وإذ كان كلسس يعتقد أنه توجد بين أمم كثيرة مماثلة عامة في التعاليم، فقد عدد كل الأمم التي أوجدت هذه التعاليم أصلًا. لكنه، لسبب لا أعلمه، احتقر اليهود وحدهم، ولم يحصهم مع غيرهم، ولم يقل إنهم تعبوا مثلهم ووصلوا إلى نفس النتائج، أو أنهم اعتنقوا نفس الآراء في نواحٍ كثيرة.
إذن فيليق بنا أن نسأله لماذا يصدق مؤلفات البرابرة واليونانيين التاريخية بصدد أقدمية تلك الأمم التي تحدث عنها، لكنه يصم مؤلفات هذه الأمة التاريخية وحدها بأنها مزورة. وإن كل المؤرخين أعطوا وصفًا أمينًا عن أممهم، فلماذا نكذّب أنبياء اليهود وحدهم؟ وإن كان موسى والأنبياء كتبوا كثيرًا عن شعبهم بمحاباة، رغبة في تدعيم ديانتهم، فلماذا لا نقول نفس الكلام عن مؤرخي الممالك الأخرى؟ ولماذا نصدق الكثير من المؤلفات التاريخية عندما تتحدث رديًا عن اليهود، لكن عندما يقول اليهود نفس الشيء عن غيرهم، ويصرحون بأنهم تحملوا على أيديهم مظالم شديدة، وأنهم لهذا السبب تحملوا القصاص من الله، فإننا نتهمهم بالتزوير؟
وهذا لا ينطبق لا المصريين وحدهم، بل على غيرهم، لأننا سوف نجد أنه كانت هنالك علاقة بين الآشوريين واليهود، وهذا مدون في مؤلفات الآشوريين التاريخية القديمة. وكذلك قال مؤرخو اليهود (وقد تحاشيت استخدام كلمة أنبياء لكي لا يتبين بأنني أحكم في القضية قبل استقصاء البحث) إن الآشوريين كانوا أعداء اليهود إذن فلاحظ في الحال تصرفات هذا الشخص التعسفية، فإنه يصدق مؤلفات هذه الأمم التاريخية على أساس أنهم متعلمون، ويدين الآخرين على أساس أنهم جهلاء جهلًا مطبقًا. فأصغ إلى أقوال كلسس إذ يقول "هنالك تعاليم قديمة كائنة من البداية، احتفظت بها أحكم الأمم والمدن والناس المتعلمون". ومع ذلك رفض أن يقول عن اليهود إنهم أمة متعلمة كما قال عن المصريين، والآشوريين، والهنود، والفرس، وأتبارع اودريسي Odrysians، وساموثراكي Samothracians، واليوسيني Eleusinians.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/duplicity.html
تقصير الرابط:
tak.la/fzqp42h