اتفق الآباء جميعًا باختلاف مدارسهم الفكرية أن الله الآب لم يترك الله الكلمة لحظة واحدة ولا طرفة عين، ولا أن اللاهوت فارق المسيح وهو على الصليب، وهو ما يشهد به الكاهن في الإعتراف الأخير في القداس الإلهي قائلًا: "بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين." إلا أن آباء الكنيسة تَعَمَّقوا في إدراكهم لسر هذه الكلمات العجيبة، وشرحوها من خلال تقليدهم المُستلم من الآباء الرسل نفسهم. وفي شروحات أولئك القديسين سنجد جوانب كثيرة لشرح سر الكلمات وسر الفداء؛ الأمر الذي ينبغي ألا نظن أننا قد نستهلكه شرحًا أو يمكن أن نكتفي بوجهة نظر واحدة لفهم عمقه، بل يجوز أن نقول إن العشرة الحقيقية لأولئك القديسون قد جعلتهم يكتبون لنا ما استطاعوا أن يصفوه بالكلمات فقط، أما ما في إدراكهم داخل مخادعهم وفي صلواتهم، فالأمر سري جدًا. كما يجوز أيضًا أن نقول إن كل إسهاماتهم وشروحاتهم تعد لا شيء بالنسبة لما في عقل الله وتدبيره للإنسان، وأنه من حنوه سمح لبعض الأفكار أن تنساب على ألسنة أولئك المستأهلين لإدراكها. لذلك لا نتخيل ونحن نقرأ أفكار القديسين المختلفة حول هذه الآية أنهم يناقضوا بعضهم بعضًا، بل أنهم يشرحون أوجه مختلفة لنفس العمل الفدائي العظيم الذي لا يكفيه كتب العالم لسبر غوره.
5 | |
6 | |
7 | |
8 | |
9 | |
10 | |
11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/god-forsaken-me/fathers.html
تقصير الرابط:
tak.la/7p76wty