ولكن أين توجد هذه الفضيلة المزعومة للتماثيل؟ هل في المادة، أو في الصورة، أو في مهارة الصانع؟ عدم إمكان الدفاع عن كل هذه الآراء.
1- لأن المرء يمكن الرد عليهم -مقدمًا الدعوى أمام محكمة الحق- قائلًا: كيف يجيب الله بمثل هذه الأشياء أو يصبح معروفًا بواسطتها؟ أيعزي ذلك للمادة التي صنع منها، أو للصور التي صور عليها؟ لأنه أن كان يعزي للمادة فما هو الداعي للصورة بدلًا من أن يظهر الله ذاته في كل أنواع المادة بلا استثناء قبل أن تصور هذه الأشياء؟ وعبثًا قد بنوا هياكلهم ليحبسوا قطعة واحدة من الحجر أو الخشب أو الذهب طالما كان كل العالم مليئًا بهذه المواد.
2- وأما أن كانت الصورة هي السبب للظهور الإلهي فما هو الداعي للمادة -الذهب وسواه- بدلًا من أن يظهر الله ذاته في الحيوانات الفعلية الطبيعية التي ترمز إليها التماثيل؟ لأن فكرتهم عن الله كان ممكنًا -بنفس القاعدة- أن تكون أكثر نبلًا وسموًا لو أنه أظهر ذاته بواسطة الحيوانات الحية، عاقلة أو غير عاقلة، بدلًا من التطلع إليه في أشياء عديمة الحياة والحركة.
3- وهم بهذا يرتكبون أشر أنواع الرذائل الظاهرة ضد أنفسهم. لأنهم وهم يبغضون وينفرون من الحيوانات الحقيقية والوحوش والطيور والزحافات، أما بسبب شراستها أو بسبب قذارتها، فإنهم ينقشون صورها على الحجر أو الخشب أو الذهب ويدعونها آلهة. ولكن كان خيرًا لهم أن يعبدوا الكائنات الحية نفسها بدلًا من عبادة صورها في حجارة.
4- ولكن كلا الحالتين ادعاء باطل، فلا المادة ولا الصورة هي السبب في الحلول الإلهي، ولكن هي براعة الفن التي تستدعي اللاهوت، نظرًا لأن الفن هو تقليد الطبيعة. ولكن أن كان اللاهوت يتصل بالتماثيل بسبب الفن فما الداعي أيضًا للمادة طالما كان مستقرًا في البشر؟ لأنه أن كان الله يعلن ذاته بسبب الفن فقط، وان كانت التماثيل تعبد كآلهة لهذا السبب، لكان من الصواب عبادة وخدمة الإنسان الذي هو سيد الفن، لأنه عاقل أيضًا وفيه الذكاء.
← انظر كتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-the-heathens/statues-idols.html
تقصير الرابط:
tak.la/rwh2t8v