يقول " جوناثان كيرتش": "أن بثشبع أرادت بكل معنى الكلمة أن تجتذب عين الملك بعرض نفسها بوقاحة، عارية ومبلَّلة، ضمن مجال الرؤية الواضحة من سطح القصر، حيث كان معروفًا أن داود يستنشق نسيم الليل العليل من وقت لآخر، والحق أنه لم يكن غير عادي لبعض الصبايا سريعات الاهتياج من أورشليم أن يتسكعن في الشوارع ويوجهن أحاديثهن إلى القصر ويصرخن منفعلات بانتظار أن يظهر الملك الوسيم على الأسوار فوق رؤوسهن"(1).
ج: 1- بثشبع ومعناها " الابنة السابعة " أو " ابنة القسم أو الحلف " هي هي بثشوع أي "ابنة الوفرة أو الشبع" وهي أرملة أوريا الحثي وزوجة داود الذي أنجب منها أربعة أبناء منهم سليمان، فكل من بثشبع أو بثشوع هما نطقان مختلفان لذات الشخصية. أما "اليعام" ومعناه "الله عمي" والدها فهو "عميئيل" ومعناه " عمي الله " فالمعنى واحد مع اختلاف الترتيب، وحتى لو كان بثشبع وبثشوع، واليعام وعميئيل، كل منهما اسمًا مختلفًا عن الآخر، فهذا ليس بالأمر الغريب، لأننا تعودنا في الكتاب المقدَّس أن يكون لبعض الأشخاص اسمان، وقد يمثل أحدهما اسمه والآخر لقبه أو كنيته، فإبراهيم هو إبرآم، ويرُبَّعل هو جدعون، ويوحنا المُلقَّب مرقس... إلخ.
2- كانت بثشبع امرأة جميلة جدًا، ولم تكن عاقرًا، لم تنجب من زوجها أوريا، وربما زوجها أهملها لعدم إنجابه منها، وربما لم يفكر أوريا أن يدخل إلى بيته عندما استدعاه داود لهذا الغرض، وربما شك في زوجته عندما أكرمه الملك وأرسل هدايا إلى بيته، وما حدث لزوجته لا يُنقص من كونه بطلًا من أبطال داود، أمينًا لمَلِكهِ ولتابوت العهد وقائد جيشه. والحقيقة أن أحدًا لا يعرف نية بثشبع، هل كانت إنسانة شهوانية تشتهي المُلك والملك أم أنها كانت زوجة مخلصة وفيَّة لزوجها، وأن ما حدث كان فخًا شيطانيًا، ولم تستطع أن تتحدى رغبة الملك، ولكن على كلٍ فهي امرأة تعوزها الحكمة، لأنها تعرَّت لتستحم في مكان يمكن أن تُرى منه، وأيضًا لم تعارض رغبة الملك الخاطئة، ولم تتمسك بطهارتها كما فعلت سوسنة العفيفة أن قبلت الموت عن أن تضحي بطهارتها، وبعد قتل أوريا قبلت بثشبع الزواج بالملك، ويقول "أ. م رينويك": "القصة من أولها إلى آخرها هي وصمة عار لا يمكن لكر الأيام أو مرَّ الأعوام أن تمحوها من حياته، بل كانت بداية طريق شاق طويل على جانبيه الأحزان والآلام. وكانت بثشبع شريكة في أثمه، وكان طموحها كبيرًا لدرجة أنها سيطرت على داود إلى المنتهى (1مل 1: 11 - 31)"(2).
3- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "وكانت المرأة " جميلة المنظر جدًا والجمال نعمة من نعم الخالق ولكن إذا أساء الناس النظر إلى الجمال سقطوا سقوطًا عظيمًا ويكون الجمال سبب ويل لأصحابه ولغيرهم. ونحن إذا رأينا منظرًا أو شخصًا جميلًا علينا أن نمجد الله الذي أبدعه ولا نسلم أنفسنا للطيش ونعثر بسبب هذا الجمال، وإن كان أحد يملك الجمال فليمجد الله على عطيته، ولكن لا يغتر بجماله أو يجعل نفسه عثرة للآخرين. كانت المرأة تستحم فوق سطح منزلها وكانت نيتها حسنة، ولكن داود العظيم سقط بسبب وقوع نظره عليها من بعيد"(3).
_____
(1) ترجمة نذير جزماتي - حكايا محرَّمة في التوراة ص 305.
(2) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 137، 138.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الثاني ص 103.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1193.html
تقصير الرابط:
tak.la/6fg242c