شهادة ودفاع معلمنا بولس لربنا يسوع
أمام هيرودس أغريباس الثاني وفستوس (أع 26)
o ابتدأ المحفل لسماع معلمنا بولس بقول الملك أغريباس الثاني بأنه مأذون له أن يتكلم دفاعا عن نفسه ولم يكن يعرف أنه سيشهد له بربنا يسوع.
o بسط معلمنا بولس يديه وجعل يحتج وكانت يديه مقيدتين أو ربما فكت في هذا المحفل، وبسط اليدين علامة الكلام أو الحديث مع شخص ما مثلما يبسط الإنسان يديه ليصلي فهو يتكلم مع الله.
* قصة تحول معلمنا بولس للمسيحية تُذْكَر لثالث مرة مع تفاصيل جديدة حيث ذكرت في (أع 9، 23):-
o مقدمة: حسب نفسه سعيدا مع كونه سجينا لمدة سنتين بلا سبب لكن فرح الروح الطائرة عن جو السلاسل والقيود جعلته من سجين إلى إنسان فَرِح.
o وأعطى سببا لفرحه لأنه يعرف عن هيرودس أغريباس الثاني أنه له معرفة بشئون اليهود بل ويعرف الناموس والأنبياء كما يتبين من حديث معلمنا بولس لاحقًا وبالتالي سيفهم ما يقوله معلمنا بولس عن الولاة الرومانيين الذين احتج أمامهم قبلا مثل فيلكس وفستوس.
o أكد معلمنا بولس على معرفة الملك أغريباس أيضًا بالعوائد أو التقاليد والمسائل اليهودية وأيضًا طول أناته لكي يسمع معلمنا بولس.
o عرَّف معلمنا بولس أغريباس الثاني أنه كان يهوديا منذ حداثته وكان أيضًا في أورشليم واليهود يعرفون ذلك جيدا أنه تربى عند رجلي غمالائيل أعظم معلمي الناموس، وأنه عاش في مذهب الفريسية من مذاهب اليهود أي أنه لم يكن من الصدوقيين الذين يقولون لا ملاك ولا قيامة.
o وعرَّف نفسه في هذه المرحلة أن الفريسيين كانوا ضيقو النظر في تعاملهم الديني جدا لكن مع ذلك كان الفريسيون يؤمنون بالقيامة العامة الموعود بها للآباء والتي لا تنفصل عن قيامة ربنا يسوع، وأن ليس الآباء فقط هم الذين يترجون القيامة بل أبناء يعقوب أي الأسباط الـ12 عاشوا مجاهدين في عبادتهم ليلا ونهارا حتى ينالوا موعد الحياة الأبدية والقيامة التي لأجلها ولأجل هذا الرجاء معلمنا بولس يحاكم من اليهود.
o ثم يسأل معلمنا بولس الملك والمحفل لماذا لا يصدق أن الله أقام أمواتا؟ فإذا كان الملك أغريباس يعرف الناموس والأنبياء فهو يعرف أن إيليا أقام ابن أرملة صرفة صيدا وأليشع ابن المرأة الشونمية بل عظامه أقامت ميتا.
o فلما كان معلمنا بولس شابا اسمه شاول كان يقاوم كل أمر تابع لربنا يسوع وذلك في أورشليم حيث حبس المسيحيين في السجون وقال عنهم معلمنا بولس القديسين إذ رأى فيهم رائحة القداسة، وأخذ سلطان من رؤساء الكهنة الذين كانوا يلقون قرعة على المسجونين عندهم من المسيحيين لكي يقتلوهم وهو أي معلمنا بولس كان من ضمن الذين ألقوا قرعة للموت للمسيحيين المسجونين.
o وفي المجامع كان معلمنا بولس يعاقب المسيحيين ليس لهدف سوى جعلهم يجدفون على اسم ربنا يسوع، بل من كثرة كرهه لهم كان يطردهم إلى مدن خارج أورشليم.
o ولما كان ذاهب إلى دمشق بسلطان من رؤساء الكهنة وتوصيات لكي يضطهد مسيحي دمشق ظهر له نور في منتصف النهار أفضل من لمعان الشمس أبرق أي أضاء حوله وحول الذاهبين معه، وهنا نقطتان لم يذكرا سابقا إضاءة نور ربنا يسوع أكثر من لمعان الشمس وأن النور شمل معلمنا بولس (شاول) والذاهبين معه.
o ثم أضاف أيضًا شيء لم يذكر سابقا هو أن شاول أي معلمنا بولس سقط من قوة النور هو والذين معه.
o وسمع صوتا أي صوت ربنا يسوع يقول له بالعبرانية، وهذه النقطة أن اللغة كانت بالعبرانية لم تذكر سابقا، وكان الصوت يقول له "شاول شاول لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس"، أي أنت تضطهد المسيحيين فأنت تضطهدني أنا شخصيا أو أنك تضطهدهم لأجل كرهك لي، فأنت صرت مثل بقرة عندما ينخسوها بالمنساس أو المناخس ترفس من ينخسها لكنك لا تقدر أن تفعل هذا فيما بعد.
o فسأل معلمنا بولس (شاول) "من أنت يا سيد؟" قال له "أنا يسوع الذي أنت تضطهده".
o وهنا تحول معلمنا بولس من مدافع عن نفسه إلى كارز في كل هذا المحفل، وأضاف معلمنا بولس نقطة لم تذكر سابقا أن ربنا يسوع قال له "قم وقف على رجليك لأني ظهرت لك لكي تكون خادما لي وتكرز وتشهد بما رأيت وما سوف أظهره لك، وعندما تكرز بهذا أي بي سوف أنقذك من مكائد الأمم واليهود الذين أنت تكرز لهم بي".
o وأيضًا أضاف شيئا جديدا لما سبق وتكلم عنه في هذا الظهور في شهادته السابقة وفي قصة ظهور ربنا له هو تحويل عيون العمي عن الله بالخطية والتعصب بالنسبة لليهود إلى نور معرفته (وذلك بالإيمان والمعمودية) وبالتالي من تسلط إبليس رئيس مملكة الظلمة إلى الله الذي عمل كل شيء بالنور وليس فيه ظلمة البتة، وذلك بجعل المكروز إليهم ينالوا بإيمانهم وطبعا بالمعمودية غفران الخطايا ويجعلهم وارثين مع المقدسين ليس أرض الموعد لكن أورشليم السمائية.
o العمل مقابل الرؤيا: وأكمل معلمنا بولس كلامه للملك أغريباس أنه لم يكن معاندا الرؤيا السمائية بل جال كارزا بالتوبة في دمشق وأورشليم واليهودية والأمم حتى يعلم الجميع أن يعملوا أعمال تليق بالتوبة.
o ولأجل الكرازة بالتوبة وقيامة ربنا يسوع أمسكه اليهود في الهيكل حتى يقتلوه لكن الله أعطاني (معلمنا بولس) معونة وأنقذني لكي أشهد لكل أحد صغير أو كبير بما تكلم عنه موسى والأنبياء أي بالمسيا ربنا يسوع الذي تألم بالصليب وقام وكان أول من قام من الأموات حتى أنادي بهذا النور لليهود والأمم.
o حاول فستوس الذي لا يفهم الكتب ولا الأنبياء أن يظهر ذاته خصوصا لأن معلمنا بولس وجه حديثه للملك أغريباس ولعدم قدرته على فهم القضية اتهم معلمنا بولس بالهذيان من كثرة قراءة الكتب أي الذي فهمه أنه عالم ومن كثرة علمه هرب منه الفكر المتزن.
o فرد معلمنا بولس بأن الذي يهذي هو مثل السكران لكنه ينطق بالحق والصدق وكلمات الصحو فهو منتبه لكل كلمة يقولها.
o أوضح معلمنا بولس أن ما حدث من رؤيا ومن كرازة معه لم يكن في مكان منزوي أو في زاوية بل يعلمه الجميع ويشهد له علانية.
o بل قال أن الملك أغريباس يعرف الأنبياء ويؤمن بها وبالتالي يعرف أن المسيا هو الذي أنا أكرز به وهو ربنا يسوع الذي ظهر لي في الطريق إلى دمشق.
o لكن الملك أغريباس رد على معلمنا بولس ردا فيه شبه دليل أنه مقتنع بكلامه فقد قال له " أبقليل تقنعني أن أصير مسيحيا؟" لأن دفاعه تحول إلى شهادة لربنا يسوع أمام ملك يعرف النبوات وأنها تمت في ربنا يسوع.
o فرد معلمنا بولس قائلا أنا كنت أصلي قبل أن أتكلم أن يصير الكل ليس الملك فقط بل الكبير والصغير يصيرون مثلي مسيحيين ما خلا السلاسل والقيود.
o فأي قوة يتكلم بها هذا الأسير الذي يتقي الله ويقنع كل من يسمعه!! وأي طائر صار! رغم قيوده صار قريبا من السماء!!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
§ إذ قام الملك ومعه برنيكي أخته والجالسون وقالوا أن هذا الإنسان لم يفعل شيئا يستوجب الموت أو حتى القيود، وقال أغريباس لفستوس أنه كان ممكنا أن يطلق معلمنا بولس لو لم يرفع دعواه إلى قيصر، وفي هذا معاني:-
1. أنه لم يفعل شرًّا.
2. أن أغريباس اقتنع بدرجة كبيرة بكلام معلمنا بولس وبالمسيحية.
3. تأنيب لعدم اتخاذ فستوس قرار بالعفو عن معلمنا بولس قبل رفع دعواه لقيصر.
§ لكن كان ينبغي أن يذهب رسول الأمم لعاصمة الأمم ليكرز بالمسيح هناك حتى تكمل رسالته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-maximos-samuel/st-paul/herod.html
تقصير الرابط:
tak.la/hqq3w67