في إحدى المناقشات مع بعض اليهود، الذين كان يزعم أنهم حكماء، وكان أشخاص كثيرون حاضرين ليحكموا علي ما يقال، أتذكر أنني استخدمت الحجة التالية. أيها السادة، هنالك شخصان أتيا لافتقاد الجنس البشري، دونت عنهما معجزات فوق طاقة البشر، أعني موسى مشرعكم الذي كتب عن نفسه، ويسوع الذي لم يترك كتابًا عن نفسه، بل شهد عنه تلاميذه في الأناجيل. أليس من السخافة أن تصدقوا بأن موسي قال الحق، بالرغم من أن المصريين طعنوه إذ قالوا عنه إنه ساحر مشعوذ ظهر ليجري معجزاته عن طريق الخداع، وفي نفس الوقت لا تصدقون يسوع لأنكم تتهمونه؟ لقد نال كل منهما شهادة الشعوب. فاليهود يشهدون لموسي، أما المسيحيون فإنهم -دون أن ينكروا بأن موسي كان نبيًا- يبرهنون من نبوته كل ما هو حق عن يسوع، ويعتقدون بصحة الروايات المعجزية التي دونها عنه تلاميذه.
أما إذا طلبتم أن نقدم إليكم سبب إيماننا بيسوع، فقدموا لنا أولًا سبب إيمانكم بموسى، طالما كان هو قد عاش قبل يسوع، وعندئذ نقدم نحن لكم سبب إيماننا به. وإذا راوغتم ورفضتم تقديم البراهين عن موسى، فإننا وقتيًا نفعل مثل ما فعلتم ولا نقدم أي برهان.
وإن أعوزتكم الحجة فاعترفوا بأنكم لا تجدون برهانًا عن موسى ثم أصغوا إلي الأدلة عن يسوع من الناموس والأنبياء.
والواقع أن ما يذهل هو أن الأدلة عن يسوع من الناموس والأنبياء هي التي تبرهن أن موسي والأنبياء كانوا حقًا أنبياء الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/moses-jesus.html
تقصير الرابط:
tak.la/j6qakkj