وكل مَن يفحص هذا الموضوع يتبين أن يسوع أتم بنجاح أعمالا فوق طاقة البشر. فرغمًا عن أن كل الأشياء قاومت من البدء انتشار تعاليمه في العالم - سواء كان ملوك ذلك الزمان، أو ولاتهم وحكامهم، بالإجمال جميع ذوي النفوذ الأقل، وبالإضافة إلي هؤلاء رؤساء المدن المختلفة، والجنود والشعب - فقد انتصرت كلمة الله، لأن طبيعتها لا يمكن أن تقهر، وصارت أقوى من كل خصومها، وسادت علي كل بلاد اليونان، وجزء كبير من البلاد البربرية، وغيرت عددًا لا يحصي من النفوس، وضمتهم إلى ديانته. ومع أنه بين المنضمين إلي المسيحية زاد عدد البسطاء والجهلاء عن المتعلمين، لأن الطبقة الأولي تزيد دوامًا عن الثانية، فإن كلسس لم يرد أن يلاحظ هذا، وظن أن هذه التعاليم المحبة للبشر التي تصل كل إنسان تحت الشمس سافلة دنيئة، وبسبب سفالتها وانعدامها من القدرة علي المناقشة بتعقل، تسلطت علي الجهلاء فقط. ومع ذلك فإنه هو نفسه اعترف بأنه لم يكن البسطاء فقط هم الذين انساقوا بتعاليم لاتباع ديانته، لأنه أعترف بأنه كان بينهم البعض من ذوي الذكاء المتوسط، والأمزجة الرقيقة، وذوي القدرة علي الفهم، والقدرة علي إدراك المجاز والاستعارات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-morcos-dawoud/against-celsus/christ-omnipotent.html
تقصير الرابط:
tak.la/8jpc8kn