تزداد حساسية الإنسان بقدر صفائه وشفافيته. ففكر
الإنسان الذي تنقى وتقدس بالتأثر بالمثل العليا للطهارة والنقاوة والبتولية،
وبالحياة الأسرية المقدسة، وبالاندماج في الحياة الكنسية، وبزيارات النعمة
لآباء البرية ومجالستهم الروحية، وبالاستغراق في الفكر الآبائي الروحاني،
وانشغال الفكر
بالصلاة الدائمة، واعتياد الحواس على معايشة المقدسات سمعًا
وبصرًا. وصار هذا الفكر على درجة كبيرة من الصفاء والنقاوة. يصبح صاحبه ذا
حساسية مرهفة تجاه العثرات المحيطة به والتي لابد أن يتواجه معها طالما يعايش
مجتمع العالم بكل متناقضاته وشروره. وهذه العثرات لا تنال منه عند مواجهتها في حينه
سوى تأثره الوقتي الخاطف نتيجة وقوع بصره أو سمعه عليها. أما ما تخلفه هذه
العثرات وتأثراتها لديه فيما بعد فيتمركز في الأفكار التي تهاجمه في وقت مناسب
وغير مناسب وفى أي ظروف ومواقف مهما اختلفت أهدافها أو موضوعاتها. وتُكَدر هذه
الأفكار صفو الإنسان ومَنْ هُم مثله من أصحاب هذه الحساسية المرهفة نحوها،
وتسبب لهم ضيقًا شديدًا خصوصًا عندما تلح عليهم وتلاحقهم ويحسون بالعجز في
مقاومتها أو الهروب منها. والأكثر إيلامًا أنه يصاحبهم الإحساس بأنهم نجسون
فكرًا وقلبًا وأن المسافة أصبحت بعيدة بينهم وبين إلههم القدوس. وشتان بينهم
وبين مُثُل القداسة والبتولية التي يعشقونها ويتغنون بها. هذه كلها تتمخض عن حرب الأفكار وتكاد توقعهم في
اليأس
من وضعهم الخاطئ أمام الله والشعور بأنهم غير مستحقين مجرد الوقوف أمامه
للصلاة أو
ممارسة
الصوم أو حتى قراءة الكتاب المقدس. وطبعًا لا يستحقون التقدم
للأسرار المقدسة. إذًا الآثار الناجمة عن حرب الأفكار لا يستهان بها على هذا
النوع من الذين يسيرون في دروب الروح، خصوصًا في فترة الشباب المبكر والمتأخر. والعلاج يكمن في التنبه لبعض الأمور وأهمها: 1 - إدراك أن استمرار ورود هذه الأفكار يشير
إلى أن الميول الجسدية لازالت دفينة في أعماق النفس ولها موضع خفي في القلب،
واستمرار كبتها لا يمنع من زوالها. فالأمر يحتاج إلى جهاد مستمر من أجل تنقية
النفس منها ولو إلى النَفَس الأخير كما يعلمنا الكتاب "لم تقاوموا بعد حتى الدم
مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4) خصوصا أن شهوة الجسد أكثر شهوة التصاقًا بالإنسان، وقد تلازمه حتى سنى الشيخوخة لأنها قائمة في جسده. 2 -
3 - إن الجهاد الروحي يعطى طعمًا لحياة السائرين في درب الروح ويتلذذون به بالرغم من معاناة أتعابه، وذلك لما يتخلله من انتصارات متوالية بين الحين والآخر يتذوقون فيها جمال عمل قوة النعمة الإلهية في حياتهم.
4 -
إن توارد هذه الأفكار واستمرار إلحاحها هو نتيجة عادة فكرية تملكت على الشخص وهى ثمرة التكوين النفسي والبيئي والتربوي. فالجانب اللاإرادي أصبح متوفرًا في هذه الحرب الفكرية. والله يعلم بهذا كما يعلم أنها موضوع جهادنا. وينتظر منا أن نستغل هذه الفرصة أو هذه التجربة لكي نجاهد وننتصر انتظارًا لحسن المجازاة.5 -
إن عمل إبليس في هذه الحرب الفكرية هو أنه قد يشجع على يقظتها بمثيرات من الخارج. وقد يعيد تكرارها على الذهن من الداخل مستغلًا العواطف الدفينة نحوها وبعض العوامل الأخرى التي ذكرناها والتي تساعد على هجوم الأفكار على الخاطر. ولكي لا نخاف من حرب الأفكار يجب أن نعرف أنها آخر ما في جعبة إبليس من سهام يمكن أن يوجهها للذين عقدوا العزم على حياة الطهارة وعدم تدنيس أنفسهم بأي فعل جسدي.6 -
يحسن مواجهة الأفكار الشريرة باللامبالاة وعدم الاكتراث. فهذا يجعلها تعبر بهدوء ويستريح الفكر منها. لأن إهمالها وعدم الاهتمام بها أفضل بكثير من العناد معها لأن رد فعلها عندئذ العناد أيضا والإلحاح. وقد لا يسمح الوقت باستمرار المواجهة حيث تكون هناك حاجة للانتهاء من عمل فكرى في وقت معين مثل المذاكرة أو القراءة العادية أو الصلاة..7 - إن ورود هذه الأفكار الوقتي على الخاطر ليس خطية في حد ذاته لأنه بمثابة مرور الهواء الفاسد الغير مرغوب فيه والذي يجاهد الإنسان للهروب من جوه الخانق. ولكن ما يُحَوِّل ورود هذه الأفكار إلى خطية هو عدم مقاومتها والاستسلام لها والتلذذ بها.
8 -
الحل الأمثل لمشكلة الأفكار هو وسيلتان:الأولى: انشغال الفكر الدائم بأمور واهتمامات كثيرة بحيث لا يترك الإنسان نفسه في فراغ طالما كان يقظًا وواعيًا لنفسه، أيًا كانت الاهتمامات طالما أنها بعيدة عن الأمور الجنسية أو مشاعر البغضة والعداوة نحو الآخرين.
الثانية: الامتلاء الروحي الذي يجعل الإنسان دائمًا حارًا بالروح قادرًا على أن يسبى كل فكر إلى طاعة المسيح (2كو10: 5) أي يخرج الفكر من مجاله ويدخله في دائرة وصية المسيح فيقتل فكر الخطية الشارد بسيف كلمة الله الحاضرة في الذهن والقلب.
إذا استمالت الأفكار الشريرة شخصًا في غفلة منه وقادته للسقوط في الخطية وتنبه لِتوِّهِ لمرارة هذا السقوط وحزن بشدة على سقوطه، إذْ لم يكن يتصور أن يسقط هكذا يومًا ما فيُغْضِب الله ويُحزِن قلب المسيح. فندم على خطيته وقدَّم توبة واعتذارًا لله طالبًا رحمته ومغفرته. وأكمل طريق التوبة بأن جاء إلى أب اعترافه مُقِرَّا بخطيته. ثم تقدم بمحبة وخوف كبيريْن وبشكرٍ من الأعماق وتناول من الأسرار المقدسة، عازمًا من كل قلبه ألاَّ يعود لهذه الخطية مرة أخرى، وكأنها مأساة سقطت ككارثة في حياته وأزال الله غُمَّتها عنه. فيكون بذلك قد انتهى الأمر بالنسبة لله الرحوم والغافر الخطايا في استحقاقات ذبيحة ابنه. وبالنسبة للإنسان أيضًا الذي نال المغفرة وأخذ درسًا قاسياُ في مرارة الخطية. على أن يبدأ حياة جديدة مكللة بالنصرة واليقظة الدائمة التي ليس بعدها سقوط.
أما إذا استغل إبليس هذه السقطة الأولى لزرع حب الخطية في كيان الإنسان ونقطة بداية لطريق الخطية في حياته. فليس أمام هذا الإنسان سوى التنبه لأسلوب عدو الخير وإلى مكر الجسد فيقاوم ميول الجسد ويهرب من مكان الخطية والأشخاص سبب الخطية، ويستغيث بالمعونة الإلهية لكي تعينه على عدم الرجوع للخطية ويسرع إلى الاعتراف بخطيته بتوبة وندامة أولًا بأول. ولكن ماذا لو انغلب من شهوته فسقط مرة أخرى وماذا لو تكرر السقوط فسقط مرات؟
إن تكرار السقوط دليل على أن الخطية أصبحت محببة إلى النفس وبدأ يتغلغل التلذذ بها في إحساس الإنسان. ولذلك ربما الاتجاه إلى زرع كراهية الجسد الغريب يساعد على التحول بمساندة الله عن الاستمرار في الخطية. ويمكن أن يتم هذا باللجوء إلى المقارنة التي عقدها بولس الرسول بين الجسد والروح مبينًا نقائص الجسد في أنه يزرع أو ينشأ في فساد وفى هوان وفى ضعف وفى طبيعة الجسد الحيواني. فللهروب من اشتهاء جسدٍ ما فليضع الإنسان هذه النقائص أمامه لا ليكره الجسد كخليقة الله بل ليكره اشتهاءه لأنه خطية.
وهذا ما يلجأ إليه المحللون النفسانيون فيما يسمونه بالعامل المنفِّر ويستخدمونه في علاج المتعلقين ببعض المكيفات الضارة كالسجاير أو الخمور أو المخدرات حيث يوضحون كل العوامل والحقائق المنفرة وينصحون المريض بأن يضعها أمام فكره أو في تخيله لكي يكره هذه المكيفات وينفر منها.
لذلك ليضع وليتخيل الإنسان المغلوب من اشتهاء جسدٍ ما كل الأمور المنفرة من هذا الجسد وتجعله يشمئز منه فلا يشتهيه.
وقد يتألم البعض ممن يجاهدون في حياة الطهارة لسقوطهم المتكرر وذلك بالرغم من مواظبتهم على ممارساتهم الروحية. ولكن على هؤلاء أن يعوا أن ذلك يرجع إلى أن ممارساتهم هذه أصبحت ممارسات جسدية يغلب عليها الطابع الحسي المحض، أو كالعادة الروحية التي تُمارَس بدون تفكير أو تأمل أو تذوق لِما تحمله من معانٍ وعطايا لازمة لتنقية النفس وتطهيرها، أو لعدم الشعور بحقيقة العطايا غير المنظورة في الممارسات الحسية المنظورة، من تناول واعتراف وسجود وصوم بل والصلاة أيضًا وخلافه.
فمثلًا صلوات المزامير من المعروف أنها تحرق الأفكار الشريرة وتطفئ شهوة الجسد. ولكنها لا تُتمم فاعليتها هذه إلا عندما يكون الصراخ بها من الأعماق. كذلك رسم علامة الصليب لها نفس القدرة ولكن عندما يتم رسمها بحرارة وبإيمان وبكراهية للخطية ورغبة صادقة للهروب من الأفكار وهكذا في الصوم والسجود..إلخ. عندئذ نجد الاستجابة فورية. فأسلحة الغلبة موجودة ولكن بشرط إجادة استخدامها.
ولكن إذا كان هذا البعض لا يجيدون استخدام هذه الأسلحة وفى نفس الوقت متمسكون بطهارتهم -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- فليس أمامهم سوى الصمود أمام السقطات وعدم اليأس من التوبة أو المغفرة مرددين قول ميخا النبي "لا تشمتي بي يا عدوتي (التي هي الخطية) إذا سقطت أقوم" (ميخا7: 8) وقول سليمان الحكيم "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم24: 16).
ومع الإرادة العنيدة المتمسكة برجاء الخلاص والمستعينة بنعمة المسيح الساندة ومحاولة بذل جهد لمعالجة الضعف الروحي بوسائط النعمة. لابد أن تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها" (مل4: 2) ويتمتع الإنسان بفجرٍ جديد مملوءٍ بالحرية الروحية وفك قيود عبودية الخطية. حينئذ لا يَسَع الإنسان إلا أن يلهج بالتسبيح مع داود النبي قائلًا "حللتَ قيودي فلك أذبح ذبيحة التسبيح" (مز115: 7، 8).
ويجب ملاحظة أنه يمكن أن يكون الإنسان خاطئًا ولكنه ينمو في الروح وذلك في حالة جهاده ضد الخطية. بحيث يلاحظ أنها تَقِلُّ في حياته بالتدريج. ولاشك أنه بالمثابرة على الجهاد يأتي اليوم الذي يتخلص منها كليةً.
تعتبر الصلاة من الوسائل القوية لاقتناء القداسة فإذا داهمتنا الأفكار أثناءها وبددت روحانيتها أضاعت فعاليتها في حفظ قداستنا. لذلك علينا معالجة حرب الأفكار لنا في صلواتنا.
ففي حياتنا اليومية العادية يغلب علينا الطابع الحسي والفكري لأننا نمارس كل أعمالنا بحواسنا الجسدية وبعقلنا الذي ينظم أعمالنا. أما ممارسة صلواتنا فتحتاج إلى تحرر أرواحنا من سلطان حواس الجسد وانشغالات الفكر العالمية لكي تقدر أن تنطلق لتتخاطب مع الله وتقدم له عبادة واعية فوق كل حس وفكر عالمي.
ومن العوامل التي تساعدنا على انطلاق أرواحنا والتركيز في العبادة:
أولًا
: تهيئة نفوسنا للوقوف أمام الله وذلك بأن:- نسبق الصلاة بقراءة فصل من الكتاب المقدس أو موضوع روحي أو بعض أقوال عن الصلاة أو ترنيمة أو ترتيلة أو لحنٍ مُعَزٍّ أو فترة هادئة من التأمل لاستحضار صورة السماء بالله وملائكته وقديسيه.
- البدء برشم الصليب بهدوء واحترام وإعطاء المجد للثالوث الأقدس ثم السجود إلى الأرض ثم البدء بالصلاة الربانية براحة وعدم عَجلة. وبذلك يمكن أن تستمر صلوات المزامير بنفس الهدوء. مما يعطى فرصة لتفهُّم كل كلمة وعبارة لننال كل نعمة روحية متضمنة فيها.
- السجود إلى الأرض في آخر كل مزمور أو عند كلمة السجود أو عند تلاوة التقديسات (قدوس قدوس...) أو طلب الرحمة (كيرياليسون) وكذلك في ختام الصلاة. فهذا يساعدنا على الشعور الدائم بالوجود في حضرة الله إلى أن ننصرف من أمامه.
- وجود الصور الروحية أمامي للسيد المسيح والسيدة العذراء والملائكة والقديسين لكي وجودهم الحسي المنظور أمام عينيَّ يدعم صورة وجودهم الروحي السماوي غير المنظور أمام بصيرتي الداخلية.
- أُفاضِل بين صلاتي في صمت وبين صلاتي بصوت مسموع. وكذلك بين صلاتي بصوت دارج وبين صلاتي بتلحين المزامير. وبين صلاتي بفرح كابنٍ وصلاتي بانسحاق قلبٍ كعبد. وكذلك أوائم بين انفتاح عينيَّ وغلقهما. كل ذلك حسب حالتي النفسية والجسمية أيهما أفضل لي من أجل تركيز انتباهي وعدم تشتت فكرى في الصلاة.
- الأفكار التي تهاجمني في الصلاة أحوِّلها هي نفسها إلى صلاة. وعلى سبيل المثال إن كانت أفكارًا شريرة أتضرع إلى الله لتنقيتي منها. وإذا كانت أفكارًا مفرحة أقدم عليها الشكر لله. وإذا كانت مشاكل وضيقات أصرخ إلى الله لنجاتي منها. وإذا كانت أمورًا مقلقة أو مستقبلية أتركها بين يدي الله وأطلب إليه أن يقوى إيماني به ويعلمني الاتكال عليه.
- عند استمرار سرحاني في الأفكار أوبِّخ نفسي بشدة على استهتاري وعدم احترامي وعدم مخافتي لله أنا غير المستحق للوقوف أمامه. حتى أنتبه لأستحضر شعوري برهبة الموقف وتجميع فكرى ومشاعري كلها نحو الله وحده.
- عند ضيقي بهجوم الأفكار علىَّ ألجأ إلى قراءة كلمات الصلوات بعينيَّ في كتاب الأجبية حتى لو كنت حافظًا لها فهذا يساعدني على التركيز في الكلمات ومعانيها.
- أحيانا الاكتفاء برفع الفكر للصلاة لله الساكن في السماء يعطى فرصة لتوارد الأفكار من كل صوْب وحدْب لتملأ فراغ البعد المكاني في شعوري الداخلى وأنا أُصَلِّى. لذلك يجب أن أضيف إلى صلاتي لله الساكن في سماه صلاتي إلى الله الساكن في قلبي بروحه "إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16) بل إن الله محيط بي وهو أمامي وعن يميني "جعلتُ الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16: 8). وتركيزي حول نفسي المحسوسة والقريبة إلىَّ كمسكن لروح الله الذي أخاطبه في صلاتي قد يساعدني أكثر على التركيز في صلاتي.
ثانيا:
العامل الثاني لمعالجة الأفكار التي تباغتني أثناء الصلاة هو تنظيم أوقات عبادتي وتأدية صلواتي لأن هذا يساعد على تثبيت عادة روحية عندي تستحضر معها دائمًا استعداد واتجاه قلبي وفكري ومشاعري لتقديم العبادة لله. وهذا يساعد كثيرًا على تركيزي في الصلاة والاستمتاع ببركات الوجود في حضرة الله.ثالثا:
العامل الثالث هو الالتزام بشروط الصلاة المقبولة وهى الشعور بالاحتياج للصلاة للشكر والتسبيح وطلب الرحمة والمغفرة والنجاة من التجارب، والشعور بأهميتها في حفظ روحانية الفرد باعتبارها ترمومتر الحياة الروحية، وضرورتها كواجب حب وواجب عبودية، وتأديتها بمهابة واتضاع قلب أمام الله.أما علاج الأفكار التي تهاجمنا أثناء عبادتنا في الكنيسة فبالإضافة إلى ما سبق ينبغي أن نعى جيدًا نظام عبادتنا الكنسية لأنه يساعدنا على التركيز فيها ومتابعتها مما يتعذر معه سرحاننا في أي أفكار خارجية.
يضاف إلى ذلك علاقتي أنا بالسماء التي أصبحت مفتوحة أمامي بسكانها الذين يعايشوننا ويحيطون بنا ويحلِّون بيننا وعلى رأسهم القديسة العذراء مريم التي تتجلى في سماء أرضنا وعلى قباب كنائسنا بين حين وآخر.
إذًا كيف أسرح أو يشرد ذهني في صلاتي لإله ليس بعيدًا عنى لا هو ولا ملائكته ولا قديسيه. ولا أخاطبه بمجرد ألفاظ أو بصوت، وإنما بعلاقة حميمة وبحب ونبضات قلب وبتلامس روحي وحسى معًا!
لذلك يجب أن أنتبه جيدًا لمقاومة عدو الخير لعلاقتي بالله وتمسكي بمحبته. إذ أنه عندما يفشل في إعاقتي عن صلاتي فإنه يستخدم سلاح الأفكار لكي يحرمني من تعزيتي منها. وكذلك عندما يفشل في تعطيلي عن المجيء إلى الكنيسة فيهجم علىَّ بسيل من الأفكار حتى يحرمني من نعم وعطايا جزيلة من بيت الله. وإن كان من المفروض أن الصلاة وسيلة لتقديس أجسادنا فكيف يستغلها عدو الخير فرصة لمعايشة أفكار الشهوة والدنس؟
إذًا لِنَصْحُ وننتبه لحيل إبليس ونحاول الإفادة من هذه الوسائل لعلاج هجوم الأفكار علينا أثناء صلواتنا.
وهناك حقيقة هامة أيضًا يجب أن نعرفها هي أنه لا يكثر هجوم الأفكار إلا عندما يكون الجسد ثقيلًا بسبب كثرة الأطعمة والملذات، أو في حالة الإرهاق الزائد الذي ينهك قوى الإنسان ومن ثم يُضْعِف إرادته فيجعله غير قادر على مقاومة أفكاره فتجد الأفكار الشريرة فرصة للسيطرة على فكره. أو في حالة انحدار الصحة واعتلالها والشكوى من عدم القدرة على التركيز فيصبح العقل نهبًا للأفكار النافعة وغير النافعة. أو عندما تكون النفس مثقلة بالقلق والاضطراب والحزن والاكتئاب، أو الذات في حالة تذمر وعدم رضا، أو عندما يكون العقل مُشوَّشا بكثير من الاهتمامات والمشاكل. حينذاك تجد الروح صعوبة كبيرة في الارتقاء والتسامي لعبور حواجز الجسد والنفس والعقل والذات لكي تلتقي مع الله في حديث مباشر
.وإن كان لابد من أن توجد هذه فالبعض من أجل نوال بركة صلاة المزامير بتركيز يلجأون إلى مطابقة كلمات المزمور على حياة السيد المسيح وعلى ظروف حياتهم المشابهة لظروف داود النبي أو إلى تخصيص مزمور لكل فرد يقع في دائرة مسئوليتهم في الأسرة أو في مجال الخدمة الروحية. أو إلى تكرار كل عبارة في المزمور أكثر من مرة حتى يشحذوا همتهم في الصلاة ويركزوا في الطلبات المتضمنة فيها فيهربوا من الأفكار الضاغطة. والبعض ممن لديهم فسحة من الوقت يؤجلون صلواتهم لوقت آخر يناسب هدوءهم النفسي والفكري. أما البعض الثالث فليس أمامه إلا أن يقدم صلاته هذه المشوشة والغير مركزة خوفًا من أن تضيع عليه فرصة الصلاة ولا يجد فرصة أخرى راجيا من الله أن يقبلها كما قَبِل فلسيَّ الأرملة لأنه يعرف مدى جهاده فيها ومدى تألمه لعجزه عن عبور ضغوطها. بل كثيرون يختبرون بركة هذا النوع بالذات من الصلوات في حفظهم من التجارب والحوادث والسقطات.
أما هجوم الأفكار أثناء قراءة الكتاب المقدس فيكون نتيجة أننا لا نعى من هو الذي يكلمنا فيه، أو عدم إدراكنا لأهمية القراءة فيه، أو وجود صعوبة في فهم بعض كلماته أو معانيه. وعلاج هذا هو أن ننتبه إلى أنه عندما نفتح الكتاب المقدس لكي نقرأ فيه فنحن نستمع لصوت الله نفسه، الذي نستمع له بخوف ورهبة ونركِّز انتباهنا لكي نعى كل كلمة نقرأها ونصغي بوداعة وفهم لما يرشدنا إليه الروح القدس في إطار الإيمان المسلَّم لنا مرة من القديسين.. بل إن بعضًا منا يقرأون الكتاب وهم وقوف، ثم يجلسون بعد ذلك للتأمل فيما قرأوه.
ومن جهة أهمية قراءتنا للكتاب فلأنه يحوى حقائق الإيمان الذي نعيش به ولأجله، كما أنه يعلمنا كيف نسلك في الطريق المؤدى بنا إلى السماء. لذلك يجب أن يشتد اهتمامنا بفهم ما يحويه. واهتمامنا يدعونا إلى التركيز الذي يُهَمِّش الأفكار الخارجية ولا يسمح لها بالمزاحمة. أما الصعوبات فتعالج إما بالاستعانة ببعض الشروحات والتفاسير وإما بترك الأمور صعبة الفهم والاكتفاء بالمعاني والحقائق التي نستطيع أن نفهمها إلى أن تحين الفرصة للاستفسار عن تلك الأمور الصعبة من أحد العارفين. ولاشك أن كثرة السماع للموضوعات الروحية وعظات القداسات والعشيات والنهضات الروحية أو قراءة الكتب الروحية والإيمانية يشرح لنا كثيرًا من غوامض الكتاب المقدس.
أما هجوم الأفكار الدنسة عند قراءة حادثة زنى في الكتاب المقدس أو عند قراءة بعض التشابيه الحسية المقصود بها رموزًا إلى أغراض إلهية فهي تحتاج أيضا إلى الرجوع لكتب التفسير لمعرفة القصد الإلهي من هذه الرموز أو من ذكر هذه الحوادث حتى لا يدخل قارئ الكتاب في متاهة من الأفكار الخاطئة أو الدنسة بسبب جهله بالمعاني الكتابية.
أما هجوم الأفكار أثناء التأمل في الصور الدينية فعلاجه لمن يعثر فيها الكف عن التأمل في التفاصيل والاكتفاء بالنظرة الكلية لصاحب الصورة لمجرد طلب بركته وشفاعته. لأنه إن كنا لا نطيل النظر بتأمل في الأشخاص الأحياء الذين نتعامل معهم فمن باب أولى صور الراقدين الذين سبقونا. كذلك تنمية المحبة لأصحاب هذه الصور. لأن المحبة تمنع أفكار الشر. ثم إنه لا مجال للتفكير الحسى كلية عند النظر إلى هذه الصور. فصور القديسين هي لأجساد قد تنقت وتقدست بنار الروح القدس وصارت تحمل قوة الله فيها. لأنه عند لمسها أقامت أمواتًا. كما حدث للميت الذي مسته عظام أليشع النبي (2مل13: 21). وأصحاب هذه الصور جميعهم الآن أرواح قائمة بجواهرها الروحية في السماء. لأن لحما ودمًا لا يرثان ملكوت الله. أما صورة السيد المسيح وصورة السيدة العذراء أيًا كان منظر الصورة فتشير إلى أجساد نارية ملتهبة. لأن المسيح في جوهره لاهوتٌ، وصار الجسد له حجابا. واتحاد لاهوته بناسوته يشبه اتحاد النار بالحديد حسب تشبيه القديس كيرلس الكبير. أو يشبه الجمرة الحارقة حسب رؤيا إشعياء النبي. وكذلك جسد السيدة العذراء حَمَل نار اللاهوت. فإذًا هي أجساد نارية وإن كانت لا تحرق ولا تحترق لأنها شبه العليقة.
لذلك فأفضل تدريب عند النظر إلى هذه الصور الإحساس بأن نارًا تخرج من أصحابها ولا يصح الاقتراب إليها وإن كانت أيدينا تلامسها لأخذ بركة أصحابها فإنما في حب ورهبة وخشوع تاميْن.
أما هجوم الأفكار الجسديِّة أثناء مجالسة الآخرين فسببه يرجع غالبًا إلى الشعور بالغربة عن الموجودين في الجلسة حتى لو كانوا من الأقارب. ثم عدم وجود موضوعات للحديث المشترك. وعلاجه يكون في كثرة وتكرار مجالستهم وتكوين الألفة معهم ومناقشة الموضوعات النافعة أو المسلية التي تشغل وقت جلستهم.
أما ضيق البعض بالأفكار التي تتوارد عليه قبل النوم وقد تبدأ معه نهاره منذ الصباح التالي. فالعلاج يقوم في عدم لجوء هذا البعض للفراش إلا إذا كان محتاجًا للنوم. أما إذا اضطر أن يكون في فراشه دون حاجة للنوم فليمسك بالكتاب المقدس أو أي كتاب روحي أو تسجيل للحن أو ترنيمة أو قداس ويظل يقرأ أو يستمع حتى يغلب عليه النعاس. وبذلك يهرب أولًا من الأفكار المحاربة وثانيا ينام وفكره مملوء أفكارًا مقدسة. وثالثًا لا يتعرض للأفكار المحاربة منذ الصباح. لأن من ينام بأفكار مقدسة يستيقظ بأفكار مقدسة كذلك.
كما يجب مراعاة عدم البقاء في الفراش إذا ما استيقظ الإنسان من نومه فإن استيقاظ الإنسان يشير إلى أن الجسم أخذ قسطه من الراحة، فكل وقت يقضيه الإنسان في الفراش بعد ذلك يُعرِّض نفسه فيه لحرب الأفكار الشريرة. أما إذا كان الإنسان مستغرقًا في أفكار تخص أمورًا هامة في حياته. فأحيانًا كثيرة يستلهم الإنسان أفكارًا نافعة وهو مستلقٍ على فراشه.
للقداسة دور كبير في نجاح الإنسان في حياته. لأنه في وجودها يغيب الصراع بين الجسد والروح. فيحتفظ الإنسان بطاقته الحيوية وصفائه الذهني. وهما عاملان أساسيان في النجاح والتقدم.
وبعض الذين يتأخرون في دراستهم وأحيانا يفشلون فيها، يكون السبب استغراقهم في أفكار الجسد فيقعون فريسة للصراع المرير بين الجسد والروح.
ويشتد هذا الصراع بالذات أثناء الاستذكار فيبتلع الوقت. وتصبح مشكلة الطالب ليس تدنيس نفسه بالأفكار الشريرة فقط، بل ضياع وقت المذاكرة الذي هو ضياع لمستقبله العلمي.
ومن ثم لزم أن نتعرف على سبل التغلب على الأفكار الجسدية التي تهاجمنا أثناء المذاكرة. وأهم هذه السبل:
1 -
اقتناعي وإيماني بأهمية المذاكرة من واقع أن المتعلم أفضل من الجاهل وأنى كلما حصلت على شهادة أعلى كان هذا أنفع لي لدراسة أعلى أو لوظيفة أفضل.2 - قبل أن أبدأ مذاكرتي أقف أمام الله مصليًا وأطلب منه أن يبارك في وقتي ويعطيني فهمًا وتركيزًا ويبعد عنى الأفكار المعطلة و أرشم الصليب على ذاتي وعلى كتبي.
3 - أضع على مكتبي وعلى الحائط أمامي بعض الصور الروحية للسيد المسيح والسيدة العذراء وبعض الشهداء والقديسين. فأحس ببركة وجودهم معي وأتشجع بهم لأنهم قدوتي في الطهارة والاجتهاد والأمانة ومحبة الله وهم على استعداد لمعونتي.
كذلك تشغيل الريكوردر
recorder بصوت هادئ جدًا كأنه من مسافة بعيدة له تأثيره على هدوء التوتر النفسي والجنسي ومن ثم هدوء الأفكار، وذلك عند الحاجة إليه وحسب تَعوُّد كل واحد في طريقة استذكاره.4 - أبدأ مذاكرتي ملتزمًا بجدول الدراسة اليومي بهدف أن انتهى من دروس اليوم حصة بحصة، ثم أبدأ بالاستعداد لدروس اليوم التالي بنفس الطريقة. وإن كان هناك فائض وقت أراجع جزءًا من الدروس القديمة حتى لا يطويها النسيان. هذا يجعل مذاكرتي منتظمة ويشجعني على التركيز فيها فلا تجد الأفكار فرصة لتتسلل فيها إلىَّ.
5 - إذا كان جو البيت هادئًا فيحسن أن يكون باب الحجرة مفتوحًا أو مواربًا حتى أضع نفسي تحت مراقبة من يروح ويجيء من أهل البيت فلا أسمح لفكري أن يشرد بعيدًا عن المذاكرة.
6 - ضرورة تجديد الهواء في مكان المذاكرة لأن الجو المكتوم يساعد على هجوم الأفكار الشريرة.
7 - عدم استمرار الجلوس مدة طويلة ومحاولة تنشيط الدورة الدموية للأطراف وكل أجزاء الجسم ببعض التمرينات الرياضية البدنية أو تعريض الرأس والوجه لقليل من المياه الفاترة.
8 - اللجوء للأسلوب الحسي في المذاكرة بأن أذاكر بصوت عالٍ أو أن أمسك القلم لأسجل عناصر الموضوع أمام كل فقرة في هامش الكتاب أو أضع خطًا تحت كل عبارة هامة أو أهتم بالجانب العملي في المذاكرة مثل رسم الخرائط أو الأجهزة أو الرسوم التوضيحية حتى تهدأ الأفكار ثم أكمل بالجانب النظري.
9 - عند إلحاح الأفكار الجسدية أثناء المذاكرة أقاوم الاستسلام لها بتوبيخ نفسي على ضياع وقت المذاكرة الذي يستغله الآخرون في مذاكرتهم بحماس واجتهاد. وإذا لم يُجدِ هذا التوبيخ فألجأ إلى صلاة حارة بأحد المزامير الاستغاثية ورشم الصليب بقوة وإيمان. فتتبدد هذه الأفكار في الحال. لأن الصلاة من الأعماق خصوصًا للنجاة من الشر تستجاب في الحال.
10 - في حالة عدم جدوى الصلاة الاستغاثية بسبب تعلق القلب بالأمور الجسدية ويشتد هجوم الأفكار فيحسن أن أخرج من الحجرة وأختلط قليلًا بأفراد الأسرة أو ارتدى ملابسي وأنزل من البيت لأتمشى بعض الوقت ثم أعود لمذاكرتي.
11 - في حالة العجز عن مقاومة الأفكار الجسدية وعدم نجاح الوسائل السابقة. والتعرض لضياع وقت المذاكرة يمكن اللجوء إلى المذاكرة مع أحد زملاء الدراسة بشرط عدم الاسترسال معه في أحاديث خارجة عن المذاكرة. وفى حالة عدم العثور على زميل فيمكن الاستذكار في قاعة الاستذكار التابعة للكنيسة فإنها مكان مناسب.
إن كانت للأفكار الشريرة متاعبها ونتائجها السلبية على حياتنا فمن المفيد لنا أن نعرف العوامل التي تساعد على تواردها علينا حتى يمكننا معالجة هذه العوامل لنتفادى حربها معنا ونتائجها السيئة علينا ومن هذه العوامل:
1 - الانطواء على النفس واعتزال الناس والإحجام عن مخالطتهم. هذا يجعل الإنسان في وحدة. فيستسلم للأفكار وخصوصًا الجسدية. وللانطواء أسباب منها الشعور بالنقص وذلك في نواحٍ مختلفة مثل:
أ - نقص التعليم وهذا يعوضه التثقيف الذاتي لأن الإنسان المثقف الواسع المعرفة أفضل في معاملاته من صاحب الشهادات ومغلق على ذاته.
ب - نقص الإمكانيات المادية وهذه تعوضها مبادئ الإنسان وفضائله لأن في هذه تكمن قوة الشخصية وليس في الملبس الغالي أو المسكن الفاخر.
ج - العيوب الخَلْقية وهذه تحتاج من أصحابها أن يقتحموا المجتمع والحياة الاجتماعية ويفرضوا أنفسهم بأعمالهم ومعاملاتهم. وعيوبهم تصبح مألوفة بمرور الوقت.
د - ضعف الصحة الذي يُحِدُّ من القدرة على مواجهة الجماعة وعلاجه في الاهتمام بالصحة عامة مما يساعد على التحسن المطَّرد في الشجاعة والإقدام على التعامل مع الآخرين.
2 - الصمت الذي صار عادة لدى الإنسان ويعرضه لتيار غير منقطع من الأفكار. هذا يحتاج إلى خروجه من صمته والمشاركة في الحديث. والخروج من دائرة التفكير الذاتي أو النظري إلى العالم الخارجي بالاشتراك في الرحلات ومشاهدة المعارض والآثار فهذه تجدد الذهن وتُخْرِج الإنسان من عزلته الفكرية الصامتة.
3 - عدم الثقة بالنفس والخوف من أن لا يحسن الإنسان التصرف وهذه تحتاج منه تقدير إمكانياته ومواهبه التي لم يحرم الله منها أحدًا وإدراك أنه ليس العيب في أن يخطئ الإنسان بل أن يستمر في الخطأ.
4 - الحزن الغالب على نفس الإنسان بسبب التذمر وعدم الرضا والتشاؤم والخوف من المستقبل وعلاجه في استجابته لدعوة الله له لحياة الفرح وأن يتعلم الاتكال عليه.
5 - عزلة الإنسان وانطوائه في عمومه كعادة أو كطبع في الإنسان فإنها تحتاج منه إلى أن ينفتح على المجتمع ككل ويتعامل مع الجميع، وذلك باندماجه في أنشطة اجتماعية مختلفة، حتى ينطلق في علاقاته الاجتماعية. ومن هذه الأنشطة الرحلات والحفلات والندوات والقيام ببعض المسئوليات في وسط الجماعة وبعض الخدمات الاجتماعية مثل خدمة الفقراء والمرضى والمساجين والمعوقين والمهمشين.. إلخ. وبذلك لا يعطى فرصة لضغوط الجسد عليه أو انحباسه في إطارها.
6 - الجهل بحقيقة جسدنا من حيث عظمته وكرامته. وهذا يحتاج إلى ضرورة معرفة كل من الشاب والفتاة أن محبة الله كانت كبيرة لنا في منحنا هذا الجسد لأنه:
- يعتبر أرقى جميع أجساد الكائنات الحية. وتكريمه لجسدنا بمشاركته لنا فيه بتجسده.
- وتكريمنا أكثر باتحادنا نحن بالتالي بجسده بالتناول من الأسرار المقدسة.
- والقيمة الكبيرة لجسدنا كحامل لجوهرنا الروحي الخالد، واكتشافنا قوة الله الخالقة فيه.
- وتزويد الله لجسدنا ببعض الميول الفطرية والغرائز لحفظه وإشباع احتياجاته ومن بينها الغريزة الجنسية التي الغرض منها حفظ بقاء النوع الإنساني وإيجاد نسل يرث ملكوت الله.
- ثم عظمة الأجهزة الجنسية في الرجل والمرأة ومجد كرامتها. لأن بها يشاركان الله في عمل الخلق كما يقول معلمنا بولس "الأعضاء القبيحة فينا لها جمال أفضل" (1كو12: 23).
- ومن جانبنا نحن علينا العناية بجسدنا من جهة النظافة والتغذية والرياضة الجسدية وساعات النوم الكافية وفترات الراحة والترويح.
- والاستفادة العملية من أجسادنا في العبادة وخدمة أنفسنا وخدمة الآخرين.
- ونظرًا للعلاقة الوثيقة بين الجسد والعقل يجب إخضاع الجسد لقيادة العقل.
- وعلينا أن نمجد الله في أجسادنا بالزواج أو البتولية.
فالزواج له كرامته و البتولية لها مجدها. ولاشك أن الاستنارة بهذه الحقائق عن جسدنا وواجبنا نحوه يرفع كثيرًا من معاناة معايشة أفكار جسدية طائشةالكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/sanctity-chaste/thoughts.html
تقصير الرابط:
tak.la/4gnm992