الرحلة إلى روما (أع 27)
· سلموا القديس بولس إلى قائد مائة اسمه يوليوس من كتيبة أوغسطس مع أسرى آخرين لكي يسافروا إلى إيطاليا بحرًا.
· لكننا نجد تحول إلى كلمة نحن بعد أن انقطع من (أع21: 8) لأن معلمنا لوقا وأرسترخس التسالونيكي رافقاه في السفر.
· أبحرت السفينة من قيصرية إلى صيدا وصيدا هي صيدون تبعد 67 ميلا عن قيصرية وتأخذ بحرا مدة يوم كامل.
· عامل يوليوس معلمنا بولس برفق يبدو أنه عرف قضيته أو سمعه في حديثه مع الملك أغريباس، وسمح له أن يذهب ليعتني به أصدقاؤه في صيدا إذ كان معلمنا بولس له أصدقاء في كل المدن التي مر بها كارزا في رحلاته التبشيرية الثلاثة.
· كانت الرياح مضادة غربية دفعتهم إلى المرور شمال قبرص والتي عبر عنها معلمنا لوقا بكلمة تحت قبرص وبقرب ساحلها.
· ليكية: جنوب غرب آسيا الصغرى وشرق بمفيلية وشمالها بيسيدية وفريجية وغربها كارالا.
· كانت السفينة تمر قرب ساحل آسيا الصغرى الجنوبي فعبروا جنوب كيليكية وبمفيلية ثم إلى ميرا.
· ميرا: هي من أشهر المدن في المنطقة شفيعها القديس نيقولاوس وخصوصا البحارة، وقد سرق الروس جسده في ثورة اليونان ووضعوه في مدينة بطرسبرج وأعطوهم أيقونة له بدلا من جسده.
· ويدعى ميناء ميرا أندرياس حيث تكون فيه السفن التي تحمل القمح القادمة من الإسكندرية لكي تسافر إلى إيطاليا.
· فاستبدلوا السفينة بسفينة غلال قمح قادمة من الإسكندرية مسافرة إلى إيطاليا.
· كنيدس: المسافة بينها وبين ميرا 130 ميلًا غرب ميرا وجنوب آسيا الصغرى.
· سلمون: اتجهوا نتيجة للرياح إلى الجنوب إلى أقصى شرق كريت وهي رأس سلمون وساروا بجوار الشاطئ أي شاطئ كريت.
· الموانئ الحسنة: هي جنوب شرق كريت، دعيت بالموانئ الجميلة إذ هي شاطئ مفتوح لسفن لكن ليس بها مدينة لكن قريبة من مدينة لسائية.
· أصبح الوقت غير ملائم للسفر بالسفن في الغالب بين شهري سبتمبر وأكتوبر.
· وقد مضى الصوم وهي الفترة التي يمتنع فيها البحارين عن الإبحار لأنها خطر، وقد يعني صوم الكفارة حسب ق. يوحنا ذهبي الفم (لا23: 27).
· فحذر معلمنا بولس مسئولي السفينة من الإبحار ليس لأجل القمح المشحون بل لأجل أرواح الذين في السفينة لأنه له خبرة في السفر بالبحر كما في (2كو11: 25، 26).
· لكن قائد المائة لم يهتم بقول معلمنا بولس بل انحاز إلى رأي ربان السفينة لثقته في خبرته.
· كان رجاءهم أن يصلوا إلى فينكس وهي ميناء غرب كريت ليشتوا هناك رغم أنها مصيف وليس مشتى.
· سكنت الرياح الغربية المقاومة للسفينة فظن البحارة خصوصا أنه هبت رياح جنوبية لطيفة أنهم يصلوا إلى غرب كريت فابتدأوا يتجاوزوا كريت.
· لكن كانت المفاجأة أن هبت رياح تسمى الأوروكليدون وهي تجعل السفينة في دوامة تدور حول نفسها ومن الصعب التحكم فيها مطلقا.
· فخطفت الريح السفينة فسلم كل من في السفينة نفسه حسب ما يكون لكن الله عندما نسلم له حياتنا نقول كما كتب معلمنا لوقا "سلمنا فصرنا نحمل" أي نحمل على أيدي الله الحانية فإذا كان إبليس يحملنا ويهيج الناس ضدنا لكن الله يحملنا على يديه ويحمينا.
· وصلوا إلى جزيرة كلودي وهي جنوب غرب كريت بـ20 ميل ومساحتها 131 كم * 5 كم واستطاعوا بالجهد أن يملكوا السفينة مرة أخرى.
· رفعوا الحبال كحزام حول السفينة خوفا من أن تغرس السفينة في السيرتس أي الرمال الناعمة وأنزلوا القلوع فكانت الرياح تحملهم.
· أفرغ النوتية حمولة السفينة في البحر وهي القمح وهو غذاء ويعني مالا حتى ينجو بأنفسهم وكأن السفينة هي حياتهم التي ينبغي أن تُفرغ مما هو للعالم حتى تستطيع أن تصل للأبدية خصوصا إن كانت محملة بحمولات العالم (عب10: 34) حتى تصير حياتنا خفيفة وليس مثلما قيل عن فرعون كالرصاص (خر15: 10) في مياه غزار.
· بعد هذا كان نوء ولمدة أيام كثيرة لم تكن شمس أي نهار ولا نجوم أي ليل حتى يستدلوا على اتجاه يسلكوا فيه، وأحيانًا يصل الإنسان إلى هذا الحال لا هو قريب من شمس البر ولا يستدل بنور القديسين الذين هم كواكب ونجوم يرشدونا.
· كان صوم مَنْ في السفينة اضطراريا فترة طويلة.
· تكلم معلمنا بولس وهو واقف في وسط السفينة موبخا قواد السفينة أنهم لم يسمعوا كلام القديس بولس القائد الحقيقي للسفينة إذ كانت نصيحته أن لا يقلعوا من كريت حتى لا تكون خسارة في حمولة السفينة لكن مع التوبيخ أعطاهم رجاء ثابت لا ريب فيه إذ لا تفقد نفس واحدة من السفينة ولا شيء إلا السفينة أي أن السفينة ستتحطم لكن لا يموت أي إنسان عليها.
· وأخذ يبشر أهل السفينة بالله أن ملاك الله الذي يعبده قال له "لا تخف يا بولس لأنه ينبغي أن تحاكم أمام قيصر وأن الله أعطاه أنفس الذين في السفينة فلا يموتوا.
· وطلب معلمنا بولس أن يسروا بذلك لأنه وعد من الله الذي لا يخالف ما قد وعد به بواسطة إيمان معلمنا بولس، وأعلمهم أنه لابد أن يرسوا على الجزيرة وهي مالطة.
· فلما كانت المركب في بحر الأدرياتيك وهو الجزء الغربي والشمالي من البحر المتوسط بين روما ومالطة تاهت لمدة 14 يومًا.
· لكن في نصف الليل ظن النوتية أنهم وصلوا إلى البر لأنهم قاسوا عمق المياه فوجدوها 20 قامة والقامة 6 قدم أي 120 قدم ثم قاسوا ثانية بعد قليل فوجدوها 15 قامة أي 90 قدم.
· رسوا من مؤخرة السفينة 4 مراسي أي 4 هلب الذي يغرس في قاع البحر وكانوا يطلبون النهار بصبر لكن لما أحس النوتية أن السفينة ستنكسر زعموا أنهم سيمدوا المراسي من أمام أو من مقدمة السفينة لكنهم رموا قارب النجاة ليهربوا فعلم معلمنا بولس فذهب وقال لقائد المائة أنه إن لم يبقى هؤلاء النوتية في المركب لا يمكن أن ينجوا أحد.
· في ذلك الوقت أمر قائد المائة الجنود فقطعوا حبال القارب أي قارب النجاة حتى يغرق ولا يهرب النوتية فلهذا يعتقد البعض أن المركب حربية لأن قائد المائة له قرار فيها.
· فأخذ معلمنا بولس طعاما وقال للمسافرين معه " كلوا لأن لكم 14 يوما صائمين" فترجى منهم أن يتناولوا طعاما حتى يكون ذلك مفيدا لنجاتهم أي يكون لهم قدرة علي النجاة، وأعلمهم مؤكدا أنه لا تسقط شعرة واحدة من رؤوسهم.
· وأخذ خبزا وشكر وابتدأ يأكل أمام الجميع مشجعا إياهم ومعطيا إياهم رجاء في الحياة فسروا وأخذوا طعاما وأكلوا.
· ثم قاموا وطرحوا القمح في البحر ليخففوا عن السفينة حمولتها.
· ظهر النهار أخيرا وظهر خليج وسط البحر أي أرض على شكل لسان بري فأرادوا أن يرسوا بالسفينة على هذا الخليج فنزعوا المراسي الأربعة التي كانوا قد أنزلوها من مؤخرة السفينة وحلوا الدفة ورفعوا القلاع حتى تحركها الرياح الهابة.
· جاءوا بالسفينة إلى موضع بين بحرين أي هناك أرض تفصل المياه إلى جزئين فارتكزت مقدمة السفينة وارتطمت بالشط أو باللسان ولم تتحرك أما مؤخرة السفينة فضربتها الأمواج فانحلت عن السفينة.
· خاف الجنود أن يهرب الأسرى وطلبوا أن يقتلوهم بالسيف لكن قائد المائة رفض هذا حفاظا على حياة معلمنا بولس الذي كان يقدره جدا.
· وأمر قائد المائة أن الذين يعرفوا السباحة يلقوا بأنفسهم حتى يصلوا البر أما الباقين فيمسكوا بألواح السفينة أو قطع منها حتى يصلوا إلى البر حتى نجا الجميع أي كل من في السفينة كما كلم الملاك معلمنا بولس وأعلن هو ذلك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-maximos-samuel/st-paul/missionary-journey-rome.html
تقصير الرابط:
tak.la/64rjxm8