كانت هذه الكلمة barbarian تُطْلَق على كل فرد من أمم الأرض ما عدا اليوناني والروماني. فَيُقال "يوناني وبربري"، ولا تتضمن هذه اللفظة حينما تُسْتَعْمَل في الكتاب المقدس شيئًا من معنى الخشونة والتوحّش الذي قد يُفْهَم في وقتنا الحاضر (أع 28: 2، 4؛ رو 1: 14؛ كو 3: 11).
وهي في اليونانية "بارباروس" Βάρβαρος. ولعل هذه الكلمة جاءت تقليدًا للأصوات غير المفهومة من لغة أو رطانة أجنبية، لذلك فهي عند اليونانيين تعني كل ما هو غير يوناني، سواء لغة أو أناسًا أو عادات. وفي بعض الأحيان يصف فيلو ويوسيفوس أمتهما (الأمة اليهودية) بـ"البرابرة"، كما فعل أيضًا الكتّاب الرومانيون حتى عصر أوغسطس قيصر، عندما تبنوا الحضارة اليونانية واعتبروا أنهم هم واليونانيين فحسب هم المتحضرون في العالم، أما غيرهم فاعتبروهم غير متحضرين. فكان الجنس البشري جميعه عندهم ينقسم إلي قسمين يونانيين وبرابرة (رو 1: 4).
وعبارة "بربري سكيثي" (كو 3: 11) لا تعني نوعين من البشر، ولكنه يعني أن "البرابرة" حتى "السكيثيين" (وهم أحط البرابرة) هم جميعهم وحدة واحدة في المسيح بلا أي تمييز عنصري.
وفي العبارة "فإن كنت لا أعرف قوة اللغة، أكون عند المتكلم أعجميًا والمتكلم عندي" (1 كو 14: 11) تُتَرْجَم كلمة "أعجمي" عن نفس الكلمة اليونانية "بارباروس"، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. يستخدمها الرسول بولس هنا بمعناها الأصلي، أي أنه عندما يتحدث بلغة أجنبية فهو غير مفهوم، فالتكلم بألسنة ليس وسيلة للاتصال، فالهتافات غير الواضحة التي كانت تصدر من "المنتعشين" في كورنثوس، كان ضررها أكبر من نفعها، إذ لم يكن الواحد منهم يستطيع التعبير بكلمات واضحة بلغة مفهومة عن شعور القوة التي تدفعه للكلام.
والعبارتان "فقدم أهلها البرابرة"، "فلما رأي البرابرة" (أع 28: 2 - 4) تعبران عن وجهة نظر يونانية - رومانية، فأطلق الكاتب علي سكان مالطة اسم "البرابرة" لأنهم كانوا ينحدرون من أصل فينيقي، أي أن المقصود بها أنهم " غرباء " وليست نعتًا لهم بالوحشية أو الإجرام أو الهمجية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fw74fvc