مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب العلامة أوريجانوس والرد على كلسس - القمص مرقس داود

54- الفصل الحادي والخمسون: براهين وإثباتات الأحداث المدونة في الكتاب المقدس 10: بيت لحم، مكان ميلاد يسوع

 

St-Takla.org Image: A general view of Bethlehem, Palestine (with people around and a woman on a camel) - from The Lives and Times of Roman Pontiffs, book by Artaud de Montor, Alexis Francois, 1886. صورة في موقع الأنبا تكلا: مشهد عام يصور بيت لحم، فلسطين (مع أشخاص محيطين وامرأة تمتطي جملًا) - من كتاب حياة وأزمنة البابوات الرومان، لـ أرتاود دي مونتور، أليكسيس فرانسوا، 1886 م.

أما عن مكان ميلاده فقد قيل "إن الحاكم يأتي من بيت لحم" في الكلمات التالية:"أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" (ميخا 5: 2). هذه النبوة لا يمكن أن تنطبق علي أي واحد ممن هم في سعة أو ممن يتجولون ليستجدوا، الذين يقولون إنهم أتوا من فوق، كما يزعم يهودي كلسس، إلا إذا كان واضحًا جدًا أن الرجل وُلد في بيت لحم، أو كما يقول آخر إنه أتي من بيت لحم ليحكم الشعب. وإن أراد أحد برهانًا آخر ليقنعه أن يسوع ولد في بيت لحم علاوة علي نبوة ميخا، والرواية التي دونها تلاميذ يسوع في الأناجيل، فيلاحظ أنه، وفقًا لرواية الإنجيل عن ميلاده، لا زالت مغارة بيت لحم⁽¹⁸⁾ التي ولد فيها قائمة للآن، ومذود المغارة الذي وضع فيها مقمطًا. وما هو قائم معروف في هذه الأرجاء حتى بين الغرباء عن ديانتنا، نظرًا لأن يسوع الذي يعبده المسيحيون ويمجدونه قد وُلد في هذه المغارة.

وأعتقد أنه قبل مجيء المسيح كان رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ينادون بأن المسيح سوف يولد في بيت لحم نظرًا لوضوح هذه النبوة. ولقد وصل هذا التفسير حتى إلي عامة اليهود، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هذا يفسر لماذا كتب أن هيرودس سأل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب فعلم منهم أن المسيح يولد في بيت لحم اليهودية التي "كَانَ دَاوُدُ فِيهَا" (يو7: 42).

وعلاوة علي هذا فقد ذُكر في إنجيل يوحنا أن اليهود قالوا يولد في بيت لحم "الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا". لكن بعد مجيء المسيح انشغل الناس بإبادة هذه الفكرة أن الأنبياء تنبأوا عن ميلاده منذ القديم، وانتزعوا هذه العقيدة من الشعب. وكان تصرفهم هذا شبيهًا بتصرف الذين تغلبوا علي جند الحرس عند القبر الذين شهدوا قيامته من الأموات وأذاعوها، وأقنعوهم بإعطائهم بعض المال، قائلين لهم "قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلًا وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. وَإِذَا سُمِعَ ذلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ" (مت 28: 13 و14).

براهين وإثباتات الأحداث المدونة في الكتاب المقدس 11

العلامة أوريجانوس والرد على كلسس كتب القمص مرقس داود

النبوات عن المسيح

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(18) ذكر الكثيرون هذه المغارة في مؤلفاتهم أمثال يوستينوس، وأريجانوس، وأبيفانيوس، وجيروم، وفيلوكسينوس.. إلخ.

---