2- الخريستولوچي (طبيعة المسيح)
إن لخرستولوﭼيا القديس ديديموس أهميتها في التاريخ السابق للجِدَالات الخريستولوﭼية، ومع أنها لم تتسم بالسمة الخلاصية التي تميز لاهوت القديس أثناسيوس، إلا أنها تؤكد على وجود النفس البشرية العاقلة في المسيح، وفيه كتابه (عن الثالوث) يفند اللاهوتي الضرير البدعة الأريوسية القائلة بأن المسيح لم يكن له نفس بشرية عاقلة، فيقول: (كيف كان أن يثبت بوضوح لأنه قد صار جسدًا حيًا في الحقيقة EμΨυxοσ وليس مجرد شبه، على عكس ما يعتقد المانويون الذين يقولون أنه كان له شبه جسد، والأريوسيون الذين يعتقدون أنه كان بدون نفس οσxαΨυ، ما لم يكن قد قال (نفسي حزينة)، وما لم يكن قد أُظهر الخوف ونام وأكل وشرب؟ لأن هذا لا يوافق اللاهوت ولا الجسد بدون نفس) (1).
(ظهر ناسوته لنا في كل شيء ما عدا الخطية، ولم يكن جسده بغير نفس) (2).
كذلك أكد ديديموس على أن جسد السيد المسيح كان من نفس جوهر جسدنا Consubstantial with us وأن نفسه كانت من نفس جوهر نفسنا، فهو يقول:
(إن نفس يسوع عاقلة ومن نفس جوهر نفوس البشر، كما أن جسده المأخوذ من مريم من نفس جوهر ناسوت البشر) (3).
وتحدث ديديموس عن الاتحاد بين اللوغوس والنفس البشرية مؤكدًا أن هذا الاتحاد أبدي لا ينفك Indissoluble (4)، لان يسوع إنسان كامل vθρωлοσ ѓελειοσα لذا فهو خاضع لكل ضعفاتنا واحتياجاتنا ما خلا الخطية وحدها، وبينما تقدس ناسوته بالاتحاد مع اللوغوس، إلا أنه لم يفقد قابليته للموت Passibility.
وفى تفسيره لقول الرب في سفر زكريا (استيقظ يا سيف على راعي وعلى رجل رفقتي) (زك 7:13) يشرح ديديموس تدبير الفداء والقيامة:
(إن الله الذي أرسل راعيه لُيسلّم من أجل الخوف -وهو عالم بالجرأة والوقاحة التي لأولئك الأشرار- أمر سيفه أن يستيقظ على راعيه وعلى رجل رفقته، ويعنى بهذا الأخير الشعب العبراني، ومع ذلك فالسيف الذي أُشهر قد قتل رفيقه فقط دون أن يمس بأي أذى الراعي الذي جاز الموت إشفاقًا منه على قطيعه، لأنه كيف لا ينجو من كل أذى ذلك الذي يقول لله (نج من السيف نفسي) (سفر المزامير 86: 13).
لقد خرج الراعي الصالح وحيدًا ليقابل السيف إذ لم تقبله خاصته ولكنه لم يكن سيف العدل بل سيف الانتقام العادل من أجل خطايا إسرائيل وكل العالم، وجميل جدًا أن نلاحظ أن هذا السيف لم يكن مجرد آلة خرساء في يد هذا أو ذاك من الصالبين، بل كان آلة في يد الآب نفسه ليكمل بها تدبير الخلاص للبشرية، لذا نطق بهذه الكلمات (إني أضرب فتتبدد الرعية) (مت 31:26)).
أما القيامة عند ديديموس، فهي إعادة اتحاد النفس التي نزلت إلى الجحيم لمدة ثلاث أيام وثلاث ليال، مع الجسد الذي كان موضوعًا في القبر (5)، ويؤكد ديديموس (6) أنه ليس هناك أي امتزاج بين اللاهوت والناسوت في المسيح نتج عنه طبيعة ثالثة جديدة، وان اللاهوت والناسوت اتحدا بدون تغيير έлгωσρгσ وبدون امتزاج xύгωσασυ.
كذلك أكد مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية على الطبيعة الواحدة للمسيح، إذ شرح أننا لا نؤمن بأن الابن الذي من الآب هو آخر غير ذاك الذي تجسد وصُلب(7).
والمسيح عند القديس ديديموس الضرير هو اليهودي الحقيقي إذ يقول في تفسيره لسفر زكريا (زك 23:8):
(في تلك الأيام ممسك عشرة رجال من جميع ألسنة الأمم يتمسكون بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم، لأننا سمعنا أن الله معكم).
يلزمنا أولًا أن نعرف من هو ذلك الرجل المسمى بالذات (يهودي) وأظن أنه لا يمكن أن يختلف عن ذلك الذي ذكره كاتب الرسالة إلى العبرانيين (أنه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا) (عب 14:7)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لكي يحكم ويملك على اليهود في (الداخل) الذين لهم (ختان القلب بالروح) وهو نفسه المقصود أيضًا في البركة التي نطقها يعقوب (يهوذا إخوتك).
هذا هو اليهودي الحقيقي الذي طلع من أصل (يسى) وعشرة رجال من كل الألسنة والأمم يمسكون بذيل ثوبه قائلين (نذهب معكم لأننا سمعنا أن الله معكم)، والرقم عشرة له دلالة سرية فواضح أنه يمثل جميع المؤمنين، وفي حياة كل إنسان يمثل الحواس الخمس الظاهرة والباطنة المقابلة لها، وهو أيضًا الرقم العاشر في الأبجدية اليونانية أي حرف اليوتا "I" رمز اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح (ايسوس).
ويرى القديس ديديموس السكندري في الرجل الراكب على فرس أحمر المذكور في الإصحاح الأول من سفر زكريا رمزًا للرب المخلص المتجسد، والفرس الأحمر هو الجسد الذي لبسه، وقد رآه زكريا النبي (وهو واقف بين الآس الذي في الظلام) أي بين الجبال المظللة التي هي العهد القديم والجديد، وهي جبال خصبة ومظللة بسبب غنى الأفكار وكثرة نصوص الكتاب المقدس عن التجسد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-dedimos/christology.html
تقصير الرابط:
tak.la/8rvbz5s