يساكر، اغتال ناداب بن يربعام، وأباد كل بيت يربعام حتى لم يتبقَ منه نسمة، ومَلَكَ عوضًا عنه، في السنة الثالثة لحكم آسا مَلَكَ على إسرائيل، ومَلَكَ لمدة أربعة وعشرين سنة (1مل 15: 27 - 33).
ب - كان بينه وبين آسا ملك يهوذا حربًا كل أيامهما (1مل 15: 32).
جـ- فعل الشر في عيني الرب، فوبخه ياهو بن حناني الرائي، وتنبأ عنه بانقراض نسله (1مل 16: 1 - 4).
د - بنى الرامة Rama ليضايق آسا ملك يهوذا، ولكن آسا استجار ببنهدد ملك آرام الذي أسعفه وضرب مدن إسرائيل، فحمل آسا حجارة الرامة وبنى بها جبع والمصفاة (2أي 16: 1 - 6).
أ - اسم عبري معناه " بلوكة " أو " بطمة"، وهو من سبط يساكر، ومَلَكَ بعد موت أبيه في السنة السادسة والعشرين لحكم آسا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة سنتين (1مل 16: 6، 8).
ب - كان يشرب ويسكر في ترصة، فاغتاله زمري أحد قادة الجيش في السنة السابعة والعشرين لحكم آسا (1مل 16: 9، 10).
أ - اسم عبري معناه " الجبس الجبلي " أو " التيس الجبلي " وكان رئيسًا لنصف مركبات الجيش، وقد استغل مركزه في اغتيال أيلة بن بعشا، بينما كان الجيش يحاصر جبَّثون التابعة للفلسطينيين، وقد اغتاله في السنة السابعة والعشرين لحكم آسا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة سبعة أيام فقط (1مل 16: 9، 10).
ب - عندما مَلَكَ أباد كل بيت بعشا، فتحققت نبوءة ياهو النبي من أجل خطايا بعشا وأيلة ابنه (1مل 16: 12، 13).
جـ- عندما سمع الجيش بأخبار اغتيال زمري لأيلة، نصَّب عمري رئيس الجيش ملكًا على إسرائيل، فترك جبَّثون وحاصر ترصة وأخذ المدينة، فدخل زمري إلى قصر بيت الملك وأحرق القصر مع بيت الملك فمات (1مل 16: 16 - 18).
أ - اسم عبري معناه " مُفلح " وكان قائدًا لجيش بني إسرائيل في أيام أيلة بن بعشا، وانتقم من زمري قاتل سيده، وانقسم الشعب على نفسه، فمنهم من رشح " تبني " ومنهم من رشح " عمري " فمات تبني ومَلَكَ عمري في السنة الحادية والثلاثين لحكم آسا ملك يهوذا، ومَلَكَ أثنى عشر سنة (1مل 16: 16 - 23).
ب - اشترى جبل السامرة من شامر، وأنشأ مدينة السامرة وجعلها عاصمة لمُلكه بدلًا من ترصة (1مل 16: 24) فكانت السامرة من أجمل وأخطر المواقع في إسرائيل، ولا سيما أن عصره كان عصر سلام ورواج لإسرائيل.
جـ- أنشأ علاقات تجارية مع أثبَعَل ملك الصيدونيين، وأخذ إيزابل ابنة أثبَعَل زوجة لابنه أخآب، وفعل الشر في عيني الرب، ومات ودُفن في السامرة (1مل 16: 25 - 28).
أ - اسم عبري معناه " أخو الأب " أو " الأب أخي " وقد مَلَكَ في السامرة بعد موت أبيه عمري، في السنة الثامنة والثلاثين لحكم آسا مَلَكَ يهوذا، ومَلَكَ لمدة أثنين وعشرين سنة (1مل 16: 29).
ب- تزوج بإيزابل ابنة أثبعل المرأة الشريرة، فعمل الشر في عيني الرب أكثر من جميع الذين ملكوا قبله، وأقام مذبحًا للبعل بغواية امرأته وسجد للبعل (1مل 16: 30 - 33).
جـ- بسبب شر الشعب الذي صعد إلى عنان السماء، أغلق إيليا أبواب السماء فلم تمطر لمدة نحو ثلاث سنوات، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وظل إيليا مختبئًا عن أعين أخآب الذي بحث عنه في كل مكان، ثم عاد إيليا وتراءى أمام أخآب، ووبخه على شره، وتحدى أنبياء البعل على جبل الكرمل فلم تنزل نار لتلتهم ذبيحتهم، بينما بمجرد أن صلى إيليا انحدرت النار من السماء فالتهمت الذبيحة والمياه التي حولها، فاجتذب قلوب الشعب إلى حين، وقتل أنبياء البعل الأربعمائة والخمسين (1مل 17، 18).
د - حاصر بنهدد ملك آرام مع أثنين وثلاثين ملكًا مدينة السامرة، وقدم أخآب تنازلات كثيرة لم ترضِ بنهدد، فتدَّخل الرب وخلص أخآب والسامرة برؤساء المقاطعات وعددهم 232 شخصًا، فضربوا بنهدد وقت الظهر وهو يأكل ويشرب ويسكر، ولكن أخآب عفا عن ملك آرام لأنه كان يمثل خط الدفاع الأول ضد الإمبراطورية الأشورية، وقال هو أخي، مما أثار غضب الرب، لأنه كان قد حرَّمه (1مل 20) وقد تحالف أخآب مع ملوك آرام وغيرهم ضد ملك آشور، وقدم ألفي مركبة حديدية وعشرة آلاف رجل سنة 853 ق.م. فاستطاع هذا التحالف أن يهزم ملك آشور في قرقار، وفي عصره عمَّ الرخاء البلاد ونشطت التجارة، وظهرت إسرائيل كدولة قوية في المنطقة.
هـ- أراد أخآب أن يضم حقل نابوت اليزرعيلي إلى ممتلكاته، أما نابوت فقد رفض مطيعًا الوصية الإلهيَّة في هذا الشأن، فحزن أخآب، أما إيزابل الشريرة فقد دبرت أمر رجم نابوت ظلمًا، فطلب الله دم نابوت من أخآب بفم إيليا الذي أخبره بانتقام الله العادل، فاتضع أخآب أمام الله، فأجل الله العقوبة (1مل 21).
و - أصطحب أخآب يهوشافاط ملك يهوذا للحرب ضد آرام لاسترداد راموت جلعاد، وحرَّضه على ذلك الأنبياء الكذبة، فاستمع لهم، ورفض الاستماع إلى مشورة ميخا بن يمله النبي، فقُتل في الحرب ولحست الكلاب دمه كما قال الرب (1مل 22).
أ - اسم عبري معناه " من يمسكه الرب " أو " من يسنده الرب " وقد مَلَكَ بعد مقتل أبيه في السنة السابعة عشر لحكم يهوشافاط ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة سنتين (1مل 22: 51).
ب - عمل الشر في عيني الرب وعبد البعل وسجد له بغواية أمه الشريرة إيزابل (1مل 22: 52).
جـ- فشل في عمل تحالف مع يهوشافاط لإقامة نشاط بحري، بعد أن تكسَّرت سفن يهوشافاط في عصيون جابر (1مل 22: 48، 49).
د - يبدو أنه سكر وترنح فسقط من الكوة وهو في العلية، وأرسل يستشير بعل زبوب، فإذ بإيليا يلتقي رُسل أخزيا، ويعيدهم لسيدهم بقول الرب: "أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ... السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ" (2مل 1: 3، 4).
هـ- أرسل أخزيا خمسين جنديًا مع قائدهم للقبض على إيليا، فنزلت نار من السماء وأكلتهم، وكرَّر أخزيا المحاولة ثانية فكانت نفس النتيجة، وكررها ثالثة ولكن قائد الخمسين كان رجلًا حكيمًا فلم يأمر إيليا ولم يتعجرف عليه إنما رجاه أن يأتي معه، فذهب معه إيليا إلى أخزيا وأكد نفس الرسالة بموته لأنه سأل بعل زبوب (2مل 1: 9 - 17) فمات أخزيا ولم يكن له ابن يُخلفه، فتولى المُلك بعده أخوه يهورام.
و - في عهده انتهت رسالة إيليا النبي وصعد في العاصفة إلى السماء في مركبة نارية، وتولى الرسالة بعده تلميذه المختار أليشع (2مل 2).
أ - اسم عبري معناه " يهوه مرتفع " مَلَكَ عوضًا عن أخيه حزقيا في السنة الثامنة عشرة لحكم يهوشافاط ملك يهوذا، ومَلَكَ اثنتي عشرة سنة في السامرة (2مل 3: 1).
ب- عمل الشر في عيني الرب، ولكن ليس كأبيه وأمه، بل أزال تمثال البعل الذي صنعه أبوه (2مل 3: 2).
جـ- عصى ميشع ملك موآب على إسرائيل، فتحالف يهورام مع يهوشافاط ملك يهوذا، ومعهما ملك أدوم، وهاجموا موآب فكادت الجيوش الثلاث تموت عطشًا لولا تدخل الله بيد عبده أليشع النبي، وسحقوا جيش موآب، حتى أن ملك موآب أصعد ابنه البكر محرقة على السور، فانصرفوا عنه (2مل 3: 4 - 27).
د - كان أليشع النبي يخبر يهورام بمؤامرات بنهدد التي يحيكها ضده في السر، فكان ينجو منها، ولهذا حاصر جيش آرام دوثان وأليشع وتلميذه فيها، فارتعب تلميذه فصلى أليشع ففتح الرب عيني الغلام فأبصر وإذ الجبل مملوء خيلًا ومركبات نار حول أليشع فاطمأن قلبه، وصلى أليشع فضرب الله جيش آرام بالعمى، وقادهم إلى السامرة، وأمر يهورام، فقدم لهم الطعام والشراب وأعادهم معزَّزين مكرَّمين فتوقفت الحرب مع آرام إلى حين (2مل 6: 8 - 23).
هـ - حاصر بنهدد ملك آرام السامرة، فحلت بها المجاعة حتى أن النساء أكلن أطفالهن وكاد يهورام يقتل أليشع النبي لأنه يدرك أنه يستطيع أن يصلي لإلهه القادر أن يفك هذا الحصار، وفي اليوم التالي تحقَّقت نبوة أليشع إذ أسمع الرب جيش آرام صوت مركبات وصوت خيل وصوت جيش عظيم فهربوا، فخرج بنو إسرائيل واستولوا على كل ما كان لهم (2مل 6: 24 - 27: 20).
و - أصطحب يهورام أخزيا ملك يهوذا ابن يهوشافاط وزوج أخته عثليا، لمقاتلة حزائيل ملك آرام في راموت جلعاد، فجُرح يهورام وعاد إلى يزرعيل ليشفى، ولكن ياهو بن نمشى ثار عليه وقتله، كما قتل أخزيا ملك يهوذا، وأباد كل عائلة أخآب وإيزابل، فقتل أبناء أخآب السبعين عن طريق رجال السامرة أنفسهم عندما أرهبهم، واستولى على الحكم (2مل 9، 10).
أ - اسم عبري معناه " هو يهوه " وكان من قادة الجيش، والرب هو الذي أوصى إيليا بمسحه ملكًا على إسرائيل لإبادة نسل أخآب (1مل 19، 16).
ب - أوكل إيليا النبي مهمة مسح ياهو لتلميذه أليشع، وفي الوقت المناسب أرسل أليشع أحد بني الأنبياء بقنينة الدهن ليمسح ياهو، وللوقت هاجم ياهو يهورام بن أخآب وأخزيا بن يهوشافاط وقتلهما كليهما في يزرعيل، وأباد كل نسل أخآب وأمر بإلقاء إيزابل من الكوة فسال دمها على الحائط وعلى الخيل فداسها، وأكلت الكلاب جثتها باستثناء الجمجمة والرجلين وكفي اليدين، وقَتَلَ بحيلةٍ كل كهنة البعل، وأزال عبادة البعل، غير أنه سار في طريق يربعام بن ناباط فترك عجلي الذهب لئلا ينصرف الشعب عنه إلى أورشليم، وأعطاه الرب وعدًا أن أولاده يجلسون على كرسي إسرائيل إلى الجيل الرابع، أما ياهو فقد مَلَكَ في السامرة لمدة ثماني وعشرين سنة (2مل 9، 10).
جـ- حافظ ياهو على استقرار البلاد، وأسَّس أسرة ملكية توارث فيها الأبناء الحكم لمدة نحو مائة عام، وفي عصره هاجم شلمناصر ملك آشور إسرائيل سنة 841 ق.م. تارة، وفي سنة 837 ق.م. تارة أخرى، وعندما أُغتيل شلمناصر خلَّفه ابنه " شمس هدد " الذي مات سنة 812 ق.م. فخلفته الملكة " سميراميس " لمدة أربع سوات.
أ - اسم عبري معناه " يهوه يأخذ " وقد مَلَكَ في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة سبعة عشر عامًا (2مل 13: 1).
ب- عمل يهوآحاز الشر في عيني الرب، فحمى غضب الرب عليهم، وتركهم ليد حزائيل ملك آرام وإبنه بنهدد، ومع هذا فإن يهواحاز عندما تضرع للرب سمع له وخلصه مع شعبه من يد آرام، ومع ذلك لم يرجعوا عن خطايا يربعام بن ناباط (2مل 13: 2 - 5).
جـ- وصل يهواحاز لمرحلة ضعف شديدة، حتى لم يبقى من جيشه سوى خمسين فارسًا وعشر مركبات وعشرة آلاف رجل، لأن ملك آرام قد أفناهم وداسهم كالتراب، ومات يهواحاز ودُفن في السامرة (2مل 13: 7 - 9).
أ - اسم عبري معناه " يهوه منح " وقد مَلَكَ في السنة السابعة والثلاثين لحكم يوآش ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة ستة عشر عامًا في السامرة، وعمل الشر في عيني الرب (2مل 13: 10).
ب- أرسل إليه أمصيا ملك يهوذا قائلًا له: "هلم نتراء مواجهة"، فنصحه يهوآش أن يلتزم بيته ويتمجد، فلم يستمع له، ونشبت نيران الحرب فانتصر يهوآش على أمصيا، وقبض عليه في بيت شمس وأتى به إلى أورشليم، وهدم سور أورشليم بطول 400 ذراع، وأخذ الذهب والفضة والآنية من بيت الرب وخزائن أمصيا (2أي 25: 17 - 24).
جـ- عندما مرض أليشع ذهب يهواش لزيارته وبكى على وجهه، ووعده أليشع بالنصرة على آرام، وفعلًا أسترجع يهواش المدن التي أغتصبها بنهدد ملك آرام من أبيه يهواحاز، ومات أليشع في عصره (2مل 13: 14 - 25).
د - مات ودُفن في السامرة وملك ابنه يربعام عوضًا عنه (2مل 13: 13).
أ - اسم عبري معناه " يكثر الشعب:، وهو يربعام الثاني بعد يربعام بن ناباط ومَلَكَ في السنة الخامسة عشر لحكم أمصيا ملك يهوذا، ومَلَكَ واحد وأربعون سنة في السامرة، وعمل الشر في عيني الرب (2مل 14: 23، 24).
ب- توسع يربعام في حدود الدولة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في أيام سليمان من مدخل حماة حتى وادي العربة (2مل 14: 25، عا 6: 14). كما استرجع جميع الأماكن التي استولى عليها الأراميون من قبل (2مل 14: 28).
جـ- شهد عصره نشاطًا اقتصاديًا ضخمًا، ويعتبر من أغنى ملوك إسرائيل وأكثرهم رفعة، ومات ودُفن في السامرة، ومَلَكَ ابنه عوضًا عنه (2مل 14: 29).
أ - اسم عبري معناه " يهوه يذكر " ملك في السنة الثامنة والثلاثين لحكم عزريا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة ستة أشهر فقط في السامرة (2مل 15: 8).
ب - عمل الشر في عيني الرب، فاغتاله شلُّوم بن يابيش أمام الشعب (2مل 15: 9، 10) وهو آخر ملوك بيت ياهو.
أ - اسم عبري معناه " جزاء"، مَلَكَ في السنة التاسعة والثلاثين لحكم عُزّيا ملك يهوذا، ومَلَكَ فقط لمدة شهر واحد (2مل 15: 13).
ب- ثار عليه منحيم بن جادي من ترصة، فجاء منحيم إلى السامرة واغتاله (2مل 15: 14).
أ - اسم عبري معناه " معز"، مَلَكَ في السنة التاسعة والثلاثين لحكم عُزّيا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة عشر سنوات (2مل 15: 17).
ب- عمل الشر في عيني الرب، فهجم عليه فول (تغلث فلاسر الثالث) ملك آشور فقدم له محنيم ألف وزنة من الفضة ليثبّته على كرسيه (2مل 15: 18 - 20) وفرض ملك آشور جزية على بني إسرائيل بمعدل 50 شاقل فضة عن كل رجل.
جـ- مات منحيم ومَلَكَ بعده ابنه فقحيا.
أ - اسم عبري معناه " قد فتح الله عينيه"، مَلَكَ في السنة الخمسين لمُلك عُزّيا ملك يهوذا، ومَلَكَ لمدة سنتين في السامرة (2مل 15: 23).
ب- عمل الشر في عيني الرب وسار في خطايا يربعام (2مل 15: 24) وكان يظن أن ملك آشور سيثبّته على كرسيه المتزعزع.
جـ- اغتاله فقح بن رمليا ومعه خمسون رجلًا من الجلعاديين (2مل 15: 25).
أ - اسم عبري معناه " الله قد فتح عينيه"، مَلَكَ في السنة الثانية والخمسين لحكم عزريا ملك يهوذا، ومَلَكَ في السامرة لمدة عشرين سنة (2مل 15: 27).
ب- تحالف مع رصين ملك آرام وأراد أن ينضم إليهما آحاز بن يوثام ملك يهوذا للثورة ضد آشور، ولكن آحاز رفض الانضمام إليهما، وبسبب شر احآز هاجمه فقح بجيشه وقتل مائة وعشرين ألفًا من يهوذا، وقتلوا معسيا ابن الملك، وعزريقام رئيس البيت، والقانة ثاني الملك، وسبوا مائتي ألف من النساء والبنين والبنات ونهبوا غنيمة وافرة وأتوا إلى السامرة، فوبخهم " عوديد " نبي الرب، فأعادوا المسبيين إلى يهوذا (2أي 28: 6 - 15).
جـ- عندما إستنجد آحاز ملك يهوذا بتغلث فلاسر ملك آشور، وقد أرسل له الفضة والذهب الموجودة في بيت الرب، فجاء ملك آشور وهاجم آرام وقتل ملكها رصين، وسبى شمال شرق أرض إسرائيل إلى آشور، ولكنه لم يستطع إخضاع السامرة لحصانتها القوية وموقعها (2مل 15: 19، 16: 9).
د - اغتاله هوشع بن أيلة (2مل 15: 30) بعد أن قامت المجموعة الموالية لآشور بانقلاب ضد فقح، وقد خطط له تغلث فلاسر، فقُتل فقح بن رمليا وتولى الحكم هوشع زعيم المتآمرين.
أ - اسم عبري معناه " الخلاص"، مَلَكَ في السنة الثانية عشرة لآحاز ملك يهوذا، ومَلَكَ في السامرة لمدة تسع سنوات (2مل 17: 1).
ب- عمل الشر في عيني الرب، ولكن ليس كملوك إسرائيل السابقين له، وظل لعدة سنوات يدفع الجزية لآشور، ولكن المجموعة الموالية لمصر استطاعت إقناعه بالتوقف عن دفع الجزية لاشور، فأرسل رسلًا يستعين بفرعون مصر " سوا"، وامتنع عن دفع الجزية، فجاء شلمناصر ملك آشور وحاصر السامرة لمدة ثلاث سنوات، حتى سقطت في أيام سنحاريب ملك آشور، فألقى هوشع في السجن، وسبى شعب إسرائيل إلى آشور وأحلَّ مهجَّرين بدلًا منهم، فكانت نهاية مملكة إسرائيل سنة 722 ق.م. (2مل 17: 2 - 6) ويقول " المطران يوسف الدبس": "وقد تبيَّن من الآثار المسمارية Cuneiform أن سقوط السامرة كان سنة 722 أو 721 ق.م.، وهذا يطابق ما جاء في الكتاب طباقًا تمامًا، وهو يقضي علينا بصحة التواريخ الواردة في أسفار الملوك وسفري أخبار الأيام"(2).
_____
(1) تأملات في سفر الملوك الأول ص 123، 124.
(2) تاريخ الشعوب المشرقية في الدين والسياسة والاجتماع جـ2 ص 398.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1232.html
تقصير الرابط:
tak.la/q3yw2c9