يقول " أحمد ديدات": "ويثير التناقض أكثر من سؤال: أنها هي ذات المعركة. هل قتل داود أثناءها سبع مائة مركبة أم سبعة آلاف مركبة؟ هل قتل داود أربعين ألف فارس أم أربعين ألف راجل..؟ أنها هي هي ذات المعركة، ويثور سؤال لو كان هذا هو كلام الله ألا يعرف الله حقيقة ما حدث في المعركة على هذا النحو؟ أم هو كلام بشر"(1).
أما " علاء أبو بكر " فلم يقنع بإجابة الدكتور القس " منيس عبد النور " في كتابه " شبهات وهمية"، وأورد عدة ترجمات وقال: "قد علَّقت الترجمة الكاثوليكية الألمانية على هذا الخطأ المذكور في هامش أخبار الأيام الأول 19: 18 قائلة: أن الحديث في صموئيل الثاني 10: 18 عن 700 فقط. أما الترجمة العربية المشتركة فقد غيرَّت في نص الكتاب الموحى به ليمرر ما يفهمه هو، وحتى لا تبدو للقارئ أنها من الأخطاء، فقد تركها في صموئيل الثاني: {فانهزموا من أمامه بعد أن أهلك لهم سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس} أما في أخبار الأيام الأول فقد ذكرها: {فانهزموا من أمامه بعد أن أهلك لهم سبعة آلاف سائق مركبة وأربعين ألف فارس} ووافقته ترجمة كتاب الحياة، إلاَّ أنها غيرَّت في ترجمة أخبار الأيام الأول وذكرت أن القتلى هم قادة المركبات: {وقتل داود سبعة آلاف من قادة المركبات} أخبار الأيام الأول 19: 18، وعلى ذلك فهي من الأخطاء البينة"(2).
ج: 1- جاء في سفر صموئيل الثاني: "وأرسل هدر عزر فأبرز آرام الذي في عبر النهر فأتوا إلى حيلام... ولما أُخبر داود جمع كل إسرائيل وعبر الأردن وجاء إلى حيلام" (2صم 10: 16، 17) وجاء في أخبار الأيام: "ولما رأى آرام أنهم قد انكسروا أمام إسرائيل أرسلوا رسلًا وأبرزوا آرام الذين في عبر النهر... ولما أُخبر داود جمع كل إسرائيل وعبر الأردن وجاء إليهم وأصطفَّ ضدهم" (1أي 19: 16، 17) فواضح للعيان أن كاتب سفر صموئيل ذكر الموضع الذي جاء إليه جنود آرام النهرين، وهو " حيلام " وجاء ذكر الاسم مرتين في الآيتين 16، 17 أما كاتب أخبار الأيام فأغفل اسم المكان تمامًا لم يذكره لا مرتين ولا مرة، بل قال أن داود جاء إليهم، و" إليهم " ليست مكانًا، إنما المقصود أن داود جاء إلى جنود آرام النهرين وأصطفَّ للقائهم، والوضع الصحيح وضع الهمزة في " إليهم " تحت الألف وليس فوقها حتى يتضح المعنى الصحيح.
2- جاء في سفر صموئيل: "قتل داود من آرام سبع مئة مركبة" (2صم 10: 18) وجاء في سفر أخبار الأيام: "قتل داود من آرام سبعة آلاف مركبة" (1أي 19: 18) ومن المعروف أن المركبة لا تُقتل. هذه هي الحقيقة الأولى، والحقيقة الثانية أن كلمة " مركبة " كانت تُطلق على مركبة أو على الجندي الذي يركب المركبة، وبهذا يكون داود قد قتل سبعة آلاف جنديًا كانوا يستقلون سبعمائة مركبة، والمركبة التي تقل عشرة جنود كان بها مستويان، بالمستوى الأعلى خمسة جنود يضربون السهام، وبالمستوى الأسفل خمسة جنود يصوبون بالرماح، وتجر المركبة أربعة خيول، كما رأينا من قبل.
3- جاء في سفر صموئيل الثاني أن داود قتل " أربعين ألف فارس" (2صم 10: 18) وجاء في أخبار الأيام أنه قتل " أربعين ألف راجل" (1أي 19: 18) ومعنى " راجل " أي جندي مشاه، ولحل هذه الإشكالية هناك احتمالان:
أ - أن هذا العدد الضخم كان يتكوَّن من الفرسان والمشاة، وربما كانت أعدادهم متقاربة، فكاتب سفر صموئيل غلَّب جانب الفرسان فقال أربعين ألف فارس، وكاتب سفر أخبار الأيام غلَّب جانب المشاة فقال أربعين ألف راجل.
ب - جاء في موقع هوليبايبل أن كلمة "فارس" تعني الجندي الذي يمتطي الخيل، أو الجندي الذي يركب المركبة، أو الجندي الذي يسير بجوار المركبة الحربية، وبهذا يتضح أن الأربعين ألفًا هم من المشاة الذين صاحبوا المركبات، ولذلك يصح أن نطلق عليهم فرسان أو مشاة، وجاء في ترجمة الحياة: "وقتل داود سبعة آلاف من قادة المركبات وأربعين ألفًا من المشاة" (1أي 18: 18) وجاء في الترجمة العربية المشتركة: "فانهزموا من أمامه بعد أن أهلك منهم سبعة آلاف سائق مركبة وأربعين ألف فارس" (1أي 18: 18) فهنا دعى جندي المشاة " فارس " لأنه يمثل مع زملائه المشاة الذين يسيرون على جوانب المركبة تشكيلًا حربيًا. وانتصار داود على هذه الترسانة الحربية يُظهر مدى مساندة السماء له.
4- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "وقتل منهم:
(أ) " سبعمائة مركبة " وقد ذكرت في (1أي 19: 18) " سبعة آلاف مركبة " وليس هناك أي تناقض والمقصود بالنص الأول والثاني أنه قتل رجال الحرب الذين في سبعمائة مركبة، وكل مركبة كانت تحمل عشرة رجال فيكون المجموع سبعة آلاف، وإسناد القتل إلى المركبات من باب المجاز المُرسَل كما نقول مثلًا: {سلمتُ على البيت أي على أهل البيت} وكما كان الرسل يرسلون سلامهم إلى بيوت المؤمنين ويقصدون سكانها. وكان اليهود وعلماؤهم وجميع الشعوب يعرفون كل هذه الاصطلاحات الحربية القديمة ولذلك لم يجدوا أي تناقض بين نصوص الكتاب. ولو وجدوا تناقضًا أو شبه تناقض لناقشوه في مؤلفاتهم الكثيرة.
(ب) " وأربعين ألف فارس " وجاءت في (1أي 19: 18) " وأربعين ألف راجل " أي من المشاة، لأن الأربعين ألفًا كانت من الفرسان والمشاة، وذكر أحد الكاتبين الفرسان لأنهم في نظره الأكثر أهمية في الحرب بينما ذكر الثاني المشاة لأنه في نظره الأكثر أهمية، وفي التعبيران مجاز أيضًا ذكر في كل منهما طرف وقصد الطرفان، فقد يحضر شخص وأبوه، فسواء قلت: حضر الابن، أو حضر الأب، أو حضر الابن وأبوه لا يكون في القول أي تناقض"(3).
_____
(1) ترجمة علي الجوهري - عتاد الجهاد ص 19.
(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س93 ص 74 - 76.
(3) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الثاني ص 100، 101.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1192.html
تقصير الرابط:
tak.la/ka43mwy