(ملخص موجز جدًا)
لا يوجد في مؤلفات الآباء في العصور الأولى للكنيسة المسيحية إلا القليل الذي يمكن أن يماثل في الأهمية هذا المؤلف، الذي يعتبر في مقدمة كل ما كتب من كتب الدفاع عن المسيحية في القرنين الثاني والثالث.
أراد أوريجانوس في مؤلفاته هذا أن يؤكد للسلطات الرومانية أن المسيحيين ليسوا أقلية خطرة على الدولة، ولا غير محبين للوطن، ولا مثيري فتن.
وفيه نستطيع أن نرى الحجج التي كان يستخدمها في مناقشة علماء الوثنيين في الإسكندرية وقيصرية، وكيف كان مقتنعًا بأن المسيحية ليست خرافات غير معقولة، بل هي فلسفة عميقة.
ومع أن أوريجانوس لم يذكر قط اسم أكليمنضس، إلا أنه كان له مدينًا بالكثير، إذ تتلمذ على يديه.
لم يبرز أوريجانوس فقط في مؤلفه صفات يسوع وصحة التعاليم المسيحية، لكنه بين أيضًا أن المسيحيين أبعد جدًا عن أن يكونوا أميين وغير معقولين كما حاول كلسس أن يصورهم، بل كانوا يعرفون عن الفلسفة اليونانية أثر مما يعرفه كلسس الوثني نفسه.
كتب أوريجانوس كتابه هذا، حسبما رواه يوسابيوس في تاريخه (6: 36) أثناء حكم فيليب ملك العرب سنة 244-249 م.، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. عندما كان عمر أوريجانوس أكثر من ستين سنة، وقال إنه كتب كتبه الثمانية ردًا على كتاب كلسس الأبيكوري المسمى "التعليم الصادق".
بدأ كلسس حملته على المسيحية بالقول إن الكنيسة هيئة غير شرعية يجب أن لا تعيش لأنها جماعة سرية. و إن الجماعات المسيحية يعتدون على القانون العام. وإلا فما هي مميزات هذه الجماعة السرية القوية بتماسكها القوي في وجه الأخطار العامة.
وبعد أن تهكم على المسيحية قال: "فليرجع المسيحيون إلى طرقهم القديمة، ويكفوا عن اتباع هذه السخافات التي اخترعت حديثًا، وهي عبادة يهودي صلب حديثًا في ظروف مشينة. ليرجعوا إلى العبادة القديمة، عبادة الآلهة الكثيرة، إلى عادات آبائهم. فالمسيحية بدعة خطرة حديثة. وإن لم توقف صارت نكبة على الإمبراطورية الرومانية".
أما شخصية كلسس فقد كانت غير معروفة، حتى لأوريجانوس، فقد قال في مقدمة مؤلفاته هذا (فقرة 4) إنه كان قد مات منذ زمن طويل. والمرجح أن كلسس كتب كتابه حوالي سنة 180م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/romans.html
تقصير الرابط:
tak.la/rmzy7na