يشرح القديس كيرلس الكبير عبارة (في البدء كان الكلمة) فيقول:
+ لا يوجد ما سبق البدء إذا ظل بالحق بدءًا لان بدء البدء مستحيل وإذا تصورنا أن شيئًا ما سبق البدء تغير البدء ولم يعد بدء بالمرة.
إن هذا يعنى أن الابن لم يخلق بالمرة بل هو كائن مع الآب (كان في البدء) ليس من الممكن أن نعتبر (البدء) خاصًا بزمان مهما كان.
فالبدء الذي يمكن قياسه بالزمان والمسافات سوف يتعداه الابن. بالنسبة للابن البدء ليس بدءًا زمنيًا ولا جغرافيًا. فهو أزلي وأقدم من كل الدهور ’ولم يولد من الآب في الزمان لأنه (كان) مع الآب مثل الماء في الينبوع أو كما قال هو (خرجت من عند الأب وقد أتينا إلى العالم) (يو 28:16).
+ فإذا اعتبرنا الآب المصدر أو الينبوع فان الكلمة كان فيه لأنه حكمته وقوته ورسم (صورة) أقنوميه وشعاع مجده.
وإذا لم يكن وقت كان الأب فيه بلا حكمة وكلمة وصورة وشعاع فإنه من الواضح أن الابن الذي هو حكمة وكلمة وصورة الآب وشعاع مجده فهو أزلي مثل الأب الأزلي، وإلا كيف يوصف بأنه صورته الكاملة ومثاله التام، إلا إذا كان له بوضوح ذات الجمال الذي هو على صورته.
+ الابن في الأب مثل الماء في الينبوع إذًا الأب هو الينبوع.
إن الكلمة ينبوع تعنى هنا المياه لأن الابن في الأب وهو من الأب ليس كمن يأتي من الخارج في الزمان بل هو من ذات جوهر الأب. يشع مثل الشعاع من الشمس أو صدور الحرارة من النار.
هذه الأمثلة تعنى أن نرى كيف يولد أو يصدر شيء من شيء وفي نفس الوقت لا يصدر متأخرًا أو بعد زمن أو أن تكون له طبيعة مختلفة بل يصدر الشيء من الشيء ويضل كائنًا معه لا ينفصل عنه، بل لا يمكن لأي منهما أن يوجد بدون الآخر، فلا شمس بلا شعاع ولا شعاع بدون شمس ولا نار بلا حرارة ولا حرارة إلا من النار.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-botros-elbaramosy/ebooks/cyril-quaternity/trinity-divinity.html
تقصير الرابط:
tak.la/c2psshw