St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   god-forsaken-me
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: إلهي، إلهي، لماذا تركتني - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

5- شرح العلامة ترتليان للآية

 

St-Takla.org Image: Tertullian, Quintus Septimius Florens Tertullianus (c. 155 – c. 240 AD), a prolific early Christian author from Carthage. - from: The True Perceptions and Lives of Illustrious Greek, Latin and Pagan Men, book by André Thevet, 1584. صورة في موقع الأنبا تكلا: العلامة ترتليان (كوينتوس سيبتيميوس فلورنس ترتوليانوس): (155-240 م.) من قرطاجنة - من صور كتاب ملاحظات حقيقية من سير رجال مشهورين من اليونان واللاتين والوثنيين، لـ:أندريه ثيفيت، 1584 م.

St-Takla.org Image: Tertullian, Quintus Septimius Florens Tertullianus (c. 155 – c. 240 AD), a prolific early Christian author from Carthage. - from: The True Perceptions and Lives of Illustrious Greek, Latin and Pagan Men, book by André Thevet, 1584.

صورة في موقع الأنبا تكلا: العلامة ترتليان (كوينتوس سيبتيميوس فلورنس ترتوليانوس): (155-240 م.) من قرطاجنة - من صور كتاب ملاحظات حقيقية من سير رجال مشهورين من اليونان واللاتين والوثنيين، لـ:أندريه ثيفيت، 1584 م.

ظهرت بعض الأفكار التي نادت بوحدانية الإله المصمتة، حيث لا وجود للثلاثة أقانيم، وبعض ممن نادوا بهذه الفكرة للأسف كانوا داخل الكنيسة، وقد اختلفت مسمياتهم تبعًا للوصف الدقيق للهرطقة. فمثلًا نادت الموناركية Modalistic Monarchianism أن الله واحد ولكنه ظهر في صورة الآب في العهد القديم، وصورة الابن في التجسد، وحاليًا في صورة الروح القدس. وَصَفَ سابيليوس هذا الأمر بأنه بدعة ولكنه وقع في هرطقة آخرى، فنادت السابيلية أن الآب والابن والروح القدس هي مجرد صفات لنفس الإله. وهنا يظهر العلامة ترتليان في شرحه للثالوث. وَجَّهَ ترتليان أحد كتبه ضد شخص اسمه براكسياس والذي قد نادى أن الآب والابن واحد وحدانية مصمتة، فقد كان يرى براكسياس هذا أن الآب تجسد من العذراء مريم، وهو الذي تألم وصلب و.... ويُعتبر كتاب العلامة ترتليان ضد براكسياس من أهم الكتب التي توضح التعليم عن الثالوث بوضوح في فترة ما قبل نيقية.

أما بخصوص الآية محل البحث فنجد أن العلامة ترتليان يستفهم من براكسياس عن كيفية قول المسيح: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" إن كان هو نفسه الآب. فلمن إذن وجه كلامه؟ ثم يشرح العلاقة الثالوثية في الفداء، وبالأخص دور الابن ودور الآب في الفداء، لكي يميّز بين الأقانيم وأدوارهم في الفداء، وهدفهم وإرادتهم الواحدة. وفي وسط شرحه يقوم بتفسير كيفية قول الابن: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فيقول إن الآب ترك الابن أي أنه لم ينجه من موت الجسد، بل لم يشفق على ابنه بحسب قول بولس الرسول. فالصوت القائل "لماذا تركتني؟" كان صوت الإنسان الذي يموت وليس صوت الكلمة الإله المتحد بالآب الإله.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ترجمة نص العلامة ترتليان: ضد براكسياس، الفصل الثلاثون

{فإنك (يا براكسياس) تراه يصرخ في وسط آلامه: “إلهي إلهي، لماذا تركتني؟" فإنه إما أن الابن تألم حيث تُرِكَ من الآب، وبالتالي فإن الآب لم يتألم بشيء، وذلك لأنه تَرك الابن؛ أو أن الآب هو الذي تألم، فإذًا إلى أي إله وَجَّهَ الابن صراخه؟ ولكن هذا كان صوت الجسد والنفس (البشرية)، أقصد الإنسان، وليس صوت الكلمة والروح (القدس) أقصد أنه ليس صوت الله. وقد نُطِقَت (هذه العبارة) حتى تُثبِت عدم إمكانية تألم الله (الآب)، الذي "تَركَ" ابنه، إلى درجة أنه سَلَّمَ طبيعته البشرية إلى ألم الموت. هذه الحقيقة أدركها الرسول (بولس) أيضًا: "إن الآب لم ينجي ابنه[11]". وهذا قد أدركه أيضًا إشعياء من قَبْلِهِ حينما أعلن: "والرب قد سَلَّمَه من أجل تعدياتنا[12]". ففي هذا السياق قد تركه (ترك الآب الابن)، في (سياق) عدم إنقاذه؛ تركه في (سياق) تسليمه. أما في كل النواحي الأخرى، لم يترك الآب الابن، لأنه بين يدي الآب قد استودع الابن روحه[13]. وبالفعل بعد أن استودعها، مات فورًا؛ ولأن الروح (الروح القدس) بقيت في الجسد، فإن الجسد لم يخضع خضوعًا كاملًا للموت، أقصد الفساد والتحلل. ولذلك، فلكي يموت الابن، كان يجب أن يبلغ كيانه (البشري) هذا الترك من الآب. فالابن، إذًا، مات وقام أيضًا طبقًا للكتب المقدسة.} [14]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[11] نص الآية بحسب الترجمة البيروتية التي بين أيدينا: " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ" (رو 8: 32).

[12] نص الآية بحسب الترجمة البيروتية التي بين أيدينا: " وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا" (إش 53: 5).

[13] (لو 23: 46).

[14] Tertullian, ANF03, Anti Marcion; VII. Against Praxeas, Ch. XXX, pg. 626, 627.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/god-forsaken-me/jerome.html

تقصير الرابط:
tak.la/vhvv6wh