St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   god-forsaken-me
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: إلهي، إلهي، لماذا تركتني - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

6- شرح العلامة أوريجانوس والقديس أغسطينوس للآية

 

St-Takla.org Image: Origen teaching his students (details), Dutch illustration by Jan Luyken, 1700 صورة في موقع الأنبا تكلا: أوريجانوس العلامة يعلِّم تلاميذه (تفاصيل)، صورة توضيحية هولندية للفنان يان لوكين، 1700

St-Takla.org Image: Origen teaching his students (details), Dutch illustration by Jan Luyken, 1700.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أوريجانوس العلامة يعلِّم تلاميذه (تفاصيل)، صورة توضيحية هولندية للفنان يان لوكين، 1700 م.

العلامة أوريجانوس

أما العلامة أوريجانوس فله شرح خاص يخص هذا الترك، فيقارن بين الكلمة وهو في صورة الله غير المرئية، وبين المسيح وهو في صورة العبد الذي مشى بين الناس، ثم يصف هذا بأنه تَرْكٌ. ويقول إن قمة هذا الترك نجدها في المسيح الذي هو في صورة العبد وهو مُهان ومذلول ومصلوب. فإذا قارنت بين مجد الكلمة كإله، وبين احتقار البشر للمسيح المصلوب المهان حتى من اللصوص، ستفهم معنى التَرْك المقصود.

 

ترجمة نص العلامة أوريجانوس

{بعض الناس بدافع الشفقة على يسوع، لأنهم لا يستطيعون أن يشرحوا كيف يمكن أن يُترك المسيح من الله، يؤمنون أن هذا القول من على الصليب كان فقط كتعبير عن الاتضاع. ولكننا، نحن الذين نَعلًم أنه كان في "صورة الله"[15] نزل من عظمته وأخلى ذاته آخذا صورة عبد[16]، وذلك كإرادة الذي أرسله، (لذلك) افهم أنه بالفعل قد تُرِكَ من الآب بقدر ما أنه كان الإله غير المرئي وصورة الآب، إلا أنه أخذ شكل العبد. لقد تركه الآب ليشارك البشر عملهم حتى الموت، موت الصليب[17]، العمل الذي يظهر أنه مخزي لجميع الناس. لذلك فقد كانت قمة الترك (الإخلاء) عندما صلبوه وكتبوا على رأسه الكلام الازدرائي "هذا هو يسوع، ملك اليهود"[18]، كانت قمة تركه عندما صلبوه بين لصوص، وكل من كان يمر به كان يجدف عليه ويحرك الرأس.[19] رؤساء الكهنة والكتبة قالوا: "خلص آخرين، أما نفسه فلم يقدر أن يخلصها[20]". حتى اللصوص في ذلك الوقت كانا يعيرانه على الصليب. يمكنك إذا بوضوح أن تفهم عبارة "لماذا تركتني؟" عندما تقارن بين مجد المسيح مع الآب، والازدراء الذي احتمله على الصليب.} [21]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس أغسطينوس

إله الآلهة كان مخفيًا هناك في هذا الجسد، يكررها أغسطينوس وهو يشرح أن المسيح أخذ لنفسه شكل العبد، فلماذا لا يأخذ صوت ذلك العبد (آدم) الذي أخطأ ومات نتيجة مفارقة الروح القدس له. فاستعار المسيح صوت العبد وصرخ نيابة عن البشرية التي حملها في جسده طالبًا التجديد للبشرية. وهناك مقالان للقديس أغسطينوس في تفسيره للمزمور 38 والمزمور 50 وكلاهما يكملان بعضهما البعض لشرح عبارة الترك. إلا أنه في رسالة أخرى[22] للقديس أغسطينوس، نجد أنه يشرح أن المسيح تُرِكَ بالفعل، فيقول إن المسيح تُرك فعلًا لأن طلبته (أن يعبر عنه هذه الكأس) لم تُمنح في الحال إلا أن أحدًا من آباء الكنيسة الجامعة لم يشارك في هذا الشرح بخصوص الترك.

 

ترجمة تعليق القديس أغسطينوس على مزمور 38

{"لا تتركني يا رب. يا إلهي، لا تبعد عني"(مز 38: 21) دعونا نتكلم فيه، لنتكلم من خلاله (لأنه هو نفسه يشفع فينا)، ودعونا نقول: "لا تتركني أيها الرب إلهي" وحتى هو نفسه قال: "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟" وهو الآن يقول: "يا إلهي لا تتركني". فإذا لم يترك (الله الآب) الجسد، فهل سيترك الرأس؟ لمن إذا هذه الكلمات غير الإنسان الأول؟ فلكي يُظهر إذا أنه حَمَلَ جسدًا حقيقيًا منه (أن المسيح حمل جسدًا حقيقيًا من آدم) يقول: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (ولكن) الله لم يتركه. فلو أنه لم يترككَ (أنت) الذي تؤمن به، فهل سيقدر الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، أن يتركوا المسيح؟ ولكنه (المسيح) نقل إلى نفسه شخص الإنسان الأول. نحن نعلم عن طريق كلمات الرسول “أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ."، ومع ذلك لا يصح أن نتجرد من طبيعتنا القديمة، حيث أنه صُلب "في الضعف". لأنه لأجل هذه الغاية أتي، حتى أننا نتجدد فيه، لأنه عن طريق السعي وراءه، واتباع مثال آلامه نتجدد. لهذا كانت هذه هي صرخة الوهن، هذه الصرخة، أعنى، التي قيلت "لماذا تركتني؟". ومن ثَمَّ قد قيلت في القطعة السابقة "كلام زفيري بعيد عن خلاصي"، وكأنه يقول "إن هذه الكلمات نُقلت إلى شخصي من ذلك الخاطئ".}[23]

 

ترجمة تعليق القديس أغسطينوس على مزمور 50

{لأن الرب نفسه حين جاء، ولأنه جاء لكي يتألم، فقد جاء مَخفيًا. وبالرغم من أنه كان قويًا بذاته، إلا أنه ظهر ضعيفًا في الجسد. لأنه كان يحتاج بالتأكيد لهيئة حتى لا يُدرك (كإله)، وأن يُزدرى به حتى يُذبَح. كان هناك، مظهرًا للمجد في الألوهية، ولكنه سُتر في الجسد. "لأنهمْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ". إذا فقد سار مَخفيًا بين اليهود وبين أعدائه، يصنع المعجزات (للذين عانوا من الأمراض والعلل)، حتى عُلق على الشجرة، واليهود ازدروه أكثر وهم شاخصين نحوه، وأمام الصليب حركوا رؤوسهم قائلين: " إنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ". مَخفيًا إذًا كان إله الآلهة، وأعطى كلمات بدافع الشفقة علينا أكثر من كونها خارجة من جلاله. فمن أين، إلا إذا افترضنا أنها منا، كانت هذه الكلمات: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" لأنه متى ترك الآبُ الإبنَ، أو الإبنُ الآبَ؟ أليس الآب والإبن إله واحد؟ فمن أين إذًا "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" إلا أن جسد الضعف قد أقر بها من خلال صوت الخاطئ؟ لأنه (المسيح) قد أخذ فيه شبه جسد الخطية، فلماذا لا يأخذ أيضًا صوت الخطية؟ مَخفيًا إذن كان إله الآلهة حينما مشي بين الناس وحينما جاع وحينما عطش، وحين تعب جلس، وحين أُنهك جسده نام، وحينما قُبض عليه، وحينما جُلدَ، وحينما وقف أمام قضاة، وحينما جاوب كبرياءه (كبرياء بيلاطس): "لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ."، وبينما اقتيد "كَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. "، وعندما صٌلب وعندما قُبر، كان دائمًا إله الآلهة المخفي. ماذا حدث بعد أن قام مجددًا؟ التلاميذ تعجبوا، لم يصدقوا في البداية، حتى لمسوا وتعاملوا. ولكن الجسد قام، لأن الجسد قد كان ميتًا، فالألوهة (اللاهوت) التي لا يمكن أن تموت، لازالت موجودة ومخفية في جسده القائم.}[24]

وبذلك نجد أن ترتُليان وأوريجانوس وأغسطينوس عَلَّموا بأن الترك قد حدث فعلًا ولكن لم يقترب أحدهم ناحية ترك حقيقي أو انفصال بين الآب للابن أو ترك اللاهوت للناسوت بل أن كل منهم شرح الترك بشكل آخر.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[15] (في 2: 6).

[16] (في 2: 6).

[17] (فل 2: 8).

[18] (متى 27: 37).

[19] (متى 27: 39).

[20] (متى 27: 42).

[21] Oden, T. C. (1998). Ancient Christian commentary on Scripture. Downers Grove, Ill: InterVarsity Press. 135.

[22] LETTER 140, TO HONORATUS 6; Ancient Christian Commentary II: Mark, InterVarsity Press Downers Grove, Illinois.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/god-forsaken-me/origen.html

تقصير الرابط:
tak.la/jjysvy2