الفصل الخامس والثلاثون: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8
نبوات عن الصليب، وكيف تمت هذه النبوات في المسيح وحده.
1- ولعلك بعد أن سمعت النبوات المتعلقة بموته، تطلب أن تعرف ما كتب عن الصليب، فالكتاب لم يغفل عن هذا أيضًا، ذكره القديسون بكل إيضاح.
2- فأولًا تنبأ “موسى” عنه بصوت عال إذ يقول “وترون حياتكم معلقة أمام عيونكم ولا تؤمنون(101)“.
3- وبعد ذلك شهد عن هذا الأنبياء الذين بعده قائلين “وأنا كحمل بريء يساق إلى الذبح ولم أعلم أنهم تآمروا عليَّ قائلين تعالوا نلقي في خبره شجرة ونقطعه من أرض الأحياء(102).
4- وأيضًا “ثقبوا يدي ورجلي، أحصوا(103) كل عظامي اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا(104)“.
5- فالموت الذي يرفع المرء إلى فوق، والذي يتم على شجرة، لا يمكن إلا أن يكون موت الصليب. وأيضًا لا يمكن أن تثقب اليدان والرجلان في أي موت إلا على الصليب.
6- ونظرًا لأنه منذ حلول المُخَلِّص بين البشر، بدأت الأمم من كل جهة تعرف الله، فإنهم لم يتركوا هذه الناحية أيضًا دون الإشارة إليها، بل ذكروها في الكتب المقدسة، لأنه “سيكون أصل يسى الذي يقوم ليحكم الأمم، عليه يكون رجاء الأمم(105)” وهذه الأقوال كافية لإثبات ما حدث.
7- على أن كل الكتاب المقدس مشحون بالحجج التي تدحض عدم إيمان اليهود. لأنه مَن مِن الأبرار والأنبياء القديسين والآباء البطاركة الأولين، المدونة أسماؤهم في الكتب الإلهية، ولد جسديًا من عذراء فق؟ أو أيَّة امرأة كانت كافية لحمل إنسان بشري بدون رجل؟ ألم يولد هابيل من آدم، وأخنوخ من يارد، ونوح من لامك، وإبراهيم من تارح، وإسحق من إبراهيم، ويعقوب من إسحق؟ ألم يولد يهوذا من يعقوب، وموسى وهرون من عمرام؟ ألم يولد إسرائيل من القانه؟ ألم يكن داود من يسى؟ ألم يكن سليمان من داود؟ ألم يكن حزقيا من آحاز؟ أما كان يوشيا من عاموس(106)، أما كان إشعياء من آموص؟ أما كان ارميا من حلقيا؟ أما كان حزقيال من بوزي؟ ألم يكن لكل واحد أب كأصل لوجوده؟ إذن فمن ذا الذي ولد من عذراء فقط؟ لأن النبي شدد التأكيد جدًا على هذه العلاقة.
8- ومن ذا الذي عند ميلاده سبق أن جرى كوكب في السماء ليعلن للعالم ذاك الذي ولد؟ فموسى لما ولد أخفاه أبواه، وداود لم يسمع عنه حتى جيرانه، حتى أن صموئيل العظيم نفسه لم يكن يعرفه بل سأل: ألم يبق بعد ابن يسى؟ وإبراهيم أيضًا عرفه جيرانه رجلًا عظيمًا(107) بعد ميلاده بزمن طويل. أما عن ميلاد المسيح، فإن الذي شهد له لم يكن إنسانًا، بل نجمًا في السماء التي نزل منها.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(101) “وتكون حياتك معلقة قدامك ولا تأمن على حياتك” (تثنية 28: 66).
(102) وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح ولم أعلم أنهم فكروا عليَّ أفكارًا قائلين: لنهلك الشجرة بثمرها ونقطعه من أرض الأحياء (أرميا 11: 19).
(103) “أُحصي”.
(104) (مزمور 22: 16-18).
(105) “ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم” (إشعياء 11: 10).
(106) “آموص”.
(107) أو “لم يعرفه جيرانه رجلًا عظيمًا إلا بعد أن صار رجلًا عظيمًا”.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/incarnation-of-the-word/prophecies-cross.html
تقصير الرابط:
tak.la/n3p9rav