أولًا: الإيمان بإله واحد (الآب)
ثانيا: علاقة الابن بالآب
في شرحه لقانون الإيمان النيقاوي يفسر القديس كيرلس عبارة (نؤمن بإله واحد) على النحو التالي:-
+ قال الآباء إنهم يؤمنون باله واحد لأنهم كما لو كانوا يهدمون آراء اليونانيين من أساساتها.. وبينما يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات (رو23،22:1)، وعبدوا المخلوق دون الخالق (رو25:1). وصاروا عبيدا لأركان العالم ظانين إنها آلهة كثيرة بلا عدد.
لكي يهدموا ضلاله تعدد الآلهة قال الآباء بإله واحد تابعين الكتب المقدسة من كل جهة ومظهرين جمال الحق لكل إنسان يسمى تحت الشمس.
وهذا ما فعله موسى الحكيم جدًا قائلا بكل وضوح: "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهك رب واحد" (تث4:6). وأيضًا "خالق الكل وربهم يقول في موضع أخر لا يكون لك ألهه أخرى أمامي" (خر3:20). وأيضًا "يتكلم بصوت الأنبياء القديسين" في (أش 6:44). لذلك فالآباء الممجدون جدا فعلوا أمرا ممتازا إذ وضعوا قاعدة للإيمان بضرورة أن نفكر ونقول إن الله واحد متفرد بالطبيعة والحق.. ومن ثم أعلنوا إنهم يؤمنون بإله واحد..
+ وأيضًا لَقَّبُوه بـ"الآب" ضابط الكل لكي بذكرهم الآب يظهرون الابن معه الذي به هو أب قائم (أي الابن) معه وكائن معه دائما لان الآب لم يصر أبًا في زمن بل كان دائمًا ما كان أي أبًا. وهو كائن دائما فوق كل ما هو مخلوق وهو في أعلا الأعالي ولأنه يضبط ويسود ربا على الكل.. بهذا يجعل له مجدا لا يقارن.
وأيضًا يؤكد الآباء إنه خلق كل الأشياء التي في السموات والتي على الأرض وهكذا يكون اختلافه عن كل الخليقة أمرًا معروفًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأن يمكننا المقارنة بين الخالق والمخلوق.. ولا بين غير الحادث والحادث ولا بين الطبيعة الخاضعة لنير العبودية والطبيعة المزدانة بكرامات السيادة والمالكة لمجد إلهي فوق المجد العالمي.
يقول القديس كيرلس عن علاقة الابن بالآب: ولكن عندما تكلموا (أي الآباء) عن الابن، ولكي لا يظهر أنهم لا ينسبون إليه اسما مشتركا مثل الاسم الذي يمكن أن ينسب إلينا نحن أنفسنا لأننا ندعى أيضًا أولاد (غلا6:4) فبكل فطنة وصفوه بتلك الأسماء التي بواسطتها يمكن أن يدرك لمعان المجد الطبيعي الذي فيه والذي هو أعلا من الخليقة لأنهم قالوا إنه (مولود غير مخلوق) مدركين إنه من جهة الجوهر لا يصنف مع المخلوقات بل بالحري أكدوا بيقين إنه مولود من جوهر الله الآب، خلوا من زمن وبطريقة تفوق الإدراك لأنه في البدء كان الكلمة (يو 1:1) ثم حينما يذكرون حقيقة الولادة بطريقة جيدة جدا، فإنهم يقولون أن الله الابن مولود من الله لان حينما تكون الولادة حقيقية فيلزم من كل جهة تبعًا لذلك أن نفكر وأن نقول إن المولود ليس من جوهر آخر غير جوهر الوالد.
فغير الجسداني لا يَلِد بحسب الجسد بل بالحري بهذه الطريقة أعني مثل (ولادة النور من النور) حتى لأن النور الذي شعَّ يعرف إنه في النور الذي اومضى وإن منه بحسب الصدور الذي لا ينطق به ولا يعبر عند وان يكون فيه بحسب وحده وتطابق الطبيعة.
وهكذا نحن نقول (إن الابن في الآب والآب في الابن)..
فالابن يرسم في طبيعته الخاصة ومجده.. ذلك الذي ولده.. وقد قال بوضوح لواحد من تلاميذه القديسين مَنْ رآني فقد رأى الآب (يو10،9:14) وقال أيضًا أنا والآب واحد (يو30:1)
وتبعا لذلك فهو من نفس الجوهر مع الآب وهكذا أيضًا فإننا نؤمن إنه إله حق من إله حق.
وهكذا فإن كل أحد يستعمل أسم الولادة والبنوة عنه فإنه لا يتكلم بالكذب مطلقا.. وتفهم الولادة على إنها منه وفيه وإن كلا منهما موجود بأقنومه الخاص لأن الآب هو أب وليس أبنا والابن هو المولود وليس هو أب وكل منهما يكون ما كان عليه ولهما في وحدتهما نفس الطبيعة..
يتحدث القديس كيرلس عن علاقة الروح القدس بالآب والابن:
+ بعد أن أنهى الآباء كلامهم عن المسيح فأنهم ذكروا الروح القدس لأنهم قالوا إنهم يؤمنون به كما يؤمنون بالآب والابن لأنه من نفس الجوهر معهم وهو ينسكب أي ينبثق من ينبوع الله الآب ويمنح للخليقة بواسطة الابن لهذا نفخ في الرسل القديسين قائلا: أقبلوا الروح القدس (يو 22:2). لذلك فالله الروح هو من الله وليس غريبًا عن الجوهر الذي هو أعلا من الكل بل هو من ذلك الجوهر وهو كائن فيه وهو خاص به..
+ على أن القديس كيرلس تحدث باستفاضة عن الثالوث القدوس وعن الابن بالذات في دفاعه ضد الأريوسية والنسطورية. ونستكمل حديثنا من خلال النقاط التالية:
1. التأكد على التمييز بين الأقانيم.
2. الابن، ألوهيته وعلاقته بالآب.
3. المسيح وعلاقته بالروح القدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9z3dkpc