إن أول نقطة يقدمها كلسس، راغبًا في التشكيك في المسيحية، هي إن المسيحيين دخلوا في جماعات سرية بعضهم مع بعض، مناقضين القانون، فقال "إن بعض الاجتماعات علنية، وهذه تتفق مع القانون، وهنالك اجتماعات أخرى سرية، وهذه تمارس ضد القوانين ". وقصده هو التشنيع فيما يسمى "ولائم المحبة" التي يمارسها المسيحيون كأنها الخطر العام الذي كان يهددهم، وقد كانوا مرتبطين بها أكثر من أية أقسام.
إذن فطالما كان يهذي بالكلام حول القانون العام، مدعيًا بأن اجتماعات المسيحيين اعتداء على هذا القانون، وجب أن نرد، بأنه إذا ما وجد إنسان بين السكيثيين ذوي القوانين الفاسدة، ولم يجد فرصة للتخلص منهم، بل اضطر أن يعيش بينهم، فإنه من أجل قانون الحق الذي يعتبره السكيثيون شرًا، يندمج في الجماعات التي تخالف قوانينهم ولكنها تماثله في الرأي. وإذا ما حكمنا الحق تبين أن قوانين الوثنيين المتصلة بالأوثان وعبادة الآلهة الكثيرة الوثنية، هي قوانين سكيثية، أو أكثر شرًا منها، إن وجد ما هو أكثر شرًا.
إذن فليس أمرًا غير معقول أن تتكون جماعات لا تتفق مع القوانين القائمة، إن كانت تؤسس من أجل الحق. وكما يحسن صنعًا أولئك الذين يدخلون في جماعات سرية لكي يقتلوا أي طاغية طغى على حرية الدولة، هكذا عندما طغى إبليس على المسيحيين ظالمًا، فإنهم كونوا جماعات تخالف قوانين إبليس لمقاومة سلطانه، ولسلامة غيرهم الذين قد ينجحون في إقناعهم للتمرد على حكومة سكيثية ظالمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/confined.html
تقصير الرابط:
tak.la/7b9awf8